قُتل الكثير من الأجانب أو جرحوا أو احتُجزوا رهائن لدى حماس منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل.

اعلان

وردت إسرائيل على الهجوم بحملة قصف مدمرة على قطاع غزة مع بدء تنفيذ عملية برية في الأيام الأخيرة.

وقتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل بحسب السلطات معظمهم مدنيون سقطوا في اليوم الأول من هجوم حماس حسب السلطات.

ومن الجانب الفلسطيني، سقط 10022 قتيلاً، غالبيتهم مدنيون ونصفهم من الأطفال، حسب آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس في 6 تشرين الثاني/نوفمبر.

ووفقاً للجيش الإسرائيلي، تحتجز حماس 241 رهينة من إسرائيليين ومزدوجي الجنسية وأجانب، وأفرجت الحركة عن أربع نساء منهم، وتم تحرير جندية خلال عملية برية، بحسب السلطات الإسرائيلية التي أفادت عن مقتل 345 جندياً منذ اندلاع الحرب.

وأعلنت حماس في 26 تشرين الأول/أكتوبر مقتل "نحو 50" رهينة جراء القصف الإسرائيلي.

وفي الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، أفادت حماس أن 7 رهائن بينهم 3 من حاملي جوازات سفر أجنبية قتلوا في قصف اسرائيلي على مخيم جباليا، أكبر مخيمات اللاجئين في قطاع غزة.

ولم تؤكد السلطات الإسرائيلية هذه المعلومات، ولا يكن بإمكان وكالة فرانس برس التحقق منها من مصدر مستقل.

وبحسب تعداد لوكالة فرانس برس، قُتل أكثر من 230 مواطنا أجنبيا يحمل العديد منهم الجنسية الإسرائيلية أيضا، وقد أكدت بلدانهم مقتلهم.

في ما يأتي ما نعرفه حتى الأثنين :

- فرنسا وتايلاند والولايات المتحدة سجلت العدد الأكبر من القتلى -

قتل 40 فرنسياً وما زال ثمانية في عداد المفقودين أو محتجزين، وفق ما ذكرت وزارة الخارجية الفرنسية الاثنين. وبين الرهائن ميا شيم، وهي فرنسية إسرائيلية ظهرت في تسجيل مصوّر نشرته حماس في 16 تشرين الأول/أكتوبر.

وقتل 34 تايلاندياً وخطف 24، بحسب حصيلة أعلنتها بانكوك. وهناك نحو 30 ألف تايلاندي في إسرائيل يعمل غالبيتهم في قطاع الزراعة.

كما قتل 31 أميركياً بحسب ما أعلن البيت الأبيض ولا يزال 13 في عداد المفقودين. واكد الرئيس جو بايدن وجود أميركيين بين الرهائن. وأطلق سراح امرأة وابنتها في 20 تشرين الأول/أكتوبر.

- روسيا وأوكرانيا حصيلة عالية -

قتل 21 أوكرانياً بحسب كييف التي أفادت عن مفقود.

وقتل 19 روسياً إسرائيلياً واحتجزت حماس ثمانية آخرين، بحسب موسكو.

- من النيبال إلى البرتغال مرورا بالبرازيل -

المملكة المتحدة: قُتل 14 بريطانيًا على الأقل ولا يزال ثلاثة مفقودين، وفق ما ذكرت للتلفزيون وزيرة الطاقة الاثنين. وبين القتلى الفتاة ياهيل شرابي البالغة 13 عاما ووالدتها ليان وشقيقتها نويا البالغة 16 عاماً، فيما لا يزال الوالد إيلي مفقوداً.

اعلانهل ساهمت الحرب بين حماس وإسرائيل في إستقطاب جيل جديد من المقاتلين في الضفة الغربية؟

النيبال: قتل عشرة نيباليين على ما أفادت سفارة النيبال في تل أبيب، فيما "فُقِد الاتصال" مع نيبالي آخَر.

ألمانيا: قتل أقل من عشرة ألمان واحتجز "عدد ضئيل مؤلف من رقمين" رهائن. في 30 تشرين الأول/أكتوبر أكدت وزارة الخارجية الألمانية وفاة شاني لوك، الشابة الألمانية الإسرائيلية البالغة 23 عاماً والتي احتجزت خلال المهرجان الموسيقي.

الأرجنتين: قتل تسعة أرجنتينيين وفقد أو احتجز 21 آخرون، بينهم رضيع عمره تسعة أشهر، والشقيقان إيار وإيتان هورن، حسب ما أفاد والدهما.

كندا: قتل سبعة كنديين ولا يزال اثنان في عداد المفقودين.

رومانيا: قتل خمسة رومانيين إسرائيليين بينهم جندي، وخُطف ستة حسبما أعلنت وزيرة الخارجية الرومانية الجمعة.

اعلان

البرتغال: قتل أربعة برتغاليين إسرائيليين وفقد أربعة.

الصين: قتل أربعة صينيين وفقد اثنان.

الفيليبين: قتل أربعة فيليبينيين بينهم امرأة في الـ33 ورجل في الـ42 في هجوم على كيبوتس قرب الحدود مع غزة، وامرأة في الـ49 كانت تشارك في المهرجان الموسيقي. ولا يزال فيليبينيان في عداد المفقودين.

النمسا: قتل أربعة نمساويين إسرائيليين وما زال واحد في عداد المفقودين.

شاهد: "مررنا بالجحيم".. أستراليون من أصول فلسطينية يصلون سيدني بعد مغادرتهم غزة

البرازيل: قتل رجل وامرأة إسرائيليان برازيليان وامرأة برازيلية في هجوم حركة حماس. ولا يزال ميشال نيسنباوم، البرازيلي الإسرائيلي البالغ 59 عاما، في عداد المفقودين.

اعلان

إيطاليا: قتل ثلاثة إيطاليين إسرائيليين، اثنان منهم في الستين من العمر، والثالث في الـ29 من العمر كان في المهرجان الموسيقي.

بيلاروس: قتل ثلاثة بيلاروسيين وفقد رابع.

قتل ثلاثة بيروفيين وكولومبيان.

جنوب إفريقيا: قتل مواطنان من جنوب إفريقيا.

أعلنت كل من تشيلي وتركيا وإسبانيا وسريلانكا مقتل أحد رعاياها وفقدان ثان.

اعلانفيديو: الجيش الإسرائيلي ينشر مقاطع لنازحين في غزة يسيرون نحو جنوب القطاع بعد أمر الإخلاءوصول مجموعة جديدة من الجرحى ومزدوجي الجنسية من قطاع غزة إلى مصر بعد إعادة فتح معبر رفح شاهد: رسالة تضامن من البصرة.. فنانون عراقيون يرسمون من أجل غزة

وأعلنت كل من كمبوديا وأستراليا وهندوراس وأذربيجان وإيرلندا وسويسرا مقتل أحد رعاياها بدون الإعلان عن أي مفقودين.

واشارت دول اخرى مثل المكسيك والمجر وهولندا والاورغواي والباراغواي وتنزانيا إلى احتجاز او فقدان عدد من مواطنيها.

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: رسالة تضامن من البصرة.. فنانون عراقيون يرسمون من أجل غزة شاهد: فلسطينيون يبحثون عن ناجين من القصف الإسرائيلي على منازل المدنيين في مخيم المغازي في غزة كان ينقل الأخبار فأضحى خبرا.. مقتل عائلة المصور محمد العالول بقصف إسرائيلي في مخيم المغازي (فيديو) ضحايا قتل قطاع غزة حركة حماس فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعلانالاكثر قراءة تستمر التغطية| عشرات القتلى والجرحى بقصف إسرائيلي استهدف مدخل مستشفى الشفاء ومدرسة تؤوي نازحين فيديو: "نحن ضحايا على الهواء مباشرة".. مراسل تلفزيون فلسطين في غزة ينهار باكيا بعد مقتل زميله أهم ما جاء في خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله شاهد: إسرائيل تعيد "آلاف" العمال الفلسطينيين إلى غزة بعد طردهم فيديو: "شوية أكفان وبسكوت خربان".. فلسطينيون يأخذون صناديق من شاحنة مساعدات بعد انقلابها قرب رفح اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. التغطية مستمرة| أكثر من 10 آلاف قتيل في غزة بعد شهر من الحرب ومعارك "وجها لوجه" بين إسرائيل وحماس يعرض الآن Next فيديو: هكذا بدا المشهد في خان يونس بعد ليلة قصف دام ٍ على قطاع غزة يعرض الآن Next شاهد: حرب أنفاق في قطاع غزة.. كتائب القسام تدمر آليات عسكرية إسرائيلية حاولت التقدم في خان يونس يعرض الآن Next بوريل يقترح "وقفا مؤقتا" لإطلاق النار في غزة بهدف الوصول إلى الرهائن يعرض الآن Next أيقونة المقاومة الشعبية.. إسرائيل تعتقل الناشطة الفلسطينية البارزة عهد التميمي

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم إسرائيل غزة قطاع غزة حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قصف الشرق الأوسط عاصفة الضفة الغربية العراق Themes My EuropeالعالمBusinessرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2023 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار إسرائيل غزة قطاع غزة حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قصف My Europe العالم Business رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: ضحايا قتل قطاع غزة حركة حماس فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل غزة قطاع غزة حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قصف الشرق الأوسط عاصفة الضفة الغربية العراق إسرائيل غزة قطاع غزة حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قصف تشرین الأول أکتوبر فی عداد المفقودین یعرض الآن Next حرکة حماس قتل أربعة قطاع غزة ولا یزال فی غزة

إقرأ أيضاً:

هل حقا النقاش مقفل في طوفان الأقصى مفتوح في ردع العدوان؟!

مقارنة البيئة المؤيدة لـ"طوفان الأقصى" بالبيئة المؤيّدة لـ"ردع العدوان" من جهة الموقف النقدي ممّا تؤيّده كل منهما؛ خطأ، ليس فقط لأنّ المقارنة اعتباطية، واستمرار في خطاب غير بريء يهدف دوما إلى الحطّ من القضية الفلسطينية بوصفها "قضية" لتتحول إلى مسألة فلسطينية/ إسرائيلية، أو في أحسن الأحوال بوصفها "قضية" غير قابلة للحلّ فلنتخلص منها إذن، ولكن أيضا؛ لأنّ المشهد القائم الآن هو حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على الفلسطينيين في غزّة ممّا يستوجب موقفا إزاءها أكثر كثافة وحضورا من ذلك الهمّ العجيب الذي يسكن بعض المعقّبين العرب على الحدث، وهو همّ: "لماذا لا تنتقدون عمليتكم؟ لماذا لا تقبلون نقدنا؟"، وذلك في حين أنّ عملية "ردع العدوان" قد انتهت بدخول دمشق والبدء بترتيب المرحلة الانتقالية من خلال ما يُسمّى بـ"الإدارة السورية الجديدة"، فالنقد الذي يوجّه لأحمد الشرع وفريقه من أوساط سورية مؤيّدة لإسقاط الأسد، ليس نقدا لـ"ردع العدوان" التي جرت وانتهت سريعا، ولكن لكيفيات ترتيب "سلطة الأمر الواقع".

فقط التذكير بهذه الحقيقة، وهي أننا الآن إزاء ترتيبات حكم جديد في سوريا، لا إزاء "ردع العدوان"، يكفي لبيان الخلل في هذه المقارنة، بقطع النظر إن كان الانصراف عن هذه الحقيقة قد نجم عن غفلة أو تغافل، فالدافع الضمنيّ واحد، وهو كيف نتخلص من فلسطين بوصفها "قضية"، ونجعلها مجرّد مسألة تخصّ أصحابها، نضعهم على قدم التساوي مع الإسرائيليين، حينما نقول "مسألة فلسطينية/ إسرائيلية". لكن وبالرغم من هذه المغالطة المكشوفة، فلنسلّم جدلا بأنّ البيئة المؤيدة لإسقاط الأسد تُقدّم نقدا واسعا وحرّا لأحمد الشرع وفريقه، فهل هذا النقد حاصل داخل "هيئة تحرير الشام"، والقوى الأقرب إليها سياسيّا وأيديولوجيّا؟!

فلنقارن إذن المواقف النقدية بين الذين ما يزالون يرون فلسطين "قضية" و"إسرائيل" عدوّا ويرجون تحرير فلسطين، وبين مؤيدي إسقاط الأسد، بمن فيهم قاعدته الاجتماعية التي تآكلت باستمرار، لنجد أنّ الحالة النقدية إزاء عملية "طوفان الأقصى" كانت الأكبر والأكثر وضوحا، لأنّه علينا والحالة هذه أن نأخذ الشعب الفلسطيني بعمومه
سيُقال إنّ القضية ليست بين بيئة "حماس" وبيئة "تحرير الشام"، بل بين عموم البيئة المؤيدة لعملية حماس، بما فيها قوميون ويساريون، وعموم البيئة المبتهجة بسقوط الأسد. حسنا، المقارنة بين هاتين البيئتين لا تخدم الغرض المخاتل من هذه المقارنة، فقد تبيّن أنّ عموم السوريين، بما في ذلك أوساط كانت من القاعدة الاجتماعية لنظام الأسد، قد رحّبت بهذا التحوّل بعدما تعفّن النظام من الداخل، وازداد تآكله بعد "قانون قيصر"، فلم يكن يحتاج إلى أكثر من يركله ليتهاوى.

كان عموم السوريين يرغبون في التخلص من ذلك الوضع، فهل نتوقع من هذا العموم بأطيافه المختلفة، سواء في إطار المعارضة سابقا والتي لم تكن حتى ائتلافا جبهويّا وإنما كيانات متخالفة حتّى وإن نجح الشرع في مرحلة الجولاني في إضعاف أكثرها لصالح جماعته، أم في إطار ما كان قاعدة اجتماعية للنظام، ألا يصدر عنه (أي هذا العموم) نقد لإدارة الشرع وفريقه للمرحلة الراهنة؟! بل إنّ النقد المشاهد، أقلّ ممّا يزعم المقارنون المغالطون، ربما بسبب بهجة الإنجاز، أو بسبب الإحساس بالمسؤولية لتمرير هذه الفترة بأقلّ الخلافات. ولكنّه حقّا أقلّ مما زعم هؤلاء المغالطون، الذين يكبّرون ما يريدون ويصغّرون ما يريدون! وبعضهم يتورّط في صغار استشراقي حينما يردّ النقد السوري للشرع إلى احتكاك السوريين بالمجتمعات الديمقراطية التي لجأوا إليها! فذمّ النقاد السوريين من حيث أراد مدحهم!

إن كان الأمر كذلك، فلنقارن إذن المواقف النقدية بين الذين ما يزالون يرون فلسطين "قضية" و"إسرائيل" عدوّا ويرجون تحرير فلسطين، وبين مؤيدي إسقاط الأسد، بمن فيهم قاعدته الاجتماعية التي تآكلت باستمرار، لنجد أنّ الحالة النقدية إزاء عملية "طوفان الأقصى" كانت الأكبر والأكثر وضوحا، لأنّه علينا والحالة هذه أن نأخذ الشعب الفلسطيني بعمومه، فالفلسطينيون كلهم يرون "إسرائيل" عدوّا ويصفون صراعهم معها بأنّه "قضية" لا مجرد مسألة. ومن نافلة القول إنّ الأصوات الفلسطينية الناقدة لـ"طوفان الأقصى" عالية وشديدة الوضوح، وبعضها تجاوز النقد إلى الاتهام المتغافل عن حقيقة أن "إسرائيل" كيان إباديّ في منشئه ووجوده واستمراره! علاوة على تلك الأصوات العربية التي تُخصَّص لها قنوات تلفزيونية وذباب إلكتروني وينفق عليها ما يفوق الملايين! (وهؤلاء النقّاد المغالطون يستكثرون وجود من يتصدّى لهذه الحملة الدعائية الدولية)!

لقد تحوّل النقد الذي يبحث في صحة التقدير السياسي، أو حتّى فاعلية المقاومة المسلّحة، إلى اتهام للضحية، بحجة أنّ العدوّ معروف عداؤه فلا ينبغي أن نشغل أنفسنا في ذمّ ما هو ذميم بداهة، وهو أمر لم يخلُ في الكثير من حالاته من عزل لمنفّذي "طوفان الأقصى" عن بقية أبناء شعبهم، وتجريدهم من وصف الضحايا، وحرمانهم من حقّهم في التعاطف، مع أنّ الإبادة الجارية في غزّة تجري عليهم كما على بقية أبناء شعبهم هناك، وبنحو أكثر تركيزا وكثافة!

هذا الخطاب الذي تجاوز النقد في قسوته إلى درجة الاتهام والإدانة، هل يمكن التغافل عنه؟! لأنّنا لم نعد بين مؤيّدي "طوفان الأقصى" ومؤيدي "ردع العدوان"، بل بين من يرون فلسطين قضية، وبين من يؤيدون إسقاط الأسد! وإلا فالمشكلة ليست عندنا حينما نعدّل المقارنة لتكون بهذا النحو، وإنّما عند من يعاني من وسواس وصف فلسطين بالقضية (راجع مقالة حازم صاغية المنشورة في "الشرق الأوسط" بتاريخ 1 كانون الثاني/ يناير 2025 بعنوان "طوفان الأقصى وردع العدوان: إغلاق النقاش وفتحه..."، علما بأنّ الردّ هنا لا يقصده حصرا، بل كلّ من يعاني وسواسا آخر، وهو وسواس: "لماذا لا تنتقدون طوفان الأقصى؟!" ويقترف المغالطات ذاتها وما يشبهها).

بعض الذين أعجبتهم هذه المقارنة الصفيقة، يرفضون ما يفعله غيرهم من مقارنة الأثمان التي دفعها الغزيون بتلك التي دفعتها شعوب ومجتمعات أخرى في ثوراتها التحررية وأنجزت تحررها في نهاية المطاف (آخرها بالمناسبة الثورة السورية التي أنجزت إسقاط الأسد) لاختلاف السياقات والحيثيات، مع أنّ المقارنة قد تكون من حيثية معينة ولا تقصد المطابقة، وبعض هؤلاء كانوا يرفضون مساءلتهم لماذا تصرّون على قراءة "طوفان الأقصى" فقط من زاوية الأثمان الإنسانية الهائلة التي دفعها الغزيون (وهي أثمان بالضرورة ينبغي اعتبارها وقد تكون أهمّ ما في الأمر كلّه فعلا على الأقلّ في المدى القريب)، بينما كنتم ترفضون مساءلة الثورة السورية التي كلّفت السوريين أثمانا مروعة كانت تُستخدم باستمرار بلا سبب مفهوم للقول إنّ معاناة الفلسطينيين أقلّ من معاناة السوريين و"إسرائيل" أكثر رحمة من نظام بشار الأسد؟! ولماذا لم تحمّلوا الثورة السورية مسؤولية الإبادة الأسدية لكون الأسد مذموم ومتهم بداهة؟! فكانوا يجيبون أنّ الثورة لم يطلقها طرف محدّد يوجه له النقد ويُحمّل المسؤولية بخلاف "طوفان الأقصى" التي نفّذتهما "حماس". وبالرغم ممّا في هذه الإجابة ممّا يمكن الردّ عليه، فإنّها كافية للكشف عن الهوى الذي يندفع به هؤلاء، فالتنوع الكبير في الثورة السورية يستدعي حتما نقدا لأحمد الشرع وفريقه، فالثورة في مبتدئها والفاعلين فيها طوال سنوات المحنة السورية أكبر من "هيئة تحرير الشام" حتى لو آلت الأمور حتى الآن للشرع وفريقه، لكن فلنلاحظ كيف أنّ هذا التنوع يُستدعى في وقت، ويُطمس في وقت آخر، لدى الشخص نفسه، لأغراض سجالية!

في كلّ تجربة هناك من يتحسسون من النقد، أو يتحفظون عليه، منهم الجزميون الوثوقيون، وهم صنف لا يخلو منه مجتمع بشري أو جماعة فاعلة، ومنهم الذين يعتقدون أنّ المسؤولية تقتضي إرجاء النقد أو التخفيف من غلوائه أو الالتفات إلى المشهد بكلّيته، لكن في المقابل، هؤلاء الذين يعتقدون أنّهم نقديون، ونقدهم لا يتجه إلا للفاعل الفلسطيني (ما هو حجم النقد الموجّه للأنظمة العربية التي تسمح باستمرار الإبادة في غزّة؟! ولماذا حصر المشكلة في التعاطي مع "إسرائيل" في إيران واستغلالها لها، أو في استغلال النظام الأمني الأسدي لها من قبل؟! وهل الأنظمة العربية الأخرى ليست أمنية؟! ولماذا يتحمّس البعض للحروب الأهلية في المنطقة أو بين شعوبها مهما كانت كلفتها ولكنه يتحسس من المواجهة مع "إسرائيل"؟ لم تكن المشكلة مع القراءات النقدية لعملية "طوفان الأقصى"، وإنّما مع تحويل النقد إلى إدانة للفاعل الفلسطيني، وتحميله مباشرة مسؤولية الإبادة الواقعة عليه كما هي واقعة على أبناء شعبه، والتغافل عن الطبيعة الإبادية للكيان الإسرائيلي، وتناسي الحالة الفلسطينية السابقة على العملية، وقصر المعالجة على عملية "طوفان الأقصى" دون التفات مكافئ لمواقف أخرى سهّلت استمرار الإبادة الإسرائيلية للفلسطينيين بما في ذلك مواقف عربيةهذه الأسئلة لا تقصد كاتب المقالة المشار إليه أعلاه، بل الكثيرين ممن ناقشناهم أو اطلعنا على آرائهم المبثوثة في مواقع التواصل الاجتماعي).. أقول هؤلاء الذين يحسبون أنفسهم نقديين، هل منعهم أحد من النقد؟! هل يفعلون شيئا سوى نقد المقاومة الفلسطينية ومن يساندها؟! فلماذا كل هذا الوسواس تجاه من يتمسك بتأييده لـ"طوفان الأقصى" أو يرفض ما يقولونه من نقد؟!

على أية حال لم تكن المشكلة مع القراءات النقدية لعملية "طوفان الأقصى"، وإنّما مع تحويل النقد إلى إدانة للفاعل الفلسطيني، وتحميله مباشرة مسؤولية الإبادة الواقعة عليه كما هي واقعة على أبناء شعبه، والتغافل عن الطبيعة الإبادية للكيان الإسرائيلي، وتناسي الحالة الفلسطينية السابقة على العملية، وقصر المعالجة على عملية "طوفان الأقصى" دون التفات مكافئ لمواقف أخرى سهّلت استمرار الإبادة الإسرائيلية للفلسطينيين بما في ذلك مواقف عربية، ووضع الحَبّ في طاحونة الإسرائيلي حينما لا تكون الخلاصات إلا تردادا للدعاية الإسرائيلية، بقطع النظر عن الدوافع، وإن لم يخل المشهد العامّ من متصهينين صرحاء، فمن اختلفت دوافعه ولكنّه وافقهم في خطابهم، عليه تحمّل المسؤولية الشخصية عن صياغاته لخطابه، والحاصل أنّ مثل هذا النقد المتفق في منطوقه مع الدعاية الإسرائيلية، هو فعل "إباديّ للعقل وللأخلاق وللحرّيّة" وليس الموقف الرافض له!

ولكن يمكن الاستنتاج من هذه التناقضات، أنّ ذلك البعض يرى فلسطين عبئا، أو موضوعا غير قابل للحلّ، أو مسألة تضخمت بغير مبرر لتكون قضية، وأنّ على الفلسطينيين أن يدركوا أنهم "ليسوا محور الكون"، لنكون أمام خطاب ذبابيّ عام يقول: "فلسطين ليست قضيتي"!

* ملاحظة: كتبت أكثر من مادة تضمنت مراجعة للحسابات السياسية لعملية "طوفان الأقصى"، منها ورقة سياسات بعنوان "موقف حماس: الحرب وآثارها في الحركة ومستقبلها" منشورة في موقع "مؤسسة الدراسات الفلسطينية في شباط/ فبراير 2024، أي تقريبا في مطالع الحرب، ومقالة مطولة أخيرة في "مجلة الدراسات الفلسطينية" الصادرة في كانون الثاني/ يناير 2025، بعنوان: "ظلال التاريخ وأشباح المستقبل: "حماس" والجهاد بعد طوفان الأقصى"، وغرض هذه الملاحظة القول إنّ رفض ذلك النقد المشار إليه في هذه المقالة، لا يعني رفضا للنقد المسؤول المتوخي للحقيقة والملتزم الصرامة العلمية والأخلاقية في قراءته النقدية.

x.com/sariorabi

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على جثة رهينة في قطاع غزة
  • مازال لمعركة طوفان الأقصى ما تقول…
  • تقرير: قادة الجيش الإسرائيلي يطالبون باتفاق في غزة
  • بالصور: الجيش الإسرائيلي: العمليات البرية في قطاع غزة استُنفدت
  • مهددا حماس.. ترامب: أدعم إسرائيل وعليكم إطلاق سراح الرهائن الآن
  • هل حقا النقاش مقفل في طوفان الأقصى مفتوح في ردع العدوان؟!
  • تشييع جثامين عدد من الشهداء في مستشفى الأقصى بغزة.. فيديو
  • ‏ممثل حركة حماس في لبنان: الكرة الآن في ملعب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
  • إليك ما نعرفه عن 34 أسيرا إسرائيليا قد تشملهم صفقة التبادل (شاهد)
  • طوفان الأقصى