فلسطينيون يتحدثون عن "ليالي الرعب" في غزة
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
خرج فلسطينيون من غزة، الإثنين، بعد ما قالوا إنها واحدة من أعنف ليالي القصف الإسرائيلي، منذ بدء الحرب قبل شهر، مع تدهور الأوضاع المعيشية بشدة في القطاع الصغير المزدحم.
وفي الشمال حيث تحاصر القوات الإسرائيلية مدينة غزة ومخيمات اللاجئين المجاورة لها، قصفت الغارات الجوية والمدفعية المنطقة المحيطة بمستشفى الشفاء الرئيسية.
وفي الجنوب حيث أمرت إسرائيل جميع المدنيين في غزة بالتوجه لمناطقه، قائلة إن هذا حرص منها على سلامتهم، عانى مئات آلاف النازحين الذين يعيش كثيرون منهم الآن في ملاجئ مؤقتة، من القصف العنيف في جميع المدن الرئيسية ومخيمات اللاجئين مع انقطاع الاتصالات.
وقالت نسرين (35 عاماً) إن ابنها البالغ من العمر 14 عاماً قُتل يوم الجمعة في غارة جوية إسرائيلية على سيارة إسعاف. وأضافت "الليل بطوله كنا صاحيين ما نمنا، نجينا هاي الليلة طيب والليلة الجاية؟ والليالي اللي بعدها؟".
وتعلن إسرائيل أن هدفها العسكري هو تدمير حماس، الحركة التي اجتاح مسلحوها بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وقتلوا أكثر من 1400 شخص وأخذوا 240 رهينة.
وتقول إسرائيل إن سيارة الإسعاف التي قصفتها يوم الجمعة كانت تقل مقاتلين من حماس، لكنها لم تقدم أدلة على زعمها.
وقالت السلطات الصحية في القطاع الذي تسيطر عليه حماس إن القصف الإسرائيلي على غزة أسفر عن مقتل نحو 10 آلاف شخص. ونفت السلطات الصحية وحركة حماس أن قافلة الإسعاف التي قصفتها إسرائيل يوم الجمعة كانت تقل مقاتلين أو أسلحة.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن عدد الوفيات المسجل أعلى بكثير من صراعات سابقة في غزة، كما أن نسبة عالية من القتلى أطفال. إذ بلغ عدد الوفيات المسجلة وسط من تقل أعمارهم عن 18 عاماً 4100 قتيل أو 41% من إجمالي عدد القتلى.
وقالت نسرين، التي لم ترغب في ذكر اسم عائلتها خوفاً من الانتقام الإسرائيلي، "الليلة اللي فاتت (الماضية)، القصف كان مكثف جداً في الشفا (مستشفى الشفاء)، الدخان والرمل نزلوا علينا، وبعض الناس ارتعبوا، ومنهم اللي صار يقول الدبابات راح تقرب علينا".
وقال سكان إنه مع تكثيف القصف على المناطق الشمالية المحاصرة التي تدخلها القوات البرية الإسرائيلية، يحاول مزيد من الناس الاحتماء بالمستشفيات، على أمل أن تكون أكثر أماناً.
جانب من الدمار الهائل الذي تعرض له #مخيم_الشاطئ في #غزة بسبب غارة إسرائيلية وأنباء عن سقوط عشرات القتلى والجرحى pic.twitter.com/Wiqe2ZfZqg
— 24.ae (@20fourMedia) November 6, 2023لكن إسرائيل اتهمت حماس باستخدام مقرات المستشفيات لإطلاق الصواريخ، وتنفيذ عمليات عسكرية أخرى، وهو ما نفته الحركة ووزارة الصحة الفلسطينية.
وخارج مجمع الشفاء الطبي، قالت النازحة حنين عبد الحكيم سعد إن عائلتها لن تغادر مدينة غزة رغم الهجوم الإسرائيلي، ومطالبة المدنيين بالرحيل. وتخشى ألا يُسمح لهم بالعودة إلى منازلهم أبدا، إذا توجهوا إلى جنوب القطاع.
وقالت: "قطعوا المياه والكهرباء والأكل، احنا قاعدين (على الرغم من هذا)، احنا بس بدنا (نريد) أولادنا يعيشوا بسلام، ويصيروا يطلعوا وينزلوا بدون ما نقلق عليهم".
ولم تلق الدعوات العالمية لوقف إطلاق النار في الحرب آذانا صاغية، وأصبح شح الغذاء والوقود ومياه الشرب والأدوية أكثر حدة، مع وصول النذر القليل من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
ملاذات مؤقتة
في جنوب غزة، حيث تكتظ المنازل الخاصة والملاجئ العامة في المدارس بالنازحين الذين فروا من منازلهم، يبني كثير من الناس ملاذات مؤقتة وينامون في سيارات أو خيام.
وخارج مستشفى ناصر في خان يونس، يبدو المشهد وكأنه مدينة من الخيام حول سيارات متوقفة وعلى أسطحها أغطية بلاستيكية لتوفير الظل. وينام الناس أو يجلسون ويشحنون هواتفهم من بطاريات السيارات إذا كان لديهم وقود أو من الألواح الشمسية، إذا لم يتوفر ذلك، وفي الجوار يلعب الأطفال.
وقالت منة القصاص (18 عاماً) التي تعيش الآن مع عائلتها في سيارتهم "أول موقف ما بنساهوش لما شوفت بيتنا. بيتنا انضرب وهيك كل البيت كان مدمر قدامنا. مفيش المكان اللي كنا فيه في الراحة وفي الأمان. فجأة اختفى".
وأضافت "جينا هين على أمل إن نلاقي أمان، بس مفيش. وأنت نايم صواريخ تطلع من فوقك، وصواريخ نازلة. فانعدم الأمان. هاي الإشي اللي حاسين فيه. ناس مرمية في الشوارع منهم اللي مجروح"، مضيفة أنهم فروا من مدينة غزة، ثم أقاموا عند أقاربهم في خان يونس، لكن منزل أقاربهم تعرض للقصف أيضاً.
وفي مكان غير بعيد، يعيش محمد القصاص مع عائلته تحت غطاء بلاستيكي معلق من سيارته. وقال إن منزلهم دُمر في غارة جوية، وإن جميع الملاجئ العامة في المدارس التي تديرها الأمم المتحدة مكتظة.
وقال: "إشي البعض ينام هنا على التخت (السرير)، ونضع فرشات هنا. والبعض يناموا تحت نفرش هنا على الأرض. وفيه بيناموا هنا على الكراسي ويمددوا".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل فی غزة
إقرأ أيضاً:
لابيد: حكومة إسرائيل تطيل أمد الحرب بلا داع وحان وقت التحرك
اتهم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الحكومة بإطالة أمد الحرب دون داع بسبب المشاكل السياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو و"أوهام" ضم الضفة الغربية وإعادة الاستيطان بقطاع غزة .
وقال لابيد في منشور على منصة إكس: "الحكومة الحالية تطيل أمد الحرب دون داع بسبب المشاكل السياسية التي يعاني منها رئيس الوزراء، وبسبب أوهام الجناح اليميني المتطرف بالضم والعودة إلى غزة".
إقرأ أيضاً: الكشف عن تفاصيل جديدة بشأن صفقة تبادل محتملة بين حماس وإسرائيل
ويشير لابيد بذلك إلى تهرب نتنياهو من المثول أمام المحكمة وتذرعه بانشغاله بظروف الحرب، وإنكاره للمسؤولية عن الفشل بمنع الهجوم الذي شنته "حماس" على مستوطنات وقواعد عسكرية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتابع زعيم المعارضة الإسرائيلية: "حان الوقت للتحرك السياسي، حان الوقت لنظام إقليمي جديد"، دون مزيد من التفاصيل.
إقرأ أيضاً: نتنياهو يرصد تصرفات غالانت منذ إقالته
وترفض حكومة نتنياهو وقف حرب الإبادة بقطاع غزة بزعم الاستمرار إلى تحقيق أهدافها المعلنة، وأبرزها القضاء على "حماس" في القطاع، والتأكد من عدم تمكنها من شن هجمات.
وبشكل مباغت هاجمت "حماس" في 7 أكتوبر 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة قطاع غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين "ردا على اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى".
إقرأ أيضاً: هذا ما يقلق إسرائيل في أعقاب مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت
وتسبب الهجوم بحالة إرباك في إسرائيل على كافة المستويات، وسط اتهامات لحكومة نتنياهو بفشل التنبؤ المسبق بالهجوم الذي اعتبره مسؤولون إسرائيليون أكبر خرق استخباري في تاريخ تل أبيب.
فيما اعترف مسؤولون إسرائيليون بمسؤوليتهم عن الإخفاق، ويرفض نتنياهو ذلك، كما يتنصل من تشكيل لجنة تحقيق رسمية بالأحداث التي اعتبرها مراقبون أكبر خرق أمني واستخباري في تاريخ إسرائيل.
من جهة ثانية، يشير لابيد في كلامه إلى دعوات اليمين الإسرائيلي المتطرف لضم الضفة الغربية واحتلال قطاع غزة وإقامة مستوطنات إسرائيلية فيه.
وفي 2017، أعلن وزير المالية زعيم حزب "الصهيونية الدينية" المتطرف بتسلئيل سموتريتش، خطة لمعالجة الصراع مع الفلسطينيين، أطلق عليها "خطة الحسم"، ترفض وجود أي كيان فلسطيني وتشجع الاستيطان وتهجير الفلسطينيين وتدعم استخدام العنف ضدهم.
وفي 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، قال سموتريتش إنه أصدر تعليماته لإدارة الاستيطان والإدارة المدنية (تتبعان وزارة الجيش) لبدء "عمل أساسي مهني وشامل لإعداد البنية التحتية اللازمة لتطبيق السيادة" على الضفة الغربية.
وتعهد سموتريتش، وهو وزير بوزارة الجيش، بأن يكون "2025 عام السيادة الإسرائيلية" على الضفة، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت".
فيما نسبت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) إلى نتنياهو قوله "عندما يدخل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب البيت الأبيض، يجب إعادة إمكانية السيادة على الضفة الغربية إلى الأجندة".
وتستغل إسرائيل الإبادة التي ترتكبها بقطاع غزة لتصعيد اعتداءاتها في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر إجمالا عن استشهاد 795 فلسطينيا، وإصابة نحو 6 آلاف و450، واعتقال أكثر من 11 ألف، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 148 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
المصدر : وكالة سوا - الأناضول