أفاد مراسل الجزيرة بسماع أصوات إطلاق نار متقطع من أسلحة ثقيلة جنوب أم درمان وغرب الخرطوم صباح اليوم، وذلك بعد ساعات من إعلان قوات الدعم السريع هدنة ليومين من طرف واحد.

وقد استمرت الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع في العاصمة الخرطوم أمس الاثنين حيث قصف الجيش نقاط تمركز قوات الدعم السريع بعد استهدافها مقر الاحتياطي المركزي للشرطة.

وأفاد مراسلنا بأن سلاح الجو السوداني شن غارات على مواقع لقوات الدعم السريع في الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري.

وتصاعدت أعمدة الدخان من منطقة الغابة غربي الخرطوم، ومناطق في جنوب الخرطوم بحري، وغرب أم درمان، وتزامن ذلك مع تحليق الطائرات الحربية وإطلاق رصاص للمضادات الأرضية جنوبي أم درمان.

وقد أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان (حميدتي) في تسجيل صوتي هدنة من طرف واحد تستمر يومين، وقال إن وقف إطلاق النار سيسري يومي وقفة عرفة وأول أيام عيد الأضحى.

كما أعلن حميدتي تشكيل لجنة لمحاسبة من يشتبه بارتكابه انتهاكات من عناصر الدعم، مؤكدا رفضه لأي انتهاكات بحق المدنيين.

اتساع المعارك

في غضون ذلك، اتسعت رقعة المعارك في السودان بشكل لافت، إذ هاجمت الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، مواقع للجيش السوداني في ولاية النيل الأزرق.


وقال مصدران مطلعان في حكومة ولاية النيل الأزرق ومكتب مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة السوداني للجزيرة إن قوات "الحركة الشعبية-شمال" بقيادة عبد العزيز الحلو هاجمت عددا من مواقع الجيش السوداني في خور البودي وديم منصور جنوب مدينة الكرمك، وذلك لأول مرة في هذه الولاية.

وأضاف المصدران أن الجيش السوداني تصدى للهجوم، وأشارا إلى استمرار قوات الحركة الشعبية في قصف عدد من المناطق بالولاية.

يذكر أن الجيش السوداني والحركة الشعبية وقّعا اتفاقا لوقف إطلاق النار ظل ساريا على نحو منتظم حتى اندلاع الصراع الحالي في منتصف أبريل/نيسان الماضي.

وفي أول تعليق من الاتحاد الأفريقي على خارطة طريق منظمة الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا "إيغاد" (IGAD) لحل النزاع في السودان، أعلن مجلس السلم والأمن الأفريقي التابع للاتحاد تأييده بالكامل خطةَ إيغاد بشأن النزاع في السودان.

وأثنى المجلس على الجهود التي تقوم بها "إيغاد"، مؤكدا مطالبته بتجريد العاصمة الخرطوم من السلاح فورا وبوقف غير مشروط للأعمال العدائية.

في المقابل، وصف مصدر دبلوماسي سوداني مطلع -تحدث للجزيرة- دعم مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي أمس لخطة الإيغاد لحل الأزمة السودانية بأنه قفزة في الظلام ومحاولة تطبيق إرادة موظفين دوليين يحاولون استغلال الاتحاد الأفريقي لخدمة أجندة دول خارجية، على حد تعبيره.

وأضاف المصدر أن "السودان، دولة وقيادة وجيشا وشعبا حرا، يمتلك قراره ولا ينتظر وصاية من أحد، ولا ولن ترهبه هذه المغامرات غير المسؤولة بالتدخل في شأنه الداخلي"، وفق تعبير الدبلوماسي السوداني.

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم المجلس المركزي للحرية والتغيير ياسر عرمان إن الهدن بين العسكريين لم تُوقف الحرب ولم تخفف معاناة المدنيين، على حد تعبيره.

وأضاف عرمان، في تغريدة على تويتر، أن اختصار الحوار بين العسكريين لن يؤدي إلى نتيجة، مطالبا بجلوس القوى الديمقراطية المدنية مع العسكريين إلى طاولة التفاوض لرسم طريق جديد.

ومنذ اندلاع القتال في منتصف أبريل/نيسان الماضي قُتل نحو 3 آلاف شخص وأصيب آلاف آخرون، في حين نزح مئات الآلاف إلى أماكن أكثر أمنا داخل السودان وفي بعض دول الجوار.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية السوداني: وساطة أردوغان بين الخرطوم وأبو ظبي واعدة وإيجابية

 

 “آخر ما تقدم به الرئيس أردوغان هو (عرض) الوساطة بين السودان والإمارات، وهذه المبادرة سيكون لها مردود إيجابي على السودان حكومة وشعبا وقيادة”

التغيير: وكالات

قال وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف إن مبادرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للوساطة بين الخرطوم وأبو ظبي “سيكون لها مردود إيجابي” على بلاده.

وأضاف الشريف في مقابلة مع الأناضول: “في هذه الحرب، وجدنا تفهما من القيادة التركية للأوضاع في السودان، وبُحثت المسائل المتعلقة بالحرب بصورة وثيقة جدا”.

ومنذ أبريل 2023 يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل، وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق بيانات أممية ومحلية.

وأضاف الشريف أن “تركيا بقيادة الرئيس أردوغان وقفت موقفا كريما وعظيما مع الشعب السوداني والدولة السودانية، وكانت واضحة في كل مواقفها، وهي مع سيادة الدولة السودانية والحفاظ مقدراتها”.

وشدد على أن السودان وشعبه تربطه علاقات “وطيدة ووثيقة وتاريخية” مع تركيا حكومة وشعبا.

و”آخر ما تقدم به الرئيس أردوغان هو (عرض) الوساطة بين السودان والإمارات، وهذه المبادرة سيكون لها مردود إيجابي على السودان حكومة وشعبا وقيادة”، كما أردف الشريف.

وفي 13 ديسمبر الجاري قالت الرئاسة التركية إن أردوغان أبلغ رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، خلال اتصال هاتفي، استعداد أنقرة للتوسط في حل النزاع بين السودان والإمارات.

واتهم مندوب السودان بالأمم المتحدة الحارث إدريس الحارث، في وقت سابق، الإمارات بإشعال الحرب في بلاده، عبر دعم قوات “الدعم السريع” شبه العسكرية.

لكن الإمارات نفت تدخلها في الشؤون السودانية الداخلية، وقالت إن “تلك الادعاءات لا أساس لها من الصحة وتفتقر إلى أدلة موثوقة لدعمها”.

 

الوسومالامارات السودان تركيا

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يتوغل في وسط الخرطوم بحري، والمبعوث الأممي إلى السودان ينهي زيارته لبورتسودان دون تحقيق اختراق
  • إسقاط 10 طائرات مسيرة هاجمت الأعوج بالنيل الأبيض
  • وزير الخارجية السوداني: وساطة أردوغان بين الخرطوم وأبو ظبي واعدة وإيجابية
  • تقدم الجيش السوداني في دارفور هل يغير معادلات الحرب في السودان؟ ؟
  • اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع بالخرطوم ودارفور
  • الحركة الشعبية والدعم السريع- رؤى متضاربة وصراع المصير
  • الجيش السوداني والقوة المشتركة تستردان مناطق جديدة من الدعم السريع والإستيلاء على مخزون ذخائر وأسلحة ومركبات قتالية
  • النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق أجنبي يقاتلون مع الدعم السريع
  • النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن مقتل العشرات من «قوات الدعم السريع»