أفكار للاستمتاع بعيد الأضحى مع الأطفال بأقل التكاليف
تاريخ النشر: 26th, June 2023 GMT
القاهرة- رغم دعوات البعض في مصر لشراء كميات قليلة من اللحم تحاول بعض الأمهات الحفاظ على روح العيد عبر مجموعة من الحيل المبهجة والأفكار التي تعمق لدى عائلاتهن الشعور ببهجة العيد وسعادته.
وتلجأ الأمهات تارة لبعض الأعمال اليدوية، وتارة أخرى لبعض المخبوزات التي لا تتكلف الكثير من المال، بينما تبقى كلمة السر وراء السعادة في "عيد اللحمة" هي "التجمعات"، فهل تنجح بديلا عن شراء الأضاحي واللحوم؟
مخبوزات وبسكويت في "عيد اللحمة"برغم ارتباط المخبوزات، من كعك وبسكويت، بصبيحة عيد الفطر، فإنه ومع الأزمة الاقتصادية الطاحنة، اتخذت رشا السعيد، وهي ربة منزل مصرية، قرارها بتخفيض كمية اللحم السنوية التي اعتادت شراءها في مثل هذا التوقيت، لكنها لم ترغب في أن تخفض كم البهجة والسعادة بالعيد لدى أطفالها.
راحت رشا تبحث عن طرق أكثر ابتكارا من أجل عيد أضحى أجمل، هكذا فكرت "ماذا عن مخبوزات على شكل خرفان؟" بدت لها الفكرة مبتكرة، وأرادت اختبار فكرتها قبيل العيد بفترة كي تعتمد الوصفة التي سوف تعود لتكررها صبيحة يوم العيد: "أقوم مع أطفالي عادة بتزيين المنزل يوم وقفة عرفات، وقد اختبرت كعك عيد الأضحى وبدا ناجحا جدا معي، حتى أنني اعتمدت الطريقة، سوف أقدمه يوم العيد مع أشكال لخرفان من القطن والفوم كي أنشر البهجة في المنزل".
على المنوال نفسه سارت مي مصطفى التي حاولت تعويض النقص في كمية اللحوم التي اعتادت طهيها في مثل هذا التوقيت من كل عام ببسكويت بسيط مصنوع بـ"الزيت" من دون بيض أو زبد، تقول: "صحيح أنه العيد الكبير، لكنها طريقة لإسعاد أهل البيت، ومنحهم شعورا بالاختلاف، إن لم يكن هناك ما يكفي من اللحم فهناك ما يكفي من البسكويت والسعادة".
مع الأزمة الاقتصادية الطاحنة قد تصبح الحلويات مظهرا مبهجا للأعياد (الجزيرة) العيد فكرةلا يمر عيد الأضحى مرور الكرام في منزل هدى الرافعي، الكاتبة في مجال التربية التي تقوم أيضا بتنظيم العديد من الورش التربوية والتعليمية للأطفال، فقد اعتادت أن تعد العدة قبل عيد الأضحى بوقت كاف لعدد من الأنشطة، لكن هذا العام بحسبها يتطلب المزيد من التحضيرات والتركيز.
تقول هدى: "يبدأ الأمر مع أول أيام ذي الحجة، في البداية أعرفهم على الشهور الهجرية، وفضل العشر الأوائل من ذي الحجة، ونزيد من الأذكار وقراءة القرآن، ونتحدث عن سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل، عليهما السلام، والسبب في مناسبة عيد الأضحى، ولماذا شرع الله الأضحية، وآداب الذبح، ونبدأ في ترديد تكبيرات العيد، خاصة عند رؤية الأضاحي في الشوارع، حتى مغرب رابع يوم العيد، كما نتحدث عن أهمية الصدقات في هذا الوقت بالذات، وعادة ما نقوم بتصميم خروف بالقطن أو الكارتون، ثم نقوم بتزيين المنزل".
وتضيف هدى: "ليس شرطا أن أقوم بتقديم كل المعلومات والأفكار دفعة واحدة للأطفال، يحدث الأمر على مدار السنوات، وحسب معرفة الأطفال وما لديهم بالفعل من معلومات عن الأمر، أشرح لأطفالي أيضا الحج، وأساسياته، ومناسكه، ونشاهد الحج عبر التلفزيون، أتأمل بصحبتهم تنوع الحجاج بين عرب وأجانب، متنوعون في اللون والشكل واللغة والأصل، ولكن الجميع يجتمع في مكان واحد، وتلك فكرة مهمة أرغب في أن يستوعبها صغاري".
من جهتها، تحرص هدى -أم لطفلين- على نوعية الألعاب التي سيلعب بها الصغار خلال إجازة العيد، وتقول "أركز هنا على الألعاب الجماعية التي تساعد على تنمية المهارات عند الطفل، هناك ألعاب جماعية مثل لعبة الكروت أو البورد، تشجع الأطفال على اللعب معا، بعض الشركات تصنع ألعابا إسلامية، ومن لا يستطيع شراء الألعاب، فالإنترنت مملوء بالأفكار التي يمكن قضاء الوقت من خلالها، بدلا من أن تصير أيام الإجازة مملة، ويظل البحث عن المتعة والتسلية طوال الوقت مقتصرا على الهاتف أو التلفزيون".
يمكن تعليم الأطفال مناسك الحج وقصص الأنبياء من خلال أنشطة تعليمية (بيكسلز) كلمة السر في "التجمعات"آية أشرف -أم لـ4 أطفال- تعمل كمعالجة بالفن، تؤمن أن الفرحة الحقيقية للعيد تكمن في التجمعات: "سواء كانت تجمعات عائلية، أو تجمعات لأمهات وأطفال مع بعضهم، لهذا حرصت على تعليم أطفالها، أنشطة عن الحج والمناسك، بالكارتون، والفوم، لكنها لم تغفل أيضا أصدقاءهم".
تقول آية: "في الجامع القريب منا، اشتركت مع مجموعة من الأمهات بمبلغ بسيط من أجل توزيع فشار وبون بون على الأطفال، وقمت بتنظيم ورشة مجانية لهم عن عيد الأضحى".
لا تشتري آية في العادة كميات ضخمة من اللحوم، نظرا لإصابة اثنين من أطفالها بحساسية طعام، لكنها ترى أن السعادة في العيد لا تتطلب الكثير من الأموال "اشتريت ملابس جميلة من وكالة البلح -سوق للملابس المستعملة- خبزت كوكيزا على شكل خراف، وأحضرت بديلا للحم، هو فول الصويا، كما وضعت خطة عقب الانتهاء من الصلاة، للخروج في أماكن اقتصادية، لا تطلب أكثر من تحضير وجبات الطعام، منها حدائق عامة ومزارع، فضلا عن زيارة الأهل".
وتضيف "خططنا كأمهات معا، أن نجتمع مع أطفالنا وننظم سهرة لمشاهدة فيلم، مع فشار، أو يلعب الأطفال معا في وجودنا، فالعيد لا يحلو إلا بـ"اللمة" (التجمعات العائلية)".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الصحة العالمية: مستشفيات لبنان تعمل بأقل من طاقتها بسبب نقص الموظفين
يحتاج آلاف المدنيين إلى الجراحات الترميمية وإعادة التأهيل البدني. وبدأت جميع المستشفيات، باستثناء مستشفى واحد، في إعادة فتح أبوابها تدريجيًا،في حين لا تعمل مستشفيات أخرى بكامل طاقتها.
منذ دخول وقف إطلاق النار والأعمال العدائية حيز التنفيذ في 27 نوفمبر، الماضي في لبنان.. ممكن القول بحدوث وتوفير استراحة مؤقتة لملايين المدنيين المحاصرين في النزاع في لبنان. لكن لا تزال معاناة لبنان مستمرة في ظل الاحتياجات الصحية المذهلة غير المحققة . فالنظام الصحي في لبنان المجاور لسوريا وإسرائيل يعاني بالفعل من آثار الأزمة الاقتصادية والجمود السياسي وأزمة اللاجئين، وازدادت معاناته باندلاع الحرب.
ويستضيف لبنان 1.5 مليون لاجئ سوري، وتؤثر الأحداث الجارية في سوريا بالضرورة على لبنان وعلى عمليات منظمة الصحة العالمية. فالمواطنون السوريون يعبرون إلى لبنان في الوقت الذي يعود فيه اللاجئون السوريون من لبنان إلى سوريا.
ويقول الدكتور عبد الناصر أبو بكر، ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان، "تمكن النظام الصحي المنهك بالفعل من الصمود بشجاعة أمام هذه العاصفة الأخيرة، ولكنه ازداد ضعفًا. وتتطلب التحديات المعقدة التي نواجهها دعمًا متخصصًا ومستدامًا."
**طريق صعب أمام النظام الصحي**
ويقف النظام الصحي في لبنان أمام طريق صعب للغاية وينتظره مستقبل مجهول.
وفقًا للبنك الدولي، تقلص الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي التراكمي في لبنان بنسبة 38% منذ عام 2019، وكانت الحرب هي الحلقة الأحدث في سلسلة الأزمات. وحتى اليوم، عاد أكثر من 1 مليون شخص ممن نزحوا بسبب الأعمال العدائية إلى جنوب لبنان حيث تعد البنية التحتية المادية والصحية في حالة يرثى لها. ولا تزال مرافق صحية عديدة مغلقة ومعظم المستشفيات تعمل بأقل من طاقتها بسبب القيود المالية ونقص الموظفين، وهي مشكلة قائمة منذ فترة طويلة في لبنان.
وقد قُتل أو جُرح أكثر من 530 عاملاً صحيًا ومريضًا في الهجمات على مرافق الرعاية الصحية، ونزح آلاف العاملين الصحيين أو هاجروا تاركين المستشفيات والمراكز الصحية تكافح من أجل تلبية الاحتياجات الصحية للسكان. وللحفاظ على تشغيل المستشفيات، ثمة حاجة ماسة إلى توفر العاملين الصحيين.
..كما تعرضت شبكات المياه والصرف الصحي لأضرار شديدة، وهو ما أدى إلى تفاقم خطر تفشي الأمراض. ومع تدمير ما يقرب من 7% من المباني في المحافظتين الجنوبيتين الأكثر تضررًا، لا يزال الآلاف في وضع نزوح ولن يتمكنوا من العودة إلى ديارهم في وقت قريب. ويواجه الأشخاص الذين عادوا إلى ديارهم مخاطر المتفجرات الباقية من آثار الحرب، فضلاً عن مخاطر متزايدة للإصابة بالمشاكل الصحية بوجه عام.
..هناك حاجة متزايدة إلى رعاية متخصصة في مجال علاج الرضوح
ومنذ 8 أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 4000 شخص وأصيب 17000 شخص بجروح في لبنان وحده. ومنذ تنفيذ وقف إطلاق النار وتيسير الدخول إلى المناطق المتأثرة بالنزاع، تعد حصيلة القتلى آخذة في الارتفاع مع اكتشاف المزيد من الجثث في 16000 مبنى تعرض للتدمير الكلي أو الجزئي، وقد خلف هذا التدمير ما يقدر بنحو 8 ملايين طن من الركام.
ويقول الدكتور أحمد الشيخ حسن، مسؤول تقني في مجال علاج الرضوح، "الدمار المادي يشبه ما نراه بعد الزلزال، وقد تسبب في إصابات معقدة وجروح مفتوحة وكسور. وبما أن العلاج الذي قُدِّم خلال الحرب لم يكن على النحو الأمثل في كثير من الأحيان، فإن المصابين يحتاجون إلى عمليات جراحية متعددة لمنع المضاعفات والإعاقات".
ويحتاج شخص واحد من كل أربعة أشخاص يعانون من إصابات تغير مجرى حياتهم إلى إعادة التأهيل على المدى الطويل وفي بعض الحالات إلى تكنولوجيات مساعدة وأطراف اصطناعية. وسوف تكون هناك حاجة إلى توفير دعم متخصص لأن لبنان تنقصه القدرات التقنية اللازمة للتعامل مع الأعداد المتزايدة من الأشخاص المحتاجين إلى هذه الخدمات والسلع.
..واضاف الدكتور عبد الناصر أبو بكر، ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان، "هذه الحاجة للرعاية الصحية المتخصصة سوف تستمر لأشهر وربما لسنوات. ويحتاج لبنان إلى جراحين ترميميين لعلاج المصابين بجروح خطيرة، وإلى أطباء عيون لعلاج آلاف المصابين في تفجير أجهزة النداء، وإلى اختصاصيي علاج طبيعي لإعادة تأهيل مبتوري الأطراف، واختصاصيي بدليَّات لمساعدة مستخدمي الأجهزة المساعدة".
ا. **ستجابة منظمة الصحة العالمية**
ومن الضروري ضمان وجود عدد كاف من العاملين الصحيين المدربين ذوي الخبرة في مجال علاج الرضوح المرتبطة بالحرب وإجراء الجراحات التجميلية الترميمية.
وقد مضت ثلاثة أسابيع منذ بدء تنفيذ وقف إطلاق النار الذي مدته 8 أسابيع، وخلال هذه المدة تعمل المنظمة ووزارة الصحة العامة على تجديد الإمدادات الطبية واستعادة الخدمات الصحية في جميع أنحاء البلاد.
ويقول الدكتور أحمد الشيخ حسن، مسؤول تقني في مجال علاج الرضوح، "أجرت منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية الوطنية العديد من التدريبات على التدبير العلاجي للإصابات الجماعية في جميع أنحاء لبنان، وهو ما أدى إلى استجابات أقوى وأكثر فعالية في إنقاذ الأرواح. ولولا إجراء هذه التدخلات في الوقت المناسب، لكانت النتائج غير مرضية
وتشمل العمليات المستمرة لمنظمة الصحة العالمية تعزيز قدرات رعاية المصابين بالرضوح، وتدريب الجراحين على تقديم الرعاية المتخصصة للمصابين بالرضوح في مناطق النزاع، وتقديم دورات تدريبية للعاملين الصحيين في مجال الصحة النفسية، وبناء القدرات في مجال إعادة التأهيل في أوضاع ما بعد النزاع، واستبدال المعدات المتضررة، وتحديد الثغرات في التغطية الصحية، والتحضير للسيناريوهات المستقبلية وتأثيرها على الصحة.
وقدمت منظمة الصحة العالمية لبنوك الدم 5000 كيس دم وكواشف، وأعدت مواد إعلامية عن الذخائر غير المنفجرة وغيرها من المخاطر الصحية لتوعية المستجيبين الأوائل والمدنيين. وتدير منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العامة برنامجًا قويًا للترصد على النطاق القطري للكشف عن فاشيات الأمراض التي تشكل خطرًا متزايدًا في أوضاع ما بعد النزاع.
ويقول الدكتور عبد الناصر أبو بكر، ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان، "إن الطريق إلى التعافي سيكون طويلاً ومليئًا بالعقبات. وهدفنا هو مساعدة النظام الصحي على التعافي، وأن يكون مستعدًا للأزمات وقادرًا على الصمود أمامها. ونحن ممتنون لشركائنا الكثيرين الذين دعموا هذه الاستجابة، لكن هذه ليست نهاية الطريق. بل هي البداية، والحاجة إلى الدعم التقني والمالي أشد من أي وقت مضى