الملكة فيكتوريا.. حكمت 63 عاما واتسعت إمبراطورية بريطانيا في عهدها لتشمل خمس اليابسة
تاريخ النشر: 26th, June 2023 GMT
حكمت الملكة فيكتوريا الإمبراطورية البريطانية لمدة 63 عاما و7 أشهر ويومين، لتكون أطول الملوك حكما في ذلك الوقت، قبل أن تحطم الملكة إليزابيث الثانية ذلك الرقم القياسي بفترة حكم امتدت 70 عاما.
لقبت بـ"جدة أوروبا"، إذ اتسعت رقعة الإمبراطورة في عهدها لتصل ذروتها، كما أطلق على فترة حكمها اسم "العصر الفيكتوري"، كونه تميز بانطلاق الثورة الصناعية، وحدوث طفرة واضحة في التقدم التكنولوجي والعلمي.
ولدت فيكتوريا عام 1819 في قصر كنسينغتون في لندن، وأطلق عليها اسم "ألكسندرينا فيكتوريا" تيمنًا بعرّابها القيصر الروسي ألكسندر الأول.
لم يكن وصول فيكتوريا إلى العرش احتمالا واردا بشدة آنذاك، فقد كان ترتيبها الخامس في ولاية العرش، فهي ابنة إدوارد دوق كينت الابن الرابع للملك جورج الثالث، أما والدتها فهي الأميرة ماريا لويزا فيكتوريا ذات الأصل الألماني.
لكن ذلك تغيّر مع بلوغ فيكتوريا عامها الأول، إذ توفي والدها إدوارد بعد معاناة مع الالتهاب الرئوي، ثم توفي بعده الملك جورج.
وعُيِّن عمها ويليام الرابع ملكا، ولأن إخوة إدوارد لم يكن لديهم ورثة شرعيون على قيد الحياة، أصبحت فيكتوريا في المرتبة الأولى في ترتيب ولاية العرش.
وأدركت الأميرة ماريا لويزا أن ابنتها ستستلم العرش عاجلا أم آجلا، فبدأت بإعدادها لتكون الملكة المقبلة للبلاد، فتحالفت مع أحد رجال البلاط ويدعى جون كونروي، وتحت إشرافه أجبرت فيكتوريا على اتباع ما بات يعرف لاحقا بـ"نظام كينسينغتون".
يمكن تلخيص هذا النظام في أنه مجموعة من القواعد الصارمة التي أجبرت الملكة المستقبلية على اتباعها، فقد عزلت بشكل تام عن المحيط الخارجي، وباتت خطواتها كلها تحت المراقبة، حتى إنها تشاركت غرفة النوم مع والدتها كي لا تتركها بمفردها أبدا.
الملكة فيكتوريا سمي عصرها بالعصر الفيكتوري واتسعت رقة الإمبراطورية البريطانية لأوجّها حينها (أسوشيتد برس) فيكتوريا تتربع عرش الإمبراطوريةعند وفاة عمها ويليام، كانت فيكتوريا قد بلغت الـ18 من عمرها، وتولّت حينها عرش إنجلترا يوم 20 يونيو/حزيران 1837.
وكانت أول خطوة قامت بها فيكتوريا بعد تتويجها ملكة أن عزلت كونروي، الذي كان يتحكم في حياتها طوال الفترة السابقة، ثم انتقلت بعد ذلك إلى قصر باكنغهام.
وعلى الرغم من صغر سنها، فإن فيكتوريا امتلكت إحساسا واعيا بالمسؤولية، ويظهر ذلك جليا في مذكراتها التي كتبتها بعد فترة وجيزة من تسلمها التاج، إذ جاء فيها "سأبذل قصارى جهدي للقيام بواجبي تجاه بلدي".
وورد في مذكراتها أيضا "لا أزال صغيرة في السن، وربما أكون عديمة الخبرة مقارنة بغيري، لكنني متأكدة من أنني أملك نوايا طيبة ورغبة حقيقية في تحقيق الأفضل لهذه البلاد".
بعد توليها العرش، أصبح رئيس الوزراء البريطاني اللورد ميلبورن مستشارها الموثوق وصديقها المقرب، وفي ظل حكمها بدأت فيكتوريا في كسب ودّ العامة وتعزيز تأييدهم للنظام الملكي، فدعمت الفنون والجمعيات الخيرية، وناصرت التقدم الصناعي.
وتزامن عهد فيكتوريا مع عصر الثورة الصناعية والتكنولوجية، حيث تطورت الصناعات وظهرت العديد من الاختراعات، التي كانت مفتاح القوة والازدهار في بريطانيا، ونشطت صناعة السكك الحديدية، فكانت فيكتوريا أول ملك يركب قطارا عام 1842، حين كان عمرها 23 عاما.
وشهد عهدها تطورا في الطب والعلوم، وريادة في الأبحاث الخاصة بعلم الأوبئة.
9 أطفال و42 حفيداأغرمت فيكتوريا بابن عمها الأمير الألماني ألبرت، وتزوجته عام 1840، وقد وصفت زواجها منه بـ"السعادة السماوية" التي لم تكن تحلم بأن تشعر بها من قبل.
يذكر أن الملكة فيكتوريا كانت أول من ارتدى فستان الزفاف باللون الأبيض، وبسببها انتشرت تلك العادة في بقية أنحاء العالم، وأصبح الأبيض هو اللون الرسمي لفساتين الزفاف.
ونظرا لحب الملكة الشديد لزوجها، كان له تأثير على شؤون الحكم، إلى جانب صديق فيكتوريا المقرب اللورد ميلبورن، وقد كان تأثير ألبرت إيجابيا، إذ دعم هو الآخر التطور الصناعي والتكنولوجي الذي شكل طفرة في لندن آنذاك.
ومن أبرز مشاريع ألبرت المعرضُ الكبير لعام 1851، والذي يعد أول معرض عالمي في التاريخ، وقد جمع 6 ملايين شخص في لندن احتفالا بالصناعة والتكنولوجيا والثقافة العالمية.
وكانت ثمرة حب الزوجين 9 أطفال، جميعهم تزوجوا من عائلات ملكية أوروبية، وأنجبوا لفيكتوريا أحفادا بلغ عددهم 42 حفيدا، وحكم بعضهم ملكيات في جميع أنحاء القارة الأوروبية، وكان أبرزهم القيصر فيلهلم الثاني، آخر إمبراطور ألماني وملك بروسيا.
ومن بين أحفاد الملكة فيكتوريا البارزين: الملكة إليزابيث الثانية، والأمير فيليب، وملك اليونان قسطنطين الثاني، وملك رومانيا مايكل الأول، وملك إسبانيا خوان كارلوس الأول، وملك النرويج هارالد الخامس، وملك السويد كارل الـ16، والملكة مارغريت الثانية.
الملكة فيكتوريا اعتزلت الناس لعشرة أعوام حدادا على زوجها الأمير الألماني ألبرت (غيتي) وفاة ألبرت وعزلة الملكةيذكر أن زواج الملكة السعيد لم يدم طويلا، فقد توفي زوجها مبكرا عام 1861 بسبب حمى التيفود عن عمر ناهز 42 عاما.
ارتدت الملكة اللون الأسود لبقية حياتها حدادا على زوجها الراحل، كما أمضت السنوات العشر التالية لموت محبوبها في عزلة تامة، أكسبتها لقب "أرملة وندسور".
وفضّلت الملكة فيكتوريا إدارة شؤون بلادها من القصر الملكي، وامتنعت عن الظهور في الأماكن العامة، خاصة بعد زيادة وزنها بشكل ملحوظ، إذ دفعها الاكتئاب إلى تناول الطعام بشكل زائد.
تلك العزلة تسببت في تراجع شعبية الملكة، وتراجع شعبية النظام الملكي، في الوقت الذي نمت فيه الحركات الداعية إلى بناء نظام جمهوري، وانتشرت فيه الاحتجاجات في أنحاء البلاد كافة.
وعلى خلفية تلك الأحداث، قررت الملكة العودة مجددا إلى الفضاء العام، وعادت للتجول في أنحاء لندن بعربة مفتوحة، وصبت تركيزها بشكل أكبر على السياسة الخارجية، فدخلت البلاد في مرحلة توسع ملحوظ.
إمبراطورة الهند وجدة أوروباخلال فترة حكم فيكتوريا التي استمرت قرابة 64 عاما، احتل البريطانيون أراضي شاسعة حول العالم، لتشمل الإمبراطورية البريطانية في ذلك الوقت الهند وأستراليا وكندا ونيوزيلندا وجنوب أفريقيا، وتوسعت الإمبراطورية حتى شملت خُمس مساحة اليابسة الموجودة في الكرة الأرضية.
وبما أن هذا التوسع الهائل للإمبراطورية كان في عهد الملكة فيكتوريا، فقد أطلق على فترة حكمها اسم "العصر الفيكتوري"، الذي وصلت فيه الإمبراطورية البريطانية إلى ذروة توسعها وقوتها، وتميز بحدوث ثورة في عالم الصناعة والتكنولوجيا والفنون، وامتد ما بين عامي 1837 و1901.
واعتبارا من عام 1877، لقبت فيكتوريا نفسها بـ"إمبراطورة الهند" بناء على نصيحة رئيس الوزراء البريطاني بنيامين دزرائيلي، ومع زيادة توسع الإمبراطورية البريطانية، تعززت مكانة فيكتوريا عالميا، مما أكسبها لقب "جدة أوروبا".
ومع زيادة حضورها في المجال العام، استطاعت استعادة شعبيتها إلى حد ما، ورسّخت النظام الملكي بشكل أكبر، متجاوزة أولئك الداعين إلى النظام الجمهوري.
الملكة فيكتوريا نجت من 7 محاولات اغتيال وتوفيت بشكل طبيعي عام 1901 (شترستوك) سبع محاولات اغتيال ووفاة طبيعيةخلال حكمها الطويل الذي امتد طوال 63 عاما و7 أشهر ويومين، نجت الملكة فيكتوريا مما لا يقل عن 7 محاولات اغتيال، لتكون وفاتها بعد ذلك بشكل طبيعي يوم 22 يناير/كانون الثاني 1901، عن عمر ناهز 81 عاما.
ومنذ عام 1897 كانت فيكتوريا قد كتبت وصيتها، فأوصت بجنازة عسكرية تليق بها، كما أمرت بوضع بعض التذكارات في قبرها، مثل إحدى عباءات زوجها الراحل ألبرت وقالب جبس ليده.
ودفنت الملكة بجانب ألبرت في ضريح فروغمور بالقرب من وندسور، ليخلفها بعد ذلك ابنها الأكبر إدوارد السابع.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
اكتشاف أقارب لإيلون ماسك في بريطانيا
اكتشفت بريطانية صلة قرابة تربطها بالملياردير الأمريكي إيلون ماسك، بالصدفة خلال بحثها عن أصل عائلتها.
في التفاصيل، تبيّن أن ماسك له صلات عائلية مع مدينة ليفربول البريطانية، حيث وُلدت جدته الراحلة ورا أميليا روبنسون. وقد أمضى ماسك نفسه بعض الوقت هناك أثناء طفولته في العطلات.وتحدث مارشال روبنسون، ابن عم ماسك، عن تفاصيل تجاهل الملياردير لعائلته بعد اكتشافهم صلتهم به. وأوضح أنه حاول التواصل معها برسالة عبر وسائل التواصل، إلا أن ماسك رد بطريقة قاسية قائلاً "ماذا تريد؟"، دون تقديم أي تفاعل أو استجابة أخرى، حسب قوله لصحيفة ديلي ميل البريطانية في تقرير نشرته اليوم الإثنين.
ولفت مارشال، الذي يعيش في فليتوود، إلى أنه وشقيقته يشتركان في الأجداد مع إيلون، حيث أن جدّه يكون كينيث روبنسون شقيق جدة إيلون ماسك.
البحث في شجرة العائلةيعيش مارشال روبنسون (86 عاماً) وشقيقته شين (67 عاماً) بمنول متواضع في ميناء صيد بمدينة لانكشاير البريطانية، لكنهما أبناء عمومة من الدرجة الثانية لقطب التكنولوجيا العالمي إيلون ماسك.
وقالت شين للصحيفة إنها اكتشفت بالصدفة العلاقة الأسرية التي تربطها بماسك من خلال البحث في شجرة العائلة. ولفتت إلى أنّ جدّة إيلون ماسك سبق وزارتهم قبل 20 عاماً، مع حفيدها كيمبال (شقيق إيلون).
وشرحت أنها استخدت كلمة "كيمبال" خلال عملية البحث، ثم تواصلت مع شقيق إيلون ماسك طلباً لمساعدتها في البحث عن جذور عائلتها من جهة والدها. وحينها أصيبت بصدمة كبيرة حين استعاد ذكرى زيارة كورا (شقيقة إيلون ماسك) لهم في المملكة المتحدة.
ونفت الأم لخمسة أبناء أن تكون تواصلت مع ماسك، مرجحة أنه قد لا يكون مهتماً بالتواصل مع أقاربه البريطانيين.
علقت الصحيفة: "رغم هذه الروابط العائلية التاريخية، يبدو أن ماسك ليس لديه اهتمام كبير بإقامة علاقات أو تواصل مع أقاربه في المملكة المتحدة، في الوقت الذي يصب تركيزه هذه الفترة بشكل مفرط على السياسة البريطانية".
وشرحت أنه في الأسابيع الأخيرة، أعلن إيلون ماسك دعمه لحزب الإصلاح في المملكة المتحدة، وتباهى بصور يظهر فيها مع أعضاء في الحزب بمنتجع في فلوريدا يملكه دونالد ترامب.
ويُقال إنه يخطط لتقديم تبرع بقيمة 100 مليون دولار للحزب، مما يعكس اهتمامه بالشأن الداخلي البريطاني من خلال دعم هذا الحزب المحلي المعروف بتوجهاته المناهضة للاتحاد الأوروبي والمناصر لقيم المحافظين في المملكة المتحدة.
كان الملياردير الذي وُلِد في جنوب إفريقيا قد أعلن بفخر في وقت سابق أنه ينحدر من "خلفية بريطانية إنجليزية، وليس من أصل أفريقي".
وعندما توفيت مارغريت تاتشر في عام 2013، وجه ماسك تحية لها عبر تويتر، قائلاً: "كانت رئيسة الوزراء الراحلة قوية ولكنها عقلانية وعادلة مثل جدتي الإنجليزية". واعتبر تصريحه يبرز تأثير جذوره العائلية على شخصيته وتوجهاته.
وفيما أصبح واحداً من أغنى رجال الأعمال في العالم، غير أن ماسك ينحدر من جذور عائلية بسيطة. كانت جدته كورا أميليا روبنسون التي وُلدت في ليفربول عام 1923، واحدة من خمسة إخوة وأخوات، وعاشت في منزل عائلي متواضع في منطقة موسلي هيل في المدينة. ثم تركت لاحقاً بريطانيا وانتقلت للاستقرار في جنوب أفريقيا حيث تزوجت من والتر ماسك عام 1944.
Always admired Margaret Thatcher -- she was tough, but sensible & fair, much like my English Nana http://t.co/KcXsZGk7fw
— Elon Musk (@elonmusk) April 9, 2013