لجريدة عمان:
2025-01-01@20:30:50 GMT

علاقة ألمانيا بإسرائيل من الإعجاب إلى التقييد

تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT

ترجمة: أحمد شافعي -

في ظل قصف غزة، وموت الآلاف، وخراب النسبة الغالبة من بنيتها الأساسية، هل من المقبول على الإطلاق لشخص ألماني أن ينتقد إسرائيل؟ وفقا لما تراه أغلب المؤسسة السياسية في ألمانيا وأغلب الحياة العامة، يبدو أن الأمر ليس كذلك.

منذ السابع من أكتوبر، أي اليوم الذي نفذ فيه مقاتلو حماس هجومهم على مواقع إسرائيلية في غلاف غزة، تحدثت الأحزاب الرئيسية ـ أي الأحزاب الثلاثة التي تتشكل منها الحكومة فضلا عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي CDU المحافظ بل وحزب (البديل من أجل ألمانيا) اليميني المتطرف ـ بصوت واحد، متضامنين مع إسرائيل.

ولا يغيب عن كثير من الألمان أن اليهود الذين لقوا مصرعهم في ذلك اليوم الواحد يفوق عدد من لقوا مصرعهم في يوم واحد منذ هزيمة الرايخ الثالث.

كتب ماثياس دوبفنر الرئيس التنفيذي للشركة المالكة لصحيفة بيلد وأحد الأصوات المؤثرة في ألمانيا «لقد كنت أعتقد بعد الهولوكوست، وبعد إبادة ستة ملايين يهودي، أننا ربما قد تعلمنا الدرس». وفي مقالته التي نشرت أمس الأول في صحيفة بيلد بعنوان «ليس مرة أخرى» كتب دوبفنر أن اثنين من اليهود في فريق صحيفته قد سافرا إلى الخارج لعدم إحساسهما بالأمان، بينما أعرب ثالث ـ متزوج من يهودية ـ عن رغبته في إخراج ابنه من الحضانة. انتقد دوبفنر السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس وحركة جريتا ثونبرج «أيام الجمعة من أجل المستقبل». وأكد أنه عندما يتعلق الأمر بدعم إسرائيل فلا وجود لـ«نعم ولكن».

في يوم الأربعاء، وجَّه نائب المستشار الألماني روبرت هابيك ـ وهو من كبار الشخصيات في حزب الخضر ـ اتهاما للمتظاهرين اليساريين بالتحامل على إسرائيل في سياق «سردية مقاومة كبيرة». ودعا هابيك الشرطة إلى اتخاذ إجراءات صارمة منها ترحيل من لا يحملون تصاريح إقامة وأثبت القضاء إدانتهم.

ترسخ الإجماع عقب سلسلة من الحوادث المعادية للسامية، ومنها إلقاء قنابل حارقة على معبد يهودي في وسط برلين. تم حظر أغلبية المظاهرات المناصرة للفلسطينيين، بل لقد طولبت مظاهرة يهودية صغيرة تنتقد أفعال إسرائيل في غزة بالتفرق. وبرغم ذلك اتهم كتاب من اليمين الحكومة الألمانية باللين في تعاملها مع هذه المظاهرات، بينما اتهم جماعات مناصرة للحريات المدنية الشرطة الألمانية بفرض الرقابة وغلظة التعامل.

وهذا كله جديد في ألمانيا بصفة خاصة. ففي هذا الأسبوع فقط، قالت أسرة شاني لوك ـ وهي امرأة ألمانية إسرائيلية تبلغ من العمر اثنين وعشرين عاما ويعتقد أن حماس قد اختطفتها في السابع من أكتوبر ـ إنه تم العثور على بقاياها. كان المستشار الألماني أولاف شولتز أول زعيم غربي يزور إسرائيل بعد الهجمات معلنا أن «لها كل الحق في الدفاع عن نفسها». ولهذه الديناميكية جذور عميقة. ففي غضون سنوات قليلة من الحرب العالمية الثانية، أقام المستشار الألماني الغربي كونراد أديناور ورئيس الوزراء الإسرائيلي ديفين بن جوريون علاقة وثيقة.

بلغت تلك العلاقة ذروتها بخطاب أنجيلا ميركل أمام الكنيست في مارس 2008 بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس دولة إسرائيل. أعلنت ميركل أن دعم إسرائيل جزء من مبرر وجود الجمهورية الفيدرالية. لكن حتى هذه الأقوال اعتبرت غير مقبولة لدى بعض الساسة الإسرائيليين الذين أدانوا محض تردد اللغة الألمانية في برلمانهم.

ومع وجود عثرات قليلة في الطريق، بقيت العلاقة صلبة. وعلى مدار السنين، غامرت ألمانيا بالدعوة إلى حل الدولتين لإحياء عملية السلام. ولكن في بعض الحالات التي اشتدت فيها التصريحات إلى ما يتجاوز ذلك، من قبيل انتقاد التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، أو معاملة الفلسطينية بصفة أعم، كانت تلك التصريحات تعد غير مقبولة.

لقد حدث أخيرا أن دافع كريشتوف هوسجن ـ كبير مستشاري السياسة الخارجية السابق والرئيس الحالي لمؤتمر ميونيخ للأمن ـ عن السكرتير العام للأمم المتحدة لقوله إنه لا بد من النظر إلى أحداث الأسابيع القليلة الماضية في سياق «سنين من الاحتلال الخانق» المفروض على الفلسطينيين. واصفا جوتيريس أنه «رجل شديد الالتزام»، قال في حوار تلفزيوني إنه «كان مصيبا في كل من إدانته لعمل حماس مع إشارته إلى أن ذلك العمل لم يحدث في فراغ». كان يمكن أن يختار هويسجن كلماته بمزيد من التوفيق، ولكن الساسة من أحزاب عديدة أدانوه لقوله بـ«نسبية» المعاناة.

منذ السابع من أكتوبر، يزداد الساسة في برلين عزوفا عن ذكر سجل بنيامين نتانياهو، أي اتهامات الفساد، والحملة الشعبوية على المحاكم والإخفاقات الأمنية والمخابراتية الرهيبة في الشهر الماضي.

إن فكرة التصالح مع الماضي من أعظم قصص النجاح في ألمانيا الحديثة. وهي بمثابة بوصلة للدولة والمجتمع. ولكنها على المدى الأطول لا يمكن أن تكون بمثابة الضابط أو الحاكم في النقاش الصعب.

ومن شأن المرحلة التالية في الصراع أن تقتضي ديناميكية جديدة، ودبلوماسية صارمة في التعامل مع إسرائيل والولايات المتحدة والدول العربية للمساعدة في التوصل إلى حل سياسي بعيد المدى للمأزق الإسرائيلي الفلسطيني. ويجب أن يتأكد الاتحاد الأوروبي من اشتراكه هو الآخر. فبوسع ألمانيا ـ على الرغم من ماضيها الرهيب، بل وبسبب هذا الماضي في حقيقة الأمر ـ أن تقوم بدور مفيد. وسوف يقتضي هذا حساسية، ودقة، وقدرا غير قليل من الصلابة.

جون كامبفنر كاتب ألماني أحدث مؤلفاته بعنوان «في البحث عن برلين».

عن ذي جارديان البريطانية

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی ألمانیا

إقرأ أيضاً:

اخيراً زيزو داخل الزمالك| ما علاقة الخطيب؟.. وأزمات تنتظر القلعة البيضاء

تصدر اسم اللاعب أحمد سيد زيزو ترند مؤشرات محرك البحث جوجل، خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك بعد إبرام عقده مع القلعة البيضاء، براتب سنوي 70 مليون جنيه، مما أدى إلى الإشادة بمنظومة النادي الأهلي أيضاً.

مكاسب الأهلي بعد تعاقد زيزو مع الزمالك

لاقى الكابتن محمود الخطيب إشادات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الرياضي، بعد تجديد عقد زيزو مع الزمالك.

وذلك بسبب قدرته في فرض نظام مادي صارم داخل النادي الأهلي.

أزمات داخل الزمالك

الرقم القياسي الذي سيحصل عليه زيزو يشكل تهديدًا كبيرًا لاستقرار غرفة الملابس في الزمالك، بينما لم يحصل بعض اللاعبين على مقدمات عقودهم للموسم الجديد.

ولا سيما أن هناك عددا من نجوم نادي الزمالك ينتظرون تجديد عقودهم مثل عمر السعيد، حمزة المثلوثي، ومحمود حمدي الشهير بالونش، ولكن التفاوت الكبير في رواتب اللاعبين سوف يخلق أزمات داخل القلعة البيضاء.

والد زيزو يؤكد موقف نجله من الزمالك

في سياق متصل، أكد مصطفى سيد، والد أحمد زيزو، على استمرار نجله في صفوف نادي الزمالك وأنه تم الاتفاق مع النادي على تجديد التعاقد والاتفاق حول الخطوط العريضة به، مشيرًا إلى أن التأخير في التوقيع حتى الآن لمجرد بعض الإجراءات الورقية، مضيفًا أن زيزو متمسك بالاستمرار بالقلعة البيضاء، ومن المنتظر عقد جلسة خلال الساعات المقبلة لتوقيع العقد.

رحيل نجم نادي الزمالك

أكد مصدر من داخل نادى الزمالك، أن اللاعب سيف فاروق جعفر طلب الرحيل عن صفوف نادي الزمالك فى شهر يناير الجاري.

وهذا يؤكد أن اللاعب خارج حسابات جروس المدير الفنى الجديد للفريق، طلب الرحيل عن صفوف الفريق فى فترة الانتقالات الشتوية القادمة.

لماذا طلب نجم الزمالك الرحيل؟

سيف فاروق جعفر يشعر أنه خارج الحسابات الفنية، ويريد المشاركة فى المباريات، لذا طلب الخروج من الزمالك والرحيل فى يناير لكي يبحث عن فرصة المشاركة.

وترك سيف حرية طريقة اختيار الرحيل للزمالك، سواء على سبيل الإعارة والعودة بعد ذلك، او البيع النهائى بصورة نهائية.

مقالات مشابهة

  • أول صورة القاتل وشكوك في علاقة داعش بالهجوم على نيوأورليانز
  • اخيراً زيزو داخل الزمالك| ما علاقة الخطيب؟.. وأزمات تنتظر القلعة البيضاء
  • خبير زراعي: مصر شهدت نهضة تنموية كاملة لم تأت من فراغ
  • علاقة الشريط الوردي بسرطان الثدي
  • ما علاقة تصفح الإنترنت بالصحة العقلية لمن بلغ منتصف العمر؟
  • مسؤول إيراني: النظام اقتنع بالتفاوض المباشر مع ترامب
  • صفارات الإنذار تدوي بأنحاء واسعة بـإسرائيل جراء إطلاق صاروخين من اليمن
  • أستاذ علوم سياسية: وجهات نظر مختلفة بإسرائيل بشأن التعامل مع الحوثيين وإيران
  • غموض وتكهنات.. هل نجحت منظومة "ثاد" الأمريكية في اعتراض صاروخ الحوثيين بإسرائيل؟ (ترجمة خاصة)
  • محمد بن زايد ناعياً جيمي كارتر: ربطته مع الإمارات علاقة وثيقة