البخيل وأنا.. مأساة زوجة وطفليها أمام محكمة الأسرة
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
وقفت سناء شاردة أمام محكمة الأسرة بأكتوبر تحدث نفسها، متسائلة هل ما أقدمت عليه صحيح بعد 15 سنة زواج؟، حتى قطع تفكيرها صوت محاميها يُطالبها بسرعة دخول القاعة، لتسرد للقاضي وقائع 15 عامًا من الزواج في جحيم عش الزوجية..
قالت سناء إن زوجها كان يُظهر لها خلال فترة الخطوبة كرمه وحنانه وقدرته على تحمل المسئولية ما شجعها على الإقدام على خطوة الزواج ولكن اتضح لها أن ذلك كان خدعة منه وستارًا زائفًا يداري وراءه حقيقة بخله، فتقول تزوجت زواجًا تقليديًا، ومنذ زواجهما كان يظهر عليه البخل، ورفض الإنفاق على بيته ووالدته كانت تأخذ أي طعام أحضره، وتأكله مع ابنها، وتشجعه على تلك الأفعال.
وأضافت سناء أنها عانت كثيرًا مع زوجها البخيل ولكنها تحملت على نفسها وأعصابها الكثير ولم تكن تتخيل أن تأتي أيام تنام والجوع يعتصر بطنها، والغريب أنها كانت ترى أن زوجها كان بخيل في كل شىء معها وليس بخيل على نفسه ولا على الآخرين ما جعلها تسأم هذه الحياة وأنها تحملت كل تلك السنوات من أجل طفليها وضاقت بها الحياة ذرعًا وقررت أن تجد حلًا لها، وأنها كانت تعتقد أن والديه هما من يحرضاه على ذلك ولكن اتضح أنه حتى بعد وفاة والديه لم يتغير وأصبح كريمًا على نفسه، بخيلًا على من حوله من زوجته وطفليه.
حاولت سناء من خلال عائلتها وأقاربها التفاهم مع زوجها وأن يستجيب لطلباتها البسيطة والمشروعة ولكن دون جدوى واصفًا إياها بالمبذرة وغير قادرة على تحمل المسئولية وأن معظم ما تطلبه ليس من أساسيات الحياة ولكنها مجرد كماليات فارغة باهظة الثمن لا يقدر على تحمل نفقتها .. لم تجد الزوجة سوى الذهاب إلى محكمة الأسرة بأكتوبر رافعة دعوى طلاق للضرر لرفض زوجها الإنفاق عليها هى وطفلاها، واستمعت محكمة الأسرة إلى عدد من شهود العيان من أقاربها، والذين أكدوا صحة كلامها بأن زوجها يرفض الإنفاق عليها وبخيل، لدرجة أن مصاريف ولادتها وعلاج طفليها دفعها أشقائها وبنات عمها، وبعد سماع المحكمة للشهود ومناقشة الزوج الذي لم يبد اعتراضا على ما قالته زوجته، قضت المحكمة بتطليقها.
والطلاق للضرر هى دعوى تقيمها الزوجة امام محاكم الاسرة تطلب فيها التطليق من الزوج لاستحالة العشرة والعلاقة الزوجية بينهما ، ويتعدد أنواع الاضرار الذي يمكن أن تتعرض إليها الزوجة منها السب والقذف، أو الامتناع عن الإنفاق، بسبب الضرب ، سوء العشرة ، للهجر ، لسجن الزوج ، لزواجه من أخرى لغيابه او لسفره .
وتتمثل الاسباب الشائعة لرفض الطلاق للضرر للزوجة تتمثل فى:
١- عدم حضور الشهود
الشهود فى دعوى الطلاق للضرر مهمين جدا لاثبات او نفى الضرر وسواء الشهود من طرف الزوج أو من طرف الزوجة
وفى الحالتين بيكونوا مهمين جدا ويساعدو القاضى ولهم دورهم فعال فى القضية وفى حالة عدم حضور الشهود بيتم غالبا خسارة الزوجة للقضية".
٢-عدم إثبات الضرر
الطلاق للضرر له انواع مثل الطلاق لتعدى الزوج بالضرب والطلاق لعدم الانفاق والطلاق للزواج بإخرى والطلاق للشقاق...وكل نوع من الانواع يختلف طريق اثباتها فمثلا.فى الطلاق لتعدى الزوج بالضرب بيتم اثباتها بالاضافة لاقوال الشهود المحاضر والتقارير الطبية لاثبات اصابات الزوجة ووقت الاصابة ويوم الواقعه وبالتالى عند توافق اقوال الشهود مع التقرير الطبى الذى يثبت اصابة الزوجة فى نفس يوم واقعة تحرير محضر الشرطة وهذا يعتبر اثبات قوى للزوجة ويقوى موقفها جدا فى القضية.
٣- عدم حضور الزوجة فى حالة طلب حضورها
ان حضور الزوجة فى الطلاق للضرر فى حالة طلبها من القاضى مهم جدا وهذا يعود الى ان القاضى او الحكم او الخبير النفسى يريد ان ناقش الزوجة فى سبب الطلاق ومدى الضرر الواقع عليها فى العلاقة ويفهم ويلمس طبيعة المشكلة وبالتالى عدم حضور الزوجة يعتبر تقصير منها فى القضية ويضعف موقفها.
٤-الإدعاء الباطل
ان الطلاق للضرر يعتبر من القضايا الموضوعية بشكل كبير وادعاء الزوجة لضرر معين مثل (الضرب او الهجر او الشقاق او ....) يتم التحقيق فيه لإثباته على الزوج او نفيه من الزوج ، واذا ادعت الزوجة بالباطل ادعاء غير حقيقى والزوج اثبت عكس ذلك بالتالى سيتم رفض دعوى الزوجة بالطلاق للضرر.
٥-عدم توضيح الضرر للمحكمة
إن عدم توضيح الضرر الواقع على الزوجة للمحكمة يعتبر اهم سبب من اسباب رفض الدعوى ، لانه من الممكن الزوجة تحضر الشهود وتقدم المحاضر و......ولم توضح سبب ضررها من الزوج وهنا يظهر دور محامي الزوجة ودور محامى الزوج فى شرح الضرر الواقع على الزوج ويستند لشهادة الشهود والمحاضر وغيره ليثبت الضرر الواقع على الزوجة وكذلك دور محامي الزوج اذا كانت الزوجة تدعى بالباطل على الزوج ان ينفى الوقائع بالإدلة والشهود .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: محكمة الاسرة محکمة الأسرة الطلاق للضرر الزوجة فى على الزوج عدم حضور
إقرأ أيضاً:
هوس الزوج «خرب البيت».. لماذا لجأت أميمة لمحكمة الأسرة بعد 40 سنة؟
«عشت معاه حكايات زي الأفلام، ومهما نصحت فيه.. عامل ودن من طين وودن من عجين».. بهذه الكلمات، وبنبرة أعتلاها القهر، بدأت أميمة، صاحبة الـ55 عامًا، حديثها عن معاناة استمرت 40 عامًا، وبعد أن استنفدت كل الطرق الودية، قررت أخيرًا أن تسلك طريقًا لم يكن في حسبانها يومًا، لكنها استسلمت للقدر لتنقذ نفسها من حياة دمرها زوج لم يفكر إلا في أهوائه الشخصية وأحاديث الآخرين التي قادت حياتهما إلى الهاوية، وفي نهاية المطاف، وجدت نفسها تجلس على سلم محكمة الأسرة بمصر الجديدة، بجانب مجموعة من الفتيات اللواتي ما زلن في ريعان شبابهن، فما القصة؟
ماذا حدث قبل 40 عامًا؟كانت أميمة، في الخامسة عشرة من عمرها، تعيش مع أسرتها المكونة من والدها ووالدتها وسبعة أشقاء ذكور أكبر منها، وعندما بلغت سن الزواج، أخبرها والدها أنها خُطبت لابن عمها الذي يكبرها بـ15 عامًا، وكان قد طلق زوجته الأولى قبل أشهر قليلة، وفقًا لما روته لـ«الوطن».
وجدت أميمة نفسها مجبرة على الزواج برجل لا تعرفه ولم تلتقِ به من قبل، رغم صلة القرابة التي تجمعهما، استجابة للعادات والتقاليد، وللمرة الأولى، رأته يوم زفافهما، لتبدأ معه رحلة معاناة طويلة، خاصة بعد أن اكتشفت أنه كان على خلافات سيئة مع والدها وأشقائها.
خلافات على ورث بملاليم وتجارة مجهولة؛ وعشت عمري خايفة على عيالي وعيال أخواتي وأخواته».. بهذه الكلمات لخصت أميمة معاناتها التي استمرت طوال فترة زواجها، ولم تفارق الخلافات حياتها منذ اليوم الأول وحتى الآن، حيث توارث الأبناء نفس الطباع الحادة، ما جعلها تعيش حياة مليئة بالصراعات والشجارات التي لا تنتهي، ورغم أنها كانت تحلم بحياة هادئة، وجدت نفسها محاصرة في دوامة من النزاعات الكبيرة، حاولت أن ترضخ للأمر الواقع، لكنها كانت تشعر بالحسرة أكثر عندما كان أشقاؤها يقاطعونها كلماو اشتبك زوجها مع أحدهم، وكأنها تُعاقَب على أفعال لا دخل لها بها، ورغم كل هذا، تحملت لأجل أطفالها الثلاثة الذين أنجبتهم خلال أول أربع سنوات من زواجها.
9 أولاد وزوج صعب المراسعلى مدار 16 عامًا، أنجبت أميمة 9 أبناء، بينهم 3 فتيات. كان زوجها يجبرها على الإنجاب سنويًا، وفي العام الذي لم تحمل فيه، كان يعنفها ويطردها من المنزل. تقول: «كان بيقولي العيال بتتخلف عشان الواد يشد عوده ويشتغل ويصرف على نفسه وعلينا، وأنا كان يصعب عليا كل عيل بجيبه، وقلت لنفسي عيشي وخلي أيامك تعدي». وتابعت أميمة حديثها، بنبرة حزينة تخنقها ذكريات مر عليها قرابة 40 عامًا، بأنها قضت حياتها متنقلة بين «دوار» والدها وزوجها في إحدى قرى سوهاج، حتى انتقلت الأسرة إلى القاهرة منذ سنوات قليلة وكأنهم يهربون من شيء ما.
تحدثت أميمة عن سنوات طويلة من محاولاتها لإبعاد زوجها عن طريق تجارة الآثار، الذي لم يقتصر عليه فقط بل امتد ليشمل أشقاءه أيضًا. تقول: «كانوا بيدورا على آثار وكانوا هيخربوا الدنيا والبيوت والناس، وده مش من دلوقتي بس لا ده من زمان». ورغم نصائحها المتكررة له بالابتعاد عن هذا الطريق، كان يرد عليها بعنف شديد، حيث كانت تتعرض للضرب المبرح حتى تفقد الوعي، مع تهديده الدائم بإنهاء حياتها إن أخبرت أحدًا بما يفعله هو وأشقاؤه. الأكثر إيلامًا بالنسبة لها أنه زرع في عقول أبنائهم أن هذا الطريق هو السبيل الوحيد للثراء، وأجبرهم على مساعدته في أعمال الحفر. وعندما كان أحد الأبناء يعترض، كان يُعاقب بالضرب والطرد من المنزل، وفقًا لروايتها.
«أكتر من مرة عيل من عيالي أو عيال أخواتي وأخواته يكونوا هيموتوا لولا ربنا يستر، وهما مش هاممهم غير الفلوس اللي هتيجي ليهم».. بهذه الكلمات، وبصوت تغلب عليه البكاء، تحدثت أميمة عن المآسي التي عاشتها مع زوجها وأشقائه. أكدت أنها هددتهم مرارًا بأنها ستفضح أمرهم لحماية أولادهم من هذا الطريق المدمر، لكن لم تلقَ تهديداتها أي اهتمام، وأولادهم كبروا دون أن يعرفوا شيئًا سوى هذا الطريق غير القانوني، بعدما حُرموا من حقهم في التعليم وحياة طبيعية، بل حتى الشقاء وكسب المال بطرق شريفة، وكأن ذلك لم يكن كافيًا، فقد زوجوا بناتهم من رجال يحملون نفس الطباع، وعندما كانت تحاول تصحيح هذا المسار كانت تُهدد وتعنف، حسب روايتها.
دعوى طلاق للضرر بعد 40 عامًاتروي أميمة أن النيران كانت تشتعل في المنزل كلما حاول أحد الاعتراض على هذه الحياة. رغم أن زوجها وأشقائها تخطوا سن الـ60، إلا أنهم ما زالوا يجبرون الشباب على اتباع هذا الطريق، ويبيعون كل ما يملكون لتحقيق أهدافهم، وبعد انتقالهم إلى القاهرة، ازداد هوسهم بتجارة الآثار.
وعلمت «أميمة» من حفيدها السبب الحقيقي وراء مغادرتهم مسقط رأسهم، وهو أنهم باعوا منزلهم بعد أن تضرر، دون إخبار الشاري بالحقيقة، وعندما واجهت زوجها، لقنها علقة مبرحة أمام الجميع رغم كبر سنها.
قررت أن تلجأ إلي محكمة الأسرة لتأخذ حقها بعد تخلى عنها أشقائها للمرة الثانية، وضربها زوجها، مستنكره أفعالهم التي لم ترضى عنها يومًا، بدل دمروا صفو حياتها، وأقامت ضده دعوى طلاق للضرر حملت رقم 386.