عربي21:
2025-04-10@20:13:37 GMT

شهر على العدوان: النصر المستحيل

تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT

بعد مرور شهر كامل على الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة، لا يبدو أن ثمة إنجازا عسكريا ذا بال حققه هذا العدوان، باستثناء ترسيخ صورته كعدو قاتل يثمل لرؤية الدم الفلسطيني، هذا في المجال الحيوي العربي، أما في أوساط الجمهور في العالم الغربي تحديدا، فصورته كـ"ضحية" باتت تثير السخرية، فهو الآن قاتل محترف يجيد إلقاء أطنان من القنابل على بيوت السكان الآمنين المدنيين، ولا يعبأ بأرواح الآلاف الذين لا شأن لهم بالمعارك، بل يمعن في تجويعهم ومنعهم من أبسط الشروط التي تبقيهم على قيد الحياة.

"إسرائيل" اليوم في وجدان غالبية جمهور العالم تصنع محرقة جديدة في غزة، ويبدو أن سنوات طويلة ستمر قبل أن "ينظف" الكيان هذه الصورة، فما بالك وهم مستمرون اليوم وغدا وبعد غد وربما أسابيع وأشهرا في ترسيخ هذه الصورة؟

وهذا يقودنا إلى الواقع الذي يعيشه الكيان في البعد العسكري، ووفق ما يرونه هم لا نحن.. الجنرال (احتياط) غيورا عرض يوم السبت الماضي تنبؤا وصف بأنه "متشائم" حول تقدم العملية البرية، في مقابلة مع قناة "أخبار 12" العبرية، حيث قال: "نحن لا نرى أي علامات على انكسار حماس، ونحن نشاهد أنهم ينفذون عمليات معقدة ومنسقة بواسطة الحوامات وقذائف الهاون والصواريخ المضادة للدروع. هؤلاء ليسوا أفرادا يحاربون من اجل أنفسهم، بل هم منظومة تعمل. هم يمكنهم تحريك القوات من مكان إلى آخر، ويسيطرون على الأقل على 80 في المئة تحت الأرض ويعرفون كيفية الرد بسرعة على ما نفعله. غزة ما زالت الهدف المحصن الأكبر في العالم".

رؤية هذه الراية حلم لطالما تحدثت عنه النخب العسكرية والإعلامية الصهيونية في كل الحروب التي خاضتها غزة مع الكيان الصهيوني، وبالطبع لم ير أحد في الكيان هذه الراية، وبالتأكيد لن يروها، ولكن المهووسين في الكيان بالنصر المستحيل لم يزالوا يحلمون، بل إن ثمة من بدأ يخطط كي ستكون عليه غزة بعد رفع تلك الراية، ولمن سيتم تسليم غزة، ومن سيحكمها
هذا الاعتراف، يفضي إلى سؤال: متى يرى العدو "الراية البيضاء" التي سترفعها حماس؟

رؤية هذه الراية حلم لطالما تحدثت عنه النخب العسكرية والإعلامية الصهيونية في كل الحروب التي خاضتها غزة مع الكيان الصهيوني، وبالطبع لم ير أحد في الكيان هذه الراية، وبالتأكيد لن يروها، ولكن المهووسين في الكيان بالنصر المستحيل لم يزالوا يحلمون، بل إن ثمة من بدأ يخطط كي ستكون عليه غزة بعد رفع تلك الراية، ولمن سيتم تسليم غزة، ومن سيحكمها، وما شكل هذا الحكم، يعني بدأ النقاش على كيفية استخدام جلد الدب قبل اصطياده!

في جانب آخر من الصورة، صورة ومخيال المستوطنين: غزة ستتحول إلى "منتزه" لهم، أو يمكن بناء عدد من المستوطنات، طبعا بعد محو سكانها عن الوجود، إما موتا أو هجرة، أو اختفاء بصورة ما من "السجل المدني"!

إنهم يحلمون، وأقدامهم تغوص في الوحل، والواقع الذي يجري على الأرض، كما هو رأي الجنرال احتياط آيلاند، هو السائد الآن فعلا، وصورة النصر الذي يحلمون به أبعد الآن من اللحظة التي شنوا فيها العدوان قبل شهر.

وماذا عن الدعم غير المحدود الذي يجده العدوان من أمريكا والغرب؟ ماذا عن "الشيك على بياض" الذي أعطي للكيان، لإنهاء المقاومة ومسحها عن الوجود كما يقولون؟ هل صحيح أن الدعم الغربي والأمريكي سيظل مفتوحا بلا نهاية، حتى لو لم يحقق الكيان أي إنجاز يعتد به؟ ما المهلة المعطاة -أمريكيا بالتحديد- لجيش الاحتلال لإنجاز مهمته في غزة؟

كان الأمريكيون ولم يزالوا يتحدثون عن "مهلة" أسابيع لإنجاز المهمة، لكن "إسرائيل" تتحدث عن أشهر، وبعضهم عن سنوات، فهل يحتمل العالم مثل هذا الهذيان؟ بل هل يمكن لإسرائيل نفسها أن تعيش مع هذا "الخراب" الذي ينتشر في جنباتها، والدمار الاقتصادي الذي بدأ ينهشها؟ وصفارات الإنذار التي ما فتئت تنعق في أجوائها؟

كان الأمريكيون ولم يزالوا يتحدثون عن "مهلة" أسابيع لإنجاز المهمة، لكن "إسرائيل" تتحدث عن أشهر، وبعضهم عن سنوات، فهل يحتمل العالم مثل هذا الهذيان؟ بل هل يمكن لإسرائيل نفسها أن تعيش مع هذا "الخراب" الذي ينتشر في جنباتها، والدمار الاقتصادي الذي بدأ ينهشها؟ وصفارات الإنذار التي ما فتئت تنعق في أجوائها؟
ربما نجد إجابة عن كل هذه الأسئلة، وكثير غيرها، يطرحها الشارع العربي أيضا، فيما كتبه ناحوم برنياع في "يديعوت احرونوت" يوم 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، بعنوان "آلة كذب في منتصف الحرب":

"عندما يبدأ مصدر أمني كبير بتحديد إنجازات الحرب وفقا لعدد القتلى في الطرف الآخر -2000، 10.000، 20.000- فأنا قلق. هكذا سوق الجنرالات حرب فيتنام للرأي العام في أمريكا، لم يفهموا أن ما سيحسم مصير الحرب سيكون عدد القتلى في طرفهم، وليس في طرف العدو".

أما الأهم مما قاله برنياع، فقد عبر عنه بطريقة مفجعة محرر الشؤون المالية في موقع "والا" العبري نير كبنيس: "منذ أربعة أسابيع مضت، متنا جميعا واستيقظنا من جديد على عالم لن يكون كما كان بعد الآن. من الصعب معرفة إلى أين سيتجه الإسرائيلي المولود في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، الأمر المؤكد هو أن هذا هو الشخص الذي لا يزال يجد صعوبة في التعرف على نفسه في المرآة".

ترى هل حقا هل تشعر "إسرائيل" أنها على قيد الحياة بعد أن ماتت يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي؟

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الفلسطيني إسرائيل حماس إسرائيل فلسطين حماس غزة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الکیان

إقرأ أيضاً:

أيمن يونس: زيزو أضاع فرصة استلام الراية من شيكابالا.. وخسر حتى لو زاد رصيده في البنك

تحدث أيمن يونس نجم الكرة المصرية السابق، عن أزمة توقيع أحمد مصطفى زيزو لـ النادي الأهلي، ورحيله عن الزمالك بنهاية الموسم الحالي.

وقال أيمن يونس في تصريحات لبرنامج «لعبة والتانية» مع الإعلامي كريم رمزي على إذاعة «ميجا إف إم»: قصة زيزو بالنسبة لجمهور الزمالك مأسوية، والجمهور سلمه الراية بعد شيكابالا ليكون هو نجم وأسطورة الفريق، والحياة ليست أموال دائما، لكن هناك من يمكنه أن يكون مخلدا وسط جمهوره.

وأضاف أيمن يونس: أن تكون بطولة كبيرة ليست بوصلة لتغيير وجهة لاعب وهناك من استمر وسط ناديه وجمهوره حتى بدون البطولات.

وتابع نجم الزمالك السابق: الزمالك بذل أقصى جهده من أجل زيزو، واختيار اللاعب خاطئ وسيخسر الكثير بسببه حتى لو زاد حسابه في البنك قليلا.

وواصل أيمن يونس: كل الأمور والمشكلات ستظهر لكن الأهم هو الشكل النهائي الذي نراه حاليًا، والخسارة قوية لنادي الزمالك ولزيزو لأنه لن يتمكن من بناء مثل ما بناه حتى مع الأهلي.

واختتم أيمن يونس: لابد أن تعطينا إدارة الزمالك تبريرًا للتأخر في التجديد معه، لكن حتى لو تأخرت فليس مبررا لزيزو لأنه تم تحضيره ليكون سوبر ستار وبديل لشيكابالا.

مقالات مشابهة

  • الدبيخي: شهبريز حققت المستحيل في “جولة الرياض”
  • هلالي: الكيان الصهيوني لم يعترف بأي اتفاقيات دولية تحترم حقوق الإنسان
  • الكيان الصهيوني مختبر الفاشية الغربية
  • أيمن يونس: زيزو أضاع فرصة استلام الراية من شيكابالا.. وخسر حتى لو زاد رصيده في البنك
  • أيمن يونس: زيزو أضاع فرصة استلام الراية من شيكابالا
  • أنشيلوتي لجماهير ريال مدريد: البرنابيو لا يعرف المستحيل
  • الرسوم الجمركية: الحكومة العراقية (ترفع الراية البيضاء)
  • "البيجيدي" يندد بـ"تجميل" صورة "الكيان الصهيوني" في أنشطة حكومية
  • الضربات اليمنية تجبر حكومة الكيان الصهيوني على إغلاق محطات الركاب في مطار بن غوريون
  • سقط وهو يرفع الراية .. استشهاد طالب تونسي خلال تعليق العلم الفلسطيني