قبل يوم ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ كان حلم كل إسرائيلى فى العالم هو الحياة داخل «كيبوتس» أو مستوطنة حول غزة وهى المنطقة المعروفة بغلاف غزة.
وكان القدوم إلى المستوطنة أو الكيبوتس يتم بمنتهى السهولة، لأن حكومة الكيان الصهيونى المحتل كانت تدعم الفكرة بقوة وتوفر لأى يهودى قادم من أى مكان فى العالم الجنسية وجواز السفر وبيت وعمل خلال يوم واحد فقط، بعد إجراء فحص dna للتأكد أنه يهودى فعلا!
وكان أغلب القادمين إلى هذه المستوطنات من العاطلين، أو المتعثرين وأصحاب السوابق فى بلادهم وبمجرد وصولهم يتم تدريبهم على أحدث الأسلحة للدفاع عن أنفسهم ضد أصحاب الأرض من الفلسطينيين، ولكن مع استقرار الأوضاع ووجود أجيال جديدة من المستوطنين المرفهين بدأت المطالبات بتوفير حماية لهم من الجيش الإسرائيلى وهو ما حدث بالفعل فيما بعد.
ويُعد الكيبوتس من أهم المؤسسات التى تستند إليها الحركة الصهيونية فى فلسطين (قبل 1948) أو إسرائيل (بعد تأسيسها).
والكيبوتس هو كيان مستقل إداريًا عن السلطات المحلية ويوفر خدمات تعليمية وصحية وحرفية ويلقى دعمًا من الدولة العبرية.
وتعتمد فكرة الكيبوتس أو المستوطنة على الاكتفاء الذاتى من الناحية الاقتصادية، أما من الناحية السياسية فالهدف الأساسى هو محاصرة المدن الفلسطينية والتوسع تدريجيًا لابتلاع بيوت وأراضى الفلسطينيين تحت تهديد السلاح، وتعتبر منطقة غلاف غزة من أجمل بقاع العالم وأكثرها جذبًا للمستوطنين اليهود، وخاصة أن حكومة الاحتلال خصصت لها فرقة غزة أقوى فرقة عسكرية فى الجيش الإسرائيلى، مجهزة بأحدث التقنيات والأسلحة وأوهمتم بأن الكيبوتس أو المستوطنات فى غلاف غزة أأمن مكان فى العالم، ولهذا كانت الصدمة عنيفة جدًا عندما قامت حماس خلال ثلاث ساعات فقط بتدمير هذه الفرقة واسر قادتها والقضاء على حلم كيبوتس الذى كانت تتاجر به إسرائيل لجذب المستوطنين من أمريكا وأوروبا وشتى بقاع العالم تحت زعم توفير الرفاهية والأمان متجاهلة حق الشعب الفلسطينى فى أرضه.
ولعل هذا ما يفسر أيضاً سر تركيز حماس على تدمير هذه الفرقة تحديدًا والذى فسره البعض فى بداية الهجوم على أنه انتحار غزة فى مواجهة الكيان المحتل، ولكن مع حالة الهلع وهروب المستوطنين إلى المطارات والخوف من العودة مرة اخرى إلى الكيبوتس واهتزاز ثقتهم في الجيش الذى لا يقهر تجد أن الضربة التى وجهتها حماس للجيش الإسرائيلى واختيارها يوم ٧ أكتوبر تيمنًا بالانتصار العظيم للجيش المصرى يوم ٦ أكتوبر عام ١٩٧٣ كان اختيارًا دقيقًا وموفقًا حتى وإن كانت عواقب هجوم حماس مؤلمة إلا أن هدف القضاء على حلم المستوطنات يستحق التضحية.
وقد وصف بعض المستوطنين ما حدث فى غلاف غزة يوم ٧ أكتوبر بأنه مأساة تضاهى أحداث 11 سبتمبر، وأن هذا الهجوم بالنسبة لسكان «الكيبوتسات» يعنى فقدان الثقة فى الحكومة التى أوهمتهم كثيرًا بأنهم آمنون بفضل نظام الدفاع الصاروخى والأنفاق، وقال سكان «الكيبوتسات» الفارون من جحيم حماس إنهم يشعرون بخيبة أمل تجاه الجيش الذى استغرق وقتًا طويلًا قبل أن يصل إلى هناك وكان على سكان «الكيبوتس» الدفاع عن أنفسهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ غزة الجيش الإسرائيلي
إقرأ أيضاً:
لحظة تاريخية.. متى كان أول تحول في البث التلفزيوني إلى الألوان؟
يحتفل العالم باليوم العالمي للتلفزيون في 21 نوفمبر من كل عام، لتسليط الضوء على دوره في حياة البشر وتأثيره الكبير في تشكيل الرأي العام والثقافة الشعبية، وهذا اليوم يسلط الضوء على أهم مراحل تطور هذا الاختراع الذي غير وجه البشرية، فيما ذلك اللحظة التي تحول فيها التلفزيون الملون من الأبيض والأسود إلى الألوان لأول مرة، وفقًا لموقع الأمم المتحدة.
ومن أبرز التحولات التكنولوجية في تاريخ التلفزيون، كان الانتقال من البث بالأبيض والأسود إلى البث الملون، وهذا التحول لم يكن مجرد تغييرا تقنيا، بل أتاح للجمهور تجربة مشاهدة أكثر حيوية وغني بالألوان، وأصبح العالم أكثر اتصالًا وشكل ثورة في تجربة المشاهدين وأضفى على البرامج والتغطيات الحية طابعًا أكثر واقعية وجاذبية، وتحسين جودة المشاهدة وتقديم محتوى أكثر تشويقًا وتأثيرًا على الجمهور، وفتح هذا التطور أفقًا جديدًا للإبداع في مجال البرامج والتغطيات.
أول ظهور للبث الملون في التليفزيون على الهواءفي 14 أبريل 1967 بثت القناة الثانية لشبكة «WMT-TV» في ولاية آيوا أول بث ملون لها على الإطلاق، إذ انتقلت الشاشة من الأبيض والأسود إلى الألوان بينما كان المذيع يقرأ نشرة الأخبار المسائية، وبدأ العرض بسؤال المذيع الإخباري روبرت بوب برونر لمدير المحطة دوج جرانت عما يمكن للمشاهدين الذين يشاهدون في المنزل أن يتوقعوه من التحول إلى الألوان، وفقًا لما نشر «britannica»
وعلى الرغم من ذلك، كانت أجهزة التلفزيون الملونة متاحة للمتسوقين الأمريكيين في عام 1954، إلا أنها كانت باهظة الثمن، ولم يكن سوى عدد قليل من المشاهدين يمتلكونها في وقت البث، ومع ذلك، يقول مدير المحطة جرانت إن التغيير سوف يؤثر على الأسر التي تشاهد المحطة على أجهزة التلفزيون بالأبيض والأسود، وفقًا لـ «india to day»
أول تحول للتلفزيون الملون على الهواء في نشرة أخبار مسائيةوقال جرانت للمشاهدين: «حسنًا، نعتقد أنكم سترون فرقًا كبيرًا على أجهزة الاستقبال بالأبيض والأسود، ستوفر الكاميرات الملونة الجديدة صورة أحادية اللون محسنة، وقد تم تصميم جميع مجموعات الألوان الجديدة لدينا هنا في الاستوديو مع وضع ذلك في الاعتبار»، وفي هذه المرحلة يترك برونر جرانت ويتجه إلى مكتب الأخبار المنفصل الموجود عبر المسرح، وحينما كان يجلس خلف المكتب ويبدأ في إعلان الأخبار، تحولت الصورة بالأبيض والأسود على شاشة التلفزيون إلى الألوان.
«حسنًا، أولاً أود أن أقول هذا: إنني أشعر بشرف مضاعف لاختياري لأكون أول شخص مشارك في التغيير الكبير الذي نعيشه، هذا ما قاله برونر، الذي لم يعد يرتدي اللونين الأبيض والأسود، للمشاهدين.