خبراء: بايدن يقامر بمصالح الولايات المتحدة من أجل إسرائيل
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
يقول خبراء إن إدارة جو بايدن تقامر بمصالح الولايات المتحدة الداخلية والخارجية بدعمها المطلق لكل ما ترتكبه إسرائيل من جرائم ضد الفلسطينيين، وإن الحرب قد تتسع مستقبلا ما لم يتم وقفها بشكل سريع.
ويرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية خليل العناني والسياسي الأميركي السابق جيم موران، إنهما لا يعتقدان أن واشنطن وتل أبيب ستقبلان بوقف الحرب في المدى القريب، ما لم يتعرضا لمزيد من الضغوط العربية والإسلامية.
وقال العناني إن بايدن يقامر بمصالح بلاده في الداخل والخارج من أجل إرضاء إسرائيل، التي يعلم رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو مدى ضعف الإدارة الأميركية الحالية ويواصل استغلال هذا الضعف.
وتقوم سياسية بايدن الحالية – حسب العناني- بالتضحية بمجموعة من حلفاء واشنطن الرئيسيين في المنطقة، وتحديدا مصر والأردن وقطر والسعودية، لصالح إسرائيل.
وقال العناني إن هذه الدول لديها خلاف مع إدارة بايدن للأزمة، مؤكدا أن هذا الخلاف قد يتسع مستقبلا لأن هذه الدول "تعاني ضغطا شعبيا كبيرا الآن بسبب ما يجري في غزة".
أما على الصعيد الداخلي، فإن ثمة خلاف شديد داخل الحزب الديمقراطي بسبب الموقف من إسرائيل، وهناك أيضا ارتفاع في درجة الضغط الشعبي على بايدن، مع مخاوف من نمو موجة تطرف جديدة، وهو انقسام لم تعشه الولايات المتحدة منذ حرب العراق، كما يقول العناني.
إلى جانب ذلك، فإن بايدن -برأي العناني- يواصل خسارة أصوات العرب والمسلمين في الانتخابات وخصوصا في ولايات متأرجحة ومهمة جدا مثل ميتشغن، وهو ما يعني الولايات المتحدة قد تضرر داخليا وخارجيا إذا واصلت سياستها الحالية تجاه غزة.
وبالمثال، قال قال السياسي الأميركي جيم موران قال إن قتل أربعة آلاف طفل في غزة لا يمكن تبريره بالرغبة في القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لأن هناك الكثير من الطرق للقيام بهذا الأمر.
كما إنه من غير المقبول -يقول موران- استخدام حق الدفاع عن النفس كذريعة لقتل آلاف الفلسطينيين فقط لأنهم فلسطينيون، بينما بايدن يطالب الكونغرس بمزيد من الدعم لإسرائيل.
ورغم أن الحرب لم تتسع بسبب تماسك حزب الله اللبناني والضغوط التي تمارسها واشنطن على طهران من خلال الوسيط القطري، إلا أن الأمور قد تتغير، كما يقول موران.
ولا يعول السياسي الأميركي الديمقراطي على موقف الإدارة الأميركية أو الحكومة الإسرائيلية وإنما على مزيد من الضغط الشعبي في العالمين العربي والإسلامي حتى يجبر قادة العالم على وقف الحرب.
وفيما يتعلق بالحجج التي تسوقها إسرائيل وترددها الولايات المتحدة عن تدرع حماس المدنيين، قال موران إن غزة كلها منطقة مدنية وما تقوم به إسرائيل سيسجل على أنه واحدة من الجرائم ضد الإنسانية في التاريخ،
ليس هذا وحسب، فقد أكد موران أن "كل من يقف معها أو يصمت عليها هو شريك معها في كل جرائمها"، مشيرا إلى أن التظاهرات داخل إسرائيل أو الولايات المتحدة لن تغير في الموقف الحالي شيئا.
وبالتالي، يضيف السياسي الأميركي، فإن اتساع رقعة الاحتجاج في العالمين العربي والإسلامي هو الكفيل بالضغط على واشنطن لإجبارها على وقف الحرب.
ووصف موران حكومة نتنياهو بأنها "الأكثر عنصرية وتطرفا والأقل تمثيلا لقيم أميركا"، مؤكدا أن الأمر "سيتكشف هذا الأمر، لكن المؤسف أن هناك مئات الفلسطينيين يقتلون الآن بينما الولايات ومصر والأردن لا يفعلون شيئا".
وقال موران إن هذ الدول الثلاث المؤثرة في المشهد "تريد التخلص من حماس وحل القضية الفلسطينية في نفس الوقت، لكن هذا لن يحدث لأن الأطفال عندما يكبرون لن يكونوا متسامحين مع من قتل آباءهم وأجدادهم كما يعتقد نتنياهو".
مستقبل المحتجزين
وحتى فيما يتعلق بالمحتجزين المدنيين في غزة، قال موران إن نتنياهو غير مهتم بهم وربما يلقى كثيرون منهم حتفهم بينما حماس تحاول حمايتهم، مضيفا "حماس مستعدة إطلاق صراح النساء والأطفال مقابل النساء والأطفال الفلسطينيين لكن نتنياهو لن يفعل أي شيء من هذا، وبالتالي غالبية الرهائن سيقتلون رغم أن حماس تحاول حمايتهم".
وأكد موران أن المظاهرات "لا تمثل أي ضغط على حكومة نتنياهو لأنها لا تمثل الإسرائيليين أساسا"، مضيفا "هذه التظاهرات في إسرائيل أو في أميركا ستلفت النظر لما يجري لكنها لن توقف دعم بايدن والكونغرس لنتنياهو لأسباب داخلية".
واعتبر موران أن حماس "أخطأت في شن هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول لأن نتنياهو كان في أضعف حالاته السياسة ثم أصبح الآن يحظى بدعم الداخل والخارج".
الرأي نفسه ذهب إليه العناني بالقول إن الحرب الحالية هي نتنياهو الذي يحاول القفز للأمام حتى لا يحاكم مستقبلا على ما حدث، وإن أميركا تعطي هذه الحرب غطاء.
وحتى حديث إدارة بايدن عن إطلاق المحتجزين فإنه يتعارض -برأي العناني- مع رفضها أي وقف للحرب ما يعني أن الحديث عن إطلاق الرهائن ليس إلا مناورة كلامية من أجل منح نتنياهو مزيد من الوقت.
أما نتنياهو -يضيف العناني- "فمستعد للتضحية بكل المحتجزين من أجل مصلحته الشخصية التي تتخلص في القضاء على حماس، حتى لو تم قتل جميع الأسرى والمحتجزين خلال العمليات".
وختم العناني بالقول إنه كانت هناك جهود قريبة لتبادل محتجزين بوساطة قطرية واتفاق مع واشنطن لكن نتنياهو أوقف كل شيء عندما بدأ العملية العسكرية فجأة قبل ساعات من تنفيذ الاتفاق؛ غير عابئ بالوعد الذي قطعه لبايدن.
وخلص العناني إلى أن نتنياهو "صعد فوق الشجرة ولا يستطيع النزول لأنه لا يعرف كيف يقضي على حماس"، مؤكدا أنه "لا مجال لوقف الحرب رغم حديث مصر والأردن عن ضرورة ذلك؛ لأن واشنطن يضع القضاء على حماس هدفا أساسيا ولن تتخلى عنه بسهولة في المدى القريب على الأقل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة من أجل
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: نتنياهو لا يملك خطة في غزة سوى تدمير حماس
قالت صحف عالمية إن إسرائيل لا تريد من مواصلة الحرب سوى تدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مشيرة إلى أن التسريبات الممنهجة لجهاز الشاباك تقلل من نزاهة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
ففي صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، نشر الدبلوماسي الإسرائيلي السابق ألون بينكاس، مقالا قال فيه إن إسرائيل "لا تريد من مواصلة حربها الوحشية في قطاع غزة سوى تدمير حماس"، واصفا الأمر بـ"المتعمد".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: نتنياهو يعقد المفاوضات لإطالة الحرب والجنود يرفضون الخدمةlist 2 of 2كيف خانت جامعة كولومبيا قسم الشرق الأوسط فيها؟end of listووفقا للكاتب، فإن وسائل إسرائيل العسكرية "لم تتوافق قط مع هدف سياسي واضح، وهذا ما جعل حكومة بنيامين نتنياهو ترفض أي خطط أو التزامات بشأن غزة بعد الحرب".
أما صحيفة "الغارديان"، فنقلت عن أطباء ميدانيين ومنظمات إغاثية أن الوضع الإنساني في القطاع يتفاقم بشكل يومي، وأنه "الأسوأ منذ 18 شهرا".
ولفتت الصحيفة إلى أن منظمة العفو الدولية (أمنستي) اعتبرت الحصار الإسرائيلي الكامل على القطاع "جريمة ضد الإنسانية، وانتهاكا للقانون الدولي الإنساني".
وفي شأن متعلق بالحرب، قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" في افتتاحيتها إن التسريبات المنهجية لمعلومات سرية من جهاز الشاباك "تُضعف نزاهة الأجهزة الأمنية في إسرائيل".
كما رأت أن تعليق شخصيات سياسية علنا على التحقيقات الجارية، يعتبر خطرا من شأنه التأثير في الرأي العام، وربما في مسار العدالة، وبالتالي صرف الانتباه عن قضايا أخرى مهمة.
إعلان
تعاون روسي إيراني
وفي مجلة "نيوزويك"، تناول تقرير مصادقة البرلمان الروسي على اتفاقية شراكة إستراتيجية شاملة مدتها 20 عاما مع إيران، مما يمهد الطريق لتعاون عسكري موسع بين موسكو وطهران، في ظل تصاعد التوترات مع واشنطن.
وترى المجلة أن هذه الاتفاقية "قد تُعقد عملية صنع القرار الأميركي في المنطقة، عبر زيادة احتمال تورط روسيا في أي صراع مستقبلي"، وأنها "قد تؤدي إلى تغيير الحسابات الجيوسياسية، بردع التصعيد العسكري وتعزيز موقفِ طهران التفاوضي".
بدورها، تحدثت "نيويورك تايمز" عن إعلان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إغلاق مكتب تابع للوزارة، كان مختصا بمراقبة ومكافحة المعلومات المضللة التي تنشرها دول مثل الصين وروسيا وإيران، إضافة إلى الجماعات التي تعتبرها واشنطن إرهابية.
وأشارت الصحيفة إلى أن نحو 40 موظفا خرجوا في إجازة مدفوعة، بالإضافة إلى تسريح نحو 80 آخرين.
جثث محترقة في السودان
وفيما يتعلق بتطورات الحرب في السودان، أبرزت صحيفة "واشنطن بوست" روايات شهود عيان مروعة حول هجوم قوات الدعم السريع على مخيم زمزم في مدينة الفاشر السودانية، حيث الجثث ممزقة ومحترقة.
ونقلت الصحيفة عن الطبيب مجيب الرحمن إن مفوضية العون الإنساني قدرت وصول 300 ألف شخص إلى الفاشر -عاصمة ولاية دارفور- خلال اليومين الماضيين.
وقال مجيب الرحمن، إن معظمهم هؤلاء وصلوا ليلا لتجنب حصار قوات الدعم السريع، وإن غالبيتهم كانوا في حالة حرجة، مما أدى لوفاة عدد منهم في غضون ساعات.
والأسبوع الماضي، اقتحمت قوات الدعم السريع المخيم الذي كان مكتظا بالنازحين، وقالت الأمم المتحدة إن نحو 500 سقطوا بين قتيل وجريح بينهم 10 موظفين إغاثة، فيما لا يزال مئات الفارين من النساء والأطفال في عداد المفقودين.