لجريدة عمان:
2025-02-03@11:37:08 GMT

طوفان الأقصى.. وأزمة السياسة الأمريكية

تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT

طوفان الأقصى.. اتفقت حوله الكلمة بأنه أخطر حدث هزَّ إسرائيل منذ نصف قرن، وقد جن جنونها في مواجهته، فأمطرت غزة -ولا تزال- بحمم قنابلها المدمرة، واكتسحتها بغاراتها البرية المتوحشة، تحرق البشر وتذيب الحجر، وقد وقفت معها أوروبا، وانضمت إليها الولايات المتحدة الأمريكية منذ اليوم الأول، وتبنت روايتها ضد حماس، ودعمتها بالقرار السياسي في مجلس الأمن، وزودتها بالعتاد الحربي لقتل الفلسطينيين، وأرسلت مجموعة سفن حربية؛ في مقدمتها حاملتا الطائرات «جيرالد فورد» و«أيزنهاور».

وأمريكا لا تحرك جيشها إلا في حروبها الاستراتيجية، فلماذا أقدمت على ذلك ضد حركة مقاومة بأرض محاصرة، ومعزولة عن أي دعم لوجستي؟ وما الآثار الدولية التي أحدثها الطوفان لتقدم أكبر قوة عالمية على ذلك؟ ربما من المبكر الحديث عن آثار هذه الحرب؛ لكن من المهم رصدها لفهم جريان الأحداث. المقال.. يحاول أن يلقي الضوء على أزمة السياسة الأمريكية التي قد تنتج عن هذا الحدث المستطير.

طوفان الأقصى.. جاء نصرا للمقاومة، وانتصارا للشعب الفلسطيني. إن أي شعب تُستعمَر أرضه، لا يملك التسليم لخصمه، فالطبيعة البشرية -وليست الحسابات السياسية والعسكرية- تدفعه دفعا إلى التحرر، وإن طال الزمن وقدم تضحيات جساما، فلا يوجد استعمار لا نهاية له، حتمية تأريخية، ولكن لتحققها يجب أن تتضافر الظروف. وإذ تقررت هذه الحتمية، وإن الطوفان نصر حقيقي.. فهل هذا يعني أن تحرير فلسطين أزف وقته؟ حركة التاريخ.. غير خاضعة كلها للظروف المنظورة، بحيث يمكننا أن نقرر حدثا كبيرا كهذا، فلربما هناك أحداث تتفاعل بين البشر تعجّل بسقوط آخر معاقل الاستعمار في الأرض، أو تأخره، ويبقى أمامنا نحن البشر النظر في الأحداث التي تدركها أبصارنا، ولننظر كيف حصل التحرر تأريخيا.

الآن؛ الهيمنة على العالم لأمريكا، تفرضها باسم الإمبريالية عبر: الرأسمالية اقتصاديا، والنيوليبرالية سياسيا، والحروب عسكريا. والدول القوية تتجنب الوقوع تحت قبضتها العتيدة، أما سائر الدول فتعمل مجبرة على التأقلم معها، لتخفف من وطأتها عليها، وتستفيد من معطياتها بقدر الإمكان. ولقد ورثت الإمبريالية الأمريكية من الاستعمار الأوروبي الكولونيالي احتلال فلسطين، فتبنته ودعمته، وجعلته أحد محاور بسط هيمنتها. والتاريخ.. يقول: إن التحرر خاضع للصيرورة التاريخية الكلية، بمعنى أنه لا يتم إلا في ضعف النظام المهيمن، وبالتالي؛ فإن القضية الفلسطينية مرتبطة ارتباطا مباشرا بالوضع العالمي للإمبريالية الأمريكية، وهذا يجعلني أن أقول إن طوفان الأقصى أدخل السياسة الأمريكية في أزمة، وأقصد أنه مؤشر للكشف عن وضع هذه السياسة دوليا.

ليتضح الوضع.. علينا أن نرجع البصر إلى الحقبة الكولونيالية الأوروبية، التي دامت حوالي ستة قرون، فقد بدأت بالاستعمار البرتغالي للشرق عام 1415م، وطوت آخر ذيولها بنهاية القرن العشرين، لكن ملامح غروبها ظهرت مع الحرب العالمية الأولى (1914-1918م). وللانتقال من الكولونيالية إلى الإمبريالية عانت البشرية كثيرا، فقد شهدت حربين عالميتين، وفتكت بالبشر قنبلتان ذريتان ألقيتا على هيروشيما وناجازاكي باليابان عام 1945م، وقامت منظمتان دوليتان «عصبة الأمم» فـ«الأمم المتحدة»، وشهدت أربع ثورات كبرى: البلشفية والنازية والفاشية والقومية العربية. هذه الأحداث العظيمة وتداعياتها أدت إلى غروب الكولونيالية الأوروبية وحلول الإمبريالية الأمريكية. ومن المفترض أن تكون فلسطين مشمولة بالتحرر لأنها صنيعة الاستعمار الأوروبي، إلا أنها دخلت ضمن حسابات الإمبريالية، والسيرورة التاريخية تنبئ بأن تحرر فلسطين هو انتهاء هذه المرحلة، ودخول العالم مرحلة جديدة. ولكن هذا يستلزم أيضا تغيرات عالمية كبرى.

طوفان الأقصى.. خطورته ليست على إسرائيل وحدها، وإنما على النظام الإمبريالي، وعلينا أن نضع هذا الحدث في سياق التغيرات العالمية، وبالذات؛ نهوض التنين الصيني والدب الروسي، اللذين قطعا شوطا في إثبات وجودهما على حساب الهيمنة الأمريكية. ورغم التنافس بين إيران وتركيا والسعودية في المنطقة، إلا أن هناك تقاربا ملحوظا الآن بينها، وهو تقارب لا يصب في صالح الإمبريالية، فأمريكا.. لم تعد قادرة بسهولة أن تمرر قراراتها بطرقها المعتادة، فتركيا والسعودية.. أصبحتا تتعاملان مع السياسات الأمريكية وهما مدركتان أن هناك تحولا عالميا باتجاه الشرق. وهذه الدول الثلاث مع الصين ورسيا لها دور كبير في مصير القضية الفلسطينية. وبذلك؛ نفهم أن الطوفان ضربة موجعة في صلب النظام الإمبريالي، ولا نستغرب أن تنزل أمريكا بثقلها لمواجهة الفلسطينيين، فعدم القضاء على حماس يعني أن معركة مصيرية خسرتها إسرائيل لأول مرة منذ قيامها، وأن السكوت عنها قد يفضي إلى إعادة تشكل جديد للنظام العالمي.

لقد حركت أمريكا قواتها العسكرية، وعملت على تدمير غزة، لأنها تعرف أن الحرب ليست ضد غزة وحدها، بل هي رسالة للعالم بأنها ما زالت شرطيه. فالنظام العالمي الجديد.. الذي أقرته أمريكا عمليا بعد سقوط الاتحاد السوفييتي بداية التسعينات، من استراتيجية وجوده استمرار الحرب في العالم، وعلينا أن نلحظ بأن أمريكا تترك الأحداث الدولية تتفاعل مع بعضها، وتقوم هي بتوجيه بوصلتها لصالحها، بطريقة مباشرة مثلما حدث في أفغانستان، أو غير مباشرة كما أوحت للعراق باجتياح الكويت، مع تبرير ذلك بقرارات وقوانين الأمم المتحدة. لكن الشعوب تتعلم ولا تنسى، ولذا؛ نرى خروج العالم في مظاهرات ضد الحرب الإسرائيلية؛ المدعومة أمريكيا وغربيا ضد غزة، وأيضا؛ هناك استغلال دولي للصاعدين الجدد واللاعبين في المنطقة كروسيا والصين.

وأمريكا تحرك قواتها في العالم كلما واتتها الفرصة؛ لكون الحروب إحدى أدوات الرأسمالية، وليست كالحروب أداة فاعلة لتحريك المال عالميا، هذا المال الذي يدور على عمود الدولار، فالركود الاقتصادي إضعاف للدولار، في حين أن الحروب تحرك كل مفاصل دولاب الاقتصاد والتجارة العالمي. صحيح؛ أنها ترفع معدلات التضخم بسبب زيادة أسعار الوقود والطاقة، لكن في علم الاقتصاد، تعتبر هذه دورات مهمة حتى يعاود الاقتصاد نشاطه بإعادة صياغة سلسلة الإنتاج وتسويقها عالميا. بيد أن طوفان الأقصى يشكل أزمة لأمريكا فهو يستنزفها كثيرا مباشرة، أو نتيجة الخلل الاقتصادي الذي يصيب إسرائيل، مما يلزم أمريكا دعمها لسد هذا الخلل، وهناك اقتصادات كبرى تترصد هذه الأزمة، كالاقتصاد: الصيني والروسي والخليجي والهندي، التي لم تعد ضعيفة كما كانت في التسعينات عند انهيار الاتحاد السوفييتي.

النيوليبرالية.. العقيدة السياسية للإمبريالية، هي الأخرى تعاني أزمة، وقد وصلت الاحتجاجات إلى عقر أمريكا، بدايةً؛ باحتجاجات «احتلوا وول ستريت» في نيويورك بتاريخ: 17/ 9/ 2011م، لتمتد إلى أكثر من ألف مدينة في 15 دولة، وهذه الاحتجاجات جاءت متأثرة بأحداث الربيع العربي، الذي اشتعلت أول شرارة له في تونس قبل تسعة أشهر من «أحداث وول ستريت»، مما جعلت أمريكا تسارع في الضغط على الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل، إذ إن الربيع بفجائعه على الوطن العربي لم تكن محصلته لصالح النيوليبرالية، فعجلت أمريكا بحركة التطبيع لعلها تؤدي إلى مخرج من الأزمة التي تعيشها النيوليبرالية. وقد أتى طوفان الأقصى ليعرقل التطبيع، بل أدى إلى إصرار الشعوب العربية والإسلامية على رفضه، مما يزيد من أزمة أمريكا.

لقد أوقع طوفان الأقصى أمريكا في أزمة حقيقية.. ولذا؛ تشن حربها على غزة، من باب اضرب الضعيف ليهاب القوي، ولكن إن هاب الأقوياء فإن الشعب الفلسطيني له قانون آخر، هو قانون المقاومة، وقد خصصت له مقالا قادما. ويبقى القول: إن على العرب أن ينتبهوا للتحولات العالمية، فقد يستمر الوريث القادم في تبني إسرائيل إن ضعفت قبضة الإمبريالية قريبا، فتطول معاناة الشعب الفلسطيني، كما يستمر الوهن العربي، فتحرر فلسطين دليل على قوة العرب. وهذه الأزمة.. هي أنسب وقت للعرب للانعتاق من النيوليبرالية، ولا يكون ذلك إلا بصناعة جبهة متحدة بإحياء دور جامعة الدول العربية.

خميس بن راشد العدوي كاتب عماني مهتم بقضايا الفكر والتاريخ ومؤلف كتاب «السياسة بالدين»

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

خليل الحية: طوفان الأقصى تثبت أن هزيمة الكيان ممكنة

الثورة نت/..

قال رئيس حركة حماس في قطاع غزة د. خليل الحية، إن شعبنا ومقاومتُه الباسلة حققوا أهدافَهم بعون الله ومنَّته من معركة طوفان الأقصى المجيدة، وفي مقدمتها تمريغُ أنفِ هذا الكيان الغاصب في التراب بقوة الله، وإسقاطُ هيبته ككيان لا يُهزم، وهيبةِ جيشهِ كجيش لا يُكسر، وأصبحت هزيمةُ الكيان ممكنةً، وتحريرُ فلسطينَ كلِّ فلسطينَ ممكنًا.
وقال الحية في كلمة له، مساء الجمعة: بعد أن توقفت المعارك وانقشع غبارُها، قررت المقاومة أن تعلن بشكل رسمي عن ترجل عدد من القادة الكبار الذين رووا بدمائهم الطاهرةِ الزكيةِ هذه الأرضَ المباركةَ، لتنبتَ شجرةَ العزِّ والكرامة، وتزهرَ بطولةً ونصرًا، بعد أن أدَّوا الأمانةَ وسلَّموا الراية مرفوعةً لجيل جديد من القادة الصناديد، ليستكملوا المسير نحو القدس والأقصى، ويعبِّدوا الطريق للعودة الكبرى.
وأضاف: ها هي حركتنا المجاهدةُ المباركةُ كما عوَّدتْنا وعوَّدتْ شعبَنا أن نكون في طليعة الشهداء، ونلتحمَ مع شعبنا في نفس الخندق، ونشاركَهم التضحيات، فاختلطت دماءُ وأشلاءُ قادتنا مع دماء وأشلاء شعبنا.
وأشار إلى أن القادة يقدمون أرواحهم رخيصةً في سبيل الله مع الجند، لا يهابون الموت، مشتبكين مع العدو في الصفوف الأولى على طريق المقاومة من أجل فلسطين حرةً أبيَّة.
وقال الحية: تألَّمنا بوصول الأنباء المتتالية عن ترجل الشهداء القادة الذين عرفناهم وخبرناهم عن قرب ولسنوات طويلة، أمناءَ على قضيتهم ومصالحِ شعبهم العليا.
وأشار إلى أن القادة الشهداء خاضوا الملاحم البطولية والتضحيات الأسطورية في سبيل الله مع الآلاف من الكوادر والجنود من كتائب القسام، وإخوانهم من الفصائل المقاومة الأخرى، ومن أجل رفعة دينهم ووطنهم، ولم يتركوا الرايةَ لتسقط أو البوصلةَ أن تنحرف.
وقال: هذه الكوكبةُ المباركةُ من القادة الشهداء، التي جادت بدمائها بلا أي تردد، بعد أن أذاقوا العدو الويل والثبور لسنين طويلة، وسطَّروا صفحاتٍ من المجد التي سيخلدها التاريخ بأحرفٍ من نورٍ ونارٍ.
وأضاف القائد خليل الحية: سيذكر التاريخُ أن أبطالَ كتائبِ القسام والمقاومةِ أركعوا العدو وجاؤوا به جاثيًا على ركبتيه، كما عاهدوا شعبَنا وأوفَوا بالعهد وأبرُّوا بالقَسَم.
وتابع: نرى الأسرى الأبطال يتم تحريرهم تباعًا، وجنودُ الاحتلال يخرجون من قطاعنا أذلَّةً صاغرين، تلاحقهم ضرباتُ المقاومين، ومحاكمُ المناصرين لفلسطين وأهلها.
وقال: نودع اليوم هذه الثلَّةَ من القادة الكبار، الذين عشنا معهم وعايشناهم سنين طويلة، فلئن أحزننا الفراقُ والألمُ على فقدهم، فإننا نفخر ونعتز بهم وبشهادتهم، وعزاؤنا أنهم رحلوا شهداءَ ما وهنوا وما ضعُفوا وما استكانوا، بل كانوا في الطليعة المؤمنة المجاهدة التي خاضت غمار هذه المعركة بكل شموخٍ واقتدار.
وخصُّ بالذكر قائدَ الجهادِ والمقاومةِ، الرجلَ الذي عشقتهُ الملايينُ، وهتفتْ له دون أن تعرف له صورة، وكان اسمُه يزلزل قلوب الأعداء، ويرهبهم ويطاردهم ظلُّه، القائدُ الشهيدُ الملهم: محمد الضيف “أبو خالد”، الأسدُ الهصورُ الذي أمضى حياتَه مُطارَدًا ومطارِدًا لأعدائه، وقهر كلَّ مطارديه لأكثر من ثلاثين سنة.
وأشار إلى أن الشهيد الضيف بدأ جهادَه في مرحلة لم نكن نملك فيها البنادق ولا الرصاص، ولم يكن لدى حماس وقسامها إلا الرؤيةَ السديدةَ والإرادةَ الصلبة.
ولفت إلى أن شهيدنا القائد محمد الضيف استطاع بفضل الله مع إخوانه الأحياء منهم والشهداء الأوائل: ياسر النمروطي، وعماد عقل، وصلاح شحادة، بناءَ جيشٍ تعجز عن فعله كثيرٌ من الجيوش حول العالم.
وأضاف: جيشٌ يضرب العدو بلا تردد، ويقتحم الحدود ويسطِّر المعاركَ والبطولات، جيشٌ يقوم على المجاهدِ الصنديد، قبل العُدَّة والعتاد… المجاهدِ صاحبِ الرؤيةِ والبصيرةِ والعقيدةِ السليمة… جيشٌ يحتضنه مجتمعُ المقاومةِ المستعدُّ لكل تضحية في سبيل حريته واستقلاله.
وتابع: على نفس الطريق كذلك القائدُ الشهيدُ الحكيمُ، ذو البصيرةِ النافذةِ، والعقلِ الراجح، والهِمَّةِ المتقدة، “أبو البراء” مروان عيسى، الذي كان يعمل دوما في صمت، ولكنه كان مدويًا بأفعاله.
ومضى يقول: الشهداءُ الأفذاذ صانعو الطوفان: القائدُ الشهيدُ أيمن نوفل، والقائدُ الشهيدُ غازي أبو طماعة، والقائدُ الشهيدُ رائد ثابت، والقائدُ الشهيدُ رافع سلامة، والقائدُ الشهيدُ أحمد الغندور.
وأشار إلى أن كلا منهم كانت له بصمتُه الخاصة، ودورُه الكبير في هذا البناء العظيم، حتى اكتمل البنيانُ واشتد، واستوى على سوقه، وبات عصيًّا على الانكسار بعون الله وتوفيقه، وبدأت المعركة الكبرى في طوفان الأقصى، التي كانت العلامةَ الفارقةَ ما بين الممكن والمستحيل، حيث أثبت صانعو الطوفان أنه لا مستحيل أمام شعب يناضل من أجل حريته، ومقاومةٍ تملك قرارها وإرادتها وسلاحها.
وقال الحية: نقف اليوم مع رفقاء الدرب الذين عملنا معًا سنين طويلة، في قيادة هذه الحركة المباركة، وتوجيهِ دفتها في ظل حسابات دقيقة، فرضتْها ظروف المراحل المختلفة.
وأضاف: استطعنا بعون الله ومعيته، ثم بحكمة شهدائنا القادة وجرأتهم، وبركة الشورى ودماء الشهداء، أن نعبُر المراحل القاسية والتحديات الصعبة، فكانوا عند مسؤولياتهم بهمَّة عالية، وحركة دؤوبة لتحويل الخطط والرؤى إلى وقائع على الأرض، وخاصة بدء مشروع التحرير.
واستذكر القائدُ الشهيدُ إسماعيل هنية، فقيدُ الأمةِ والرمزُ الوطني الكبير، هذا البطل الهادئُ الحكيمُ، الذي كان يُخفي خلفَ هذا الهدوء والابتسامة بركانَ الثائرِ المجاهد.
وكذلك القائدُ المجاهدُ المغوار، سيِّدُ الطوفان، القائدُ صاحبُ العلامةِ الفارقةِ في تاريخ حماس وشعبنا الفلسطيني، التي ستبقى محفورةً جيلًا بعد جيل، الشهيدُ القائدُ “أبو إبراهيم” يحيى السنوار، الذي تحوَّل لأيقونةٍ لكل حرٍّ شريفٍ حول العالم يرفض الظلمَ والعدوان، القائدُ الثائرُ المشتبك.

والقائدُ الشهيدُ صالح العاروري، رئيسُ حركة حماس في الضفة الغربية، الذي شارك في تأسيس كتائب القسام في الضفة، المجاهدُ في السجون وخارجها، وأعاد لمشروع المقاومة في الضفة الروحَ والحياةَ، لا يهاب أن يقع على الموت، أو أن يقع الموتُ عليه.
كما استذكر إخواننا الشهداء، الذين كانت لكل واحد منهم بصمتُه وجهدُه المبارك في مسيرة هذه الحركة المعطاءة، وهم:
الشهيدُ القائدُ تيسير إبراهيم “أبو محمد”، رئيسُ مجلس القضاء الأعلى لحركة حماس.
الشهيدُ القائدُ أسامة المزيني “أبو همام”، رئيسُ مجلس شورى حركة حماس بقطاع غزة.
والإخوةُ الشهداءُ أعضاءُ المكتب السياسي لحركة حماس في غزة:
الشهيدُ القائدُ روحي مشتهى “أبو جمال”.
الشهيدُ القائدُ سامح السراج “أبو فكري”.
الشهيدُ القائدُ زكريا معمر “أبو أحمد”.
الشهيدةُ القياديةُ جميلة الشنطي “أم عبدالله”.
الشهيدُ القائدُ جواد أبو شمالة “أبو كرم”.
الشهيدُ القائدُ سامي عودة “أبو خليل”، رئيسُ جهاز الأمن العام لحركة حماس بقطاع غزة.
الشهيدُ القائدُ محمد أبو عسكر “أبو خالد”، عضوُ المكتب الإداري لحركة حماس بقطاع غزة.
الشهيدُ القائدُ خالد النجار “أبو عبادة”، عضوُ قيادة الضفة الغربية.
الشهيدُ القائدُ ياسين ربيع “أبو شهد”، عضوُ قيادة الضفة الغربية.
الشهيدُ القائدُ فتح الله شريف “أبو الأمين”، عضوُ قيادة الخارج، وقائدُ حماس في لبنان.
والأخوان القائدان المجاهدان الشهيدان سمير فندي وعزام الأقرع.
وقال الحية: نحن فقدنا هؤلاء القادة، فقدنا هذه التجربة وهذه الخبرة، ولكن حسبُنا أنهم ارتقوا شهداءَ في هذا الطوفان الهادر، مقبلين غير مدبرين، واثقي الخطى نحو ربٍّ كريم.
وشدد على أن هؤلاء الأبطال جميعًا تركوا من خلفهم جيلًا تربَّى على موائد القرآن، وفي ساحات الجهاد والمقاومة، جيلًا لديه من الوعي والفهم والإرادة ما يُمكنه من إتمام المسيرة، وإكمال ما بدأه القادةُ المؤسسون، وعلى رأسهم الشيخُ المؤسس أحمد ياسين.
وختم بقوله: نعاهد الله ونعاهد شعبنا أن نبقى على ذات الدرب، وأن نقضيَ على ما مات عليه القادةُ المؤسسون، الذين وإن غابت عنا أجسادُهم، فأرواحهم وأفكارهم وميراثُهم حاضرٌ بيننا، ينير لنا الطريق نحو القدس والأقصى والتحرير والعودة بإذن الله.

مقالات مشابهة

  • أبرز القادة الشهداء خلال طوفان الأقصى
  • دماؤهم أثمرت نصرا.. هكذا عزّى حزب الله في الضيف ورفاقه
  • السياسة الأمريكية الجديدة
  • الوزيرة القطرية لولوة الخاطر ترثي الضيف بقصيدة مؤثرة.. ما أليقه بالشهادة
  • حماس: طوفان الأقصى أسقط هيبة الاحتلال وجيشه
  • الحية : الشعب والفصائل حققوا أهداف معركة طوفان الأقصى
  • خليل الحية: طوفان الأقصى تثبت أن هزيمة الكيان ممكنة
  • مسيرات ومناورة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في حجة
  • وزير الخارجية الإيراني: عملية طوفان الأقصى أحيت القضية الفلسطينية
  • بالفيديو.. تعرف على “محمد الضّيف” مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني