بوابة الوفد:
2025-04-02@20:51:14 GMT

... كسابقاتها!

تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT

يعيش عالمنا العربي أسوأ مراحله التاريخية على الإطلاق، في ظل مخططات «صهيونية» وغربية، تعبث بحاضرنا ومستقبلنا، من خلال تصدير الأزمات، وتعزيز الانشقاق والتناحر، واستنزاف مقدراتنا، وإشعال الحروب في منطقتنا المنكوبة. 

خلال ساعات، تنطلق بالعاصمة السعودية الرياض، القمة العربية «الطارئة»، كامتداد طبيعي لسابقاتها، لكن الاختلاف أنها تأتي على وَقْع استمرار جرائم وحشية وإبادة جماعية يتعرض لها أشقاؤنا الفلسطينيون في قطاع غزة المُحَاصر، على أيدي قوات «الاحتلال الإسرائيلي».

تلك «القمة» غير الطارئة ـ المُعلن عنها مسبقًا قبل شهرين ـ تأتي بعد خمسة أسابيع من «العدوان الصهيوني»، لكننا كُنَّا ننتظر انعقادها فور بدء «جيش الاحتلال» مجازره الوحشية، التي أسفرت حتى الآن عن استشهاد 10 آلاف فلسطيني «مدني»، معظمهم من النساء والأطفال!

للأسف.. ما تقوم به «دولة الاحتلال الإسرائيلي»، من تشديد الحصار الظالم والخانق، وأعمال القتل والتهجير والترويع، واستهداف البنية التحتية، والقصف الممنهج لهدم المدارس والمساجد والكنائس والمستشفيات والمراكز الطبية، على رؤوس من فيها، هو إجرامٌ فاجرٌ، وجرائم حرب لم يشهدها التاريخ الحديث.

إننا نتساءل بصدق وإنسانية: أفلا يستحق كل ما يحدث، مواقف عربية جادَّة ومسؤولة، لوقف هذا الخزي والعار؟.. أفلا يستحق كل ذلك الدمار والخراب وقطع الماء والكهرباء والغاز، ومنع الدواء، وأبسط الحقوق الآدمية التي يُحْرَم منها فلسطينيّو قطاع غزة، كسر الحصار ودعم هؤلاء المظلومين، بدلًا من «قمة شكلية متأخرة»، ربما أُريد بتوقيتها منح الفرصة لـ«جيش الاحتلال» من إنهاء ذبح الفلسطينيين؟!

نتصور أن هذه «القمة» ـ كسابقاتها على امتداد سبعة عقود ـ ليست سوى مضيعة للوقت والجهد وإهدار للمال، ولذلك لا نُعَوِّل كثيرًا على انعقادها أو نتائجها.. ليس بسبب غياب متوقَّع لبعض القادة، ولكن لأنها «كالعادة» مجرد تحصيل حاصل.. مجرد «مَكْلَمة» وخطب حنجورية، لا تُسمن ولا تُغني من جوع!

الآن، وقبل ساعات من الانعقاد، نتوقع أن تظهر القمة بصورة باهتة.. يتمخض عنها بيان ختامي هزيل، لا يستحق الحبر الذي كُتب به.. فقط مجرد توصيات ومقترحات، والتماس ورجاء واستجداء، لإيجاد مخرج «شكلي» يحفظ ماء الوجه، لكنه في واقع الأمر سيُكَرِّس زيادة نزيف الجُرح الفلسطيني وتعميق جراحه.

أخيرًا.. من واقع الفشل العربي الذي نعيشه على مدار عقود طويلة، نتصور أن «القمة الجديدة» ليست سوى رقم في عَدَّاد الاجتماعات الروتينية، اللهم إلا إذا كان مجرد عقد القمة بعد خمسة أسابيع من الدمار الشامل، يُعد نجاحًا كبيرًا، خصوصًا أن بعض المشاركين هم بالأساس «عديمو الحيلة»، وغير مؤهلين لأخذ زمام المبادرة، رغم امتلاكهم الكثير من أدوات الضغط اقتصاديًّا وسياسيًّا ودبلوماسيًّا!

فصل الخطاب:

يقول محمد حسنين هيكل: «لا شيء في معترك الحياة يتحول إلى حقيقة ثابتة إلا بعد التجربة.. وعندما تقع التجربة فإن ثمنها يكون قد دُفع بالكامل».

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القمة العربية القمة الطارئة بالرياض غزة إسرائيل جيش الاحتلال محمود زاهر أبوعبيدة قمة الرياض معبر رفح تهجير اهالي غزة حصيلة الشهداء القضية الفلسطينية الحكام العرب

إقرأ أيضاً:

عودة الشرطة.. السودان يرفض الفوضى

في زمن الحرب والفوضى، يصبح الأمن أمنية، والشرطة التي كانت بالأمس جزءًا من المشهد اليومي تتحول إلى رمز للطمأنينة والعودة إلى الحياة الطبيعية. الفيديو الذي وثّق وصول قوات شرطة محلية الخرطوم إلى مقرها في أركويت لم يكن مجرد مشهد عابر، بل لحظة نادرة تحمل في طياتها الكثير من المعاني. مشهد رجال الشرطة وهم يعودون إلى موقعهم وسط استقبال شعبي حافل، بالأحضان والتهليل وزغاريد النساء، يختصر علاقة ممتدة بين الشرطة والمجتمع، علاقة تعرضت لكثير من التشويه لكنها تظل أقوى من أي محاولة لتمزيقها.
لم يكن احتفاء المواطنين برجال الشرطة مجرد تعبير عاطفي عابر، بل كان تأكيدًا على أن المجتمع يدرك قيمة الأمن، ويعرف أن الشرطة – رغم كل شيء – تظل الحصن الأول في مواجهة الفوضى. في زمن تتراجع فيه مؤسسات الدولة أمام ضربات الحرب، يظل الناس يبحثون عن أي بارقة أمل تعيد لهم الشعور بالأمان، وعودة الشرطة إلى مواقعها هي واحدة من تلك البوارق التي تجعل الجميع يشعر بأن الغد قد يكون أفضل.

المشهد في أركويت لم يكن مجرد لحظة احتفال، بل كان استفتاءً شعبيًا على دور الشرطة، رسالة واضحة بأن السودانيين، رغم اختلاف آرائهم وظروفهم، يتفقون على شيء واحد: لا حياة دون أمن، ولا أمن دون شرطة. وربما من المناسب هنا أن نذكر الجميع بمقولة شهيرة:
(A society which chooses war against the police better learn to make peace with its criminals)
(أن المجتمع الذي يختار الحرب ضد الشرطة عليه أن يتعلم كيف يصنع السلام مع المجرمين)
قد يختلف البعض في تقييم أداء الشرطة، وقد تكون هناك انتقادات مشروعة لبعض التجاوزات، لكن يبقى السؤال الجوهري: ما البديل؟ الفوضى؟ سيطرة العصابات؟ انعدام الأمان؟ هذه ليست خيارات لمجتمع يسعى للحياة والاستقرار، ولهذا كان استقبال المواطنين في أركويت لرجال الشرطة أكثر من مجرد احتفاء، بل كان تعبيرًا صادقًا عن حاجة الناس للأمن والنظام.
الشرطة السودانية اليوم تواجه تحديات تعجز عنها دول مستقرة، فالحرب لم تترك مجالًا إلا وملأته بالفوضى، ومع ذلك لا يزال رجال الشرطة صامدين، يعملون في ظروف قاسية، بإمكانيات محدودة، ورغم ذلك لا يفقدون إحساسهم بالواجب. ليس من السهل أن تكون شرطيًا في مثل هذه الأوقات، حيث الخطر يتربص في كل زاوية، لكن الوطن يستحق، وأبناء السودان يستحقون من يحرس أمنهم، ولو كان ذلك يعني التضحية بالكثير.

ومع عودة الشرطة إلى مواقعها، تبدأ مرحلة جديدة، لا يجب أن تكون مجرد استعادة للوجود، بل انطلاقة حقيقية نحو علاقة أكثر متانة بين الشرطة والمجتمع. على الشرطة أن تدرك أن تقدير الناس لها ليس صكًا على بياض، بل مسؤولية تتطلب عملاً دؤوبًا لاستعادة الثقة وتعزيزها. وعلى المواطنين أن يدركوا أن الشرطة ليست خصمًا، بل شريك في أمنهم، وأن نجاحها في أداء واجبها ينعكس مباشرة على حياتهم اليومية.

هي رسالة لكل شرطي، بأن الناس يقدرون تضحياتهم، ويعرفون حجم الصعوبات التي يواجهونها. رسالة تقول لهم:
أوعك تقيف.. وتواصل..
الليل بالصباح.. تحت المطر وسط الرياح.. وكان تعب منك جناح في السرعة زيد.

عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
٢٩ مارس ٢٠٢٥م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أطباء بلا حدود تحذر من نفاد الأدوية بغزة وتدعو لإنهاء الحصار الإسرائيلي
  • صور| جانب من الدمار الذي لحق بمشروع ومبنى مؤسسة المياه في مديرية المنصورية جراء العدوان الأمريكي
  • استمرار عمليات البحث عن ناجين وسط الدمار الذي خلفه زلزال ميانمار
  • عودة الشرطة.. السودان يرفض الفوضى
  • بودولسكي: مولر يستحق تحديد مصيره بنفسه
  • مراسل الجزيرة يرصد آثار الدمار بعد قصف إسرائيلي على بيروت
  • الجزيرة ترصد حجم الدمار بأماكن سيادية بالعاصمة الخرطوم
  • صمود فوق الركام!
  • والي شمال دارفور يتوقع فك الحصار عن الفاشر قريبا
  • أونيس: وطننا الغالي يستحق أن نقف جميعاً صفاً واحداً في وجه الفتن والتقسيم