"قصف فإخلاء ثم نزوح"، كلمات بسيطة تصف جزءا من معاناة أسرة فلسطينية نزحت إلى مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة، لتجد نفسها أمام واقع إنساني لا يمكن وصفه.

لم تكن هذه الأسرة هدفا لجيش الاحتلال بل كانت ضحية قصف إسرائيلي عنيف طال منزلا مجاورا، لكنه سوّى منزلها المؤلف من 5 طوابق بالأرض ليجدوا أنفسهم في لحظة بلا مأوى.

يقول رب الأسرة في حديثه لقناة الجزيرة، إنه لم يجد مكانا سوى مستشفى الشفاء للجوء إليه خاصة مع معاناة والدته وشقيقه واضطرارهم لغسل الكلى دوريا.

وفي مكان متواضع يفتقد لأدنى معايير الإنسانية، يشرح رب الأسرة المعاناة اليومية في ظل وجود 100 شخص بين كبير وصغير بعضهم أطفال رضع، وقال إن فرشة النوم الواحدة ينام عليها 5 أطفال.

وبنبرة كلها حزن وألم وأسى، يضيف أنه لا توجد مقومات حياة في المكان، ولا أموال لديه لسد رمق أطفاله التسعة، كما أنه لا يستطيع تأمين شيء لهم في الظروف الحالية.

ولم يخف هذا الرجل المكلوم أسفه على الدول العربية، التي قال إنها تركت سكان غزة "يموتون تحت وطأة قصف إسرائيل النازية، التي تضربهم بأطنان من الصواريخ ضد شعب أعزل".

ويضيف أنه يُمنّي النفس بالعودة لمنزله المدمر والإقامة في خيمة بداخله بدلا من الوضع الراهن، مستهجنا ما يقال عن وجود أماكن آمنة "فكل مكان مستهدف بالقصف".

وفي السياق ذاته، استعرضت طفلة المعاناة اليومية حيث "لا ماء للشرب"، مع مياه قليلة موجودة بدلو صغير لتنظيف أدوات المطبخ وتسيير بعض من مناحي الحياة.

وصرخت بألم "حرام ما نحياه، فمن حقنا كأطفال أن نعيش"، وأضافت "أضطر للانتظار ساعة على الأقل من أجل الدخول إلى دورة المياه".

واستحضرت الخوف الذي يخيم على المكان مع دخول ساعات الليل حيث أصوات القصف العنيف "لا تتوقف" والقلق الكبير الذي يعم المكان بسبب الانقطاع التام للكهرباء.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

كيف نستثمر الإجازة الصيفية؟

نشاطات وأفكار إبداعية لاستغلال الوقت في تنمية مهارات الأبناء والاحتواء الأسري -

أكد مختصون ضرورة وضع خطة لاستغلال الإجازة الصيفية بما يتوافق مع احتياجات وميول الأبناء شاملة لجوانب ترفيهية وثقافية وتعليمية تساعد على صقل مواهبهم وإبداعاتهم، كما أشاروا إلى أهمية تعزيز الاحتواء الأسري والعائلي وكسر الروتين اليومي الذي يقضونه طوال فترة دراستهم، محذرين من وجود بعض الممارسات السلبية التي يجب ملاحظتها والحد من تأثيراتها مثل إدمان استخدام وسائل التواصل وقضاء فترات طويلة خارج البيت بدون رقابة وغيره.

وللتعرف على أفضل الطرق الإبداعية لجعل الإجازة الصيفية مثمرة لاستغلال إجازة الأبناء تحدث الدكتور رجب بن علي العويسي خبير الدراسات الاجتماعية والتعليمية بمجلس الدولة، قائلا: تحمل فترة الإجازة الصيفية للطلبة الكثير من المعطيات والمستجدات التي قد تحدث تحولا إيجابيا في عالمهم نظرا لمساحة الفراغ التي تشكل فرصة سانحة لتعليمهم الكثير من المعارف والاستفادة من الخبرات والتجارب، أو ما قد يترتب عليها من منغصات سلبية وأفكار أحادية، عندما لم يجد الطالب ما يحتويه أو يملأ فراغه ليتجه مع رفقاء السوء والمنصات التواصلية إلى ممارسات خارجه عن المعتاد وسلوكيات تتجاوز الذوق الرفيع، لذلك يصبح استغلال هذه المحطات في حياة الطالب أهمية كبيرة، لضمان أن المنتج الفكري الذي يتلقاه الطالب في هذه الفترة من حياته إنما يتفاعل مع ما تعلمه في الفترة السابقة أو ما تأصل لديه من جوهر القيم والمبادئ.

وأضاف: من هنا تتجه الأنظار إلى البرنامج الصيفي للطلبة، أحد أوعية الاحتواء الوطنية للطلبة في الإجازة الصيفية، وما يرتبط به من برامج تقدم للطلبة مساحات تدريسية وترفيهية وترويحية، وإكسابهم الخبرات والتجارب، ووضعهم في مواقف محاكاة متنوعة تصنع فيهم حس التغيير، وبناء القدرات، والنماذج والقدوات ليؤدي حضور البرنامج الصيفي مع تنوع مساراته وتعدد اهتماماته، مرحلة مهمة تلقي عليه مسؤولية كبيرة في عملية الاختيار والانتقاء والبناء وتحقيق التنوع في المسار التعليمي الذي يتناسب مع طبيعة الطالب ويجد فيه شغفه وحضوره واهتمامه، لذلك كانت الحاجة إلى تقييم طبيعة الدور الذي تقدمه هذه المحطات التعليمية والتدريبية والترفيهية ونواتجها على سلوك النشء بما يضمن إعادة إنتاج وتوجيه المسار التعليمي للطالب في هذه الفترة بطريقة أخرى تتسم بالابتكارية والتجديد والتنوع، بالشكل الذي يتكيف مع طبيعة الصيف وما تحتاجه هذه الفترة من احترافية في قدرة التعليم على استيعاب متطلباته وتشخيص معطياته، وبناء منهجيات تؤسس لمعالجة التحديات التي تواجه الناشئة وتستوعب الطاقات والمهارات التي تحتاج إلى متنفسات داعمة لتعلم نشط يلازمهم في مسارهم القادم.

الاحتواء الأسري

كما بين الدكتور رجب العويسي أن الإجازة الصيفية تعد منطلقا لتعزيز الاحتواء العائلي نظرا لما يمكن أن تمنحه الأسرة من فرصة للخروج في إجازة صيفية تتناسب مع إجازة الأبناء وفراغهم، بحيث يجد الوالدان في هذا الأمر مساحة لهم في كسر الروتين اليومي والخروج في إجازة اعتيادية للعاملين منهم ليكونوا بصحبة أبنائهم، لذلك نعتقد بأن الإجازة الصيفية جسر ممتد نحو الوصول إلى الضفة الأخرى التي قد يكون الوصول إليها في فترات أخرى من العام من الصعوبة بمكان، لكثرة الارتباطات وعدم وجود الوقت الكافي لضمان التعامل الصحيح معها أو الاستغلال السليم لها، في حين أن الإجازة الصيفية سوف تجيب عن الكثير من التساؤلات المحبوسة في ضمير الأبناء والأسرة والتي لم تجد الوقت الكافي للبوح بها والإفصاح عنها، أو إطلاق العنان لها، لتبرز الإجازة الصيفية هذه الحقيقة وترسم على وجوه الأبناء والأسرة ابتسامة ناصعة نابعة من القلب في أن تكون الإجازة الصيفية الطريق لضمان الاحتواء الأسري والعائلي.

القيم الإيجابية

وفي السياق ذاته قال هلال بن سالم بن سليمان العبري، أخصائي إرشاد وتوجيه: تعد الإجازة الصيفية الفرصة التي ينتظرها الأبناء والآباء بعد فترة من الجد والاجتهاد خلال العام الدراسي ولما ما تتميز به هذه الإجازة من طول فترتها فمن الضروري أن يتم التخطيط لها تخطيطا جيدا يتوافق مع احتياجات الأبناء في تلك الفترة وهنا لا بد من التركيز على بعض الأنشطة التي ينشغل بها الأبناء فترة إجازتهم وأن يشترك الابن مع والديه في إعداد تلك الخطة بحيث تكون قابلة للتنفيذ وتحقق أهدافها المرجوة منها بحيث تشمل جميع الجوانب للطفل من تعليم وترفيه وثقافة وجانب روحي فكلها تتداخل لتساعد في صقل شخصية الابن. وهنا تجدر الإشارة إلى الأنشطة التعليمية أولا فهي الأساس كونها فرصة سانحة أن يتعلم الطالب مهارات علمية جديدة وعلوما جديدة بما يتوافق مع قدراته وإمكانياته وتجعل منه شخصا متقنا لعلمه وفاهما لما يدور حوله كذلك من المهم العمل على وجود نشاطات داخلية في الأسرة تتنوع بين الترفيه وغرس القيم بحيث إن تلك الفرصة قليلة الحدوث أيام الدراسة نتيجة انشغال جميع أفراد الأسرة بالتعليم وهنا يجب أن تعمل الأسرة على الاهتمام بالجانب الروحي من غرس قيم وتعاليم ديننا الحنيف والتركيز على التفاعل خلال هذه الفترة مع تلك القيم وتأكيدها على الأبناء أنها جزء من التعلم لتصبح جزءا لا يتجزأ من شخصيتهم في مستقبلهم ولتحملهم إلى عوالم من النجاحات بعد توفيق الله، وكذلك على المربي أن يهتم بالأعمال التطوعية للأبناء لكي تصبح هذه الأعمال جزءا من تجاربهم الناجحة كأعمال صيانة بيوت الله أو بعض الأعمال ذات الطابع المجتمعي لتغرس لديهم حب الوطن والمواطنة الصالحة.

ممارسات خاطئة

وتطرق العبري في حديثه إلى الجوانب الخاطئة التي قد يمارسها بعض المربين فيقدم بعضهم على أن يجعل الإجازة ضربا من الترفيه بحيث لا وجود لأنشطة أخرى غير الترفيه وبهذا يصبح لدى الابن تصور واحد وهو أن الإجازة هدفها الترفيه فقط فيعجز عن محاولة الحصول على أنشطة أخرى نتيجة وقوعه في التفكير الخاطئ، كذلك من الممارسات وقوع بعض الأبناء فريسة لوسائل التواصل من خلال الإدمان عليها بحيث منعت عنهم طوال العام الدراسي وفتحت لهم على مصراعيها خلال فترة الصيف فيبقى الابن أسيرها ليل نهار بالتشارك مع الألعاب الإلكترونية، كذلك من المهم الانتباه لضرورة المتابعة الحثيثة للأبناء في هذه الفترة وذلك نتيجة طول الفترة التي يقضيها الأبناء خارج البيت بحيث يمكن أن يكتسبوا سلوكيات خاطئة نتيجة الإهمال من قبل الوالدين. لابد من جعل الإجازة فرصة لاستعادة توازن الأسرة وبريقها الجميل لينعم الجميع بحياة هانئة وهنا علينا أن نوازن بين جميع الجوانب ترفيها وتعليما ونصحا وتوجيها فكلها تنصب في الرقي بهذه الأسرة وبالتالي ترسم على مدار الوطن حصنا منيعا شعاره جيلٌ قادر على حمل الأمانة وصنع التأريخ والحفاظ على الوطن.

الاستثمار الأمثل

ومن جانب آخر، أكد أولياء الأمور على ضرورة استثمار الإجازة الصيفية ببرامج مفيدة حتى تقضي على أوقات فراغ الأبناء. تقول صفاء بنت مسعود العدوية (أم لطفلين): نظمت وقت الإجازة الصيفية لأبنائي بإشراكهم في نشاطات وبرامج مفيدة وممتعة لهم، قمت بتسجيلهم بدورة عن بعد لتعليم القرآن الكريم، وأيضا تسجيلهم في أحد المراكز الرياضية والمدارس التي تقدم دورات تعليم السباحة وكرة القدم وتعليم الحساب الذهني، وبالإضافة إلى مشاركتهم بالقيام ببعض الأنشطة المنزلية مثل ممارسة القراءة والكتابة بشكل يومي والقيام ببعض الأنشطة التعليمية الممتعة.

وأوضح وارث بن يوسف الريامي (أب لأربعة أبناء) بقوله: لابد من تنظيم الإجازة الصيفية للأبناء وأن تتنوع البرامج بحيث تشمل أنشطة لتنمية المهارات العلمية والرياضية والاجتماعية من خلال التحاق الأبناء بدورات متعددة وتعتمد على ميولهم التي يرغبونها ويحبونها، لقضاء وقت الفراغ بدلا من الجلوس في المنزل واستغلال الوقت بأشياء قد تضرهم.

بينما ترى نهى بنت عبدالله السيابية أن أغلب الأسر تواجه تحديات مع وجود الإلكترونيات بأنواعها والتي لابد من الحذر منها في فترة استخدامها ومع وجود الرقابة من قبل الوالدين، لذا فضلت بحكم عملي في الفترة الصباحية التحاق أبنائي بالمراكز الصيفية لتنمية مهاراتهم العلمية واللغوية.

مقالات مشابهة

  • فريق الحوكمة والمراجعة الداخلية يفعل 5 أسرة رعاية أطفال كانت خارج الخدمة بمستشفى القناطر الخيرية
  • كيف نستثمر الإجازة الصيفية؟
  • سيدة بريطانيا الأولى.. يهودية متدينة ولديها عائلة في إسرائيل
  • غوتيريش: أطفال غزة يموتون أو يشاهدون والديهم يقتلون
  • غوتيريش: أطفال غزة يموتون أو يشاهدون والديهم يُقتلون
  • فصائل فلسطينية: أوقعنا قوة إسرائيلية في كمين محكم بين قتيل وجريح بغزة
  • أسرة قحطان ترفض التصريحات الأخيرة بشأن حياته في مشاورات مسقط
  • أسرة "طلاب من اجل مصر "بجامعة حلوان تنظم زيارة تعليمية لشركة بترول بلاعيم ببورسعيد
  • عدوان على جابر بن حيان
  • الكشف عن أكبر عملية استيلاء على أراضي الضفة منذ أوسلو.. المكان: غور الأردن