الجديد برس:

طالب أهالي الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في قطاع غزة رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بتقديم تنازلات كبيرة لإطلاق سراح أبنائهم، وفق ما جاء في تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.

أخبر نتنياهو عائلات الأسرى أن تحريرهم “إحدى مهام” الحرب الجارية على قطاع غزة، لكنه لم يصرح حتى الآن بأنه سيجعل إطلاق سراحهم أمراً مقدماً على “القضاء على حركة حماس”، بينما تزايد الغضب الشعبي في “إسرائيل”، وانتقدت كثير من عائلات الأسرى بشدة موقف الحكومة من قضية الأسرى.

غضب من نتنياهو بسبب الأسرى الإسرائيليين

فقد شهدت “تل أبيب” السبت 4 نوفمبر عشرات المسيرات التي طالبت سلطات الاحتلال بالعمل من أجل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين. وأقام المحتجون في تل أبيب مائدة عشاء تقليدية مخصصة للمفقودين أمام متحف الفنون، ووزعوا شرائط صفراء وفرشوا صور الأسرى على الأرض.

كما قال بعض الأهالي إنهم لا يمانعون صفقة تتضمن الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في سجون الاحتلال في مقابل الأسرى الإسرائيليين من ذويهم، وهو مطلب طالبت به حماس مراراً. وطالب آخرون بتقديم تنازلات كبيرة للفلسطينيين إذا اقتضى الأمر ذلك.

قالت مايا موشيه، التي ظهرت والدتها في مقطع فيديو وهي تُنقل إلى غزة على دراجة نارية، إن “الدولة لا يجوز أن تترك الأمور تجري على هذا النحو من دون عودة الأسرى”، و”على الحكومة الإسرائيلية أن تبدأ مفاوضات جادة مع حماس، لأنه ليس هناك خيار آخر”.

كما قال شاي فينكرت، الذي أُسر ابنه البالغ من العمر 22 عاماً، إنه التقى نتنياهو ضمن الوفد الذي اجتمع برئيس الوزراء بعد أسبوع من بدء الحرب على غزة، وقد تعهد لهم  بأن يكون إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين “إحدى المهام” المزمع عليها في الحرب.

وأضاف فينكرت: “إنها محنة. أنا لست سياسياً ولا جندياً، وأثق بالجيش الإسرائيلي، ولكن علينا أن نُخرجهم. والحكومة تقع عليها مسؤولية إعادتهم إلى وطنهم. أنا أب ومواطن، وأريد استعادة ابني. لقد مضى شهر. أرجو أن تبقيه حماس على قيد الحياة. وأنا أرى أن كل شيء قابل للتفاوض. وما أريده هو أن يعود ابني وجميع الأسرى”.

الاحتلال يعول على القصف للضغط على حماس

فيما زعم مسؤولون حكوميون وعسكريون إسرائيليون أن الهجوم على غزة سيزيد الضغط على حركة حماس للتخلي عن الأسرى الإسرائيليين، ومع ذلك، لم تفرج الحركة إلا عن 4 أسرى فقط بعد أسابيع من القصف المتواصل والهجمات البرية، واستشهاد أكثر من 9 آلاف فلسطيني في القطاع.

كان نتنياهو قد وافق في عام 2011 على إطلاق سراح 1027 أسيراً فلسطينياً مقابل الإفراج عن جندي إسرائيلي واحد أسرته حماس قبلها بخمس سنوات.

حيث قال الدكتور غيرشون باسكن، وهو مدني إسرائيلي شارك في التفاوض على صفقة 2011 ومدير شؤون الشرق الأوسط في “منظمة المجتمعات الدولية”، إن الرأي العام الإسرائيلي شهد تحولاً كبيراً خلال الأسابيع الماضية.

باسكن أوضح قائلاً: “كان هناك ما يشبه الإجماع على أن الهدف المقدم على غيره هو تفكيك حماس، لإزالة أي تهديد لإسرائيل، أما الآن فقد تزايدت الأصوات التي تقول إن الأمة عليها مسؤولية أخلاقية تقتضي إعادة جميع الأسرى”.

في غضون ذلك، بدأت ضغوط عائلات الأسرى على نتنياهو تختلط بغضبٍ واسع النطاق على سياساته. ومنعت الشرطة المتظاهرين من التقدم أمام مقر إقامة نتنياهو في القدس السبت 14 أكتوببر. ولوح مئات من المتظاهرين بالأعلام الإسرائيلية وهتفوا “اسجنوه الآن!”، وتجاوز بعضهم حواجز الشرطة.

نتنياهو “يجب أن يرحل”

تزامن الاحتجاج مع استطلاع للرأي أظهر أن أكثر من ثلاثة أرباع الإسرائيليين يرون أن نتنياهو يجب عليه أن يستقيل من منصبه. بينما قال نتنياهو الأحد 5 نوفمبر: “لن نوقف إطلاق النار من دون عودة الأسرى. ونحن نقول هذا لأصدقائنا ولأعدائنا”.

مع ذلك، قال خبراء إن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لن يتيسر حدوثه على الأغلب إذا مضت حكومة الاحتلال في السعي من أجل هدف “سحق حماس” الذي أعلنت عنه. وأقر بعض المسؤولين العسكريين الإسرائيليين سراً بأنه قد يتعين على الاحتلال إبرام صفقة “مؤلمة للغاية” بطريقة ما.

في الوقت نفسه، فإن قطر، التي كانت وسيطاً رئيسياً بين حماس والحكومات الأجنبية التي تسعى إلى إطلاق سراح مواطنيها من بين الأسرى، حذرت السبت 4 نوفمبر من أن القصف المستمر لغزة يصعِّب بلوغ مساعيها. وقال متحدثون باسم “حماس” إن القصف الإسرائيلي قتل بعض الأسرى.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الأسرى الإسرائیلیین إطلاق سراح

إقرأ أيضاً:

تفاصيل اجتماع "الكابنيت" بشأن صفقة تبادل الأسرى - تفاؤل إسرائيلي

كشفت تقارير إسرائيلية، ليلة الخميس/الجمعة، تفاصيل عمّا تمخّض من جلسة المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) الذي عقده رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ، لبحث رد حركة حماس الجديد حيال اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في غزة

وفور انتهاء الجلسة، عقد نتنياهو مشاورات مع كبار المفاوضين لتحديد الصلاحيات التي ستمنح لهم في جولة المحادثات المرتقبة، بمشاركة وزيري الأمن، يواف غالانت، والشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، وعضو الكنيست ، أرييه درعي.

وقرر نتنياهو، في وقت سابق، الخميس، إيفاد الفريق المفاوض للمشاركة في جولة محادثات جديدة مع الوسطاء، في محاولة للتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى مع حركة حماس.

وأكد مصدر مطلع على المحادثات أن رئيس الموساد، دافيد برنياع، سيسافر إلى الدوحة، الجمعة، حيث سيجتمع برئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في محاولة للتقريب بين إسرائيل وحماس.

يأتي ذلك في أعقاب تسلم إسرائيل رد حركة حماس الذي استقبلته بنوع من الإيجابية، وسط تقارير عن إمكانية التوصل إلى اتفاق خلال أسابيع، إذا لم تصطدم الجهود بعقبة نتنياهو وشركائه في الحكومة.

"بايدن يرحب"

وخلال اتصال هاتفي مع نتنياهو، مساء الخميس، "رحب" الرئيس الأميريكي، جو بايدن، بقرار نتنياهو بـ"السماح لمفاوضيه بالتواصل مع الوسطاء الأميركيين والقطريين والمصريين في محاولة لإتمام الاتفاق"، بحسب ما أورد البيت الأبيض، في بيان.

وجاء في بيان صدر عن مكتب نتنياهو أنه أجرى محادثة هاتفية مع الرئيس الأميركي أبلغه خلالها بقراره "إيفاد فريق لمواصلة المفاوضات من أجل إطلاق سراح الرهائن"، وأكد نتنياهو خلال الاتصال أن إسرائيل لن تنهي الحرب إلا بعد "تحقيق جميع أهدافها".

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11")، أن نتنياهو "وافق على إرسال وفد للمشاركة في المفاوضات على ضوء رد حركة حماس" ورجحت أن تعقد جولة المحادثات المرتقبة في الدوحة بمشاركة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه)، وليام بيرنز.

تفاؤل إسرائيلي

ونقلت مراسلة الشؤون السياسية للقناة عن مصادر مطلعة (لم تسمها) قولها إن رد حماس يعتبر "إيجابيا، ويسمح بإحراز تقدم نحو إبرام صفقة"، فيما أكد مصدر في فريق التفاوض الإسرائيلي أن "رد حماس يمكن أن يسهم في دفع المفاوضات قدما. هناك اتفاق يتمتع بفرصة حقيقية للتنفيذ. على الرغم من أن البنود ليست سهلة، فإنها لا ينبغي أن تفسد فرص التوصل إلى اتفاق".

وقال المصدر الذي تحدث لوكالة "رويترز"، الخميس، إن هناك "فرصة حقيقية" للتوصل إلى اتفاق مع حماس على تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في فطاع غزة. وتعقيبا على الرد الجديد الذي قدمته الحركة عبر وسطاء إلى الحكومة الإسرائيلية، قال: "المقترح الذي طرحته حماس يتضمن تقدما مهما للغاية".

بدروها، نقلت القناة 12 عن مصدر مطلع أنه "بعد الاطلاع على رد حماس، تبين أنه رد جيد، ومن الممكن استئناف المفاوضات والتوصل إلى اتفاق خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، بشرط أن يعطي نتنياهو والوزراء الضوء الأخضر والتفويض المطلوب للاتفاق على التفاصيل".

ومع ذلك، شدد المصدر عن أن التوصل إلى اتفاق يتطلب "إجراء مفاوضات شاقة وصعبة للتوصل إلى تفاهمات حول التفاصيل"، بما في ذلك "مفاتيح التبادل" في إشارة إلى عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم مقابل كل أسير إسرائيلي من كل فئة، وكذلك هوية الأسرى الذين ستشملهم الصفقة.

وبحسب المصدر، فإن "أهم ما في رد حماس هو تنازلها عن شرطها المسبق بإنهاء الحرب، وإمكانية تنفيذ المرحلة الإنسانية (الأولى) المتمثلة بإطلاق سراح النساء والمسنين والمرضى، دون الالتزام بإنهاء الحرب".

المصدر : عرب 48

مقالات مشابهة

  • أمهات أسرى إسرائيليين في غزة يوجهن طلبا إلى نتنياهو
  • أمهات أسرى بغزة يطالبن بعقد اتفاق مع حماس.. وغانتس يدعم الصفقة
  • بايدن يمارس ضغوطا على نتنياهو من أجل اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة
  • أمهات الأسرى الإسرائيليين يُطالبن نتنياهو بإظهار الشجاعة والتوقيع على صفقة الأسرى
  • تهديد بن غفير يضع اتفاق غزة على المحك.. ماذا قال لنتنياهو؟
  • تفاصيل اجتماع "الكابنيت" بشأن صفقة تبادل الأسرى - تفاؤل إسرائيلي
  • انفراجة جديدة بشأن حرب غزة.. التفاصيل الكامل بعد رد حماس والمرحلة المقبلة
  • نتنياهو يعقد اجتماعا لمجلس الوزراء اليوم بشأن رد حماس على وقف إطلاق النار بغزة
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة تطلب نتنياهو بقبول الصفقة
  • سرايا القدس تكشف: بعض الأسرى الإسرائيليين بغزة حاولوا الانتحار