عربي21:
2025-04-01@09:36:50 GMT

ثقب غزة الأسود إذ يبتلع الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT

هل تحاول الولايات المتحدة فرض مبدأ مونرو جديد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟ جلبت الولايات المتحدة قوة بحرية كبيرة إلى المنطقة وشكلت تحالفا غير مسبوق من البلدان، ما أثار أسئلة حول هذا التجمع العسكري الضخم وفرض على الأطراف الإقليمية الدولية أن تكون في حالة تأهب قصوى، مما يجعل هذه الأسئلة مشروعا تماما.



مبدأ مونرو الذي أصدره الكونغرس الأمريكي في عام 1823، كان يهدف في الأصل إلى مواجهة التدخل الأوروبي في منطقة نصف الكرة الغربي، لكنه تحول إلى شكل من أشكال الهيمنة من قبل ثيودور روزفلت في بداية القرن العشرين، والذي احتل دولا صغيرة في أمريكا اللاتينية، بعد أن حول الأمريكيون موقفهم من مدافع مفترض إلى محتل متوحش.

كثيرون في المنطقة غير مقتنعين بأنّ الهدف الوحيد للحملة الأمريكية على المنطقة هو مجرد مواجهة مع قطاع غزة، كما تم الإعلان عنه، ولكنه في الواقع أكبر من ذلك بكثير، ويمكننا استنتاج بعض هذه الحملة بناء على قراءة بسيطة للسياسة الخارجية الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية.

على مدى السنوات التالية للحرب العالمية الثانية، رأينا كيف عملت واشنطن على إنهاك الدول الأوروبية، وجعلتها تعتمد على الولايات المتحدة. ولا يمكن تجاهل حقيقة أن التحالف الغربي الداعم للحرب في أوكرانيا يهدف ولو جزئيا إلى استنزاف الاقتصاد الأوروبي، وجعل الأوروبيين يشعرون دائما بانعدام الأمن، والحاجة إلى مظلة الجيش الأمريكي.

لقد بلغ الضعف بالأوروبيين أمام الولايات المتحدة الأمريكية، أنّهم صمتوا عندما عطلت أمريكا خط أنابيب نورد ستريم في العام الماضي، ولم تكن أي من الدول الأوروبية قادرة على الرد بشكل فعّال بل دخلوا حالة إنكار، وفوق كل ذلك بعد أن خسرت أوروبا الطاقة الروسية واضطرت إلى استيرادها بسعر فاحش من الولايات المتحدة، وسط انتقادت فارغة من ألمانيا، مثلما عبّر وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك عن استيائه من أن تصرفات بعض "الدول الصديقة"، بما في ذلك الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، والتي أدت إلى زيادة أسعار الغاز الطبيعي المسال، وبالتالي زيادة الاعتماد الأوروبي على الولايات المتحدة.

علاوة على ذلك، فإن الوجود العسكري الغربي في شرق المتوسط يمكن أن تنظر إليه روسيا على أنّه محاولة للضغط عليها من خلال حاملات الطائرات القادرة على حمل عشرات الطائرات، بالإضافة إلى السفن المصاحبة، والتي من الممكن أن تدخل في حرب مع روسيا في أوكرانيا في أي وقت.

كما أنّها وسيلة للضغط على الصين من خلال محاولة السيطرة على مصادر الطاقة والتلاعب بأسعارها، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر في الاقتصاد الصيني والنمو، حيث إنّ الصين تعتمد بشكل كبير على مصادر الطاقة من المنطقة، كما يمثّل هذا الحضور تهديدا حقيقيا لمشروعات مبادرة الحزام والطريق، وهو ما يتكامل مع جهود الولايات المتحدة لاحتواء الصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وفرض المزيد من الضغوط على خطتها لتوسيع وجودها في المنطقة وخاصة بعد زيارة الرئيس السوري إلى الصين قبل بضعة أسابيع.

كما أن الوجود الأمريكي في المنطقة قد يسعى إلى منع أي تغيير سياسي محتمل في العالم العربي والإسلامي؛ مماثل لما حدث في الربيع العربي ومؤخرا في بلدان جنوب الصحراء الكبرى. لقد ورثت أمريكا المنطقة التي كان يهيمن عليها الاستعمار الغربي، مجزأة وضعيفة، وتريد الحفاظ على الوضع الراهن من خلال وجودها المباشر في المنطقة، بحيث يهدد هذه الأنظمة بشكل مباشر إذا حاولت التمرد، ويوفر لها الحماية عند الضرورة.

إنّ الوجود العسكري الغربي ليس استفزازيا فقط للقوى الكبرى، التي قد لا تتردد هي الأخرى في تعزيز وجودها العسكري في المنطقة كرد على محاولة الهيمنة الأمريكية، بل إنّه يقف أمام طموح القوى الإقليمية مثل إيران وتركيا. بالطبع فإنّ الولايات المتحدة لا تخفي ذلك العداء تجاه إيران وقد أرسلت تهديدات مباشرة لطهران، وأنّها مستهدفة بالتواجد العسكري، وقد كانت إيران تستعد منذ سنوات طويلة لمثل هذه الحرب غير المستبعدة.

ومن ناحية أخرى، فإنّ تركيا تبدو منزعجة إلى حد كبير بسبب الوجود العسكري الغربي في شرق البحر الأبيض المتوسط، وليس فقط لأنّ لديها ذكريات مريرة للغاية من مثل هذه الائتلافات العسكرية، ولكن أيضا لأنها كذلك تقع في قلب شرق المتوسط.

بدون شك، وجود هذه القوات العسكرية الضخمة سوف يؤثر على توازن القوى في المنطقة، وسوف يشكل حواجز أمام طموحات تركية لتعزيز حضورها في البحر الأبيض المتوسط والبحث عن مصادر الطاقة، كما أنّه سيثير المزيد من المخاوف التركية من علاقات أمريكا المشبوهة مع الجماعات الكردية الانفصالية/ الإرهابية، وسوف تعمل على مواجهة هذا الوضع.

لا شك أنّ تركيا، باعتبارها عضوا في حلف شمال الأطلسي، لديها حسابات معقدة، وأنّ وجود الأساطيل الغربية في المنطقة سيضع ضغوطا إضافية عليها وسيتسبب باستفزازها بشكل أكبر، خاصة أنّ الضغط الشعبي يتصاعد على الرئيس أردوغان، وبالذات من بنك الأصوات الشعبية التي يعتمد عليه للفوز بالانتخابات، كي يقوم بشيء لوقف جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة. إنّ تركيا تواجه تحديات ضخمة وربما تضطر إلى إعادة تقييم علاقتها مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي نتيجة لذلك، مع الأخذ في الاعتبار أن علاقة تركيا مع مصر تحسنت في الآونة الأخيرة.

(تم نشر المقال على موقع ميدل إيست مونيتور باللغة الإنجليزية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الشرق الأوسط غزة الشرق الأوسط امريكا فلسطين غزة توتر مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز تكشف تفاصيل خفية عن الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا

نشرت صحيفة نيويورك تايمز عرضا لأهم النقاط في تقريرها المطول عن الشراكة العسكرية السرية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، والتي وصفتها بأنها لم تكن معروفة من قبل، ولعبت دورا أكبر بكثير في تلك الحرب.

وقالت إن أميركا وأوكرانيا شكلتا على مدى ما يقرب من 3 سنوات قبل عودة الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة شراكة عسكرية سرية شملت الاستخبارات والتخطيط الإستراتيجي والتكنولوجيا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2يسرائيل هيوم: هذه هي الفجوة بين إسرائيل وحماس في المفاوضاتlist 2 of 2كاتب إسرائيلي: لسنا بحاجة للعيش في جيب أميركاend of list

وبينما أعلن البنتاغون علنيا عن تقديم 66.5 مليار دولار مساعدات عسكرية لأوكرانيا، امتد الدور الأميركي إلى ما هو أبعد من إمدادات الأسلحة، إذ أثر بشكل مباشر على إستراتيجية المعارك وقدّم بيانات استهداف دقيقة.

وفيما يلي أهم النقاط حسب تقرير الصحيفة:

الولايات المتحدة قدمت معلومات استخباراتية للاستهداف من قاعدة سرية في ألمانيا

أصبح مركز عمليات سري في قاعدة الجيش الأميركي في فيسبادن بألمانيا محور تبادل للمعلومات الاستخباراتية بين أميركا وأوكرانيا، وكان الضباط الأميركيون والأوكرانيون يجتمعون يوميًا لتحديد الأهداف الروسية ذات الأولوية العالية.

واستخدمت وكالات الاستخبارات الأميركية والحليفة صور الأقمار الصناعية والاتصالات الملتقطة وإشارات الراديو لتحديد مواقع القوات الروسية. ثم قامت "فرقة التنين" (عملية أميركية سرية) بنقل الإحداثيات الدقيقة إلى القوات الأوكرانية لتنفيذ الضربات. ولتجنب الطابع الاستفزازي لهذه العمليات، أطلق المسؤولون الأميركيون على الأهداف اسم "نقاط اهتمام" بدلا من "أهداف عسكرية".

إعلان المخابرات الأميركية والأسلحة المتقدمة قلبت موازين الحرب

في منتصف عام 2022، زوّدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أوكرانيا بأنظمة هيمارس، وهي صواريخ موجهة بالأقمار الصناعية تتيح ضربات دقيقة تصل إلى 80 كيلوكترا.

في البداية، كانت أوكرانيا تعتمد بشكل كبير على المعلومات الاستخباراتية الأميركية لكل ضربة من هذه الصواريخ، وأدت هذه الضربات إلى ارتفاع الخسائر الروسية بشكل كبير، مما منح أوكرانيا ميزة غير متوقعة في ساحة المعركة.

"الخطوط الحمراء" الأميركية ظلت تتغير

كانت إدارة بايدن حريصة على تأكيد أن الولايات المتحدة لا تخوض الحرب ضد روسيا بشكل مباشر، بل تقدم المساعدة لأوكرانيا فقط. ومع ذلك، توسع الدعم الأميركي تدريجيا ليشمل المزيد من العمليات السرية.

في البداية، كان إرسال جنود أميركيين إلى أوكرانيا محظورا تماما، لكن لاحقا تم إرسال فريق صغير من المستشارين العسكريين إلى كييف، ثم زاد العدد إلى نحو 36 مستشارا قرب الخطوط الأمامية.

في عام 2022، سُمح للبحرية الأميركية بمشاركة معلومات استخباراتية لتمكين الضربات الأوكرانية على السفن الروسية قرب شبه جزيرة القرم، كما قدمت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه) دعما سريا للهجمات على السفن الروسية في ميناء سيفاستوبول.

في النهاية، سُمح للولايات المتحدة بدعم الضربات داخل روسيا

وبحلول عام 2024، سمحت إدارة بايدن للقوات الأميركية بمساعدة أوكرانيا في تنفيذ ضربات داخل الأراضي الروسية، لا سيما حماية مدينة خاركيف من الهجمات الروسية. ولاحقا، توسع الدعم الأميركي ليشمل ضربات صاروخية على مناطق روسية كانت تستخدمها موسكو لحشد قواتها وشن هجمات على شرق أوكرانيا.

في البداية، كانت سياسة الاستخبارات المركزية تمنعها من تقديم معلومات استخباراتية بشأن أهداف داخل روسيا، لكنها حصلت لاحقا على "استثناءات" لدعم ضربات أوكرانية محددة.

ففي 18 سبتمبر/أيلول 2024، استهدفت طائرات مسيرة أوكرانية مستودع ذخيرة روسي ضخم في "توروبيتس" بمعلومات استخباراتية قدمتها سي آي أيه، مما أدى إلى انفجار ضخم يعادل زلزالا صغيرا، وفتح حفرة بحجم ملعب كرة قدم.

إعلان الخلافات الداخلية في أوكرانيا أدت إلى فشل الهجوم المضاد في 2023

على الرغم من النجاحات المبكرة في ساحة المعركة، فإن الهجوم المضاد الأوكراني في 2023 انهار بسبب الصراعات السياسية الداخلية.

وكان الجنرال فاليري زالوجني يخطط لشن هجوم رئيسي نحو ميليتوبول لقطع خطوط الإمداد الروسية، لكن منافسه الجنرال أولكسندر سيرسكي دفع باتجاه هجوم في باخموت بدلا من ذلك، وانحاز الرئيس زيلينسكي إلى سيرسكي، مما أدى إلى تقسيم الجهود العسكرية، وأضعف تقدم أوكرانيا، وفي النهاية سمح لروسيا باستعادة التفوق.

دور خفي

ويكشف التحقيق عن أن الولايات المتحدة لعبت دورًا حاسمًا ولكنه خفي في الجهود العسكرية الأوكرانية.

فمع تقدم الحرب، تعمق تورط الولايات المتحدة من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية والتخطيط العملياتي، وحتى تقديم الدعم السري في الهجمات داخل الأراضي الروسية.

وعلى الرغم من الدعم الأميركي، فقد أسهمت الانقسامات الداخلية في أوكرانيا في فشل الهجوم المضاد لعام 2023، مما جعل الزخم يعود لصالح روسيا في الحرب.

مقالات مشابهة

  • مصدر إسرائيلي: لن نسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي
  • نيويورك تايمز تكشف تفاصيل خفية عن الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا
  • الرئيس الإيطالي يعرب عن أسفه إزاء "العنف غير المقبول" في الشرق الأوسط
  • وزير الدفاع الأمريكي: اليابان شريك لاغنى عنه في ردع التصعيد العسكري الصيني
  • معالجة المدفوعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.. الفرص والتحديات
  • المغرب ضمن الدول العشر الأوائل في تسهيل التجارة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا
  • إسرائيل والأكراد: تحالف الأقليات يرسم خريطة الشرق الأوسط
  • مسؤولة أميركية لـ«الشرق الأوسط»: أولويتنا في السودان وقف القتال
  • «لديكم رئيس يحبكم في البيت الأبيض».. ترامب في رسالة للمسلمين
  • من "سويسرا الشرق الأوسط" إلى شريك في التهريب.. تقرير أمريكي يكشف دور عُمان في دعم الحوثيين