الإبادة الجماعية والتطهير العرقى، ملخص لما يحدث فى الأراضى الفلسطينية خصوصًا فى قطاع غزة، على يد جيش الاحتلال الإسرائيلى، الذى يتبع سياسة الأرض المحروقة، ويستولى كل يوم على أراض جديدة فى حرب بدأت شهرها الثانى لجيش منظم يمتلك أحدث التقنيات العسكرية ويستخدمها بصورة مكثفة برًا وبحرًا وجوًا فى مواجهة مقاومة فلسطينية تحمى شعبًا أعزل وتواجه حربًا غير متكافئة عسكريًا، لكنها تتفوق فيها ببراعة، حيث إن الفلسطينيين أصحاب قضية وحق مشروع وأرواحهم تهون فى سبيل حماية وطنهم.
إسرائيل تدعمها أمريكا والغرب بكل السبل والعدة والعتاد وأنباء عن مشاركة أمريكا لجنود الاحتلال فى الهجوم البرى البربرى، والجميع أعلنها بكل وضوح – نحن مع إسرائيل- بما تملكه هذه الجملة من تبعات ودعم على كافة المستويات لتضمن إسرائيل بقاءها سرطانًا ينخر فى الجسد العربى المتهالك لتزيده وهنًا وضعفًا وتشتيتًا وتقزيمًا، مؤكدة أنها مستمرة فى حربها لتصفية القضية الفلسطينية على طريقتها الخاصة.
الفلسطينيون فى المقابل «مسلمون ومسيحيون» شعارهم فلسطين عربية وعقيدتهم بلاد أولى القبلتين وثالث الحرمين ومهبط الأنبياء لا يجب أن يدنسها اليهود بأقدامهم النجسة، ويتصدون بأجسادهم العارية لجحافل التتار الجدد غير مهابين الموت، وحولوا أنفاقهم تحت مدينة غزة إلى فخاخ وشباك تصطاد المدرعات والجنود فى عمليات فدائية بطولية تعطى نماذج لحكايات أسطورية سوف تتغنى بها الأجيال القادمة فى حب الوطن ورسوخ العقيدة.
هؤلاء المجاهدون الأبطال الموت أقرب إليهم من دقات قلوبهم ورمشة أعينهم، ودائمًا الشهادة على ألسنتهم استعدادا لأن ترتقى أرواحهم للسماء فلا يعلمون من أى صوب يأتى رصاص الغدر، كما أنهم على وداع دائم مع بعضهم البعض وسلامهم «حى على الفلاح.. نلتقى فى الجنة بإذن الله»، ماتت قلوبهم من حب الدنيا وهم أحياء وعمرت بحب الوطن وحلاوة الارتقاء للسماء.
أبناء الجنة الذين يحاول الاحتلال عزل قطاعهم وإغلاقه عليهم لتكون بداية حصاد الموت يعتمدون على أنفسهم، والدعم الذى يصل إليهم على هيئة مواد إغاثية ودوائية فى الغالب لا تصلهم بسبب استهداف جنود صهيون والتتار الجدد لكل شيء يتحرك على الأرض.
أما الدعم الخارجى لهم فقد تجسد أغلبه فى إرادة شعوب ترفض ما يحدث وزلزلت مظاهراتهم أرجاء العالم حتى وصلت قلب أمريكا نفسها وأوروبا والعديد من البلدان العربية، ولكن على مستوى الدول والحكومات فسوف تُنصب مشانق التاريخ للكثيرين – إلا من رحم ربي- ولن ترحمهم فى تخاذلهم وتعاونهم مع الاحتلال وبيعهم للقضية وتجاهلهم لما يحدث من محارق ومجازر واستنجاد واسترحام من شيوخ ونساء وأطفال يسطرون بدمائهم مستقبلًا جديدًا وتغيرًا شاملًا للمنطقة، والله وحده الأعلم ماذا سيجلب هذا التغيير من عواقب على الجميع.
باختصار.. الإسرائيليون تاريخهم منذ تجمعهم من الشتات ملطخ بالدماء ومجازرهم من بحر البقر إلى صبرا وشتيلا وغزة عار على الإنسانية جمعاء.. هؤلاء القتلة الفجرة يعتمدون الغدر والخسة أسلوب حياة، ونادرًا ما يهددون لأنهم يعتمدون على المفاجآت غير السارة ولا يخشون العواقب لأنهم يأمنون جانب الدول ذات التأييد الأعمى.
وعندما يهدد أحفاد الشيطان فإنهم غالبًا ينفذون وما أطلقه وزير تراث الاحتلال عميحاى الياهو من «نباح» لوسائل الإعلام بأن هناك خيارًا مطروحًا بضرب قطاع غزة بقنبلة نووية لأنه من وجهة نظره المشئومة يجب ألا يبقى قطاع غزة على وجه الأرض!
هذا ما وصل إليه حال الأمة الإسلامية والعربية فى مواجهة عدو فاجر يهدد فلا يجد رادعًا، وينفذ – لا قدر الله – فلا يسمع إلا صدى إدانات تتلاشى.. الكوارث تتكاثر والغيبوبة تزداد عمقًا والإفاقة تقترب من خط المستحيل ولله التدابير.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: باختصار الاراضي الفلسطينية قطاع غزة جيش الإحتلال الإسرائيلي القضية الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
قوات الاحتلال تعتقل 16 فلسطينيا بالضفة الغربية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل عن "هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية" أن قوات الاحتلال اعتقلت 16 مواطنا على الأقل بالضفة الغربية بينهم أسرى سابقون خلال الليلة الماضية.
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المكثف وغير المسبوق على قطاع غزة، جوًا وبرًا وبحرًا، مُخلّفًا آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء، منذ السابع من أكتوبر 2023.
حيث يشن جيش الاحتلال مئات الغارات والقصف المدفعي وتنفيذ جرائم في مختلف أرجاء قطاع غزة، وارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين، وتنفيذ جرائم مروعة في مناطق التوغل، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 90 % من السكان.