البخيتي ينشر رسالته للاخوان .. ويرسم مسار تحالف استراتيجي يغيث غزة ويطوي صفحة الماضي تماما
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
نص الرسالة :
رسالتي إلى جماعة الإخوان المسلمين.
اخطر صراع داخلي أضر بالأمة وشغلها عن مواجهة عدوها هو الصراع الدائر بيننا وبينكم ليس فقط من ناحية حجم خسائره البشرية والمادية الكبيرة بل لأنه دار داخل البيت الواحد، متجاوزا بذلك حد الخلاف الفكري البسيط إلى جبهات مستعرة عسكريا وسياسيا واعلاميا.
إذا ربطنا إنهاء هذا الصرع الدامي والمُكلف بإعتراف طرفا لطرف بخطئه فهذا يعني التسليم بديمومته، لذلك دعونا نكتفي بالاعتراف بحقيقة ان هذ الصراع قد اضر بالأمة وخدم أعدائها وأن الوقت قد حان لانهائه بطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة تسمح بتوحيد الصف على امتداد العالم الاسلامي لمواجهة العدوان الغربي "بقيادة امريكا" على فلسطين.
ونؤكد لكم اننا كمحور مقاومة مستعدين عمليا ومهيئين نفسيا "على مستوى القيادات والقواعد الشعبية" لطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة، وإذا ما استجبتم لهذه الدعوة فإنكم ستكونون جزء رئيسيا من محور المقاومة بل ورأس حربته من داخل فلسطين، وعندها سنصل لمرحلة (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)، وهذا مكسب كبير لكم ولنا وللأمة.
الدافع لخط هذه الرسالة ليس تحقيق مكاسب سياسية من خلال طرح مطالب تعجيزية، بل لأن الباطل في العالم كلة قد تكالب على غزة بهدف إبادة أهلها وكسر ارادة مقاومتها التي تُعد امتدادا مشرفا لكم وللإمة باسرها، كما اننا لا زلنا نتعشم فيكم الخير، وندرك انه ليس من الحكمة تجاهل تيار ديني وسياسي واسع الانتشار كالاخوان عند دعوة الأمة لوحدة الصف. صحيح ان الشرخ بات كبيرا والجراح صارت عميقة إلا اننا واقعيين، وعندما نطالب بوحدة الصف فلا نعني بذلك طي المراحل بالقفز من مربع الصراع إلى مربع التحالف، وندرك حتمية التدرج. نحن اليوم "كمحور مقاومة" نخوض حربا مباشرة ومحدودة مع الكيان الغاصب لنجدة غزة وقد تتحول لحرب شاملة في أي لحظة، ومع ذلك تُشن علينا حملة تشكيك شرسة لا تخدم إلا العدو، وللأسف الشديد فإن جزء مهم ممن يشنونها هم من المحسوبين على جماعتكم. نقر بأننا حتى الآن لم نقم بواجبنا كاملا تجاه غزة ولازال علينا الكثير وفي جعبتنا الكثير، ولكن التشكيك في موقف من تجرأ وبدأ بمد يد العون يربك المشهد الشعبي، ويشل فعالية عامل الضغط الشعبي على الحكومات المتواطئة والمقصرة، ومن يدفع ثمن ذلك الإرباك هم الفلسطينيين ومن يستفيد منه هم الاسرائيليين. وعملا بمبدأ التدرج، فإن المطلوب منكم خلال هذه المرحلة الدعوة لوحدة الصف ونبذ الفرقة ومباركة ما يقوم به محور المقاومة لقطع الطريق على المشككين من أجل إعادة تفعيل عامل الضغط الشعبي على الحكومات المتواطئة والمقصرة بتركيز توجيه اصابع الاتهام نحوها، وخلق البيئة المناسبة لتفاعل الشعوب في كل البلدان الاسلامية للتحرك في الاتجاه الصحيح، وتفعيل دور المغتربين المسلمين في الدول الغربية لضمان تحركهم المشترك والمنظم. كذلك العمل الجاد على تأمين ظهر محور المقاومة في اليمن وسوريا والعراق من خلال التنسيق لتهدئة الأوضاع الداخلية بهدف تحقيق الاستقرار والتقارب والإعداد للتحرك المشترك في حال اتساع رقعة المعركة، وتشجيع تركيا على اتخاذ مواقف أقرب لمحور المقاومة منها لامريكا وحلف النيتو. التنسيق المشترك لمواجهة الأعمال العدائية للنظام السعودي والاماراتي في مختلف الساحات في سبيل التوصل لتحالف استراتيجي مستقبلي واسع يحقق مصالح الأمة. وبخصوص ساحة اليمن، لجأت أمريكا لتحريك ادواتها ومرتزقتها للتصعيد في مختلف الجبهات العسكرية كرد فعل على قيام القوات الصاروخية اليمنية بضرب عمق الكيان، لذلك نأمل من قيادة حزب الإصلاح وقواعدة الشعبية بعدم الانجرار للتصعيد، وهذا لن يتحقق إلا بقرار حاسم من قياداته في الصف الأول والثاني والثالث، وبمباركة وتشجيع من قيادات الإخوان ومفكريهم على مستوى العالم. ونلفت الانتباه الى أن عدم تجاوب الجماعة لا يعفي الأفراد سواء كانوا قيادات او أعضاء عاديين او حتى متعاطفين من اتخاذ الموقف الصحيح بمنأى عن جماعتهم اذا لزم الأمر، لانها قضية جنة ونار ولن يحمل أحدا وزر آخر. واختم رسالتي بمصارحة الغرض منها النصح لا النقد، وهي إن عدم تجاوب قيادات ومفكري الاخوان مع دعوة توحيد الصف سيمكن العدو وادواته من توظيف قطاع شعبي واسع من جماعة الإخوان لصالحه بوعي منهم او بدون وعي مستغلا حالة العداء المستشري، خصوصا في ساحة اليمن وسوريا والعراق وجرهم لمربع الصراع من جديد، وهذا سيؤدي لنهاية جماعة الإخوان المسلمين كتيار شعبي يحضى بتواجد ملموس في العديد من الدول الإسلامية (إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ). ملاحظة: آمل من المتابعين إعادة نشر هذه الرسالة عبر وسائل التواصل الإجتماعي وإيصالها إلى المعنيين بكل الطرق المتاحة
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
وكيل المعاهد الأزهرية للتعليم: جسد الأزهر في رسالته العميقة السامية الرسالات الدينية كلها
قال أ.د/أحمد الشرقاوي، وكيل قطاع المعاهد الأزهرية لشؤون التعليم، إن الإسلام جاء مصدقًا للرسالات والشرائع السماوية السابقة عليه، فأكد على بناء الإنسان في نفسه وعقله، في فكره وعقيدته، في سفره وحضره، في تعليمه وتعلمه، في معارفه وثقافته، في أدبه وأخلاقه فالله – عز وجل- كرم الإنسان أعظم تكريم وحفظه بتعاليم الشريعة والدِّين، ومده بأسباب التزكية والتكوين العقلي والفكري والبناء المعرفي والنماء والعطاء، ورزقه من الطيبات المتنوعة، وفضله على كثير من خلقه، تكريمًا وتشريفًا له ورفعة به.
وأضاف الدكتور الشرقاوي، خلال كلمته بحفل تخرج الطلاب الوافدين بالأزهر" دفعة شهداء غزة ٢"، أنه يجب صون الإنسان وحفظه من التعدي، على نحو يضمن له البقاء الآمن ليؤدي مهمته الرئيسة في الحياة والبناء متعدد الأطوار والمراحل، ويجعل من نفسه الواحدة أنفسًا متعددة، في حال النفع وفي حال الاعتداء على حد سواء، بحيث إذا أزيلت نفس واحدة كان ذلك بمثابة إزالة أنفس متعددة، وما كان ذلك إلا تجسيدًا لاستبقاء بناء الإنسان في أطواره المتتابعة ومراحله المتعاقبة، واستبقاء حصانته في بقاء التكامل الإنساني مع غيره وجنسه.
وتابع فضيلته أنه عليه فقد وجب أن يكون هناك وعي حقيق وعام وثقافة معتبرة من أجل بناء الإنسان وحفظه من التعدى والعبث بمختلف صوره وأشكاله، وهنا يأتي دور المؤسسات التعليمية وهيئاتها المختلفة في تحقيق منظومة متكاملة لبناء الإنسان، تحقيقًا للنماء المعرفي والتكامل الإنساني في الأوساط المعرفية، والثقافية، والأخلاقية، والصحية، والمجتمعية، وغيرها من الأوساط والمجالات الأخرى، التى تمس الإنسان في سائر أنماطه المعيشية والحياتية.
وأوضح الدكتور الشرقاوي أنه يجب أن تتسع دائرة الثقافة المعنية في المجتمع بنشر الوعي ببناء الإنسان واستبقاء حياته وصون حقوقه المعتبرة ومصالحه المشروعة، وهذا نوع عدل يجب أن ينشر، بيانًا لمقاصد الإسلام في بناء الإنسان، وبيان حرصه على تكامله وصونه، والتأكيد على كونه محلًا للتألف والتراحم، قال تعالى: " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، وغير ذلك من الأيات القرآنية التى تدعو إلى نشر الرحمة في البلاد وبين العباد، وهذه الرحمة هي نوع بناء معرفي في الأنفس الصافية، الخالية من الشوائب المذمومة والتصرفات المقيتة، فالتراحم الإنساني المأمور به شرعًا يجب أن يكون له أثره في المجتمعات الإنسانية؛ ليمتزج هذا التراحم بأقرانه وأمثاله وأشباهه من الصفات الحميدة الأخرى.
واختتم وكيل قطاع المعاهد الأزهرية لشؤون التعليم، أن الأزهر الشريف جسد في رسالته العميقة السامية الرسالات الدينية كلها، مؤكدًا أهمية تحصيل المقاصد العليا للإسلام، وهى مقاصد خمسة بمقابلة أضادها تصل إلى عشرة، فنقول حفظ الدين فلا إلحاد، وحفظ النفس فلا قتل، وحفظ العقل فلا سكر، وحفظ العرض فلا زنا ولا فاحشة، وحفظ المال فلا سرقة، فإذا ما توفرت هذه المقاصد مجتمعة في مجتمع ما فقد أضفت عليه رقيًا ساميًا، وتحضرًا عاليًا، وثقافة واسعة، ومعارف متكاملة من أجل بناء الإنسان وصون الأوطان، وبناء على ما تقدم، يأتي الطالب إلى قبلة العلوم والفنون جمهورية مصر العربية إلى الأزهر الشريف ليعود حاملًا التأكيد على المقاصد العليا للإسلام.