خريطة توزيع 15 ألف عنصر من فاغنر في 13 دولة إفريقية.. ومصيرهم الغامض
تاريخ النشر: 26th, June 2023 GMT
ما زالت تداعيات التمرد الموءود الذي قام به مؤسس مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين في روسيا تتوالى، فتأثيره قد لا يتوقف على الداخل الروسي ومحيطه الأوكراني فقط بل ستمتد نيرانه التي ما زالت مستعرة تحت رماد الحريق الذي تمكن الرئيس البيلاروسي من إخماده مؤقتا إلى القارة السمراء.
وتجد الدول الإفريقية نفسها معنية أكثر من غيرها بتطورات علاقة زعيم فاغنر يفغيني بريغوجين والمؤسسة الرسمية الروسية، خصوصاً مع التوقعات بخروج المرتزقة من الساحة السياسية والعسكرية في روسيا وأوكرانيا، وغموض مستقبل وجودها العسكري والاقتصادي الكبير في إفريقيا.
السلطات الروسية تحظر عمليات البحث عن قائد مجموعة "#فاغنر" على مجمع الأخبار "غوغل نيوز"#العربية pic.twitter.com/lnkBZmecZF
— العربية (@AlArabiya) June 26, 2023 مادة اعلانيةخريطة توزيع فاغنر في 13 دولة إفريقيةكشفت تقارير استخباراتية غربية أن هناك أكثر من 15 ألف مقاتل تابعين للمجموعة يتواجدون بشكل علني في ليبيا والسودان وجمهورية إفريقيا الوسطى ومالي ومدغشقر وموزمبيق، غير أن انتشار عناصرها في بوركينا فاسو وغينيا وغينيا بيساو والكونغو الديمقراطية وأنغولا وزيمبابوي وتشاد، يبقى غير مؤكد.
ومنذ منتصف العقد الماضي تزايد وجود مجموعة فاغنر بشكل كبير في عدد من البلدان الإفريقية المضطربة سياسيا وأمنيا، ففي جمهورية إفريقيا الوسطى يدعم نحو ألفي مدرب تابعين للمجموعة القوات الحكومية في الحرب الأهلية المستمرة هناك منذ أكثر من 10 سنوات، وحوالي 3000 في جمهورية مالي الغارقة في أزمات أمنية كبيرة في مناطقها الشمالية. وينتشر كذلك الآلاف من مقاتلي المجموعة في عدد من بلدان غرب وشرق إفريقيا.
وتتحدث التقارير الغربية أيضا عن وجود آلاف المرتزقة من مجموعة فاغنر الروسية ينشطون في عدة دول إفريقية، ففي جمهورية إفريقيا الوسطى على سبيل المثال، يدعم 1890 مدرباً روسياً القوات الحكومية في الحرب الأهلية المستمرة.
بعد تقارير غربية زعمت إقالته.. أول ظهور لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عقب تمرد قائد فاغنر يزور القوات الروسية في أوكرانيا #العربية pic.twitter.com/qbRHCBROlL
— العربية (@AlArabiya) June 26, 2023ووفقاً لمراقبين، فإن المجلس العسكري الموالي لروسيا والمناهض للغرب في مالي قد جلب أيضاً مئات من مقاتلي فاغنر إلى البلاد، وتزعم تقارير غربية أن هؤلاء متهمون بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان هناك، لكن خبراء يقولون إن وجود مجموعة فاغنر في إفريقيا يذهب إلى أبعد من ذلك بكثير.
الذهب والنفط واليورانيوموعلى الرغم من التزام تلك الدول التي تنتشر فيها مجموعة فاغنر، الصمت، إزاء التمرد المسلح الذي قادته المجموعة في روسيا يومي الجمعة والسبت الماضيين، فإن حكومات تلك الدول متخوفة على استقرار الحكم فيها الذي أصبح يعتمد بشكل أساسي على عناصر تلك المجموعة التي أصبح مستقبل وجودها مهددا ولا يمكن التنبؤ بمصيرها ولمن ستتبع في إدارتها وتسيير شؤونها الميدانية وأيضا إدارة امتيازاتها في استثمار الموارد الطبيعية، من الذهب والألماس واليورانيوم والنفط بتلك الدول.
أبحاث دولية تتحدث عن أن العلامة التجارية فاغنر لها أنشطة في مجالات تتجاوز مجال الأمن. ففي يوليو 2022، دخلت منظمة "كل العيون على فاغنر" في شراكة مع 11 مؤسسة إعلامية أوروبية، للكشف عن كيفية جني المجموعة أرباحاً ضخمة باستخدام الأخشاب الاستوائية الثمينة من جمهورية إفريقيا الوسطى. وفقاً للتقرير، منحت الحكومة في بانغي شركة فرعية حقوق قطع الأشجار بدون قيود، على مساحة تقدر بـ187 ألف هكتار.
منجم الذهب "نداسيما" في جمهورية إفريقيا الوسطى، حالة مماثلة. تقول التقارير إنه تم سحب امتياز من شركة تعدين كندية لصالح شركة من مدغشقر، تظهر في تقرير منظمة "المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للأوطان" كشركة تابعة لفاغنر.
معدات تعدين ثقيلةويتتبع البحث الذي أجرته مجلة "تقرير إفريقيا" (The Africa Report)، كيف استوردت مجموعة فاغنر ما يُزعم أنها معدات تعدين ثقيلة، عبر ميناء دوالا البحري في الكاميرون، حيث يتم تنظيم ما يصل إلى ثلاث قوافل شاحنات أسبوعياً من بانغي إلى دوالا لنقل المواد الخام، تحت حماية أعضاء فاغنر المزودين بأسلحة ثقيلة.
المحلل العسكري بافل فيلجينهاور: قائد " #فاغنر" سيذهب إلى #بيلاروسيا ومعه المشاركين في التمرد#العربية pic.twitter.com/XzRbxS2TT7
— العربية (@AlArabiya) June 26, 2023 مليارات السوفيتكان الاتحاد السوفييتي السابق ينفق مليارات الدولارات على المساعدات العسكرية لحلفائه الأفارقة، لضمان ولائهم للمعسكر الشرقي إلا أن انهيار الحكم الشيوعي في أوائل التسعينيات أجبر روسيا على التراجع عن دورها الواسع على الساحة العالمية.
لكن اليوم، عاد النفوذ الروسي في إفريقيا إلى الواجهة مرة أخرى، بعد ثلاثة عقود تقريباً من انهيار الإمبراطورية السوفييتية حيث يحمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على عاتقه مهمة إعادة بناء نفوذ موسكو الدولي في الشرق الأوسط وإفريقيا، وتعتمد الحملة، في جزء منها، على بناء تحالفات مع دول نامية خارج القنوات الرسمية، غالباً من خلال وكلاء مثل متعهدي شركات أمن خاصة وشركات تجارية ومستشارين.
فاغنر ليس مجرد مرتزقةقال المحلل السياسي يوليان راديماير، لشبكة DW الألمانية، "إنه بمرور الوقت تطورت فاغنر إلى ما وراء الخدمات العسكرية الخاصة، إلى شبكة من العلاقات والشراكات مع شركات في مختلف البلدان الإفريقية".
وأضاف: "إنهم يعملون في تلك المنطقة الرمادية بين الأنشطة غير القانونية إلى حد ما، ويغطون المنطقة بأكملها جيداً".
وخلال يناير الثاني الماضي، أصدرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قراراً بتصنيف مجموعة فاغنر "منظمة إجرامية عابرة للحدود"، وهو القرار الذي اعتبرته موسكو غير مؤثر على روسيا أو المجموعة نفسها.
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News إفريقيا فاغنر روسيا تمردالمصدر: العربية
كلمات دلالية: فاغنر روسيا تمرد مجموعة فاغنر
إقرأ أيضاً:
محكمة أميركية تدين المجموعة الإسرائيلية المطورة لبيغاسوس باختراق واتساب
أصدرت قاضية أميركية حكما، أمس الجمعة، لصالح شركة واتساب المملوكة لشركة ميتا الأميركية في دعوى قضائية تتهم مجموعة "إن إس أو" الإسرائيلية المصنعة لبرنامج التجسس بيغاسوس سيئ السمعة، باستغلال ثغرة في تطبيق واتساب لثبيت بيغاسوس، الذي سمح بمراقبة هواتف 1400 شخص على مدى أسبوعين في مايو/أيار 2019، منهم صحفيون وناشطون مدافعون عن حقوق الإنسان ومعارضون.
ووفقا لوثائق المحكمة، خلصت القاضية فيليس هاملتون إلى أن المجموعة الإسرائيلية انتهكت قوانين القرصنة الفدرالية في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى شروط خدمة واتساب.
وستواجه مجموعة "إن إس أو" محاكمة منفصلة أمام هيئة محلفين في مارس/آذار 2025 لتحديد الأضرار التي تدين بها لشركة واتساب، خدمة الرسائل الأكثر شعبية في العالم.
وأمرت هاملتون مجموعة "إن إس أو" بتزويد واتساب بالشفرة المصدرية لبرنامج التجسس الخاص بها في أوائل عام 2024، لكن المجموعة تباطأت في الاستجابة، وقالت القاضية في حكمها الصادر، أمس الجمعة، إن الشركة الإسرائلية فشلت مرارا وتكرارا في الامتثال، وهو السبب الرئيسي وراء موافقتها على طلب واتساب بفرض عقوبات على "إن إس أو".
وقالت واتساب في بيان "بعد 5 سنوات من التقاضي، نحن ممتنون لقرار اليوم. لم يعد بإمكان إن إس أو تجنب المساءلة عن هجماتها غير القانونية على واتساب والصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان والمجتمع المدني".
إعلانوأضافت "نعتقد اعتقادا راسخا أن شركات برامج التجسس لا يمكنها الاختباء وراء الحصانة أو تجنب المساءلة عن أفعالها غير القانونية، ومع هذا الحكم، يجب أن تكون شركات برامج التجسس على علم بأن أفعالها تلك لن يتم التسامح معها".
في حين لم تعلق مجموعة "إن إس أو"، التي تورطت في عمليات اختراق باستخدام بيغاسوس من قِبل حكومات في جميع أنحاء العالم، على الحكم حتى الآن.
وتزعم "إن إس أو" أن بيغاسوس يساعد وكالات إنفاذ القانون والاستخبارات في مكافحة الجريمة وحماية الأمن القومي، وأن تقنيتها تهدف إلى المساعدة في القبض على الإرهابيين والمتحرشين بالأطفال والمجرمين المتشددين، كما تكرر دائما أن عملاءها الحكوميين يتحكمون في استخدام بيغاسوس وهم مسؤولون عن الاختراق الذي يتم به.
لكن الملفات المقدمة في القضية أظهرت أن هذا غير صحيح، حيث ثبت أن المجموعة الإسرائيلية هي الطرف الذي "يثبت ويستخرج" المعلومات باستخدام برنامج بيغاسوس الذي استُخدم للتسلل ليس فقط إلى واتساب، ولكن أيضا إلى أجهزة آيفون لاستخراج الصور ورسائل البريد الإلكتروني والنصوص.
وكانت شركة آبل قد رفعت دعوى مماثلة ضد "إن إس أو" لكنها أسقطتها في سبتمبر/أيلول الماضي.
ووضعت إدارة جو بايدن مجموعة "إن إس أو" على القائمة السوداء في عام 2021، ومنعت وكالات الحكومة الأميركية من شراء منتجاتها.