رغم الوسائل مَهزُومَة إسرائيل
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
نوفمبر 6, 2023آخر تحديث: نوفمبر 6, 2023
مصطفى منيغ
لن تُتْرَكَ وَحدَها وهي تمثِّل عِزَّةَ المسلمين والعَرب ، رافعة إحدى سمات شرف وكرامة النَّاطقين بالشهادتين استقروا في الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغَرب ، حاملة المَجْد الشائع مع بداية الخلق يُمَيِّز بين المتمكن من حكمة الحياة و الفاقد بجهلها الصواب ، أكبر مِن التَّاريخ وأَوْسَع مِن ضيق التَّحديد في التَّفاخُرِ بالأنساب ، قوَّاها الإيمان وزكَّاها القدر لفتح الأبواب ، ولوجاً لأسمَى رُتب الشَّهادة لمن كانوا في دفاعهم عن الحق أصدق وأقرب وأوفى أحباب .
… غَزَّة قلب المُقاومة ولبَّ الدّفاع لشفاء أي مُصاب ظنّ الباطل به أصاب ، وما هي إلاَّ التفاتة تقضي لعودة الحق المالك كل الأسباب ، العاملة على استرجاع هيبة الانتصار لإقناع مَن سألَ وانتظر الجواب ، من هؤلاء الذين اصطفُّوا وراء حكام البيت الأبيض المصبوغ بِلَوْنَيِّ زُرْقَةِ لَهيبِ النَّار وحُمْرَةِ دَمِ الشهداء الأبرار فعاد بحلفائه متلقياً نفس الأصْبَاب ، خليط من سوائل السموم السياسية والشرور العسكرية يعتمدها لاستئصال الخير والسلام واستبدالهما بالاستعباد وفرض بدل الاستقرار الاضطراب .
… غزَّة لا تحارب فقط إسرائيل ، بل الولايات المتحدة الأمريكية وقافلة من توابع مؤيدي الصهاينة ، كالمملكة المتحدة وفرنسا وايطاليا ، ومَن جاء بعدهم في الدرجة الثانية من ذيل أوربا ممَّن لا يلزم حتى التَّذكير بأسمائهم ، وبذلك تستحق لقبَ “غزَّة العظمى” ، ومِن هنا تضع إسرائيل حجمها الحقيقي في موضع الدولة الهزيلة الخائفة من نفسها على نفسها ، المرتعشة ما بقيت كياناً مُصطنعاً لا يصلح إلاَّ لزرع الفتن لصالح حاصدة الفوائد بلا عناء أمريكا ، ذي الأربعة وجوه وهدفها واحد ، التربٌّع فوق رؤوس سواها مهما كانت جنسيتهم بدءا من العرب وانتهاء باليهود أنفسهم ، فكم من ملايير الدولارات تبخرَّت في علياء عزة بعد دك قنابل مبتاعة بها دور ألاف الفلسطينيين المدنيين الأبرياء الذين أصبحوا شهداء ” طوفان الأقصى” المعركة الملحمة ، البادئ بها شرف تاريخ المسلمين والعرب ، الذي أرادت به أمريكا الرسمية تلويثه على يد صهاينة ، الراغبين بدورهم مسح فلسطين من خريطة الدول العربية
، واستبدالها بمولود مشوَّه متخلف النمو منعدم الشعور بنخوة الانتماء لوطن يرأسه “عبَّاس” ، و بئس التَّخطيط والمخطَّط ومَن موَّل ودعَّم وتحالفَ وتنكَّر لأصله وفصله ، وجرفَ نفسه داخل قناةِ تصريفِ الوادي الحار يتدحرج متلاطماَ مع القاذورات إلى مخرجٍ يُشهر مذلَّة تلازمه عاراً لن يتخلَّ عنه أبداً .
… الحل أبعد ما يكون بكثرة الاجتماعات واللقاءات الثنائية أو الثلاثية لبعض قادة دول العرب ، فقد ولى زمن الثرثرة التلفزيونية وحلّ محلَّها عدم الثِّقة الجماهيرية في إدعاءات دعائية الأساس منها درّ الرماد في العيون . لقد أصبح من قلَّة الحياء إتِّباع نفس التقنيات لإظهار ما يعاكس الحقيقة ويخفى الطاعة لتعليمات الولايات المتحدة الأمريكية ، التي انحازت بالكامل لتصفية الشعب الفلسطيني بعد غزة يأتي دور “رام الله” من أجل تثبيت الدولة العبرية لهدف لا ينتهي بمثل الجريمة بل يتعداها للسيطرة على مصر التي مهما أبانت التعامل معها تظل غير مرتاحة لكونها الأكبر ولأشمل تأثيراً بما تدَّخره من وفاء للعروبة وما لها من طموح لقيادة الأمة العربية إلى فرض وجود مشرف واقف على أسس الند للند مهما كان المجال مع الدول المتقدمة تقدماً مبنيا على مبادئ العدل والمساواة واحترام حقوق الإنسان ، فلطالما اجتهدت أمريكا الرسمية لإبعاد مصر عن محيطها العربي ، والزج بها حليفة دائمة لإسرائيل ، لكن عبقرية المصريين وذكاءهم الدبلوماسي وحنكتهم السياسة وخبرتهم العريقة في تدبير شؤون دولتهم جعلت منهم فوق كل المؤامرات الأمريكية الجاعلة مظاهر القوة المعيار الوحيد لتحقيق مآربها غير المشروعة بكل تأكيد .
… شروقُ اليومِ أبانَ الصَّالح من الطَّالح ، وأدركَ مَن استيقظ على ضوئه مَن العامل على نصرة الحق الفلسطيني ، مِن العميل البائع ضميره من أجل الحصول على ثمن لن يبقيه سليم الوجود ، بل ذاك الزائد المنبوذ ، مهما رغب في الانزواء لن يعثر ولو على واحد ، سيصافحه بالنطق أو بمد اليد ، طبعاً مقياس التفاوت الضامن تقسيم المعنيين إلى ذاك الجزء الصالح أو نقيضه ، زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية ، المفتخر علانية بيهوديته ، لكل من سُلطَة عبَّاس قي ” رام الله” ، والأردن ومصر وقطر والعراق ، للحث على اعتقال كل مندفعٍ لتأييد “حماس” ولو بكلمة طيِّبة من بعيد ، عملاً بأمر مطلق لا يحتمل أي نقاش ، يجعل من “جو بيدن” الوصي الأول والأخير عن جعل الباطل الصهيوني خطاً أحمراً لا يجوز لهؤلاء العرب تجاوزه ، والمفتي الأوحد لدين جديد لا مبادئ ولا أخلاق حميدة يدعو لها ، بل للتعبُّد بالانبطاح غير المشروط لبني صهيون ، وإن تغيَّر حديثه في تركيا مقارباً التوسُّل ، مُستعملاً في النطق الأدب الجمّ ، فقد عاد بخيبة أمل تفصل العظمة عن تلك الدولة العظمى التي يمثلها ، وقد لمس بالواضح وليس المرموز ، ملامح مستقبل شَرْقٍ يتحكَّم في ترسيخه الشعب العربي الفلسطيني الأردني العراقي المصري السوري اللبناني اليمني الكويتي السوداني ، وليس من كانوا مجرَّد أرقام في معادلة حكمٍ غيَّرَ نفوذ رموزه السابع من أكتوبر المنصرم بانطلاق طوفان الأقصى .
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
وزير النقل الفلسطيني: الموقف المصري يقي الشعب الفلسطيني من نكبة جديدة
أشاد طارق حسني سالم زعرب وزير النقل والمواصلات الفلسطيني، بالموقف المصري الداعم للقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن هذا الدعم ساهم في منع تكرار نكبة فلسطينية جديدة. جاء ذلك خلال أعمال الدورة السابعة والثلاثين لمجلس وزراء النقل العرب، حيث تناول الوزير التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني في ظل الظروف الراهنة.
كامل الوزير يترأس اجتماع الدورة 73 للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء النقل العرب رؤية جديدة لدعم الاقتصاد الفلسطيني.. مصر تستضيف الدورة 73 لمجلس وزراء النقل العربأعرب زعرب عن تقدير بلاده العميق للدعم الذي يقدمه الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيدًا بمواقفه الثابتة في مواجهة محاولات الاحتلال الإسرائيلي لتهجير الشعب الفلسطيني. واعتبر زعرب أن هذه المواقف السامية من مصر قد منعت تكرار نكبة فلسطينية ثانية.
جاءت تصريحات الوزير خلال أعمال الدورة 37 لمجلس وزراء النقل العرب، التي عُقدت في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالإسكندرية، بحضور الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية الدكتور علي بن إبراهيم المالكي، ورئيس الأكاديمية الدكتور إسماعيل عبد الغفار.
وفي كلمته، أكد زعرب أن مصر قامت بفتح معابرها وموائنها لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشددًا على تقدير الشعب الفلسطيني وقيادته، ممثلة بالرئيس محمود عباس، لهذه المواقف التي تعكس مكانة مصر كقلب العروبة النابض ودرعها الواقي.
*الأرقام تتحدث*
وتطرق الوزير إلى الأوضاع الصعبة التي يواجهها المواطن الفلسطيني، حيث تتعرض القدس والضفة الغربية وقطاع غزة لمحاولات فصل تؤدي إلى حرمان الفلسطينيين من إقامة دولتهم المستقلة. ولفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قد دمر منذ السابع من أكتوبر جميع مقومات الحياة في غزة، مع تسجيل أكثر من 44,000 شهيد، وجرح ما يزيد عن 100,000 مواطن، 70% منهم من الأطفال والنساء.
وتابع زعرب قائلًا: "يوجد 35,000 يتيم و66,000 جنين في بطون أمهاتهم معرضون للموت والتشوهات نتيجة القنابل"، مشددًا على أن هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل تجسيد لمعاناة إنسانية هائلة تتطلب تحركًا عاجلاً من المجتمع الدولي.
أعلن زعرب عن خطة شاملة تتكون من ثلاث مراحل: الإغاثة الطارئة، والإنعاش المبكر، وإعادة الإعمار، مشيرًا إلى أن هذه الخطة تحتاج إلى دعم الدول العربية ووعيها بالمسؤولية المشتركة تجاه القضية الفلسطينية.
واختتم حديثه بشكر مصر، رئيسًا وحكومةً وشعبًا، على حسن الضيافة والجهود المبذولة لإنجاح الدورة الحالية للمجلس. كما أعرب زعرب عن خالص تقديره لدولة قطر على جهودها خلال فترة رئاسة مجلس وزراء النقل العرب للدورة الماضية، مشددًا على أهمية العمل العربي المشترك لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.