لجريدة عمان:
2024-11-26@21:50:53 GMT

نوافذ: إبادة تاريخية

تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT

أكثر ما يوجع كل عربي ومسلم وحر في العالم تلك المشاهد اليومية التي أكملت شهرا من الإبادة الممنهجة لأهلنا في غزة، الذين لا يفصلهم عن الموت شيء سوى الأقدار الحافظة. وتستمر معاناة غزة وأهلها الذين يفرون من الموت إلى الموت، يدفعون ثمنا باهظا ومكلفا لحياتهم، وهم يروون الأرض بدمائهم أمام تآمر صناع قرار المجتمع الدولي الذي تقود أقطابه حاليا حملة الإبادة الإنسانية لسكان القطاع، يدفعون ثمنا من أرواحهم وهم الذين يقدمون تضحياتهم بديلا عن العروبة واستهدافهم بديلا عن المقاومة التي لم يستطع الاحتلال مواجهتها فيدمر كل برج وبيت ومربعات وأحياء سكنية.

تجاوز عدد الشهداء أكثر من 10 آلاف بينهم 4800 طفل و2500 امرأة والبقية من الرجال، في أسوأ وصمة عار على البشرية التي انطلت على ساستها خدع الاحتلال وتضليلهم، وقرابة 37 ألف مصاب ومفقود، وتدمير 70٪ من أبراج ومنازل أهالي غزة في الأحياء التي استهدفت. لم يبق في غزة ما يمكن أن يساعد أهلها على العيش من مقومات الحياة ومنها الماء والكهرباء، فقد هدمت دور العبادة وطحنت المستشفيات بمن فيها وأفنيَ الفارون في الطرقات والمحتمون بالملاذات، والمعتدي ما زال يراهن على أن أمامهم خيارين، إما الخروج إلى سيناء أو الموت الذي يطاردهم في كل لحظة، بهدف الاستفراد بالأرض التي يتطلع لضمها وإلغاء ما اسمه قطاع غزة، وهنا تكمن المشكلة التي ستغير مشهد الصراعات القادمة بجر بعض دول الجوار إلى المواجهات العسكرية.

وعلى الرغم مما يتعرض له الاحتلال في المواجهات اليومية مع المقاومة من تدمير لدباباته التي قاربت 60 دبابة منذ بداية الاجتياح، واختطاف جنوده في الميادين وقتل العديد منهم في الكمائن، فإن إصرار الاحتلال قد يقود إلى خيار القنبلة النووية التكتيكية للوصول إلى أعماق الأرض، وتدمير قدرات المقاومين كما طالب وزير التراث في حكومة نتانياهو منذ يومين.

حتى الآن كل المساعي فشلت في هدنة إنسانية في القطاع والأغرب أن بعض دول الغرب التي تدير المعركة مع الاحتلال تؤكد أنها تبذل جهدا كبيرا لإقناع حكومة الاحتلال في الموافقة على مشروع الهدنة التي يصم عنها جنرالات الحرب آذانهم . ما يدور في غزة معركة بقاء بين الاحتلال والمقاومة وقد ينفلت الأمر بدخول أطراف أخرى مع المقاومة على غرار دخول أطراف غربية مع الاحتلال، وقد يتطور ذلك إلى استقطابات دولية لتوسيع المعارك إلى خارج أرض غزة فالحلفاء من الطرفين لن يضحوا ببعضهم.

ما زال الأمل في الجهود التي تبذل لإيقاف آلة الدمار خلال الساعات والأيام القادمة موجودا، على أن يفضي إلى معالجة شاملة لموضوع السلام في الشرق الأوسط، وألا تكون مرحلة تخدير نعود بعدها مرة أخرى إلى جولات من الصراع الدامي، هذا إذا ما أراد المجتمع الدولي وعلى رأسه الأمم المتحدة تطبيق قرارات التقسيم وتنفيذ حل الدولتين، وإعادة الإعمار بمشاركة الغرب الذي زود الاحتلال بالقنابل والمعدات لإفناء سكان غزة. ويبقى الموقف العربي فاصلا في كل ما ذكر، الذي لا يبدو أنه مؤثر في الساحة الدولية حتى الآن، رغم أنه يملك أوراقا مهمة جدا تستطيع أن تسهم في إيقاف حالة الحرب.

سالم الجهوري كاتب صحفي عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مقتل 10 جنود إسرائيليين في كمين نصبته الفصائل الفلسطينية في غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تمكنت عناصر المقاومة الفلسطينية من قتل 10 جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اشتباك جرى بين المقاومة وجيش الاحتلال من المسافة صفر شرق رفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة.

وهٌجر مئات الفلسطينيين من حي الشجاعية في مدينة غزة، بعد أوامر إخلاء أصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وطلب الجيش من سكان الحي الشرقي التوجه إلى وسط وجنوب المدينة تحسبا لقصف إسرائيلي على المنطقة.

ونشرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" صورًا لمدنيين يفرون عبر الشوارع المدمرة إلى حد كبير جراء الهجمات الإسرائيلية، وأجبروا على الفرار سيرًا على الأقدام بسبب نقص وسائل النقل والوقود.

مقالات مشابهة

  • بعيدا عن النصر أو الهزيمة.. محددات فرضتها المقاومة على الاحتلال الإسرائيلي
  •   كيف ألهم حزب الله وحماس فكر المقاومة العالمية
  • نوافذ للحياة
  • الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين: تفنيد مزاعم تاريخية وقانونية على ضوء وثائق بريطانية
  • رائحة الموت تفوح من كل مكان شمال قطاع غزة
  • ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
  • مقتل 10 جنود إسرائيليين في كمين نصبته الفصائل الفلسطينية في غزة
  • جيش الاحتلال يعترف بإصابة 11 جنديًا في معارك بـ غزة ولبنان 
  • ما الذي كشفته التحقيقات في سيارة الحاخام الإسرائيلي المقتول بالإمارات؟
  • "مانهاتن الصحراء".. مدينة عربية بناطحات من الطين