القمة العربية الطارئة التى ستعقد فى الرياض بالمملكة العربية السعودية، يوم الجمعة القادم، يعوّل عليها الكثيرون خيراً فى ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية الغاشمة على الشعب الفلسطينى.. والسؤال هنا هل ستنجح هذه القمة فيما هو مأمول منها؟!.. وهل ستكون مثل باقى القمم الأخرى التى عهدناها من قبل، وتخرج فقط بالإدانة والشجب وخلافها من العبارات التى لا تسمن ولا تغنى من جوع، أو لا تأثير لها فى وقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطينى، ووقف البجاحة الإسرائيلية التى تعدت كل الحدود والتصرفات، لدرجة أن وزيراً فى الكيان الصهيونى يطالب بنسف قطاع غزة بالنووى، إضافة إلى ما يتم من جرائم حرب باستخدام القنابل الزلزالية.
إذا كانت القمة العربية ستتعامل بالمنطق القديم القائم على الشجب والاستنكار وخلافه من التعبيرات الجوفاء فلا داعى لها!!. أما إذا كانت هذه القمة ستوحد الشأن العربى، واستخدام الأسلحة الكثيرة للعرب فى وقف الحرب، فهذا هو المهم والضرورى والمطلوب. والحقيقة أن الأمة العربية وخاصة الخليجية لديها الكثير من الأدوات المهمة التى تجبر إسرائيل بل المجتمع الدولى كله وعلى رأسه الولايات المتحدة، لوقف هذه الحرب الإسرائيلية، بل وتفعيل حل الدولتين. لا أحد على الإطلاق ينكر أن العرب مجتمعين لديهم كل المقومات الكبرى التى تجعل إسرائيل تركع أمام الإرادة العربية، لكنها للأسف إرادة مغيبة وضائعة ولا يعمل بها.
منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطينى بهدف ضياع القضية الفلسطينية ولا يحمل الأعباء إلا مصر منذ وعد بلفور وحتى الآن، ولا أكون مبالغاً إذا قلت إن الدولة المصرية منذ عام 1798، وهى تتصدى للعصابات الصهيونية طبقاً لما رواه لنا التاريخ غير المزيف، أى قبل قيام الدولة العبرية. ومن المؤسف أن الإرادة العربية على مدار هذا التاريخ لا ترقى أبداً إلى مستوى هذه الأحداث الجسام، ومواقف القادة العرب فى هذا الشأن لا تتناسب مع حجم المصيبة والمخططات التى تتم ليس فقط ضد فلسطين وإنما ضد الأمة العربية جمعاء.
وهنا تأتى أهمية القمة العربية التى ستعقد بالرياض يوم الجمعة القادم فى ضرورة التوحد فى الرأى وعدم الفرقة كالعادة من أجل إجبار إسرائيل على الخضوع للمطالب العربية وأولها وقف هذه الحرب الشعواء دون قيد أو شرط، ومصلحة الأمة العربية فى توحيد إرادتها فى هذا الشأن، وتعرضها للخطر الفادح لو استمرت فى سياسة التبعية والانقياد الأعمى للأمريكان ظناً من بعض هذه الدول أنها تحميهم وتخاف على مصالحهم، وهذا فى الحقيقة غير صحيح، ولابد أن تكون قمة الرياض المقبلة قادرة على تنسيق المواقف فيما بينها، واستخدام كل أدوات الضغط الواسعة التى يملكها العرب اقتصادياً فى إجبار إسرائيل وأمريكا على الخضوع لهذه المطالب العربية.. فلم يعد هناك وقت للتراخى أو اللعب من وراء ستار، وإلا فالمرحلة القادمة ستكون على هؤلاء الواهمين والمحسنين ظناً فى أمريكا والمجتمع الدولى وإسرائيل.
أولاً وآخراً ليس أمام العرب فى قمة الرياض سوى التلويح بما يملكون من أسلحة للتصدى للبرطعة الأمريكية والإسرائيلية، مع رفع راية السلام والمناداة بتفعيل الشرعية الدولية وحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.. إن قوة العرب فى تجمعهم يداً واحدة بأسلحتهم المختلفة اقتصادياً على وجه التحديد تعد بمثابة ردع حقيقى لإسرائيل وما دون ذلك فهو تضييع وقت ومنح فرصة لإسرائيل والمجتمع الدولى المتآمر للقضاء على القضية الفلسطينية والانقضاض على كل الدول العربية واحدة تلو الأخرى، وما يحدث فى بلاد عربية ليس ببعيد وشاهد على ما أقول مثلما يحدث فى العراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان.
بيد العرب الحل لكل هذه الأحداث ولكنهم للأسف لا يفعلون ولا يريدون إزاحة الغمة التى تحيط بهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدولة الفلسطينية الشعب الفلسطيني المملكة العربية السعودية القمة العربية الطارئة الكيان الصهيوني
إقرأ أيضاً:
قائد حركة أنصار الله يصف مخرجات القمة العربية الإسلامية الأخيرة بـ الخذلان وبالأمر المخزي
الجديد برس|
وصف قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، مخرجات القمة العربية والإسلامية الأخيرة في العاصمة السعودية الرياض، بـ”المؤسفة في مرحلة معاناة الشعب الفلسطيني القصوى”، مشيرا إلى أن “هذا الخذلان هو أمر مخزٍ”.
وقال الحوثي في كلمة متلفزة إن “مخرجات القمة الأخيرة لم تكن مفاجئة لشعوبنا وحتى البيان الصادر عنها لم يكن شديد اللهجة وإنما كان بيان مطالبات”.
واستغرب مما جاء في البيان الختامي، قائلا: “كيف تتم مطالبة الأميركي بوقف العدوان وهو الشريك المباشر للكيان في هذا العدوان على الشعبين الفلسطيني واللبناني؟”.
وأضاف “حتى المبادرات التي يتم تقديمها من قبل بعض الأنظمة تقدم أربعة أخماس فلسطين للأعداء وهي حتى من دون أي مقابل”، في إشارة إلى من يطالب بما يسمى “حل الدولتين”.