سلط موقع «أكسيوس» الأمريكي الضوء على انقسامات داخل الشركات وأماكن العمل في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب الحرب بين إسرائيل وفلسطين، ما يخلق ضغوطا على الموظفين والمسؤولين على حد سواء.

انقسامات داخلية

وأوضح الموقع الإخباري في تقرير خاص اليوم الاثنين أن هذه الانقسامات الداخلية تزيد من تعقيد المحادثات بين زملاء العمل حول التنوع والمساواة والشمول، والتي أصبحت شائعة في السنوات الأخيرة، ما يؤدي إلى توسيع الفجوة بين زملاء العمل.

وبحسب التقرير، فإن القيادات في بعض الشركات تقوم بتعطيل إمكانية كتابة التعليقات على منصات العمل المختلفة لكبح جماح المحادثات الساخنة بين الموظفين، بل وفي إحدى المنظمات غير الربحية المعنية بحقوق الإنسان في نيويورك، احتد النقاش للغاية بين العاملين حول غزة، ما اضطر المدير التنفيذي إلى إرسال بريد إلكتروني للجميع يشجع على الالتزام بالكياسة والتحضر.

خلق الكثير من التوتر

وفي هذا السياق، قال موظف يبلغ من العمر 31 عاماً، طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع، إن القضية تخلق الكثير من التوتر، موضحا أن الزملاء -الذين يعملون جميعهم في قضية حقوق الإنسان- أصبحوا يتجادلون على من يفهم تاريخ المنطقة أكثر من الآخر.

بدورها، قالت جويل إيمرسون، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة باراديجم المتخصصة في استشارات الشركات، «لم يسبق لي أن رأيت مستوى التوتر الشديد والألم والأذى بين الموظفين في نفس المنظمات، كما أرى الآن».

شعور بالضيق

ومن ناحية أخرى ذكرت فرح سلام، مؤسسة مجموعة أوريجنز الاستشارية للشركات، إن الناس يشعرون بالضيق بشكل واضح من الوضع الحالي والصراع الدائر بين إسرائيل وفلسطين.

وأوضحت سلام أن مؤسستها تعمل حاليا على إجراء جلسات استماع للموظفين في الشركات للحديث عن الحرب، كما تعمل على جمع الزملاء سويا لمناقشة كيفية مكافحة الصور النمطية وتعزيز الشعور بالتعاطف حتى عند اختلاف وجهات النظر، لافتة إلى أنهم يتطلعون أيضًا إلى إجراء المزيد من التدريب للمديرين، الذين لا يفهمون سبب انزعاج الموظفين بسبب الصراع.

أزمة في الشركات الأمريكية

ولفت موقع أكسيوس إلى أن ثقافة الشركات كانت معزولة نسبيًا عن السياسة لفترة طويلة، لكن منذ عام 2020 على الأقل، بعد مقتل الأمريكي ذي أصول أفريقية جورج فلويد على يد الشرطة الأمريكية في ولاية مينيسوتا، اختلفت الأمور وأصبحت الشركات تقوم بتضمين خطاب التنوع والمساواة والشمول.

وأضاف الموقع أن جميع أنواع الشركات قامت بتسهيل المحادثات داخل مكاتبها حول العدالة الاجتماعية والتنوع والمساواة، بل ونشرت الشركات رسائل على وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن تضامنها، لكن تبين أن الوضع في الشرق الأوسط أكثر صعوبة بشكل كبير.

تسهيل المحادثات حول المساواة والتنوع

وفي هذا السياق، أوضحت سلام أنها عملت على مدار السنوات الماضية على تسهيل المحادثات حول المساواة والتنوع وتضمين خطاب العدالة الاجتماعية داخل أماكن العمل بمرور العديد من الأحداث المروعة من حوادث إطلاق النار وجرائم الكراهية في الولايات الأمريكية، لكنها لم تر أي واقعة سابقة أثرت على الموظفين والعاملين وأثارت انقساما كبيرا في الشركات الأمريكية مثل الأحداث الحالية في غزة، على حد وصفها.

ونوهت سلام عن أن الحرب في غزة أدت إلى تقسيم مجموعات من الزملاء كانوا عادة ما يكونوا في نفس الجانب، مشيرة إلى أن الحرب في غزة وصلت هوليوود وأظهرت انقسامات لم يكن الكثيرون يعلمون بوجودها، وهو ما أبرزته صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها.

استياء من سياسات الشركات

وأشارت سلام إلى أن العديد من الموظفين أبدوا استيائهم أيضا من السياسات التي تتبعها شركاتهم في التعامل مع الصراع بين إسرائيل وفلسطين، بل وأبدوا اعتراضهم على البيانات الصادرة عن شركاتهم.

وللتعامل مع هذا الانقسام، قالت سلام: «تقريبًا كل منظمة أعرفها - أو سمعت عنها من خلال الأصدقاء - اضطرت إلى إصدار بيانين لأنه لم يكن أحد يعرف كيفية الرد على ذلك»، موضحة أن الرد الأول عادة ما يتحدث عن الهجوم الذي وقع في إسرائيل يوم 7 أكتوبر، لكنه لا يعترف بعدد القتلى المتزايد بسبب الضربات الإسرائيلية في غزة، وهو ما سبب الكثير من الاستياء.

وقالت سلام إن العمال العرب والمسلمون يشعرون بأن آلامهم غير معترف بها، ويخشون الانتقام في العمل، وفي الوقت نفسه، يشعر الموظفون اليهود بالمخاوف بشأن معاداة السامية، موضحة أن مجموعات من الموظفين يشعرون بالحاجة لمزيد من الدعم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الولايات المتحدة الشركات سياسة الشركات الدعم فلسطين إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

باحث «المصري للفكر»: الجهود المصرية تطوق أطروحات أمريكا وإسرائيل لمنع التهجير

قال محمد فوزي الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات، إن جهد مصر الدبلوماسي يهدف لتطويق الأطروحات الأمريكية الإسرائيلية المتعلقة بالتهجير.

مواجهة تصفية القضية الفلسطينية

وأضاف «فوزي»  خلال مداخلة هاتفية على قناة «إكسترا نيوز»، قائلًا: «الدولة المصرية تسعى عبر هذة الجولات المكوكية التي يقوم بها وزير الخارجية أو من خلال المباحثات الثنائية للرئيس عبد الفتاح السيسي مع العديد من زعماء وقادة الدول الغربية، أو الأمين العام للأمم المتحدة إلى تطويق الأطروحات الأمريكية الإسرائيلية الخاصة بتهجير الشعب الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية».

تطويق الأطروحات الإسرائيلية والأمريكية 

وتابع: «عندما نتحدث عن تطويق هذه الأطروحات فنحن نتحدث عن خطوة شديدة الذكاء وشديدة الأهمية وأهمها بشكل ضمني، ومباشر تعزل هذه الأفكار تجعل الولايات المتحدة ودولة الاحتلال، تغرد خارج سرب الإجماع الدولي والإقليمي والعربي على وجه الخصوص، وهو تحرك شديد الأهمية على كل المستويات».

مقالات مشابهة

  • مبعوث أمريكا للشرق الأوسط: استئناف محادثات المرحلة الثانية لاتفاق غزة هذا الأسبوع
  • أحزاب ومنظمات ونشطاء يرفضون تسهيل الفصل الجماعي ويدعون لحوار شامل حول تعديلات العمل والضمان
  • تطور روسي أمريكي جديد بخصوص تسوية النزاع في أوكرانيا
  • خبير استراتيجي: أمريكا تلعب دورا محوريا في الأزمة القائمة بين حماس وإسرائيل
  • خبير عسكري: أمريكا تلعب دورًا محوريًا في خيوط أزمة حماس وإسرائيل
  • باحث «المصري للفكر»: الجهود المصرية تطوق أطروحات أمريكا وإسرائيل لمنع التهجير
  • إيلون ماسك يثير تذمر كبار الموظفين في البيت الأبيض
  • فلسطين هي إسرائيل.. وزير خارجية الاحتلال يثير الجدل في مؤتمر ميونيخ
  • الحكومة الأمريكية تبدأ بفصل مئات الموظفين
  • ضمن سياسات ترامب.. سفارات أمريكا تستعد لخفض عدد الموظفين