بوابة الوفد:
2025-07-11@06:05:17 GMT

... كسابقاتها!

تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT

يعيش عالمنا العربي أسوأ مراحله التاريخية على الإطلاق، في ظل مخططات «صهيونية» وغربية، تعبث بحاضرنا ومستقبلنا، من خلال تصدير الأزمات، وتعزيز الانشقاق والتناحر، واستنزاف مقدراتنا، وإشعال الحروب في منطقتنا المنكوبة. 

خلال ساعات، تنطلق بالعاصمة السعودية الرياض، القمة العربية «الطارئة»، كامتداد طبيعي لسابقاتها، لكن الاختلاف أنها تأتي على وَقْع استمرار جرائم وحشية وإبادة جماعية يتعرض لها أشقاؤنا الفلسطينيون في قطاع غزة المُحَاصر، على أيدي قوات «الاحتلال الإسرائيلي».

تلك «القمة» غير الطارئة ـ المُعلن عنها مسبقًا قبل شهرين ـ تأتي بعد خمسة أسابيع من «العدوان الصهيوني»، لكننا كُنَّا ننتظر انعقادها فور بدء «جيش الاحتلال» مجازره الوحشية، التي أسفرت حتى الآن عن استشهاد 10 آلاف فلسطيني «مدني»، معظمهم من النساء والأطفال!

للأسف.. ما تقوم به «دولة الاحتلال الإسرائيلي»، من تشديد الحصار الظالم والخانق، وأعمال القتل والتهجير والترويع، واستهداف البنية التحتية، والقصف الممنهج لهدم المدارس والمساجد والكنائس والمستشفيات والمراكز الطبية، على رؤوس من فيها، هو إجرامٌ فاجرٌ، وجرائم حرب لم يشهدها التاريخ الحديث.

إننا نتساءل بصدق وإنسانية: أفلا يستحق كل ما يحدث، مواقف عربية جادَّة ومسؤولة، لوقف هذا الخزي والعار؟.. أفلا يستحق كل ذلك الدمار والخراب وقطع الماء والكهرباء والغاز، ومنع الدواء، وأبسط الحقوق الآدمية التي يُحْرَم منها فلسطينيّو قطاع غزة، كسر الحصار ودعم هؤلاء المظلومين، بدلًا من «قمة شكلية متأخرة»، ربما أُريد بتوقيتها منح الفرصة لـ«جيش الاحتلال» من إنهاء ذبح الفلسطينيين؟!

نتصور أن هذه «القمة» ـ كسابقاتها على امتداد سبعة عقود ـ ليست سوى مضيعة للوقت والجهد وإهدار للمال، ولذلك لا نُعَوِّل كثيرًا على انعقادها أو نتائجها.. ليس بسبب غياب متوقَّع لبعض القادة، ولكن لأنها «كالعادة» مجرد تحصيل حاصل.. مجرد «مَكْلَمة» وخطب حنجورية، لا تُسمن ولا تُغني من جوع!

الآن، وقبل ساعات من الانعقاد، نتوقع أن تظهر القمة بصورة باهتة.. يتمخض عنها بيان ختامي هزيل، لا يستحق الحبر الذي كُتب به.. فقط مجرد توصيات ومقترحات، والتماس ورجاء واستجداء، لإيجاد مخرج «شكلي» يحفظ ماء الوجه، لكنه في واقع الأمر سيُكَرِّس زيادة نزيف الجُرح الفلسطيني وتعميق جراحه.

أخيرًا.. من واقع الفشل العربي الذي نعيشه على مدار عقود طويلة، نتصور أن «القمة الجديدة» ليست سوى رقم في عَدَّاد الاجتماعات الروتينية، اللهم إلا إذا كان مجرد عقد القمة بعد خمسة أسابيع من الدمار الشامل، يُعد نجاحًا كبيرًا، خصوصًا أن بعض المشاركين هم بالأساس «عديمو الحيلة»، وغير مؤهلين لأخذ زمام المبادرة، رغم امتلاكهم الكثير من أدوات الضغط اقتصاديًّا وسياسيًّا ودبلوماسيًّا!

فصل الخطاب:

يقول محمد حسنين هيكل: «لا شيء في معترك الحياة يتحول إلى حقيقة ثابتة إلا بعد التجربة.. وعندما تقع التجربة فإن ثمنها يكون قد دُفع بالكامل».

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القمة العربية القمة الطارئة بالرياض غزة إسرائيل جيش الاحتلال محمود زاهر أبوعبيدة قمة الرياض معبر رفح تهجير اهالي غزة حصيلة الشهداء القضية الفلسطينية الحكام العرب

إقرأ أيضاً:

أطفال غزة.. ضحايا الحصار الغذائي والتجويع المتعمّد

داخل أروقة مستشفى الشفاء في مدينة غزة ، تختنق الأمهات بصمت، وهن يراقبن أطفالهن يتقلبون بين الحياة والموت. المجاعة لم تعد مشهدًا في كتب التاريخ، بل تحولت إلى واقع يومي تعيشه آلاف الأسر الفلسطينية في القطاع المحاصر.

منذ فرض الحصار الكامل على غزة في 2 مارس 2025، أصبح الحصول على الغذاء الكافي حلمًا بعيد المنال. تحوّل الطعام من حق أساسي إلى رفاهية، ومن حاجة طبيعية إلى معركة يومية من أجل البقاء.

مأساة تتحدث بالأرقام:

بحسب تقارير وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمات دولية، استقبلت مستشفيات القطاع في شهر مايو وحده 5,119 طفلًا، تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وخمس سنوات، للعلاج من سوء التغذية الحاد. من بين هؤلاء، صُنّفت 636 حالة بأنها شديدة الخطورة، مهددة للحياة. هذه الأرقام تمثل قفزة بنسبة 50% مقارنة بشهر أبريل، وأكثر من 150% مقارنة بشهر فبراير.

يقول الدكتور محمود سليم، طبيب أطفال في مستشفى الشفاء: “نستقبل يوميًا أكثر من 100 طفل يعاني من الهزال الشديد. أجسادهم هزيلة، عيونهم غائرة، وبعضهم لا يقوى على البكاء حتى. الأسوأ أن المستشفى يعاني نقصًا حادًا في المغذيات العلاجية، وفي كثير من الأحيان نقف عاجزين أمام إنقاذهم.”

وجبة واحدة… بالكاد:

في حي التفاح شرق غزة، تجلس أم يوسف سليم، أم لخمسة أطفال، قرب جدار منزلها المدمر. تحاول إخفاء دموعها، وتقول: “من أسبوع، ما بطبخ إلا عدس. لا حليب، لا خضار، ولا حتى خبز يكفينا. ابني عمره 11 شهر، صار جلدة على عظم، ما بيقدر يتحرك من الضعف. ”تتابع الأم بحزن بالغ: “أخذته للمركز الصحي، قالوا لي يحتاج علاج غذائي خاص (RUTF)، بس الكمية خلصت. رجعت على البيت وقلبي مكسور، مش عارفة كيف أنقذه.”

سلاح الجوع:

منظمات أممية مثل اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي (WFP) وصفت ما يحدث بأنه استخدام صريح للجوع كسلاح في الحرب، تحت ما يسمى بـ”weaponized hunger”. تقرير التصنيف المتكامل للأمن الغذائي (IPC) لشهري مايو/يونيو 2025 كشف أن 71,000 طفل في غزة يعانون من سوء التغذية الحاد، من بينهم أكثر من 14,000 طفل في حالة حرجة تهدد حياتهم مباشرة.

الصحف العالمية، ومنها فايننشال تايمز، نقلت عن مسؤولين أمميين قولهم إن الوضع في غزة يمثل “جريمة وفاة جماعية”، والأسوأ منذ عقود في المنطقة.

الحليب… حلم مفقود:

زينة عدنان طالبة جامعية وأخت لرضيع يبلغ من العمر ثمانية أشهر، تحكي بمرارة: “الحليب صار يباع في السوق السوداء، وسعره صار جنوني. أمي تحاول تخلط الأرز بالماء لإشباع أخي، لكن جسمه صغير ما يتحمل، صار يتقيأ كل شيء،” وتضيف: “ذهبنا لمركز التغذية التابع للأونروا، لكن الموظف قال: ما في شي، تعالوا بعد أسبوع. أسبوع؟! أخي مش قادر ينتظر، يوم بيشكل خطر عليه، فكيف أسبوع؟

وفيات صامتة:

منذ بداية الحصار الكامل في مارس، تم توثيق وفاة 57 طفلًا بسبب مضاعفات سوء التغذية، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. ومع غياب المغذيات العلاجية، والمضادات الحيوية، وأدوية الإسهال، ومع نقص الكوادر الطبية المدربة، يُخشى أن تكون الأعداد الحقيقية أكبر.

يحذر الدكتور إياد النجار، أخصائي الصحة العامة: “سوء التغذية لا يعني الجوع فقط، بل انهيار المناعة. الطفل الضعيف ممكن يموت بسبب نزلة برد، أو التهاب بسيط في الأمعاء. الجسد لا يقوى على مقاومة أبسط الأمراض.

جهود إغاثية متعثرة:

رغم محاولات اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي توفير العلاج الغذائي الجاهز (RUTF)، إلا أن الكميات المتوفرة لا تلبي حتى 20% من الحاجة الفعلية. كما أن ضعف التمويل، والرفض الإسرائيلي لعبور القوافل الإنسانية، تسبب في تعطيل معظم الخطط الإغاثية.

مسؤول محلي في وزارة التنمية الاجتماعية، فضّل عدم ذكر اسمه، قال: "نرفع نداءات عاجلة كل أسبوع، لكن الردود بطيئة أو خجولة. لا نستطيع التعامل مع كارثة بهذا الحجم بدون جسر إنساني دائم ومفتوح."


 

صرخة حياة:

في ظل هذا الواقع المأساوي، أصبح كل تأخير في إيصال الغذاء والدواء يُترجم إلى موت محتوم لأطفال أبرياء. يقول أبو مصطفى قاسم والد لطفل مصاب بسوء التغذية: "مش معقول نظل نستني تصريح لمعبر، بينما بنتي بتضعف كل يوم قدامي." ويختم بقوله: "من لهؤلاء الأطفال؟ وين العالم؟"

توصيات يمكن أن تنقذ حياة:

توفير إمدادات كافية من التغذية العلاجية الجاهزة (RUTF): لضمان علاج الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد بشكل فوري، إضافة إلى زيادة المكملات الغذائية الخاصة بالأطفال والنساء الحوامل: لتعزيز صحة الأمهات والأطفال في مراحل النمو الحرجة، ويجب أيضًا إطلاق برامج تغذية مدرسية شاملة لتوفير وجبات غذائية متوازنة للأطفال داخل المدارس، وتحسين تغذيتهم اليومية، ويجب تفعيل حملات التوعية الغذائية للأمهات ومقدمي الرعاية: لتعليمهم أساليب التغذية السليمة وكيفية التعامل مع سوء التغذية، وإذا ما قمنا بدعم المرافق الصحية المتخصصة في رصد وعلاج سوء تغذية الأطفال: وتزويدها بالأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة فسوف نصل إلى مستوى جيد من الرضى، ومن المهم تأمين مياه نظيفة وصرف صحي جيد: للوقاية من الأمراض المرتبطة بسوء التغذية التي تزيد من مخاطر صحة الأطفال

هل من يسمع:

إن أزمة سوء التغذية في غزة ليست فقط نتيجة حصار جديد، بل نتيجة تراكم سنين من التهميش، والاحتلال، والحرب. الأطفال في غزة لا يحتاجون الشفقة، بل العدالة. ولا يحتاجون مؤتمرات، بل مساعدات فورية وممرات آمنة.

وإذا لم يتحرّك المجتمع الدولي بشكل سريع وفعّال، فإن غزة لا تواجه فقط أزمة غذاء، بل كارثة إنسانية تاريخية، سيكون أطفالها وقودها الأول.

ملاحظة : هذا مخرج عملي لدورة " الصحفيات والقيادة الإعلامية" التي نفذتها مؤسسة بيت الصحافة في الفترة من 22 إلى 30 يونيو 2025

المصدر : وكالة سوا - ندى حسونة اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من تقارير خاصة أزمة العملات الذائبة بغزة... بين عجز السوق وصمت السياسات المساعدات الأمريكية... مصائد الموت ومعركة البقاء "الجوكر شهيد".. أحمد فطيمة يرحل فترحل أمه كمداً على فراقه الأكثر قراءة تفاصيل لقاء الشيخ مع وفد أوروبي لبحث وقف العدوان على غزة داخلية غزة تصدر تحذيراً بشأن "مؤسسة غزة الإنسانية" الصحة تنشر أحدث إحصائية لعدد شهداء غزة ألبانيز: إسرائيل مسؤولة عن إحدى أقسى جرائم الإبادة بالتاريخ الحديث عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • صالح يتنقل بين الدمار وأمله رغيف وخيمة في غزة
  • فوضى الحرب.. حالة تُمزّق النسيج الاجتماعي في غزة
  • أطفال غزة.. ضحايا الحصار الغذائي والتجويع المتعمّد
  • بين الدمار والصمود.. هكذا فشل الاحتلال الإسرائيلي في كسر شوكة حماس
  • أحمد عطيف: الشباب يستحق ميسي ويكفي عن 8 لاعبين أجانب.. فيديو
  • دمى تتكلم.. .ثم تُرمى خلف الستار.. !
  • ماذا لو انهار سد الدمار الاثيوبي “سد النهضة” ؟
  • الإيمان يمان من فجر الإسلام إلى حاضر التحديات .. قصة أمة لا تعرف الاستسلام
  • (الجبهة المنسية في معركة الكرامة)
  • الدبيبة: شعبنا يستحق الأفضل وافتتاح الدائري الثالث ترجمة للأقوال بالأفعال