تراجع سلطات مكافحة الفساد في الولايات المتحدة والسويد شكوى تزعم أن شركة سويدية تابعة لشركة أميركية تعهدت بدفع عشرات الملايين من الدولارات كرشاوى إذا ساعدها نجل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في احتكار منتجها للسوق التركي.

فقد وثُقت الخطة المقترحة في وثائق الاتصالات والأعمال، وكذلك من قبل شخص مطلع على الأمر، وفق تقرير خاص لوكالة "رويترز".

العرب والعالم قبيل الانتخابات.. مزاعم فساد تهدد حملة أردوغان مادة اعلانية

إلا أنه في النهاية لم يتم دفع أي عمولات أو رشاوى، وفقاً للشكوى التي قدمها فرد إلى السلطات وراجعتها رويترز.

الشركة تخلت عن المشروع فجأة

إذ تخلت شركة Dignita Systems AB (ديغنيتا) السويدية فجأة عن المشروع أواخر العام الماضي، وفقاً لما ذكره شخصان مطلعان على الأمر واتصالات الشركة اطلعت عليها رويترز.

وأكد مالك الشركة في الولايات المتحدة أن المشروع أُسقط، قائلاً إنه علم "بسلوك يحتمل أن يكون مقلقاً" في تركيا وأوقف عدة أشخاص متورطين.

وكانت خطة الشركة، وفقاً للشكوى، هي أن تقوم إدارة الرئيس أردوغان بتمرير لوائح من شأنها تعزيز مبيعات منتج "ديغنيتا" من أجهزة للسلامة المرورية.

في مقابل 10 سنوات من التفرد التجاري والاحتكار لبيع منتجاتها، التزمت الشركة بدفع عشرات الملايين من الدولارات كرسوم ضغط، عبر شركة وهمية لمؤسستين، بلال أردوغان عضو في مجلس إدارتهما، بحسب الشكوى.

تحقيقات أولية

وبعد تلقي الشكوى في أبريل/نيسان الماضي، كلفت وزارة العدل الأميركية والمدعين السويديين وكيلاً خاصاً ومفتشاً للمباحث، بإجراء تحقيقات أولية وتحديد ما إذا كان قد تم انتهاك أي من أحكام قوانين مكافحة الرشوة الأميركية والسويدية.

وقال خبراء مكافحة الفساد في الولايات المتحدة والسويد إن التعهد بدفع العمولات في كلا البلدين قد يشكل جريمة جنائية في ظل ظروف معينة.

فيما أوضح سكوت جريتاك، المحامي في منظمة الشفافية الدولية الأميركية في واشنطن، أنه في الولايات المتحدة يمكن إثبات انتهاك قانون الممارسات الأجنبية الفاسدة (FCPA) حتى لو لم يتم تحويل الأموال.

لكن على الادعاء أن يظهر أنه كان هناك اتفاق وأنه كان هناك نوع من التصرف العلني، مثل فتح حساب مصرفي لتوفير مكان لتلك الأموال.

محامي بلال ينفي

بدوره، قال أندرس إريكسون الرئيس التنفيذي لـ"ديغنيتا" إنه لا يمكنه مناقشة المخطط المزعوم لأنه كان على وشك مغادرة الشركة وهو ملزم باتفاقية سرية.

ومن خلال محامٍ، أوضح بلال أردوغان أن المزاعم "غير صحيحة". وأضاف المحامي أنها "مجموعة من الأكاذيب"، فيما رفض مسؤول كبير بمديرية الاتصالات بالرئاسة التركية التعليق على هذا المقال.

ولم تتمكن رويترز من التأكيد بشكل مستقل ما إذا كان الرئيس أردوغان ونجله بلال على علم أو متورطين في مخطط الرشوة المزعوم لـ "ديغنيتا".

طيب أردوغان (الثاني من اليمين) وزوجته أمينة أردوغان وابنه بلال أردوغان (الثاني من اليسار) يصفقون خلال المؤتمر الاستثنائي لحزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة في 27 أغسطس 2014. (رويترز)

يشار إلى أنه نادراً ما يظهر بلال أردوغان علناً إلى جانب أفراد آخرين من عائلة أردوغان، ويمتلك رجل الأعمال البالغ من العمر 42 عاماً حصص قليلة في مجموعة BMZ، وهي شركة للنقل البحري والبناء.

مزاعم فساد

وارتبط اسمه بالفساد المزعوم في الماضي. ففي عام 2016 أجرى ممثلو الادعاء الإيطاليون تحقيقاً في غسل أموال بحق بلال أردوغان للاشتباه في أنه جلب أموالاً إلى البلاد دون الإعلان عن ذلك.

فيما نفى هذا الاتهام وأسقط المدعون الإيطاليون التحقيق في النهاية، متذرعين بنقص الأدلة.

وفي العام السابق، زعمت الحكومة الروسية أن لديها أدلة على أن نجل الرئيس أردوغان كان يستفيد من تجارة النفط عبر الحدود مع تنظيم داعش في سوريا.

وامتنعت روسيا عن مشاركة أدلتها، في حين نفى بلال أردوغان هذه المزاعم قائلا إن التنظيم المتطرف عدو لتركيا.

التقرب من أردوغان

يذكر أن شركة "ديغنيتا" دخلت تركيا في عام 2017 بطموح بيع أجهزتها للسلامة المرورية. وفي ذلك العام، تولى إريكسون، الرئيس التنفيذي للشركة رئاسة الشركة التركية التي أنشأتها Smart Start، وفقاً لسجلات الشركات التركية.

وقال شخص مطلع على الأمر إن "ديغنيتا" و"سمارت ستارت" حققوا تقدماً طفيفاً لعدة سنوات لأنهم لم يتمكنوا من الوصول، حتى بشكل غير مباشر، إلى الرئيس أردوغان.

إلا أن انفراجة حدثت في أوائل عام 2021 عندما تمكن أحد مساعدي إريكسون من تقديم خطة الشركة السويدية إلى السياسي عرفان غوندوز، وفقاً للشخص المطلع على الأمر.

وأضاف أن "ديغنيتا" اختارت الاقتراب من السياسي لأنه معروف بأنه قريب من بلال أردوغان، الذي يمكنه أن يتيح الوصول إلى الرئيس التركي، لا سيما ان غوندوز يترأس مجلس أمناء جامعة ابن خلدون وبلال أردوغان هو نائب الرئيس.

مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News أردوغان

المصدر: العربية

إقرأ أيضاً:

حزب الله يكذب مزاعم العدو بدخول قواته إلى لبنان ويؤكد جاهزية المقاومة للمواجهة

العدو يقر بأن الصواريخ التي أطلقت على وسط «إسرائيل» من لبنان هي الأكبر منذ بداية الحرب

الثورة  / متابعات

نفى حزب الله دخول أي قوات لجيش العدو إلى لبنان أو وقوع أي اشتباكات مباشرة بين الجانبين، وذلك بعد تصريحات لجيش الاحتلال قال فيها إن جنوده يخوضون معارك عنيفة مع مقاتلي الحزب في جنوبي لبنان.

وأكد محمد عفيف مسؤول الإعلام في حزب الله أن «كل الادعاءات الصهيونية بأن قوات الاحتلال دخلت لبنان كاذبة»، مشدداً على أنه لم يحدث بعد أي اشتباك بري مباشر بين المقاومة وقوات الاحتلال.

وقال: إن «مجاهدي الحزب مستعدون للمواجهة مع قوات العدو التي تتجرأ أو تحاول دخول أراضي لبنان».

وشدد على أن قصف قاعدة الاستخبارات العسكرية 8200 ومقر الموساد في تل أبيب ليس إلا بداية، مؤكداً أن الحزب سيلحق «أكبر الخسائر في قوات العدو التي تحاول دخول الأراضي اللبنانية».

وأعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان إطلاق صليات صاروخية من نوع «فادي 4» على قاعدة «غليلوت» التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية «8200» ومقر «الموساد» الإسرائيلي في ضواحي «تل أبيب».

وأكّدت المقاومة في البيان أن قصف «غليلوت» ومقر «الموساد» في «تل أبيب» يأتي في إطار سلسلة عمليات «خيبر» ورداً على استهداف المدنيين والمجازر التي يرتكبها ‏العدو، دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، ودفاعاً عن لبنان ‌‏وشعبه.

وفي هذا الإطار، أكّدت وسائل إعلام العدو، أنّ الصواريخ التي أطلقت على وسط «إسرائيل» من لبنان هي الأكبر منذ بداية الحرب، بينما تحدثت منصة إعلامية إسرائيلية عن فرض تعتيم شديد على ما يحصل في الحدود الشمالية.

وعقب صليات الصواريخ التي أطلقت من لبنان في اتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، قال الإعلام الإسرائيلي إنّه «من الواضح أن حزب الله لم يقل الكلمة الأخيرة بعد»، مشدداً على أن «حزب الله لا يزال لديه قدرات إطلاق على إسرائيل».

وتحدثت القناة «الـ12» الإسرائيلية، عن 50 عملية إطلاق من لبنان حتى الساعة وآخرها استهداف منطقة الوسط ما أدخل ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ.

هذا وأغلقت شرطة الاحتلال شارع «6» من تقاطع «خوريش» إلى «آيال» (قرب قلقيلية) أمام حركة المرور، من جرّاء سقوط صاروخ مصدره لبنان.

فيما أظهرت مشاهد سقوط صاروخ بشكلٍ مباشر في مفترق حورشيم في محيط كفار سابا شمالي «تل أبيب».

إلى ذلك، رصد الإعلام الإسرائيلي اندلاع حرائق ودمار في الطريق، بالإضافة إلى تضرر حافلة للمستوطنين في «تل أبيب» من جراء سقوط صاروخ أطلق من لبنان.

وسقط صاروخ شرقي «تل أبيب» بالتزامن مع دوي صفارات الإنذار في الشمال والشرق، بينما طلبت شرطة «تل أبيب من المستوطنين البقاء في الأماكن المحمية، عقب سقوط عدد من الإصابات هناك.

إلى ذلك تحدثت «نجمة داوود الحمراء» عن وجود عدد من المصابين في أعقاب صلية الصواريخ نحو منطقة الوسط في «نحشونيم وخورشيم».

كما أعلن حزب الله في بيانات منفصلة أن قواته استهدفت تحركاً وتجمعاً لجنود العدو في موقع المطلة بقذائف المدفعية والصواريخ وحققوا فيه إصابات مباشرة، كما استهدفوا جنوداً إسرائيليين عند بوابة مستوطنة شتولا الإسرائيلية بالقذائف المدفعية.

وفي بيان آخر، قال الحزب إن مقاتليه استهدفوا تحركات لجنود العدو في البساتين المقابلة لبلدتي العديسة وكفركلا بالأسلحة المناسبة، وحققوا فيهم إصابات مؤكدة، موضحا أن هذه الهجمات تأتي دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة ودفاعا عن لبنان وشعبه.

كذلك استهدف مقاتلو الحزب تجمعاً لجنود العدو بين موقعي «الرمثا» و«السماقة» في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بـ 32 صاروخ ‏كاتيوشا.‏ وتجمعاً لجنود الاحتلال ‏قرب مستوطنة «روش بينا» بصلية صاروخية، وتجمع آخر لقوات العدو ‏في ثكنة «دوفيف» بصاروخ «فلق 2».

وسبق أن أعلنت المقاومة استهدافها عدة تجمعات لجنود الاحتلال، في كلٍ من مستعمرات «أفيفيم» و»المطلة» وشتولا»، وأكدت أن عملياتها حققت إصابات مباشرة.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي ادعى أن معارك عنيفة تدور في جنوبي لبنان، داعياً «السكان لعدم التحرك بالمركبات من الشمال إلى جنوب نهر الليطاني حتى إشعار آخر».

من جهته، قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إن الجيش الإسرائيلي «يخوض قتالا في ظروف ليست سهلة بجنوب لبنان»

فيما نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إن القوات المشاركة في العملية هي من النوع الذي يقوم بعمليات محدودة، مؤكدا أنه لم ترد تقارير حتى الآن عن اشتباكات مع قوات حزب الله ضمن العملية البرية.

مقالات مشابهة

  • وزارة الرياضة ترد على مزاعم تقديم دعم مالي لنادي الزمالك
  • الإعلامي الحكومي يوضح حقيقة مزاعم تحرير فتاة إيزيدية من غزة
  • أمين عام الـ"كاف" يواجه تحقيقاً في سويسرا بتهم فساد
  • مزاعم عن نشاط لكتائب حزب الله العراقية في وسط آسيا والقوقاز
  • أوبك تنفي مزاعم انخفاض أسعار النفط إلى 50 دولار
  • ضربة جديدة على اقتصاد لبنان: خسائر الحرب بمئات ملايين الدولارات
  • بعد ضبط كميات كبيرة.. علامات تدل على فساد اللحوم المصنعة
  • سخرية واسعة تطال القيادي الحوثي محمد علي الحوثي بعد نشره فيديو زائف عن قصف إيراني
  • الخسائر بمليارات الدولارات.. قطاع تضرر كثيرا جراء القصف الإسرائيلي
  • حزب الله يكذب مزاعم العدو بدخول قواته إلى لبنان ويؤكد جاهزية المقاومة للمواجهة