بوابة الوفد:
2025-07-11@04:10:03 GMT

... كسابقاتها!

تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT

يعيش عالمنا العربي أسوأ مراحله التاريخية على الإطلاق، في ظل مخططات «صهيونية» وغربية، تعبث بحاضرنا ومستقبلنا، من خلال تصدير الأزمات، وتعزيز الانشقاق والتناحر، واستنزاف مقدراتنا، وإشعال الحروب في منطقتنا المنكوبة. 

خلال ساعات، تنطلق بالعاصمة السعودية الرياض، القمة العربية «الطارئة»، كامتداد طبيعي لسابقاتها، لكن الاختلاف أنها تأتي على وَقْع استمرار جرائم وحشية وإبادة جماعية يتعرض لها أشقاؤنا الفلسطينيون في قطاع غزة المُحَاصر، على أيدي قوات «الاحتلال الإسرائيلي».

تلك «القمة» غير الطارئة ـ المُعلن عنها مسبقًا قبل شهرين ـ تأتي بعد خمسة أسابيع من «العدوان الصهيوني»، لكننا كُنَّا ننتظر انعقادها فور بدء «جيش الاحتلال» مجازره الوحشية، التي أسفرت حتى الآن عن استشهاد 10 آلاف فلسطيني «مدني»، معظمهم من النساء والأطفال!

للأسف.. ما تقوم به «دولة الاحتلال الإسرائيلي»، من تشديد الحصار الظالم والخانق، وأعمال القتل والتهجير والترويع، واستهداف البنية التحتية، والقصف الممنهج لهدم المدارس والمساجد والكنائس والمستشفيات والمراكز الطبية، على رؤوس من فيها، هو إجرامٌ فاجرٌ، وجرائم حرب لم يشهدها التاريخ الحديث.

إننا نتساءل بصدق وإنسانية: أفلا يستحق كل ما يحدث، مواقف عربية جادَّة ومسؤولة، لوقف هذا الخزي والعار؟.. أفلا يستحق كل ذلك الدمار والخراب وقطع الماء والكهرباء والغاز، ومنع الدواء، وأبسط الحقوق الآدمية التي يُحْرَم منها فلسطينيّو قطاع غزة، كسر الحصار ودعم هؤلاء المظلومين، بدلًا من «قمة شكلية متأخرة»، ربما أُريد بتوقيتها منح الفرصة لـ«جيش الاحتلال» من إنهاء ذبح الفلسطينيين؟!

نتصور أن هذه «القمة» ـ كسابقاتها على امتداد سبعة عقود ـ ليست سوى مضيعة للوقت والجهد وإهدار للمال، ولذلك لا نُعَوِّل كثيرًا على انعقادها أو نتائجها.. ليس بسبب غياب متوقَّع لبعض القادة، ولكن لأنها «كالعادة» مجرد تحصيل حاصل.. مجرد «مَكْلَمة» وخطب حنجورية، لا تُسمن ولا تُغني من جوع!

الآن، وقبل ساعات من الانعقاد، نتوقع أن تظهر القمة بصورة باهتة.. يتمخض عنها بيان ختامي هزيل، لا يستحق الحبر الذي كُتب به.. فقط مجرد توصيات ومقترحات، والتماس ورجاء واستجداء، لإيجاد مخرج «شكلي» يحفظ ماء الوجه، لكنه في واقع الأمر سيُكَرِّس زيادة نزيف الجُرح الفلسطيني وتعميق جراحه.

أخيرًا.. من واقع الفشل العربي الذي نعيشه على مدار عقود طويلة، نتصور أن «القمة الجديدة» ليست سوى رقم في عَدَّاد الاجتماعات الروتينية، اللهم إلا إذا كان مجرد عقد القمة بعد خمسة أسابيع من الدمار الشامل، يُعد نجاحًا كبيرًا، خصوصًا أن بعض المشاركين هم بالأساس «عديمو الحيلة»، وغير مؤهلين لأخذ زمام المبادرة، رغم امتلاكهم الكثير من أدوات الضغط اقتصاديًّا وسياسيًّا ودبلوماسيًّا!

فصل الخطاب:

يقول محمد حسنين هيكل: «لا شيء في معترك الحياة يتحول إلى حقيقة ثابتة إلا بعد التجربة.. وعندما تقع التجربة فإن ثمنها يكون قد دُفع بالكامل».

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القمة العربية القمة الطارئة بالرياض غزة إسرائيل جيش الاحتلال محمود زاهر أبوعبيدة قمة الرياض معبر رفح تهجير اهالي غزة حصيلة الشهداء القضية الفلسطينية الحكام العرب

إقرأ أيضاً:

فوضى الحرب.. حالة تُمزّق النسيج الاجتماعي في غزة

بين بسطات خلت إلا من بعض حبات الخضار وبقايا الطعام المعلّب، تتفحّص سُعاد عفانة، نازحة من مخيم جباليا، نقودها المعدنية، باحثةً عن معادلة حسابية من شأنها أن تساعدها على العودة بطعامٍ يكفي أطفالها بما تملكه من شواكل معدودة.

تقول عفانة: «منذ أن استُشهد زوجي، وأنا أواجه هذه الحياة وحدي؛ صرتُ الأم والأب معًا لخمسة أطفالٍ، أصغرهم لم يُكمل عامه الرابع».

مُضيفةً: «لا أحد يسأل عنّي، ولا قريب يطرق بابي؛ فالجميع غارقٌ في أزمته مثلي. في كل صباحٍ، أحمِل مسؤولية بيتي على كتفيّ، وأخرج بما توفّر معي من نقودٍ قليلة لأشتري ما يسدّ رمق أطفالي. لا أطلب من أحد، ولا أمدّ يدي لأحد».

وتتابع عفانة: «أعود إلى بيتي بكيس خبز، وربما بعض العدس إن وُجد، وأحاول أن أُخفي خوفي عن أطفالي بابتسامةٍ مطمئنة؛ لكن في داخلي صراعٌ لا ينتهي: "هل سيكفيهم هذا؟ ماذا لو لم أستطع أن أُطعمهم غدًا؟ أصعب ما في الأمر ليس الجوع، بل أن أشعر أنني وحدي تمامًا، لأن كل من حولي أيضًا يقاوم وجعه بصمتٍ ثقيل".

مراكز الإيواء.. مساحات تعج بالضغط والانفجار:

ويروي محمود أبو عودة، نازح يعيش مع عائلته المكوّنة من 17 فردًا داخل غرفة لا تتجاوز 20 مترًا في إحدى المدارس التي تحوّلت إلى مراكز إيواء، إن المشاحنات اليومية باتت واقعًا لا مفرّ منه.

ويُكمل أبو عودة: "والدي يتشاجر مع عمي، ووالدتي تدخل في خلافات متكررة مع زوجة عمي، مرة على تنظيف المكان وتارةً لأنها استخدمت أدوات المطبخ دون إذن، وبين شدّ هذا وجذب ذاك تنفجر براكين الكبت في وجوهنا جميعًا".

ويشير إلى أن ابنهم الأكبر، الذي كان طالبًا متفوّقًا، أصبح سريع الانفعال ومنعزلًا، لا يتحدث مع أحد، وينفجر لأتفه الأسباب: "حتى الأطفال لم نعد نسمح لهم باللعب معًا، نخشى أن ينقلب اللعب إلى شجار، فصارت البراءة عبئًا إضافيًا".

ويعزي أبو عودة هذه الصراعات اليومية كنتيجة حتمية للواقع الذي فرضته الحرب، فيقول: "الضغط، والتكدّس، وقلة الحيلة، حوّلونا من عائلة متماسكة إلى غرباء تحت سقفٍ واحد... وكأننا نعيش حربًا أخرى، لكن هذه المرة بيننا".

بفعل منهجية الاحتلال التي تغلغلت في تفاصيل الحياة اليوميّة، لم يَعُد الدمار مقتصرًا على البيوت والشوارع فحسب، بل امتدَّ ليَهُزّ الروابط والعلاقات داخل الأسرة والمجتمع، ويزرع التزعزع والخلاف بدل الأمان والتماسك؛ ليُهدِّد النسيج الاجتماعيّ من الداخل بصمتٍ أخطر من أصوات القصف.


 

تفتيت المجتمع كإستراتيجية 

يشير الدكتور سلامة أبو زعيتر، رئيس نقابة الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين، إلى أن الحرب على غزة وما صاحبها من أزماتٍ إنسانية تسبّبت بضغوطٍ مركبة على الروابط الأسرية والنسيج الاجتماعي، وزيادة حدّة التوتر وضعف الاستقرار والثقة بين الأفراد والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية، مما أدّى إلى انتشار ظواهر اجتماعية سلبية كالسرقة والعنف والانحراف؛ مدفوعين باليأس والإحباط.

ويؤكّد أبو زعيتر أن ما يجري في غزة ليس عشوائيًا، بل هو جزء من استراتيجيةٍ ممنهجة ينفّذها الاحتلال لإضعاف وتفتيت المجتمع الفلسطيني، عبر الحصار وتدمير البنية التحتية ومنع المساعدات واستمرار القصف والتهجير، مما يهدّد بزيادة التفكك الأسري وتآكل الهوية الوطنية، ويترك آثارًا نفسية واجتماعية خطيرة على الأجيال المقبلة، ويحرم غزة من مقوّمات التنمية وإعادة الإعمار؛ نتيجة دفع الكفاءات الشابة للهجرة.


 

مبادرة الصمود والدعم: 

ويشدّد على أن المجتمع الغزّي، برغم الحصار والحرب، لا يزال يثبت قدرةً عالية على الصمود والتحصين الذاتي، من خلال شبكة دعم تشكّلها العائلات الممتدة والمبادرات الشبابية واللجان التطوعية التي تعمل على تأمين الاحتياجات التي تعجز المؤسسات الرسمية عن توفيرها وابتكار حلول اقتصادية وإبداعية وتوثيق الانتهاكات ليظلّ نسيجه الاجتماعي متماسكًا، وتبقى هويّته حاضرة في مواجهة التفتيت والعزل.

خطة إنقاذ متكاملة: 

ويختم رئيس نقابة الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين بالتأكيد على ضرورة تبنّي خطة متكاملة لمواجهة الظروف المعقّدة في غزة، تقوم على تخفيف الأزمة الإنسانية بتدخّلاتٍ فورية طارئة على صعيد الدعم المادي والنفسي، ودفع التنمية المستدامة بإنهاء الحرب والحصار ومعالجة الاقتصاد، وتعزيز قيم التماسك الاجتماعي والوحدة الوطنية وإصلاح الحوكمة ومؤسسات الدولة والاستثمار في الأجيال القادمة.

أرقام واحصائيات أممية: 

وتشير تقارير صادرة عن هيئات الأمم المتحدة إلى أن قطاع غزة يعاني من أزمةٍ إنسانية حادة، بعد أن تسبّبت الحرب في تدمير 92% من المنازل وتشريد نحو 1.9 مليون شخص داخليًا، في ظروفٍ مأساوية وانعدامٍ لتوفّر المقوّمات الأساسية للحياة، في ظلّ تفشّي المجاعة والنقص الحاد في مصادر المياه الصالحة للشرب، مما يستدعي تحرّكًا عاجلًا لإنقاذ الوضع الإنساني في قطاع غزة المنكوب.

لم يختر الغزيون أن يعيشوا هكذا، ولم تكن لهم حرية تقرير مصيرهم؛ بل هو واقعٌ فُرض عليهم، وما زالوا يحاولون النجاة رغم كل شيء أمام محتلٍّ لا يترك فرصة لإضعافهم وكسر صمودهم.

ملاحظة : هذا مخرج عملي لدورة " الصحفيات والقيادة الإعلامية" التي نفذتها مؤسسة بيت الصحافة في الفترة من 22 إلى 30 يونيو 2025

المصدر : وكالة سوا - حلا أبو لمضي اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من تقارير خاصة المساعدات الأمريكية.. غزة بين جوع قاتل ونار لا ترحم أطفال غزة.. ضحايا الحصار الغذائي والتجويع المتعمّد أزمة العملات الذائبة بغزة... بين عجز السوق وصمت السياسات الأكثر قراءة تفاصيل لقاء الشيخ مع وفد أوروبي لبحث وقف العدوان على غزة ألبانيز: إسرائيل مسؤولة عن إحدى أقسى جرائم الإبادة بالتاريخ الحديث مصطفى: حريصون على الارتقاء بقطاع الحكم المحلي الاحتلال يمهل 22 عائلة بإخلاء منازلها للسيطرة على أراضيهم في صور باهر عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • صالح يتنقل بين الدمار وأمله رغيف وخيمة في غزة
  • فوضى الحرب.. حالة تُمزّق النسيج الاجتماعي في غزة
  • بين الدمار والصمود.. هكذا فشل الاحتلال الإسرائيلي في كسر شوكة حماس
  • أحمد عطيف: الشباب يستحق ميسي ويكفي عن 8 لاعبين أجانب.. فيديو
  • دمى تتكلم.. .ثم تُرمى خلف الستار.. !
  • ماذا لو انهار سد الدمار الاثيوبي “سد النهضة” ؟
  • الإيمان يمان من فجر الإسلام إلى حاضر التحديات .. قصة أمة لا تعرف الاستسلام
  • (الجبهة المنسية في معركة الكرامة)
  • الدبيبة: شعبنا يستحق الأفضل وافتتاح الدائري الثالث ترجمة للأقوال بالأفعال
  • مواقع "الدمار الاجتماعي".. إثمها أكبر من نفعها