لبحث أوضاع غزة.. شكري يجتمع مع الممثل الأعلى للشئون الخارجية للاتحاد الأوروبي
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
صرَّح السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، أن سامح شكري وزير الخارجية عقد اليوم الإثنين 6 نوفمبر 2023، اجتماعاً افتراضياً مع جوزيب بوريل الممثل الأعلى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، حول تطورات الوضع في قطاع غزة.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية، أن الاجتماع شهد مناقشات صريحة ومفصلة لتقييم تداعيات الأزمة بكافة جوانبها الإنسانية والأمنية والسياسية، وما يتصل بذلك من ضرورة اتساق الرسائل الدولية الموجهة إلى الجانب الإسرائيلي بحتمية وقف إطلاق النار بشكل فوري حفاظاً على أرواح المدنيين، وإيصال المساعدات بشكل كامل ومستدام للمواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة.
اتصالاً بذلك، أكد الوزير شكري على ضرورة اضطلاع الأطراف الدولية بمسئولياتها القانونية والإنسانية والسياسية تجاه إنهاء الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها القطاع، فضلاً عن تبني مواقف صريحة وواضحة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين، والرفض القاطع لما يتعرضون له من سياسات إسرائيلية متعمدة للعقاب الجماعي من قصف وحصار وتهجير قسري لسكان القطاع.
وأردف السفير أحمد أبو زيد، بأن الوزير شكري والممثل الأعلى الأوروبي تبادلا التقييمات بشكل مستفيض حول تردي الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث أكد الوزير شكري في هذا السياق على أن الصدمة الإنسانية التي يستشعرها الجميع اليوم، ومع تجاوز أعداد الضحايا الفلسطينيين العشرة آلاف، منهم ما يزيد عن الأربعة آلاف والثمانمائة طفل في غضون شهر، فضلاً عن الاستهداف العشوائي للآلاف من المنازل ومرافق البنية التحتية وغيرها من المراكز الطبية، تحتم على جميع الدول والأطراف الدولية المؤثرة الدفع تجاه وقف إطلاق النار بشكل فوري، وتسمية الانتهاكات الإسرائيلية ضد قطاع غزة بمسمياتها دون مواربة.
وكشف المتحدث باسم الخارجية، أن الوزير شكري تطرق كذلك للوضع الراهن للمساعدات الإنسانية عند معبر رفح، حيث أكد على ضرورة توفير المساعدات اللازمة من حيث الكم والنوع بشكل مستدام وإزالة العوائق التي يضعها الجانب الإسرائيلي في هذا الصدد، منوهاً إلى الحاجة الملحة لاضطلاع الدول المانحة بمسئوليتها في توفير المساعدات، مثلما تفعل مصر ودول أخرى لا تدخل في مصاف الدول المانحة، وهو ما أمَّن عليه المسئول الأوروبي ووعد بنقله إلى الدول المشاركة في اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع الأسبوع الجاري في اليابان.
ومن جانبه، أوضح الممثل الأعلى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي أن الأزمة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة غير مسبوقة بكافة المقاييس، وتتطلب بذل المزيد من الجهود المنسقة للحد من تداعياتها على المدنيين الفلسطينيين. كما ثمن في هذا الإطار الدور الذي تضطلع به مصر لمعالجة تداعيات الأزمة وإيصال المساعدات إلى قطاع غزة، مؤكداً حرص الجانب الأوروبي على مواصلة التشاور مع مصر خلال الفترة القادمة حول تطورات الأزمة.
اقرأ أيضاًوزير الخارجية ونظيره التركي يؤكدان حتمية إنهاء الوضع المأساوي بغزة في أسرع وقت
وزير الخارجية: نعمل مع برنامج الغذاء العالمي لتلبية الاحتياجات الإنسانية لأهالي غزة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: قطاع غزة غزة قصف غزة حرب غزة الأوضاع في غزة غلاف غزة غزة الان غزة مباشر الحرب على غزة صواريخ غزة شمال قطاع غزة أخبار غزة حرب في قطاع غزة محيط غزة المقاومة في غزة مباشر غزة اخبار غزة حرب غزة 2023 احتلال غزة غزة الان مباشر الوزیر شکری قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية يلقى خطبة الجمعة من المسجد الكبير بمدينة خاسفيورت
ألقى الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خطبة الجمعة اليوم بعنوان: "أنت عند الله غال" من المسجد الكبير بمدينة خاسفيورت بجمهورية داغستان، في ضوء خطة وزارة الأوقاف وجهود الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف في مد جسور التعاون، وعلى هامش مشاركته في فعاليات المؤتمر والمنتدى الدولي العلمي بعنوان: "آليات تعزيز التعاون الدولي للحفاظ على القيم الروحية والأخلاقية التقليدية وتعزيزها"، الذي يُعقد في مدينة محاج قلعة، عاصمة جمهورية داغستان الروسية، في الفترة من 20 إلى 23 نوفمبر 2024.
وجاء هذا نص خطبته كالآتي:
الجمع الكريم : ما وقفت في هذا المكان المبارك إلا محملا برسالة مباركة من السيد صاحب المعالي أ.د / أسامة الأزهري وزير الأوقاف المصري تحوي في مبناها ومعناها قبسات من التكريم الأزلي للإنسان وأبجديات بنائه، تتوجه إليه في خطابها وندائها وعرفها وشذاها أيها الإنسان : ( أنتَ غال عند الله ) وهي عبارة نسجت خيوطها من إشراقات النور التي لا تُحدُّ بزمان، ولا تنتهى بمكان، ولا تََختصُّ بإنسان، وإنما قوام الحال إطلاق الخطاب ليتعلق بكينونات دين الله، وجوهر التشريع من خلال سمو العلاقة بين خالق ومخلوق، ورب ومربوب، وعابد ومعبود.
إن الإنسان إذا تنكر لمقتضيات الربوبية والألوهية حينًا من الدهر فهذا لا يُخرِجُه من كونه غال عند ربه وخالقه، هذا حديث النفس لمطلق النفس، لأجلها هبَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- واقفا حينما انتقلت إلى خالقها وباريها، وعندما سُئل -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك أحال إلى الإنسان مطلق الإنسان وكفى من الإنسانية معانى التكريم في مفاهيم دلالاتها:
( أليست نفسًا ).. هذه ليست أيدولوجية قاصرةً وإنما مطلقيةٌ معبرة، ولعل المرجعيةَ هنا تكمنُ في أمرين :
الأول : قضية الاستخلاف والنيابة عن الله (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)
الثاني : مطلوب الحق من الخلق، وهو: عمارة الكون والحياة.(هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها)
أما الاستخلافُ فهو لإنسان غالٍ عند الله له قدمُ صدق عند خالقه ومولاه، خلقه بيده ثم نفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وألهمه رشده في حواريةٍ عجيبةٍ انتهت بأن ألقت الملائكةُ زمامَ العلم والعرفان في بحار التسليم: ( سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ).
من أجل هذا كانت نوعيةُ التكريم بمفرداته وتفرداته: ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ)، واختصاصُ التقويم: ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) لتنتقل سامقُ المنزلة من معقولات المعاني إلى تمثلات السلوك مشاهدة وعيانا، والذي بموجبه كان خليفةُ الله في كونه، منشغلًا برسالته الأزلية عمارة الكون والحياة، ولأجل أنه غالٍ في مطلق إنسانيته كانت عمومية الخطاب: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ) ؛ التأصيل لوحدة النشأة والتكوين: (خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى )؛ ولأنه غالٍ عند الله كان التنوعُ في الملكات والمواهب تكاملًا لا تناقضًا :(وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)،ولكي لا يُنتقص ممن استخلفه اللهُ في كونه لعمارته كانت العنديةُ الإلهيةُ في الأحكام لا تنصرف إلا لله : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) وما قصر العندية في الآية إلا لتحقق الصفاتٍ التي لا تليق إلا بجلاله وجماله فهو سبحانه العليم الخبير .. من أجل ذلك ليس للإنسان في خطاب العقول إلا التذكير والبلاغ : (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ) ( لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ) (إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ)، وإن قد تعلقَ الأمر يوما بأهداب قدرياتٍ في الخلقة تتقاصرُ دونها الإرادات، فليتساءل الإنسانُ بينه وبين نفسه: أتعيبُ الصنعة ؟ أم تعيبُ الصانع ؟! ومن ثم يكون الكمال الذي لا نقصان فيه:" وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون".
فلنتذكر تكريم الله لأفضل الخلق لديه.. الإنسان ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ )..تكريم لكل إنسان؛ فلا تخصيص ببقعة بعينها، أو جنس بعينه، أو طائفة بعينها.
وإنما سلام ؛ يحوى التعارف بين البشرية جمعاء، سلام أخبر به عن صحيح ديني تحمله نسائم الرحمة والإحسان من أرض الكنانة والمكانة إلى أرض داغستان، وأهتف مفاخرا به في أرض الله أنْ: (هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ) نداءً كونيًّا يمتد إلى الطبيعة في شتى مجاليها؛ لأنها في مفهوم أهل الله كائنٌ له من حقيقة التسبيح ما يجعله ينتظم في سلك الأحياء، فما من شيء إلا يسبح بحمده، دالٌ بالحال والمقال على لمن خلقه وسواه، بيدَ أنَّ تنوعَ الأجناسِ يُورِثُ العجزَ في فقه التسبيحِ مع وجودِ حقيقته(وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ).. أنت عند الله غالٍ نداءٌ للمحبة والتعارف يسري عبر الزمان من القاهرة إلى داغستان، يُحلِّقُ في سماءِ الإنسانيةِ بحديثٍ عن إنسانٍ هو مطلقُ الإنسان.. صُنعَ على عين الله في جوهر تكوينه.. فهو بنيانُ الله وملعون من هدم بنيان الله؛ ولأنه غال عند الله حمى عقله وحفظ عرضه وصان ماله وحفظ حياته، ومن قبلُ حفظ دينَهُ في أصل الاعتقاد؛ :( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) ومن بعدِ الاعتقادِ الذى يخلوا من شوائب الجبر والإكراه أصبحَ كل عابد لله في خندقٍ واحدٍ لمواجهةِ الإلحاد.