فرنسا: كن شريرا مع الأشرار ولطيفا مع الأخيار... مشروع قانون للهجرة يثير خلافات بين الحكومة والمعارضة
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
بطرحه اليوم أمام مجلس شيوخ البرلمان الفرنسي، يحتدم النقاش بين الأطراف السياسية في هذا البلد حول مشروع قانون للهجرة خاصة بين أحزاب اليسار والأغلبية الرئاسية من جهة وهذه الأخيرة والمعارضة اليمينية الرافضة لتسوية وضع المهاجرين غير النظاميين.
وافتتح وزير الداخلية جيرالد دارمانان النقاش في مجلس الشيوخ حول المشروع الذي يهدف إلى "ضبط الهجرة وتحسين الاندماج".
وتجمع نحو 150 شخصا خارج المبنى احتجاجا على مشروع القانون الذي يتوقع أن تكون المناقشات حوله ساخنة في المجلس الذي تهيمن عليه المعارضة اليمينية قبل عرضه على الجمعية الوطنية، حيث يتمتع الرئيس إيمانويل ماكرون بأغلبية نسبية.
وفي حال فشل التوصل إلى توافق بين اليمين واليسار، سيتم اللجوء إلى الفصل 3-49 من الدستور الذي يتيح للحكومة إقرار مشاريع قوانين ولو بدون تصويت.
وأمام اعتراض النقابات، قامت الحكومة عدة مرات بتأجيل هذا المشروع حول موضوع لطالما أثار جدلا بين السياسيين، على خلفية أزمة الهجرة على المستوى الأوروبي.
وحرص وزير الداخلية لدى عرض الخطوط العريضة قبل عام للقانون الذي وعد به ماكرون خلال حملته لعام 2022، على أن يوحي بأنه ينشد التوازن من قبيل "كن شريرا مع الأشرار ولطيفا مع الأخيار".
"الحصول على الأغلبية"يتضمن المشروع جانبا زجريا للتعامل "بصرامة أكبر إزاء الأجانب مرتكبي الجنح" لتسهيل طردهم، وهو مطلب يشدد عليه اليمين، بالإضافة إلى الرأي العام، وفقا لاستطلاعات الرأي.
وأصبح السياق متوترا بشأن هذا الموضوع بعد مقتل مدرس في شمال فرنسا على يد شاب روسي متطرف في تشرين الأول/أكتوبر.
إلا أن حدة التشديد الأمني خفت جراء التعهد بتسهيل تسوية أوضاع المهاجرين غير النظاميين العاملين في مجالات يصعب فيها العثور على العمالة، وهو موضوع يدافع عنه اليسار وجزء كبير من المعسكر الرئاسي. وشددت رئيسة الوزراء إليزابيت بورن الإثنين على إذاعة فرانس إنتر على أهمية "الحصول على الأغلبية".
والأحد، بدا دارمانان واثقا من إيجاد "طريقة لتمرير" النص، مؤكدا معارضته لاستخدام الفصل 3-49 من الدستور، والذي تم اللجوء إليه بالفعل مرات عدة مؤخرا. ورد عليه رئيس كتلة الجمهوريين اليمينية في البرلمان أوليفييه مارليكس، الإثنين بقوله إنه "مخادع!".
وأرسل ماكرون، من جانبه، إشارة إلى اليمين بقوله مساء الأحد إنه مستعد لتوسيع نطاق الاستفتاءات لتشمل القضايا الاجتماعية، بما في ذلك الهجرة، وهو مطلب ملح من اليمين. وعلق مارليكس "إن ذلك غير كاف". وفي مجلس الشيوخ، سيكون بإمكان أحزاب اليمين والوسط إعادة صياغة النص وفق رغبتهم، شريطة الاتفاق فيما بينها.
ويحاول الحليفان الاتفاق على المادة 3 التي تنص على منح تصريح إقامة لمدة عام قابل للتجديد للعمال في القطاعات التي تعاني من نقص العمالة.
تأييد الرأي العام للمشروعوقال رئيس كتلة الجمهوريين في مجلس الشيوخ برونو ريتيللو: "لا يمكن أن يكون لدينا نص يريد طرد المزيد من الأشخاص وتسوية أوضاع المزيد منهم في آن واحد"، في حين ارتفعت طلبات اللجوء بشكل حاد في عام 2022 (31,3% مقارنة بعام 2021)، لتناهز الرقم القياسي المسجل في عام 2019 (137,046 طلبا).
وردت إليزابيت بورن الإثنين بأن هذا الإجراء لن يؤدي إلى "تسوية" الهجرة غير الشرعية، مشيرة على العكس إلى "قدر من حسن النية الذي تتم مشاركته على نطاق واسع"، ولا سيما من قبل أصحاب العمل.
وفي عام 2022، تمت تسوية أوضاع 34029 مهاجرا غير نظاميين، أي بزيادة 7,8% مقارنة بعام 2021. كما ستتم مناقشة حصص الهجرة السنوية المحددة من البرلمان أو تضييق شروط لم الشمل العائلي.
وتعتمد الحكومة على دعم الرأي العام، فقد أشارت دراسة أجراها معهد Opinionway لصالح صحيفة لو باريزيان، إلى أن 87% من المشاركين يعتقدون بضرورة تغيير القواعد المتعلقة بالهجرة. وتؤيد أغلبية كبيرة التدابير المختلفة الواردة في النص.
فرانس24/ أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج فرنسا جيرالد دارمانان وزارة الداخلية هجرة قانون مشروع الهجرة غير الشرعية
إقرأ أيضاً:
فريدريش ميرز.. المرشح الأوفر حظا في الانتخابات الألمانية يخاطر بالتعاون مع اليمين المتطرف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اقترح فريدريش ميرز زعيم كتلة المحافظين الألمانية ائتلاف الاتحاد الديمقراطي المسيحي (الاتحاد الاجتماعي المسيحي)، المرشح الأوفر حظا للفوز في الانتخابات الألمانية المقررة في 23 فبراير المقبل، فرض قيود على الهجرة بمساعدة أصوات حزب (البديل من أجل ألمانيا) وهو ما يكسر الحظر المفروض على التعاون مع اليمين المتطرف..حسبما أوردت قناة "دويتشه فيله" على موقعها الإلكتروني.
وبحسب موقع "زون بورس" الإخباري الفرنسي.. فإن ميرز، الذي تصدر استطلاعات الرأي قبل الانتخابات المقبلة، أخذ زمام المبادرة في ملفات سياسة الهجرة التي عادت إلى مركز الاهتمام بعد اعتقال طالب لجوء أفغاني بعد عمليات طعن مميتة الأسبوع الماضي.
وقال زعيم المعارضة إنه سيطرح اقتراحين في البرلمان اليوم يدعوان إلى اتخاذ إجراءات أمنية أكثر صرامة وإغلاق الحدود البرية لألمانيا أمام الهجرة غير الشرعية، ويعتقد منتقدوه أن هذا الإجراء الأخير لا يتوافق مع القانون الأوروبي.
وفي ظل معارضة الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة المستشار أولاف شولتز وحزب الخضر لهذه الاقتراحات، سيتعين على ميرز الاعتماد على دعم حزب البديل من أجل ألمانيا من بين الأحزاب الصغيرة الأخرى لدعمها.. وقد رحب صراحة بالدعم من أي حزب.
وأكد المنتقدون، بما في ذلك شولتز، أنه يكسر الحظر المفروض بين الأحزاب التقليدية للعمل مع حزب البديل من أجل ألمانيا في محاولة لإبعاده عن السلطة وهو الحزب الذي تراقبه أجهزة الأمن الألمانية للاشتباه في أنه يميني متطرف..كما اتهموا ميرز بأنه حنث بعهده حيث أكد في نوفمبر الماضي للأحزاب الرئيسية أنه لن يتم تقديم أي اقتراح إلى مجلس النواب (البوندستاج) إذا كان يتطلب دعم حزب البديل من أجل ألمانيا للموافقة عليه.
ومن جانبه..اتهم ميرز الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر بعرقلة ما وصفه بالتحول الضروري في سياسة اللجوء بعد وصول الملايين من طالبي اللجوء في السنوات الأخيرة الفارين من الحرب والفقر في الشرق الأوسط وأفغانستان وأوكرانيا.
ولا يزال ميرز يستبعد تشكيل ائتلاف مع حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي تضعه استطلاعات الرأي في المركز الثاني خلف المحافظين، ولكن من خلال إضعاف "جدار الحماية" المحيط بالحزب، فإنه يخاطر، وفقًا للمحللين، بإضفاء الشرعية على حزب البديل من أجل ألمانيا، بينما يخيف الناخبين المحافظين الوسطيين.
وانخفض دعم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي بمقدار ثلاث نقاط في الأيام التي أعقبت وعد ميرز بشن حملة على الهجرة ليصل إلى 28%، وفقًا لمسح أجراه معهد فورسا لاستطلاعات الرأي نُشر أمس /الثلاثاء، فيما حصل الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة شولتز على نقطتين ليصل إلى 17% كما حصل حزب البديل من أجل ألمانيا على 21%.
وأشارت قناة "دويتشه فيله" إلى أن ميرز سيقدم مشروع قانون بشأن الحد من الهجرة للتصويت عليه في (البوندستاج) يوم /الجمعة/ المقبل.