لا يتعالجون في مستشفياتها وأبناؤهم لا يدرسون في مدارسها.. هل يتجاهل حكام كردستان اضراب الموظفين؟
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
بغداد اليوم - أربيل
يقترب الاضراب في اقليم كردستان من شهره الثاني، بينما تشيرُ المعطيات إلى عدم مبالاة الطبقة الحاكمة فيه إلى انعكاساته السلبية، فيما يُفسر -مراقبين- هذا التجاهل إلى عدم استخدام المسؤولين مستشفيات الإقليم لعلاج أنفسهم وعوائلهم، وكذلك الحال مع أبنائهم الذين يكملون مسيرتهم التعليمية في المدارس الأهلية والأجنبية وليس المدارس الحكومية، لتبقى المعاناة محصورة في زاوية معينة تكون ضحيتها أبناء الطبقة الكادحة على الأغلب.
ومنذ نحو عقدٍ من الزمن، ينتعشُ اضراب الكوادر التدريسية والموظفين والطبقات الأخرى التي تعتمد في اغناء دخلها الشهري على الرواتب بالتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد في كل عام.
تجاهل مستشفيات ومدارس
مثل الكثير من المراقبين، لا يختلف رأي ميران محمد - وهو أحد ممثلي المتظاهرين في محافظة السليمانية- بأن "السلطة والأحزاب الحاكمة لا تهتم للتظاهر والإضراب، كونها بالأساس لا تعتمد على التعليم الحكومي لتعليم أبنائها أو المستشفيات الحكومية لعلاج نفسها أو عوائلها، فالمسؤولين يذهبون بسفرات علاجية إلى تركيا وأوربا، كما أن أبنائهم يدرسون في المدارس الأهلية أو خارج العراق". على حدّ قوله.
في حديثه إلى "بغداد اليوم"، يتساءل محمد "هل من المعقول أن يستلم الموظف في كردستان راتب شهر آب ونحن الآن في شهر تشرين الثاني"، ويُعزّز تساؤله بقوله أن "هذه الحالة أدت إلى احداث الشلل التام للحياة العامة في مدن كردستان.. والكوادر التربوية لا تملك حتّى ثمن وأجور المواصلات للذهاب إلى المدارس".
ورغم ما يحمله الإضراب من انعكاسات سلبية تُهدد المسيرة التعليمية والتربوية في الإقليم لاسيما في مناطق السليمانية والإدارات والأقضية والنواحي التابعة لها على عكس أربيل ودهوك التي تبدو المسيرة التربوية فيها طبيعية جدًا بدون إضراب، يُبرر الناشط في احتجاجات الكوادر التربوية أن الإضراب يُنظم للفت أنظار العالم عمّا يجري من ظلم واضح على مواطني الإقليم.
ويقول "لو أتيح الأمر لأهالي دهوك وأربيل لخرجوا بتظاهرات أكبر، لكن القمع الكبير الموجود من الحزب الديمقراطي والأجهزة الأمنية منها منع التظاهر والإضراب، رغم المعاناة يمنع ذلك". على حدّ قوله.
لا ضرر للأحزاب والسلطة
ويبدو أن الاتفاق على أن الاضراب والخروج باحتجاجات جماهيرية غاضبة في الإقليم هي "الزاوية" التي يتفق حولها ميران مع النائب الكردي السابق في مجلس النواب العراقي غالب محمد في ظل عدم ايجاد حلول لمشكلة "كبيرة" تعصف بشعب كردستان.
ويقرّ محمد في حديثه إلى "بغداد اليوم" و- الذي يظهر باستمرار في لقاءات تلفزيونية وتصاريح صحفية معارضًا شرسًا للسلطة في كردستان- بأن أحزاب السلطة وحكومة الإقليم والقيادات الحزبية لا تتضرر من الإضراب وتعطيل الدوام في المدارس والمستشفيات والمراكز الطبية والصحية.
وبحسب تفسير النائب الكردي فإن الإضراب والتظاهرات هما من أجل ايصال رسائل إلى المجتمع الدولي وسفراء الدول المختلفة وكذلك الحكومة الاتحادية والبرلمان العراقي... والذين بدعمهم تستمر حكومة كردستان يجب أن يطلعوا على معاناة المواطن الكردي الذي يعيش ويمرّ بأسوأ مراحل حياته.
رأي مخالف وبغداد "المتهمة"
إلا أن عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني صالح عمر يُخالف رأي النائب محمد وميران بقوله إن "الجميع تضرر من الإضراب عن الدوام، وليس صحيحا بأن السلطة لا تتضرر: "هذا الأمر تقف خلفه جهات سياسية".
ويوضح في حديثه لـ "بغداد اليوم" أن: "جهات سياسية تدفع باتجاه التحريض على حكومة الإقليم والحزب الديمقراطي الكردستاني لأهداف انتخابية، كون حكومة كردستان ليس لها دخلاً بقضية تأخر صرف الرواتب، وهي تعمل جاهدة لتوفير السيولة المالية".
ويرى عضو الديمقراطي بأن الحال لا تختلف في دهوك وأربيل عمّا هي عليه في السليمانية، لكنّه يعزو ما يحدث في الثانية إلى ما يصفه بـ "دفع سياسي"، مضيفًا "الصحيح أن تكون المطالبات من الحكومة الاتحادية، لأنها لا تفي بالالتزامات تجاه مواطنيها في الإقليم".
بدوره، يرى الصحفي الكردي بهزاد محمد أن ملف رواتب الموظفين ليس بيد حكومة الإقليم. وقال في حديث لـ "بغداد اليوم" إنه "قبل إيقاف تصدير النفط بقرار قضائي دولي، كانت رواتب الموظفين تسير بشكل طبيعي ودون تأخير، ولكن إيقاف تصدير النفط أدى إلى هذه المشكلة".
و"بعد إيقاف تصدير النفط كان على الحكومة العراقية تحمل مسألة صرف الرواتب، باعتبار أن الإقليم لم يعد يمتلك السيولة المالية الكافية، ولكن بغداد أخلت باتفاق الموازنة". هكذا يقول الصحفي الكردي.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: بغداد الیوم
إقرأ أيضاً:
وزيرة المالية تطالب الإقليم بارسال الموازنات المالية وتوطين رواتب موظفيه
بغداد اليوم - بغداد
اكدت وزيرة المالية طيف سامين اليوم الثلاثاء (21 كانون الثاني 2025)، خلال اجتماعها مع وفد حكومة إقليم كردستان بأن موضوع راتب شهر 12 منتهي، ولا يمكن إرسال أي أموال إطلاقا، كوننا قمنا بواجبنا.
وبحسب مصدر مطلع لـ"بغداد اليوم"، إن وزيرة المالية، قالت "نحاول حل المشكلة وسنرسل رواتب شهر كانون الثاني 2025، ولكن عليكم أيضا الألتزام بمطالب وزارة المالية في الوقت المحدد، وإرسال 50 %من الإيرادات إلى المؤسسات الاتحادية".
وأضاف المصدر، ان سامي طالبت الوفد بقولها، "يجب إرسال موازين المراجعة شهريا وفي وقتها المحدد، والمباشرة بعملية توطين رواتب الموظفين، وأن يكون لكل موظف UPN خاص به، وأولئك الذين ليس لديهم UPN وليس لديهم بايومتري لن يحصلوا على رواتبهم".
وفي السياق ذاته، أكد عضو لجنة الاحتجاجات في السليمانية سامان علي، اليوم الخميس (16 كانون الثاني 2025)، أن مواطني كردستان يعرفون الجهة المقصرة بقضية الرواتب.
وقال علي في حديث لـ "بغداد اليوم" إن "حكومة كردستان والأحزاب الحاكمة هي من تتحمل أزمة الرواتب، لعدم التزامها بقرار المحكمة الاتحادية بتوطين الرواتب في المصارف العراقية".
وأضاف، أن "البيانات التي تصدر من حكومة كردستان تمثل حزبا واحدا، وطرفا سياسيا، يريد تحويل الأزمة وتأجيج الشارع، لإبعاد التهمة عنه، لكننا نعرف كمواطنين في كردستان من هو المتسبب بقضية الرواتب، ومن يتحمل الأزمة، التي لن تحل إلا بالتوطين، وهو حسب تعليمات القضاء".
كما حمل النائب الكردي السابق غالب محمد، يوم الثلاثاء (14 كانون الثاني 2025)، أربيل مسؤولية ازمة رواتب موظفي إقليم كردستان.
وقال محمد في حديث، لـ "بغداد اليوم"، إن "الجميع يعرف الخلل والمتسبب الحقيقي بأزمة الرواتب لموظفي الإقليم هو حكومة كردستان، التي لا تسلم الإيرادات الداخلية، حسب قانون الموازنة".
وأضاف أن "محاولة تحريك الشارع وإلقاء اللوم على بغداد، هي سياسة الأحزاب الحاكمة، لإشغال الشارع الكردي، وبالتالي فإن أزمة الرواتب ستستمر ولن تحل إلا بالتوطين على المصارف الاتحادية، وتطبيق قرار المحكمة الاتحادية، وترك المجاملات من قبل الأطراف السياسية في بغداد لحكومة الإقليم".