حرب غزة تشوه الديمقراطيات القوية وتظهرها عاجزة عن معالجة الأزمات
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
6 نوفمبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث: تغامر مجموعة السبع التي تضم الديمقراطيات الغنية بتقويض أهميتها كقوة لمعالجة الأزمات الجيوسياسية الكبرى بسبب انقسام فيما يبدو بين الدول الأعضاء حول الاتفاق على نهج راسخ وموحد تجاه حرب إسرائيل في غزة.
ويجتمع وزراء خارجية بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في طوكيو هذا الأسبوع لبحث الصراع الذي حذرت قوى عالمية من احتمالات انتشاره ليشمل الشرق الأوسط كله.
ويقول محللون إنه إذا أصدر الوزراء بيانا بعد الاجتماع فمن المرجح أن يتناول الصراع بعبارات عامة مما يعكس تباين المخاوف والولاءات السياسية والاقتصادية داخل المجموعة.
وقال توماس جومار، مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، “الأوروبيون منقسمون وهذا الانقسام واضح أيضا داخل مجموعة السبع”.
ويقول مسؤولون ومحللون إنه مما يزيد الأمور تعقيدا اتباع اليابان، الرئيس الحالي للمجموعة، نهجا حذرا تجاه الأزمة ومقاومتها الضغوط لاتباع موقف الولايات المتحدة المؤيد لإسرائيل، حليفتها الأقرب.
وقال مسؤولون من فرنسا وكندا، اشترطوا عدم كشف هوياتهم، إن الدعم الأمريكي القوي لإسرائيل والمخاوف من رد فعل عنيف من المكونات العربية أو اليهودية من سكان دول مجموعة السبع، جعلت من الصعب التوصل إلى مواقف مشتركة.
فمنذ بداية الصراع، سعت اليابان إلى التوصل لرد “متوازن”، ويرجع ذلك جزئيا إلى مصالحها الدبلوماسية المتنوعة في المنطقة واعتمادها على الشرق الأوسط في الحصول على النفط.
وقال مصدران إن دبلوماسيين إسرائيليين مارسوا، رغم ذلك، ضغوطا شديدة على اليابان في اتصالات هاتفية ورسائل بالبريد الإلكتروني وزيارات للمسؤولين اليابانيين.
ويقول محللون إن تزايد عدد القتلى في غزة عزز النهج الحذر الذي تتبعه اليابان. ويقول مسؤولو الصحة في القطاع الفلسطيني إن نحو عشرة آلاف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، لاقوا حتفهم منذ بدء القصف الإسرائيلي ردا على هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقال كويشيرو تاناكا، الأستاذ في جامعة كيو بطوكيو والمتخصص في العلاقات الدولية في الشرق الأوسط “لا أتصور أبدا في التاريخ الماضي لرئاسة اليابان لمجموعة السبع أن الأمور وصلت إلى هذا النوع من التحدي الحاسم”.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية اليابانية إن من المتوقع أن يكون للدول مواقف مختلفة، لكنه نفى أن يكون هناك صعوبة في توصل أعضاء مجموعة السبع لأرضية مشتركة.
ورفض المتحدث تأكيد احتمال صدور بيان. وأصدر وزراء تجارة مجموعة السبع بيانا في اجتماعهم في أوساكا أواخر الشهر الماضي لكنه لم يتطرق إلى الحرب.
* انقسامات ظاهرة
تأسست مجموعة السبع قبل نصف قرن لمناقشة المشكلات الاقتصادية العالمية في بداية الأمر لكن نطاقها اتسع منذئذ لتمثل صوتا جماعيا للدول الصناعية الكبرى في القضايا السياسية والأمنية.
وأظهرت المجموعة في السنوات القليلة الماضية وحدتها في فرض عقوبات على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا وانتقادها لما يطلق عليه “الإكراه الاقتصادي” الذي تمارسه الصين، لكن خطواتها لم تتسق جماعيا نحو الحرب بين إسرائيل وغزة.
ومنذ اندلاع الحرب، لم تصدر مجموعة السبع إلا بيانا مشتركا واحدا عن الصراع ضم جملا قليلة. وأصدر أعضاء آخرون في المجموعة بيانات مشتركة.
وتجلت انقسامات مجموعة السبع أيضا في الأمم المتحدة، فصوتت فرنسا لصالح قرار يدعو إلى هدنة إنسانية في الصراع في 26 أكتوبر تشرين الأول، وعارضت القرار الولايات المتحدة وامتنع أعضاء المجموعة الآخرون عن التصويت.
وقال مسؤولون إنه سيكون من الصعب الاتفاق على صيغة محددة عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها والقتلى المدنيين في غزة والدعوات إلى وقف مؤقت للقتال.
وقال هيدياكي شينودا، الأستاذ في جامعة طوكيو للدراسات الأجنبية، إنه بخلاف خطاب المجموعة، يتعين على مجموعة السبع طرح مقترحات محددة لكيفية توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة التي تعاني من شح في الوقود والغذاء والمياه والإمدادات الطبية، لكن قد يتضح أن هذه مهمة عسيرة على الأرجح.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس بعد أن هاجمت الحركة المدعومة من إيران جنوب إسرائيل وقتلت 1400 شخص وأخذت أكثر من 240 رهينة. ورفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دعوات عالمية لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية قائلا إن أي تهدئة ستصب في مصلحة حماس بينما اقترحت الولايات المتحدة هدنا مؤقتة لأغراض معينة.
وقال مسؤول من مجموعة السبع إن الأعضاء يحرصون على إخفاء خلافاتهم حتى لا “يصب ذلك في مصلحة روسيا”.
وتستغل الصين وروسيا الصراع كفرصة في تلميع صورتهما كمدافعين عن العالم النامي ومعارضين للولايات المتحدة.
ويقول محللون إن أي بادرة انقسام أو إخفاق في وقف الصراع لن تؤدي إلا لتعزيز جرأة منتقدي مجموعة السبع.
وقال كونيهيكو مياكي، مدير الأبحاث في معهد كانون للدراسات العالمية البحثي في طوكيو “إنها مسألة تتعلق أيضا بكيفية تفسير الصين وروسيا لهذه التطورات والطريقة التي ستحاولان بها اختبارنا”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: مجموعة السبع
إقرأ أيضاً:
مدبولي يلتقي رئيس مجموعة مستشفيات "سان دوناتو" الإيطالية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، الدكتور كمال الغريبي، رئيس مجموعة مستشفيات سان دوناتو الإيطالية (GSD)، ورئيس مجموعة "GKSD" القابضة للاستثمار، والوفد المرافق له، وذلك بحضور الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، ومسئولي وزارة الصحة.
واستهل رئيس الوزراء الاجتماع بالترحيب بالدكتور كمال الغريبي والوفد المرافق، مُشيدًا بالخبرات والإمكانات الكبيرة التي تحظى بها مجموعة مستشفيات "سان دوناتو" الإيطالية، وكذا مجموعة "GKSD" القابضة للاستثمار، في العديد من الأسواق العالمية.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي ترحيبه باستهداف المجموعة الإيطالية إقامة مشروعين مُهمين في مصر، المشروع الأول في مجال الرعاية الصحية، أمّا المشروع الثاني فيتمثل في إقامة جامعة عالمية لتخريج كوادر متخصصة في المجال الطبي بتخصصاته المختلفة.
وأوضح رئيس الوزراء في هذا السياق أن الدولة المصرية تُولي أهمية قُصوى لقطاعي الرعاية الصحية والتعليم والبحث العلمي، مُشيرًا إلى أن الحكومة تعمل على جذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية بهذين القطاعين المُهمين.
بدوره، قال الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، إن مجموعة مستشفيات سان دوناتو الإيطالية بدأت في دراسة السوق المصرية والفرص المتاحة بها منذ أعومٍ عدة، واستقرت مؤخرًا على إقامة مستشفى كبير في القاهرة الجديدة، فضلًا عن إنشاء جامعة تضم تخصصات تغطي القطاع الطبي بالكامل بما في ذلك الأطباء والتمريض وغيرها من التخصصات التي تخدم قطاع الرعاية الصحية.
كما أكد وزير الاستثمار والتجارة الخارجية أن قطاع الرعاية الصحية يُعد من أهم الأولويات بالنسبة لوزارة الاستثمار، مؤكدًا حرصه على تسريع وتيرة الإجراءات الخاصة بتأسيس الشركات التي ستنفذ مشروعات الشركة في مصر، قائلًا: وجهت على الفور بتشكيل فريق عمل بالهيئة العامة للاستثمار لتيسير الإجراءات الخاصة بالشركة.
وخلال الاجتماع، أشاد الدكتور كمال الغريبي، رئيس مجموعة مستشفيات سان دوناتو الإيطالية، بالإنجاز المُهم الذي حققته الحكومة المصرية بإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة خلال وقت قياسي، مُعبرًا عن اعتزازه الشديد بمصر، حيث وصفها بأنها بلده الثاني.
وقال "الغريبي" إن مجموعة مستشفيات سان دوناتو الإيطالية، ومجموعة "GKSD" القابضة للاستثمار، تضع السوق المصرية ضمن أولوياتها لإقامة مشروعات استثمارية بها في القطاعات المختلفة.
وأوضح أن مجموعة مستشفيات سان دوناتو الإيطالية تعد أكبر مجموعة متخصصة في مجال الرعاية الصحية في إيطاليا، وتعمل فيما يزيد على 50 تخصصًا طبيًا.
وأوضح أن المجموعة تعمل بقوة في السوق البولندية وفي أوروبا بشكل عام، حيث قامت بالاستحواذ على عدد من شركات الرعاية الصحية في هذه الأسواق.
وأضاف أن المجموعة كان لديها إصرار على العمل في مصر، وبعد دراسة مُعمقة للسوق المصرية، استقرت المجموعة الإيطالية على بدء استثماراتها في مصر من خلال إقامة مستشفى يتسع فى مراحله لنحو 140 سريرًا، موضحًا أن المستشفى سيكون مُجهزًا بأحدث التقنيات لتقديم أكفأ الخدمات الطبية التي تضاهي مثيلاتها في منشآت الرعاية الصحية العالمية، مؤكدًا أن مصر يُمكن أن تكون مركزًا لتقديم خدمات الرعاية الصحية في أفريقيا والشرق الأوسط.
وأشار "الغريبي" إلى أن المجموعة الإيطالية تعمل الآن على الانتهاء من الإجراءات الخاصة بتأسيس شركة مشروع المستشفى الجديد، وتنظر في آليات توظيف المختصين الذين سيعملون بالمستشفى.
وتابع أن المجموعة الإيطالية ستُنشىء أيضًا جامعة جديدة في مصر، وبدأت بالفعل التواصل مع الجهات الحكومية المصرية لتخصيص أراض أو مبان لإنشاء الجامعة الجديدة.
وخلال الاجتماع، تمت الإشارة إلى أن استثمارات المستشفى الجديد الذي تعتزم المجموعة الإيطالية إنشاؤه في مصر ستصل إلى 100 مليون دولار في المرحلة الأولى، وذلك لأعمال الإنشاءات والتجهيزات، مع وجود خطة لمضاعفة هذه الاستثمارات في عدد من المحافظات على مستوى الجمهورية.
وفي غضون ذلك، قدّم مسئولو المجموعة الإيطالية عرضًا عن أنشطة مجموعة "GKSD" القابضة للاستثمار، مُشيرين إلى أن المجموعة تعمل في العديد من البلدان حول العالم، في قطاعات مختلفة مثل البناء والتشييد والهندسة والرعاية الصحية والطاقة.
وفي ختام الاجتماع، أكد رئيس الوزراء دعمه الكامل لجميع المشروعات التي ستنفذها الشركة في مصر، موجهًا وزيري الصحة والسكان والاستثمار والتجارة الخارجية بتشكل مجموعة عمل لإنهاء مختلف النواحي الفنية والمالية والتشريعية الخاصة بمشروع المستشفى الجديد؛ حتى يتسنى تسريع وتيرة عقد هذه الشراكة المهمة مع المجموعة الإيطالية.
كما اقترح الدكتور مصطفى مدبولي عددًا من المواقع التي يُمكن إقامة الجامعة الجديدة عليها، ومن بينها استغلال المباني القائمة في مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة، قائلًا : زرت مؤخرًا هذه المباني، وقد تم تصميمها على درجة عالية من الكفاءة ويمكنها استيعاب جميع التقنيات العالمية الحديثة، مُوجهًا وزير الصحة والسكان بسرعة التواصل مع وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لترتيب زيارة للشركة إلى مدينة المعرفة في أقرب وقت.