الغواصة أوهايو في الشرق الأوسط.. مزايا هجومية فائقة ورسالة ردع أميركية
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
تتمتع الغواصة الأميركية من فئة "أوهايو" التي تعمل بالطاقة النووية بمزايا هجومية فريدة، تجعلها قادرة على ردع الخصوم في مناطق العمليات.
والغواصة، التي أعلنت القيادة المركزية الأميركية، الأحد، وصولها إلى منطقة العمليات في الشرق الأوسط، تستطيع إطلاق النيران بسرعة ومدى كبيرين، وفق مسؤولين أميركيين.
ولم يذكر منشور للقيادة المركزية الأميركية على وسائل التواصل الاجتماعي اسم الغواصة، لكن البحرية الأميركية لديها 4 غواصات صاروخية موجهة من طراز أوهايو (SSGNs)، وهي غواصات صواريخ باليستية سابقة تم تحويلها لإطلاق صواريخ كروز توماهوك، بدلا من الصواريخ الباليستية ذات الرؤوس النووية.
On November 5, 2023, an Ohio-class submarine arrived in the U.S. Central Command area of responsibility. pic.twitter.com/iDgUFp4enp
— U.S. Central Command (@CENTCOM) November 5, 2023وتظهر الصورة المنشورة مع الإعلان الأميركي الغواصة في قناة السويس شمال شرق القاهرة.
وتوضح "سي أن أن" أنه نادرا ما يعلن الجيش الأميركي عن تحركات أو عمليات أسطوله من الغواصات الباليستية والصواريخ الموجهة، إذ تخضع السفن التي تعمل بالطاقة النووية للسرية باعتبارها جزءا من الثالوث النووي الأميركي، بجانب صوامع الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والقاذفات الاستراتيجية.
وتأتي الغواصات من فئة أوهايو في نوعين مختلفين يحملان إما صواريخ موجهة مثل صاروخ توماهوك، أو تلك التي تحمل صواريخ باليستية ذات قدرة نووية. وكان لدى الجيش الأميركي 18 غواصة تحمل صواريخ باليسيتية قبل أن يحول 4 منها إلى غواصات صواريخ موجهة (SSGNs).
وبعد المراجعة النووية، في عام 1994، تقرر أن الولايات المتحدة تحتاج إلى 14 فقط من أصل 18 من غواصات الصواريخ التي تحمل صواريخ نووية لتلبية احتياجات القوة الاستراتيجية للبلاد. وحولت الولايات المتحدة أربع غواصات إلى منصات هجوم تقليدي، ومنصات لقوات العمليات الخاصة، وأشرفت على هذا التحويل شركة "جنرال دايناميكس".
والغواصات الأربع هي "يو أس أس ميشيغان" "بو أس أس أوهايو" و"يو أس أس فلوريدا" و"يوس أس أس جورجيا".
وكانت الولايات المتحدة أعلنت آخر مرة علنا عن نشر غواصة باليستية في يوليو، عندما نشرت "يو أس أس كنتاكي" في كوريا الجنوبية، في أول انتشار لغواصة أميركية ذات قدرة نووية منذ 42 عاما، وفق موقع "ستارز آند سترايبس" التابع للجيش الأميركي.
ويمكن لغواصة باليستية من هذا الطراز أن تحمل ما يصل إلى 20 صاروخا باليستيا يصل مداها إلى 6400 كيلومتر. وغواصة الصواريخ الموجهة تستطيع حمل ما يصل إلى 154 صاروخ توماهوك، بمدى يصل إلى 1600 كيلومتر.
ويبلغ طول الغواصة الموجهة 171 سنتيمترا، وتسير بسرعة 37 كيومترا في الساعة، ويتألف طاقمها من 15 ضابطا و144 مجندا.
وهي، وفق موقع "ميليتاري"، تتمتع بقدرات "غير مسبوقة في توجيه الضربات والعمليات الخاصة، إذ أنها مسلحة بصواريخ تكتيكية ومجهزة بقدرات اتصالات فائقة".
وهذه القدرة على حمل صواريخ توماهوك تفوق، بمعدل 50 في المئة، قدرة مجموعة مدمرات الصواريخ الموجهة الأميركية، وما يقرب من أربعة أضعاف ما تتسلح به أحدث الغواصات الهجومية التابعة للبحرية الأميركية.
ويمكن لصاروخ توماهوك أن يحمل رأسا حربيا شديد الانفجار، يصل وزنه إلى 454 كيلوغراما.
وتستطيع أن تستوعب تخزين معدات قوات العمليات الخاصة، والمواد الغذائية، والمواد الاستهلاكية الأخرى، مما يزيد قدرة الغواصات على البقاء في العمل.
وتتمتع هذه الغواصات أيضا بالقدرة على حمل ما يصل إلى 66 فردا من قوات العمليات الخاصة في وقت واحد.
وقال كارل شوستر، مدير العمليات السابق في مركز الاستخبارات المشتركة التابع للقيادة الأميركية في المحيط الهادئ، لشبكة "سي أن أن": "يمكن لغواصات SSGN إطلاق الكثير من القوة النارية بسرعة كبيرة".
وأضاف: "154 صاروخ توماهوك تطلق بدقة الكثير من الضربات. ولا يمكن لأي خصم للولايات المتحدة أن يتجاهل هذا التهديد".
وظهرت قوة غواصات الصواريخ الموجهة في مارس 2011، عندما أطلقت الغواصة "يو أس أس فلوريدا" نحو 100 صاروخ توماهوك على أهداف في ليبيا.
وفي أبريل الماضي، أعلنت البحرية أن الغواصة "يو أس أس فلوريدا" كانت ضمن غواصتين اثنتين من غواصات SSGN في الشرق الأوسط، وفق "سي أن أن".
وفي يونيو، أعلنت البحرية عن نشر "يو أس أس ميشيغان" في كوريا الجنوبية، لإظهار لالتزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
رسالة ردعويعد الإعلان الأخير للجيش الأميركي رسالة ردع واضحة موجهة لإيران ووكلائها في المنطقة، إذ أنها سوف تنضم إلى عدد من أصول البحرية الأميركية الأخرى الموجودة بالفعل في المنطقة، بما في ذلك مجموعتان من حاملات الطائرات ومجموعة برمائية، وفق "سي أن أن".
وجاء الإعلان في وقت عقد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، سلسلة من الاجتماعات مع شركاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط: في تركيا والعراق وإسرائيل والضفة الغربية والأردن.
وهناك، شدد بلينكن على أن الولايات المتحدة "تدعم حق إسرائيل في الدفاع بمواجهة حماس".
وتحدث وزير الدفاع، لويد أوستن، الأحد، مع نظيره الإسرائيلي، يوآف غالانت، حيث أكد له التزام واشنطن بردع "أي دولة أو جهة غير حكومية تسعى إلى تصعيد هذا الصراع"، في إشارة واضحة إلى إيران وحزب الله.
وقال أوستن، هذا الشهر، إن القوات الإضافية في المنطقة تهدف إلى "تعزيز جهود الردع الإقليمية، وزيادة حماية القوات للقوات الأميركية في المنطقة، والمساعدة في الدفاع عن إسرائيل".
وقال بات رايدر، المتحدث باسم البنتاغون، في 23 أكتوبر: "سنتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية القوات الأميركية ومصالحنا في الخارج... مرة أخرى، لا أحد يريد أن يرى صراعا يتسع، وهذا هدفنا الأساسي، لكننا لن نتردد أبدا في حماية قواتنا".
يذكر أنه في 21 ديسمبر 2020، عبرت "يو أس أس جورجيا"، وهي غواصة أخرى مزودة بالصواريخ الموجهة التي تعمل بالطاقة النووية، مضيق هرم إلى جانب طرادي صواريخ أميركيين. وتم هذا الانتشار خلال فترة من التوترات مع إيران.
وجرت عملية نشر أخرى في 19 أكتوبر 2022، عندما قام قائد "القيادة المركزية الأميركية" الجنرال مايكل كوريلا بجولة في الغواصة المزودة بصواريخ باليستية "يو أس أس ويست فيرجينيا" في بحر العرب.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الصواریخ الموجهة العملیات الخاصة فی الشرق الأوسط فی المنطقة سی أن أن یو أس أس یصل إلى
إقرأ أيضاً:
فايننشال تايمز: تغير خريطة الشرق الأوسط تحد كبير للغرب
حذر باحث بارز في الشؤون الدولية الغرب من التهاون في التعامل مع التحولات التاريخية في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن في ذلك خطرا كبيرا.
وأكد إميل حكايم، مدير الأمن الإقليمي في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية ومقره في العاصمة البريطانية لندن، أن توالي التطورات التي بدأت في المنطقة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كانت مذهلة لاجتماع أحداث مأساوية وإستراتيجية فيها ستستغرق وقتا حتى تهدأ، لأن ما حدث سيكون له، بلا أدنى شك، تداعيات على المدى الطويل.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تايمز: عندما يتعلق الأمر بالقيم البريطانية الأمر جد معقدlist 2 of 2لوفيغارو: حكومة طالبان تعتمد على السياحة للتخفيف من عزلتهاend of listوأضاف، في مقاله بصحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أن المجتمعات في المشرق العربي "متنوعة وهشة" وتمر بتحولات تاريخية جذرية، ومن غير المرجح أن تحصل على مساعدة من الخارج، نظرا لتردد دولها وفتور همة العالم على حد سواء.
حل الدولتينوتترافق عملية إعادة ترتيب المنطقة -وفق الكاتب- مع أعمال عنف شديدة وسجالات متجددة، فالفلسطينيون يعانون الأمرين على نحو غير مسبوق في قطاع غزة على يد الجيش الإسرائيلي.
وزعم حكايم أن رهان حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الذي يصفه بالفاشل، وعجز شركائها عن نجدتها، هو تذكير بأن المسار الوحيد لقيام دولة فلسطينية يكمن في تدويل القضية والتوصل إلى حل عبر التفاوض.
إعلانوقد برز التحالف من أجل حل الدولتين الذي تتبناه دول عربية وأوروبية باعتباره الوسيلة الأرجح لتحقيق ذلك الهدف.
وتابع قائلا إن على الفلسطينيين الاقتناع بأن الأمر أكثر من مجرد حفلة دبلوماسية رمزية، ولكن عليهم أن يثبتوا أنهم أصحابها، وهي نتيجة لن تتحقق إلا بإصلاح السلطة الفلسطينية الذي طال انتظاره.
عجرفة الاحتلالوفي موازاة ذلك، انتقل الإسرائيليون من صدمة شديدة -في إشارة إلى هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023- إلى "انتصار عسكري" في غضون عام واحد فقط، كما يدعي كاتب المقال.
وقد عزز ذلك، برأيه، الاعتقاد بأن إسرائيل لا يمكنها الاعتماد إلا على قوتها العسكرية وأن التوسع في غزة والضفة الغربية المحتلة والآن جنوب سوريا ليس مبررا فحسب بل إنه مطلوب.
وأردف أن الدعم غير المشروط الذي تحصل عليه إسرائيل من الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية سمح لها بصرف النظر عن ضرورة التوصل إلى سلام عادل من شأنه أن يوفر الأمن للجميع.
لكن عقلية إسرائيل القائمة على الأمن فقط ستكون لها عواقب وخيمة، فهي في نظر حكايم مكلفة، وتزيد من الاعتماد على الولايات المتحدة، وتنفر الشركاء الحاليين والشركاء المحتملين في الجوار، الذين يخشون من أن توسع إسرائيل نطاق الصراع بضرب قيادة إيران ومنشآتها النووية.
خسارةولفت إلى أن خسارة إسرائيل سمعتها جراء حربها على غزة هائلة، وتنطوي على التزامات قانونية، إلا إن وضع اللبنانيين مختلف، إذ ينبغي على حزب الله أن يأخذ في الاعتبار انهيار إستراتيجيته العسكرية وسقوط سرديته الأيديولوجية وتداعي مصداقيته، على حد تعبير الكاتب.
أما السوريون فيتذوقون طعم الحرية لأول مرة منذ عقود، كما يقول حكايم الذي يعزو انهيار نظام بشار الأسد السريع إلى فساده. وأشاد بالإدارة الجديدة في دمشق لتحليها بضبط النفس وبعض الحكمة.
ومع ذلك، فهو يعتقد أن إحلال السلام يتطلب مآثر جمة من النبل والشهامة والتفاني في إرساء حكم يشمل الجميع رغم أنف المخربين في الداخل والخارج.
إعلان تغيرات إستراتيجيةوأوضح أن من أجل التوصل إلى مصالحة بين العرب والأكراد، فإن ذلك يستدعي "اعتدالا ووسطية" من جانب تركيا، ودبلوماسية من قبل الولايات المتحدة، معتبرا ذلك حيويا.
وقال إن بإمكان دول الخليج أن تساعد في تحييد نفوذ إيران، التي يعدها الخاسر الأكبر فيما يجري.
وخلص إلى أن كثيرين في العواصم الغربية سيجدون سلوى في أن هذه التحولات التاريخية قد تم احتواؤها حتى الآن بشكل مدهش.