اعتنق وجماعته الإسلام بعد تكرار رؤيا بالمنام.. القسيس إبراهيم ريتشموند في الحج
تاريخ النشر: 26th, June 2023 GMT
أثارت قصة إسلام قس مسيحي سابق، رواها خلال أدائه لحج هذا العام، والذي جاء بعد نحو 3 أشهر من إسلامه، تفعلا واسعا بمواقع التواصل الاجتماعي، لما حوته من تفاصيل مثيرة.
القس السابق الذي تسمى باسم إبراهيم ريتشموند، كان رئيسا لجماعة في كنيسة بجنوب أفريقيا مدة 15 عاما وله آلاف الأتباع، حتى جاءته رؤيا كانت سببا في إسلامه، ونقلها عنه مكتب الاتصال الحكومي بالسعودية، عبر حسابه الرسمي.
وقال ريتشموند خلال روايته قصة إسلامه، "كنت نائما في غرفة صغيرة بالكنيسة ثم سمعت صوتا يقول أخبر رجالك بأن يرتدوا اللباس الأبيض.. فقلت ثياب المسلمين!"، وتوقع أن يكون ذلك مجرد حلم، إلا أنه تكرر أكثر من مرة.
وأشار إلى أنه في المرة الأخيرة أصبح الصوت قويا جدا، فتوجه بعدها لأتباعه في الكنيسة، وأخبرهم بالأمر ودعاهم لتنفيذ ما طلب منه في المنام فقبلوا جميعا، وعندما اجتمع بهم للمرة الثانية، ارتدى الجميع الملابس البيضاء ودخلوا الإسلام.
وأظهر مقطع فيديو متداول نشره برنامج "شبكات" في حلقته بتاريخ (2023/6/26)، قيام إبراهيم ريتشموند بتلقين أعداد غفيرة من الرجال والنساء في قاعة كنيسة، الشهادتين، وهم يرتدون ملابس بيضاء.
الهداية رزقورصد برنامج "شبكات" جانبا من تفاعلات رواد مواقع التواصل مع قصة إسلام القس إبراهيم ريتشموند، ومنها ما غرد به هشام حسني "لا يشعر بالنعمة إلا من حرم منها وعندما يجدها ينالها بشغف ومحافظة أما من يتعايش بها فلا يشعر بقيمتها".
أما دارين، فكتبت "العبادة رزق والهداية رزق والدعاء رزق، لا نملك من الأمر شيئا، سبحان من أنار دربه برؤيا وجعله سببا لهداية غيره"، فيما قال عمرو "جميل أن يعيش الإنسان قناعته وأن يشعر بروحانية إيمانه ومعتقده، نتمنى أن ترى في الإسلام ما يحببك فيه أكثر وأكثر".
فيما كتب يحيى علاء "مؤثر.. إصراره على إكمال هذه الرحلة العظيمة وحديثه عند تجربته فيها نوع من الفخر وإحساسه بعمق وعظمة هذا الدين، نسأل الله له الثبات والتوفيق".
ويوجد ريتشموند هذه الأيام في البقاع الطاهرة بمكة المكرمة، حيث يؤدي مناسك الحج، بعد أشهر قليلة من اعتناقه الإسلام، ويعبر عن مشاعر فياضة تغمره، حيث كان الأمر بالنسبة له حلما وبات حقيقة.
وعند سفح جبل النور، يُظهر مقطع فيديو آخر، حوارا بين الحاج إبراهيم ريتشموند ومن يُعتقد أنه دليل له، حيث يشير له المتحدث إلى الجبل ويخبره بأن الإسلام بدأ نوره من هنا، فيتأثر إبراهيم ويرد "أشعر برجفة.. أريد الصعود للأعلى".
يتأكد المتحدث من رغبته في الصعود، فيؤكد إبراهيم طلبه، فيقول له محدثه "إنه صعب"، فيرد القس السابق "لا شيء صعب.. عندما تملك القلب لا شيء يكون صعبا.. باسم الله لا شيء صعب.. سيجعلها سهلة عليّ".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
سلام مزيف
في عالم اليوم، نجد أنفسنا محاطين بشعارات السلام ومن يدعون أنهم يتبنونه، ولكن ما يثير القلق هو وجود جماعات تضع قناع إسلام مزيف يتعارض مع تعاليم الإسلام الحقيقي، هذا التداخل أدى إلى ظهور جماعات الإسلام السياسي التي استخدمت الدين كأداة لتحقيق أهداف سياسية بعيدة عن جوهر التعاليم النقية، كما أن هذه الجماعات لا تتردد في استغلال النصوص الدينية وتحريفها لتبرير أفعالها، مما يتجلى بوضوح في أعمال العنف والتمييز الذي يرتكبه أتباعها باسم الإسلام.
الإسلام يحذر من خطر المنافقينعندما نتأمل في سورة المنافقون، نكتشف تحذيراً قوياً من هذه الفئة من البشر الذين يتظاهرون بالإيمان بينما يتآمرون ضد الأمة، لقد جاءت هذه السورة كملاحظة مهمة للمجتمع حول خطر هؤلاء المنافقين الذين يعيشون بيننا، ويضعون السم في العسل، يُظهرون وجوهاً جذابة لكنهم يخفون خلفها نيات خبيثة، يسعى القرآن الكريم إلى تسليط الضوء على صفاتهم المظلمة، محذراً من استغلالهم للدين لنشر الفوضى والفتن وقد قال فيهم تعالى: "إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم".
خطورة جماعات الإسلام السياسي وسياستها المتلونة
إن جماعات الإسلام السياسي تتنقل من بلد إلى آخر، مغيرة استراتيجياتها بما يتماشى مع الظروف المحيطة، في بعض الأحيان، تجدهم يتظاهرون بالسلام فقط ليغيروا من نغمتهم، ويهاجموا الآخرين في أوقات أخرى؛ إنهم يتلونون مثل الحرباء، مختبئين وراء شعارات زائفة تهدف إلى خدمة مصالحهم الشخصية، وتضليل الرأي العام وتخدير عقولهم عن إدراك حقيقتهم، والأخطر من ذلك هو قدرتهم على التواصل مع المجتمعات والاندماج ضمن السياقات المحلية، بينما يخططون للانقضاض على الاستقرار المجتمعي، إن قدرتهم على جذب الناس من خلال شعارات السلم، رغم نياتهم الحقيقية، تشكل تحدياً كبيراً يتطلب وعياً وتأملاً عميقاً.
سلام جماعات الإسلام السياسي غطاء للوصول إلى الهيمنة
إن السلام الذي تقدمه جماعة الاسلام السياسي ليس أكثر من زيف متنكر في ثوب جذاب، يخفي وراءه نيات خبيثة، فهم كالذئاب التي ترتدي ثياب الحمل، يتربصون باللحظة المناسبة لينقضوا على خصومهم، إن التجربة مع هذه الجماعات تكشف أن سلامهم هو في الواقع مجرد خدعة ولدغة، تهدف إلى إخضاع المجتمعات وتحقيق السيطرة عليها، لذا، يجب أن نكون يقظين، ونتأكد من أن مجتمعاتنا تقوم على أسس متينة من الحوار والتفاهم الحقيقي، وليس على وهم السلام الذي قد يكون غطاءً لنيات متآمرة تطمح إلى الهيمنة، وسبحان الذي صدق قوله فيهم: "وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنّهم خشب مسنّدة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدوّ فاحذرهم قاتلهم الله أنّى يؤفكون".