رشان أوشي: السودان والمعبر الشرقي
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
الأهوال ليست زائراً مفاجئاً في السودان، قد تدفق دمه في حروب كثيرة وخرائط عديدة، وكانت الحروب تنتهي غالباً على نقيض ما اشتهاه من أطلق الرصاصة الأولى فيها.
النزاع السوداني لم ينته مطلقاً، لا ينكفئ جمره أحياناً تحت الرماد، ثم يهب أشد شراسة وضراوة. وعلى رغم ذلك، تختلف أهوال حرب ١٥/ أبريل الحالية عما سبقها.
تجد قيادة الدولة نفسها اليوم في وضع يذكر البعض بما كان عليه وضع قيادة “منظمة التحرير” الفلسطينية يوم حاصر الجيش الإسرائيلي بيروت في 1982. عندما دك “أرائيل شارون” المشافي، وقطع الماء والكهرباء، وجدت “بيروت” نفسها أمام معبر وحيد لإعادة المياه والكهرباء هو اعادة توجيه بوصلة علاقاتها الدولية ؛ والآن لا سبيل أمام السودان سوى المعبر الشرقي (روسيا، الصين، إيران، تركيا، قطر).
مَن يستطيع ترتيب دعم دولي وإقليمي لصالح السودان؟ ومن يستطيع الضغط على الإمارات للكف عن العبث ببلادنا، من سيمد الجيش بالسلاح، إنه المحور الشرقي بغض النظر عن المواقف من سياساته، وأنه كان حليفاً لنظام البشير، ولكنه محور متعاون بلا تدخلات سافرة في سيادة الدول، جميعنا شهود عصر على سخاء “قطر”، كمْ أنفقت في مشروع إحلال السلام بدارفور وإعادة إعمارها، وللصين القدح المعلي في النهضة الاقتصادية التي شهدها السودان خلال الفترة قبل انفصال الجنوب، بالإضافة للأدوار الروسية والإيرانية المشهودة في تطوير قدرات الجيش السوداني، والمساهمة في استقلاليته إبان الحصار الأمريكي.
القيادة السودانية تعلم جيداً الدور الأمريكي في الحرب التي تطحن السودان الآن، والشعب أيضاً يعلم دور سفير الولايات المتحدة الأمريكية “غودفري” في أزمة الاتفاق الإطاري التي دمرت البلاد ، جولاته الشهيرة بمناطق النزاعات القبلية، انحيازه الصريح لبعض الأحزاب السودانية دون البقية مما نتجت عنه حالة اصطفاف حادة، نسفت الحياة السياسية.
حاليا تلعب الولايات المتحدة دوراً قذراً بمنبر جدة، لأنها تهدف في الأساس إلى تدمير الجيش السوداني وإضعافه ، لتفكيك الدولة السودانية وإعادة إنتاجها وفقا للمشروع الأمريكي بالمنطقة.
بينما أيادي المحور الشرقي في السودان بيضاء، بفضل تعاونه الكبير ، كان نظام “البشير” قادراً على القتال في عدة جبهات ولعقود من الزمن دون أن تنهار الدولة، بينما فشلت كل محاولات غزو العاصمة، من بينها عملية “الذراع الطويل” المدعومة من نظام “إدريس ديبي” ب “تشاد”، عندما دخلت قوات حركة العدل والمساواة العاصمة، حسم الأمر خلال ساعات، لأن الدولة كانت قوية، ومستقلة.
يجب اتخاذ هذا القرار المؤجل بسرعة؛ الوقت ينفذ، تتآكل إمكانيات القوات المسلحة، بينما يتجدد عتاد المليشيا بواسطة الدعم الإماراتي السخي، فحدود تشاد وأفريقيا الوسطى تعبرها يومياً عشرات السيارات المحملة بالرجال والسلاح قادمين من أصقاع أفريقيا الساحل والصحراء، لغزو السودان واحتلال دارفور.
على الدولة اختيار الصديق الذي ينفع، (4) سنوات من مهادنة المحور الغربي لم نحصد سوى الدمار، حان الوقت للاتجاه شرقا، حيث تشرق الشمس…
محبتي واحترامي
رشان أوشي
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
منها تأهل المنتخب لأمم أفريقيا.. 4 أحداث بيوم واحد تشعل المنصات السودانية
شهدت منصات التواصل السودانية يوم أمس الاثنين ازدحاما بالأحداث التي حظيت بتفاعل رواد العالم الافتراضي، وأول هذه الأمور هو تأهل المنتخب السوداني بشكل رسمي إلى كأس أمم أفريقيا بالرغم من الظروف التي تشهدها البلاد بسبب الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وعلق مغردون على هذا التأهل بالقول "رغم كل الظروف الصعبة والتحديات الكبيرة التي تواجه المنتخب السوداني إلا أنه تأهل رسميا إلى كأس الأمم الأفريقية 2025، وأضاف هؤلاء أن السودان عاد إلى عرش الكرة الأفريقية في إنجاز تاريخي لصقور الجديان للتأهل للمرة العاشرة في تاريخه".
مبروك لمنتخب السودان العودة لأمم إفريقيا .. المشاركة العاشرة لصقور الجديان في البطولة رغم الصعوبات اللي مروا بيها في السنين الأخيرة
تأهل مستحق وتاريخي على حساب غانا.. ولسه عندهم رحلة أصعب في تصفيات كأس العالم رغم المفاجآت اللي حققوهاpic.twitter.com/RdhtQqtrau
— Eslam Ahmed ???????? (@islam_colombia) November 18, 2024
وأظهر مقطع فيديو نشره اتحاد كرة القدم السوداني احتفال لاعبي المنتخب مع الجماهير، عقب تحقيقهم التأهل لبطولة أمم أفريقيا.
أما الأمر الثاني الذي كان حديث جمهور منصات التواصل السودانية فهو استخدام روسيا لحق النقض (الفيتو) في وجه مشروع بريطاني في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية بـالسودان وحماية المدنيين من النزاع الذي يمزق البلاد منذ أبريل/نيسان 2023.
الفيتو الروسي أثار حالة من الجدل بين المدونين السودانيين، فهناك من اعتبره انتصارا لسيادة الدولة السودانية، وهناك من وصفه بالكارثي.
#نقطةــتحول
الفيتو الروسي اليوم نقطة تحول كبيرة في شكل تدافعات القوى الدولية حول السودان وربما يشير إلى أن المواجهة الان إنتقلت من خلافات حول وضعية بلد لإستدعاء أجواء منطلقاتها أبعد وهذا ما دل عليه تخاشن المندوب البريطاني مع نظيره الروسي إذ وضح من إنفعال ممثل المملكة المتحدة… pic.twitter.com/w9yCmbRiVv
— عبد الغني نور (@abdo_Elgni) November 19, 2024
فقد قال أنصار الفريق الأول إن روسيا أفشلت مخطط بريطانيا بمجلس الأمن باستخدامها الفيتو ضد مشروع قرار بريطاني يزعم حماية المدنيين في السودان، بينما الهدف الحقيقي كان تمرير أجندات خبيثة تستهدف سيادة البلاد ودعم المليشيات، وأضافوا أن الموقف الروسي جاء انتصارا للحكومة السودانية ورفضا للتدخلات الاستعمارية المقنّعة بحسب بعض الآراء.
وأشار آخرون إلى فرح السودانيين بالفيتو الروسي وعلقوا على ما وصفوه بصراخ السفير بالبريطاني في الأمم المتحدة، وهو يقول "وقفت دولة واحدة في طريق المجلس وتحدثت بصوات واحد".
زملائي الكرام،
إن المشكلة الرئيسية في المسودة البريطانية هي أنها تستند إلى فهم خاطئ فيما يتصل بمن يتحمل المسؤولية عن حماية المدنيين في السودان وضمان السيطرة على حدود البلاد وأمنها. وهناك أيضاً تصور خاطئ فيما يتصل بمن يحق له اتخاذ القرارات بشأن دعوة القوات الأجنبية إلى السودان،… pic.twitter.com/j6VpMoo8Dw
— Wasil Ali – واصل علي (@wasilalitaha) November 18, 2024
في المقابل، وصف البعض الفيتو الروسي بالكارثي وقالوا إن الفيتو الروسي في مجلس الأمن ضد قرار وقف إطلاق النار في السودان كارثي ويأتي بناء على طلب الجيش والبرهان، فأوهام الانتصار في هذه الحرب كارثة على السودانيين، واعتقاد من وصفوهم بـ"فلول البشير" "بأن استمرار الحرب يعيدهم للسلطة كارثة أخرى".
الفيتو الروسي في مجلس الامن ضد قرار وقف اطلاق النار في السودان كارثي و يأتي بناء علي طلب الجيش و البرهان، اوهام الانتصار في هذه الحرب كارثة علي السودانيين، واعتقاد فلول البشير بان استمرار الحرب يعيدهم للسلطة كارثة اخرى. #السودان
— khalid A AlHashimi (@kalhashimi92) November 19, 2024
الأمر الثالث الذي كان متفاعلا على المنصات السودانية هو زيارة المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو ولقاؤه بالفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني، في أول زيارة يقوم بها إلى البلاد التي تمزقها الحرب منذ أبريل/نيسان 2023.
بعد أن تراجع المبعوث الأمريكي إلى السودان توم بيريليو عن شرط مقابلة البرهان والمسؤولين الاخرين في المطار حيث رفض ذلك تماما، جاء اليوم يقابل البرهان في مكتبه بكل "أدب واحترام" وفوق ذلك قال انه توافق مع البرهان بأنه لا يمكن التطرق للعملية السياسية في هذا الظرف إلا بعد انتهاء الحرب pic.twitter.com/GeoUnXOkUv
— ياسر محجوب الحسين Yasir Elhussein (@yasir_mahgoub) November 18, 2024
ولفت انتباه بعض المغردين الطريقة التي صافح بها البرهان المبعوث الأميركي الخاص، وقالوا إنه وبعد اشتراط المبعوث الأميركي أن يستقبله البرهان في المطار إلا أنه في الأخير ذهب إلى مقر البرهان في بورتسودان، وصافحه الأخير بكل شدة وقسوة بحسب ما أظهر الفيديو.
كان يشترط قدوم البرهان الي المطار لمقابلته
في الاخير ذهب لمقابلة البرهان في مكتبه
المبعوث الأمريكي يودع منصبه ولعل اكبر إنجاز له في الملف السوداني هو مقابلة البرهان#القوات_المسلحة_السودانية pic.twitter.com/P4tHnQRP9z
— Shukri (@shukrisudani) November 18, 2024
وأخيرا شهدت منصات التواصل السودانية احتفالات بتقدم الجيش السوداني إلى مشارف مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار.
وانتشرت مقاطع فيديو تظهر مجموعة من مقاتلي الجيش السوداني وهم على مشارف مدينة سنجة.
فيديوهات #متداولة للجيش علي مشارف #سنجة عاصمة ولاية #سنار ، وأنباء متداولة عن دخول الجيش المدينة ليلة أمس ! pic.twitter.com/4MvFhhlOEs
— Dr- HanAmin ???????????????? (@hanaelmeen1) November 19, 2024