بوابة الوفد:
2025-04-07@03:31:46 GMT

الشعب المختار وأوهام الصهيونية

تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT

قد حاول كثير من حاخامات اليهود تفسير فكرة الاختيار حتى أتوا بتفسيرات متنوعة، علمًا بأن فكرة الاختيار بشكل عام تؤكد فكرة الانفصال والانعزال عن الآخرين وتعبير عن القداسة الناجمة عن الحلول الإلهى فى الشعب– وفقًا لمعتقداتهم-، وقد جاء فى التلمود أن جماعة (يسرائيل) يُشبَّهون بحبة الزيتون لأن الزيتون لا يمكن خلطه مع المواد الأخرى، وكذلك أعضاء جماعة يسرائيل يستحيل اختلاطهم مع الشعوب الأخرى، وأتى فى التفسير أيضاً أن أعضاء الشعب المختار المقدَّس الذى يفترض أن الإله قد حل فيه، وجدوا أنهم من أصغر الشعوب فى الشرق الأدنى القديم وأضعفها، ولم يكونوا بأية حال أكثرهـا رقيًا أو تفوقًا، كما لحقت بهـم عدة هزائم انتهت بالسـبى البابلى، وكل هذه التفسيرات هى فى نهاية الأمر تعبير عن درجات متفاوتة من الحلول فإن ازدادت النزعة الحلولية زادت القداسة فى الشعب ومن ثم زادت عزلته واختياره، والحلولية هى الاعتقاد بأن الإله يحل فى بعض بنى الإنسان، حيث يدور الفكر اليهودى الحلولى دومًا حول ثلاثية الإله والأرض والشعب، فيحل الإله فى الأرض، لتصبح أرضًا مقدَّسة ومركزًا للكون، ويحل فى الشعب ليصبح شعبًا مختارًا، ومقدَّسًا وأزليًا، ولم يختر الإله اليهود بوصفهم شعبًا فحسب، بل اختارهم كجماعة دينية قومية توحِّدها أفكارها وعقائدها، وقد عُرضت الرسالة على شعوب الأرض قاطبة، فرفضت هذه الشعوب حملها، وحملها الشعب اليهودى وحده، لذلك حوَّلهم هذا الإختيار إلى مملكة من الكهنة والقديسين، وإلى أمة مقدَّسة تتداخل العناصر الدينية والقومية فيها، واختيار الإله لليهود هو جوهر العهد أو الميثاق المبرم بينه وبين إبراهيم، ووفقًا للمعتقدات يدل الاختيار على تفوق اليهود عرْقيًا، فقد اختير إبراهيم عليه السلام لنقائه، واختير اليهود لأنهم من نسله، وقد جاء فى التلمود: "كل اليهود مقدَّسون.

. كل اليهود أمراء.. لم تُخلَق الدنيا إلا لجماعة يسرائيل.. لا يُدْعى أحد أبناء الإله إلا جماعة يسرائيل.. لا يحب الإله أحدًا إلا جماعة يسرائيل»، ويدل الإختيار على تفوق اليهود الأخلاقى، فقد اختار الإله الشعب اليهودى لأنه أول شعب يعبده وحده، أى أنه اختار الشعب لأن الشعب اختاره، وبذلك تنحسر النزعة الحلولية قليلًا بحيث يصبح الاختيار علامة على التفرد وحسب (لا على التفوق)، وقد قلَّص أحد المفكرين الإسرائيليين نطاق فكرة الاختيار بحيث جعلها تنصرف إلى علاقة الشعب بالإله وحسب، لا إلى علاقة اليهود بكل البشر، وما سبق يعتبر من أوهام الصهيونية حيث أن الشعور بالاستعلاء والاستكبار على جميع الخلق داء عضال ومزمن عند الأمة اليهودية، ذكره القرآن الكريم عنهم فى آيات كثيرة، وتزخر به نصوص كتبهم المقدسة لديهم، ومنها ما ورد فى توراتهم المحرفة، والمؤسف أنهم تمادوا فى ادعائهم بأن لهم حق السيطرة على العالم ما داموا أنهم أبناء الله وأحباؤه – حسب قولهم ومعتقداتهم-، وأختم مقالى هذا بتأكيد بطلان هذه الأفكار والدليل على ذلك الآية الكريمة بسورة المائدة، حيث قال تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أبناء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِير) صدق الله العظيم، وللحديث بقية إن شاء الله.

دكتور جامعى وكاتب مصرى

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإسرائيليين

إقرأ أيضاً:

مؤسسات الأسرى: 350 طفلا فلسطينيا في المعتقلات الصهيونية

الثورة نت|

أفادت مؤسسات الأسرى بأن قوات العدو الإسرائيلي تواصل اعتقال أكثر من 350 طفلاً، في معتقلاتها ومعسكراتها، من بينهم أكثر من 100 طفل محكومين بالإداري.

ولفتت المؤسسات وهي (هيئة شؤون الأسرى، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان) في تقرير لها، اليوم السبت، لمناسبة يوم الطفل الفلسطيني، (5 ابريل)، إلى أن قضية الأطفال المعتقلين، شهدت تحولات كبيرة منذ بدء الإبادة الجماعية.

وبينت أن حملات الاعتقال بحق الأطفال تصاعدت، سواء في الضفة بما فيها القدس المحتلة، التي سُجل فيها ما لا يقل عن (1200) حالة، أو في غزة التي لم تتمكن المؤسسات من معرفة أعدادهم بسبب استمرار جريمة الإخفاء القسري، والتحديات التي تواجه المؤسسات في متابعة قضية معتقلي غزة، ومنهم الأطفال”.

ويواجه الأطفال المعتقلون جرائم منظمة، أبرزها التعذيب، والتجويع، والإهمال الطبي، إلى جانب عمليات السلب والحرمان، التي أدت مؤخرًا إلى استشهاد أول طفل في معتقلات الاحتلال منذ بدء الإبادة الجماعية وهو وليد أحمد (17 عامًا) من بلدة سلواد شرق رام الله الذي استشهد في معتقل “مجدو”.

وأشارت المؤسسات إلى أن الأعداد المذكورة لحالات الاعتقال بين صفوف الأطفال، ليست المؤشر الوحيد على التحولات التي رافقت سياسة استهدافهم عبر عمليات الاعتقال، والتي تشكل جزءًا من السياسات الممنهجة بهدف اقتلاعهم من بين ذويهم ومحاربة أجيال كاملة.

ونبهت مؤسسات الأسرى إلى أن حجم حملات الاعتقال بحقّ الأطفال، تتركز في المناطق الأكثر تماسًا مع جنود الاحتلال الإسرائيليّ، إلى جانب المستوطنين.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. الرئيس السيسي لـماكرون بخان الخليلي: أنا حضرت اليهود والإنجليز والأرمن
  • بعد رواية إسرائيل عن الشهيدين في زبقين.. المختار يردّ
  • حرائر جحانة ينددن باستمرار الإبادة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني
  • حرائر جحانة ينددن باستمرار الإبادة الصهيونية في غزة
  • محمد أبو داوود: لا يهمني حجم الدور.. و5 مشاهد في الاختيار 3 كانت كافية لصنع التأثير
  • مؤسسات الأسرى: 350 طفلا فلسطينيا في المعتقلات الصهيونية
  • نائب: إدخال قرابين اليهود للمسجد الأقصى يمثل تصعيدًا خطيرًا للحرب الدينية
  • العراقيون وأوهام العقد الاجتماعي!
  • وقفات حاشدة في العاصمة والمحافظات تنديداً بالجرائم الصهيونية في غزة
  • مدير أوقاف أبين مهما تجبر اليهود فإن مصيرهم إلى زوال