بغداد اليوم - أربيل

يقترب الاضراب في اقليم كردستان من شهره الثاني، بينما تشيرُ المعطيات إلى عدم مبالاة الطبقة الحاكمة فيه إلى انعكاساته السلبية، فيما يُفسر -مراقبين- هذا التجاهل إلى عدم استخدام المسؤولين مستشفيات الإقليم لعلاج أنفسهم وعوائلهم، وكذلك الحال مع أبنائهم الذين يكملون مسيرتهم التعليمية في المدارس الأهلية والأجنبية وليس المدارس الحكومية، لتبقى المعاناة محصورة في زاوية معينة تكون ضحيتها أبناء الطبقة الكادحة على الأغلب.

ومنذ نحو عقدٍ من الزمن، ينتعشُ اضراب الكوادر التدريسية والموظفين والطبقات الأخرى التي تعتمد في اغناء دخلها الشهري على الرواتب بالتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد في كل عام.

 تجاهل مستشفيات ومدارس

مثل الكثير من المراقبين، لا يختلف رأي ميران محمد - وهو أحد ممثلي المتظاهرين في محافظة السليمانية- بأن "السلطة والأحزاب الحاكمة لا تهتم للتظاهر والإضراب، كونها بالأساس لا تعتمد على التعليم الحكومي لتعليم أبنائها أو المستشفيات الحكومية لعلاج نفسها أو عوائلها، فالمسؤولين يذهبون بسفرات علاجية إلى تركيا وأوربا، كما أن أبنائهم يدرسون في المدارس الأهلية أو خارج العراق". على حدّ قوله.

في حديثه إلى "بغداد اليوم"، يتساءل محمد "هل من المعقول أن يستلم الموظف في كردستان راتب شهر آب ونحن الآن في شهر تشرين الثاني"، ويُعزّز تساؤله بقوله أن "هذه الحالة أدت إلى احداث الشلل التام للحياة العامة في مدن كردستان.. والكوادر التربوية لا تملك حتّى ثمن وأجور المواصلات للذهاب إلى المدارس".

ورغم ما يحمله الإضراب من انعكاسات سلبية تُهدد المسيرة التعليمية والتربوية في الإقليم لاسيما في مناطق السليمانية والإدارات والأقضية والنواحي التابعة لها على عكس أربيل ودهوك التي تبدو المسيرة التربوية فيها طبيعية جدًا بدون إضراب، يُبرر الناشط في احتجاجات الكوادر التربوية أن الإضراب يُنظم للفت أنظار العالم عمّا يجري من ظلم واضح على مواطني الإقليم.

ويقول "لو أتيح الأمر لأهالي دهوك وأربيل لخرجوا بتظاهرات أكبر، لكن القمع الكبير الموجود من الحزب الديمقراطي والأجهزة الأمنية منها منع التظاهر والإضراب، رغم المعاناة يمنع ذلك". على حدّ قوله.

 لا ضرر للأحزاب والسلطة

ويبدو أن الاتفاق على أن الاضراب والخروج باحتجاجات جماهيرية غاضبة في الإقليم هي "الزاوية" التي يتفق حولها ميران مع النائب الكردي السابق في مجلس النواب العراقي غالب محمد في ظل عدم ايجاد حلول لمشكلة "كبيرة" تعصف بشعب كردستان.

ويقرّ محمد في حديثه إلى "بغداد اليوم" و- الذي يظهر باستمرار في لقاءات تلفزيونية وتصاريح صحفية معارضًا شرسًا للسلطة في كردستان- بأن أحزاب السلطة وحكومة الإقليم والقيادات الحزبية لا تتضرر من الإضراب وتعطيل الدوام في المدارس والمستشفيات والمراكز الطبية والصحية.

وبحسب تفسير النائب الكردي فإن الإضراب والتظاهرات هما من أجل ايصال رسائل إلى المجتمع الدولي وسفراء الدول المختلفة وكذلك الحكومة الاتحادية والبرلمان العراقي... والذين بدعمهم تستمر حكومة كردستان يجب أن يطلعوا على معاناة المواطن الكردي الذي يعيش ويمرّ بأسوأ مراحل حياته. 

 رأي مخالف وبغداد "المتهمة"

إلا أن عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني صالح عمر يُخالف رأي النائب محمد وميران بقوله إن "الجميع تضرر من الإضراب عن الدوام، وليس صحيحا بأن السلطة لا تتضرر: "هذا الأمر تقف خلفه جهات سياسية".

ويوضح في حديثه لـ "بغداد اليوم" أن: "جهات سياسية تدفع باتجاه التحريض على حكومة الإقليم والحزب الديمقراطي الكردستاني لأهداف انتخابية، كون حكومة كردستان ليس لها دخلاً بقضية تأخر صرف الرواتب، وهي تعمل جاهدة لتوفير السيولة المالية".

ويرى عضو الديمقراطي بأن الحال لا تختلف في دهوك وأربيل عمّا هي عليه في السليمانية، لكنّه يعزو ما يحدث في الثانية إلى ما يصفه بـ "دفع سياسي"، مضيفًا "الصحيح أن تكون المطالبات من الحكومة الاتحادية، لأنها لا تفي بالالتزامات تجاه مواطنيها في الإقليم".

بدوره، يرى الصحفي الكردي بهزاد محمد أن ملف رواتب الموظفين ليس بيد حكومة الإقليم. وقال في حديث لـ "بغداد اليوم" إنه "قبل إيقاف تصدير النفط بقرار قضائي دولي، كانت رواتب الموظفين تسير بشكل طبيعي ودون تأخير، ولكن إيقاف تصدير النفط أدى إلى هذه المشكلة".

و"بعد إيقاف تصدير النفط كان على الحكومة العراقية تحمل مسألة صرف الرواتب، باعتبار أن الإقليم لم يعد يمتلك السيولة المالية الكافية، ولكن بغداد أخلت باتفاق الموازنة". هكذا يقول الصحفي الكردي.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: بغداد الیوم

إقرأ أيضاً:

بعد ما اثارته بغداد اليوم.. حكومة ديالى تعلق على وجود زينبيون وفاطميون في المحافظة - عاجل

بغداد اليوم -  ديالى 

علقت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى، اليوم الأربعاء (22 كانون الثاني 2025)، على تقرير إعلامي نشرته وسيلة اعلام إماراتية، زعمت فيه تدفق الآلاف من المقاتلين الأفغان والباكستانيين إلى معسكر شمالي المحافظة.

وقال رئيس لجنة الأمن في مجلس ديالى، رشاد التميمي، في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "معسكر الشهيد أبو منتظر المحمداوي، المعروف سابقاً بمعسكر أشرف، يقع أقصى شمال ديالى، وهو مقر قيادة محور ديالى في الحشد الشعبي، ويضم قوات نظامية حكومية تابعة للقائد العام للقوات المسلحة".

وأضاف التميمي أن "ما أوردته الوسيلة الإعلامية حول تدفق مقاتلين أجانب من سوريا إلى هذا المعسكر عارٍ عن الصحة، ويمثل أكاذيب وافتراءات تهدف إلى خلط الأوراق"، مشيراً إلى أن "المعسكر يضم تشكيلات أمنية رسمية، ولا توجد فيه أي تحركات لمقاتلين أجانب كما زُعم".

وأكد التميمي أن "اللجنة الأمنية في مجلس ديالى تنفي هذه الادعاءات جملة وتفصيلاً"، واصفاً التقرير بأنه "جزء من الصحافة الصفراء التي تسعى لنشر الشائعات وتشويه الحقائق".

وأوضح التميمي أن "الأوضاع الأمنية في ديالى مستقرة، ونسبة الاستقرار هي الأعلى منذ عام 2003"، مشدداً على أن "التقارير المغلوطة التي تصدر بين الحين والآخر تهدف إلى خلق أزمات وتشويش الرأي العام".

ودعا التميمي الحكومة المركزية إلى "التصدي لمثل هذه الشائعات، والتأكيد على أهمية التحقق من المصداقية الإعلامية لمواجهة الحملات التي تحاول إثارة الفتنة وخلط الأوراق".

وكانت كشفت مصادر أمنية عراقية، لموقع "إرم نيوز" الاماراتي، عن وجود عناصر من الفصائل الافغانية والباكستانية "فاطميون" و"زينبيون" في محافظة ديالى، بعد انسحابها من سوريا، حيث استقرت في معسكر أشرف الذي يعد معقلاً للفصائل المسلحة والإيرانيين في المنطقة.

وقال المصدر، إن "عناصر هذه الميليشيات، التي تتكون من مقاتلين باكستانيين وأفغان موالين لإيران، تم نقلهم إلى معسكر أشرف، بعد عودتهم من سوريا، حيث طلبت طهران من حلفائها التأني في إرسالهم وإعادتهم إلى بلدانهم".

وكانت لجنة الأمن والدفاع النيابية، اليوم الأربعاء (22 كانون الثاني 2025)، نفت دخول مقاتلين من الجنسيات الأفغانية والباكستانية إلى العراق واستقرارهم بمعسكر اشرف بديالى بعد سقوط نظام الأسد.

وقال عضو اللجنة النائب ياسر إسكندر وتوت في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "الحكومة المركزية تتابع عن كثب تطورات الملف السوري منذ أحداث الثامن من كانون الأول الماضي، وخاصة مع سقوط نظام الأسد"، مؤكدًا أن "تعزيز أمن الحدود تم بشكل مضاعف عبر ثلاثة أحزمة أمنية لتأمين أكثر من 600 كلم من الحدود، وهو إجراء استباقي اتُّخذ مسبقًا في الثامن من كانون الأول الماضي".  

وأضاف وتوت، أن "العراق نجح في تأمين حدوده بشكل كبير رغم التعقيدات الجغرافية، ولا صحة للأنباء التي تتحدث عن انتقال مقاتلين من أفغانستان وباكستان كانوا في سوريا إلى العراق"، مشيرًا إلى أن "المعابر الحدودية تخضع لإجراءات صارمة، وأي دخول لأجانب يتم وفق تعليمات مشددة تفرضها المنظومة الأمنية".

وأوضح النائب أن "العراقيين العائدين من سوريا عبر معبر القائم يخضعون لعمليات تدقيق مشددة، ولا توجد أدلة على دخول مقاتلين أجانب من الجنسيات المذكورة إلى البلاد".

وأكد أن "موقف العراق واضح من الأزمة السورية، وهو ترك الأمر للشعب السوري دون التدخل في الشؤون الداخلية، مع التركيز على ضبط الحدود ومنع أي تهديدات تمس الأمن الداخلي".

وختم بالقول: "الحديث عن دخول مقاتلين أجانب من سوريا إلى العراق عارٍ عن الصحة تمامًا".


مقالات مشابهة

  • مصادر وزارة التربية لـلبنان24: لا إضراب غدًا في المدارس الرسمية
  • وفد الحزب الكردي يجري اليوم لقائه الثاني مع عبد الله أوجلان
  • بعد ما اثارته بغداد اليوم.. حكومة ديالى تعلق على وجود زينبيون وفاطميون في المحافظة - عاجل
  • رغم دعوة رئيس السن.. جلسة برلمان كردستان لن تعقد
  • ذاهبون نحو الحل.. نائب كردي: حوارات وفد الإقليم في بغداد إيجابية
  • حزب طالباني:حماية سيادة العراق من مسؤولية حكومة السوداني وليس الإقليم
  • نتائج اجتماع وفد الإقليم بطيف سامي.. لا أموال لأربيل وبغداد تريد الـ 50 بالمئة - عاجل
  • بعد اجتماع الوزراء.. وفد فني من بغداد الى أربيل لمناقشة ازمة رواتب الإقليم
  • اجتماع بين مالية بغداد وإقليم كردستان لمناقشة المشاكل العالقة
  • تعليق على ازمة رواتب موظفي الإقليم: لا يوجد امل لحلها جذريا - عاجل