رغم اتهامه بمحاولة شراء صمت ممثلة أفلام إباحية وإدانته بتهمة الاعتداء الجنسي وقضايا قضائية أخرى فإن الرئيس الأميركي السابق والمرشح لرئاسيات العام المقبل دونالد ترامب لا يزال هو المفضل لدى طائفة الإنجيليين في الولايات المتحدة، وذلك حسب ما ظهر في مؤتمر الإنجيليين الذي عقد أمس السبت في واشنطن.

وقد حظي ترامب بحفاوة كبيرة لدى استقباله أمس السبت في مؤتمر "الطريق إلى الأغلبية" الذي شارك فيه نحو 3 آلاف إنجيلي من حركة "إيمان وحرية" في العاصمة الأميركية، وطائفة الإنجيليين تمثل اليمين المسيحي في الولايات المتحدة.

وقال ترامب -في خطابه الختامي للمؤتمر وسط تصفيق حار- "معا، نحن محاربون في حملة نزيهة لوقف مفتعلي الفتن والملحدين ومؤيدي العولمة والماركسيين، هذا هو ما هم عليه، وسنعيد جمهوريتنا أمة واحدة بعناية الله".

وكان الناخبون الإنجيليون البيض بطيئين في حشد الدعم لترشيح ترامب خلال حملته لانتخابات الرئاسة للعام 2016، لكن فور اقتناعهم التزموا بدعمه بشكل كامل.

وكلمة "إنجيلي" هي الترجمة العربية الشائعة لمصطلح "إيفانجيليكل" (Evangelical)، ويُقصد بها في الولايات المتحدة كل الطوائف المسيحية البروتستانتية التي تميزت عن البروتستانت التقليديين بعدد من المعتقدات، أبرزها إيمانها بمفهوم "الولادة الثانية" أو ولادة الروح، ويُعتقد أنهم يشكلون نحو ربع سكان الولايات المتحدة.

إحصائيات الدعم

وأيد الجمهوريون البيض غير اللاتينيين -الذين يرتادون الكنيسة بانتظام- ترامب بـ81% في العام 2016 وبـ76% في العام 2020، وهي إحصاءات تثير دهشة أولئك الذين يشككون في استقطاب ترامب للمتدينين.

وبدا أن مايك بنس -الذي كان نائبا لترامب عندما كان رئيسا- هو المرشح المثالي لانتخابات 2024 بالنسبة إلى الإنجيليين بحكم أنه مسيحي محافظ، ولكنه قوبل بصيحات استهجان خلال مؤتمر الإنجيليين في العام 2021، لأنه لم يرفض تصديق الكونغرس على فوز جو بايدن في انتخابات الرئاسة كما طلب منه ترامب.

نفى مؤسس حركة "إيمان وحرية" رالف ريد أن تكون هناك "عبادة لشخصية" ترامب في صفوف الإنجيليين، وقال "نعبد شخصا واحدا فقط هو يسوع المسيح"

وخلال مؤتمر الإنجيليين لهذا العام لم يلق بنس سوى دعم فاتر من المشاركين.

ونُظم مؤتمر الإنجيليين بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لإلغاء المحكمة العليا في الولايات المتحدة ما يسمى "الحق في الإجهاض".

وكان ترامب -الذي وُجهت إليه تهم بشراء صمت ممثلة أفلام إباحية بشأن علاقة مفترضة بينهما- نجم التجمع الإنجيلي بلا منازع، وقال للحشد وسط مزيد من الهتافات "أعتبر ذلك (التهم) وسام شجاعة عظيما، يتم توجيه اتهامات لي من أجلكم، وأعتقد أنكم أكثر من 200 مليون شخص يحبون بلدنا".

"عبادة ترامب"

ونفى مؤسس حركة "إيمان وحرية" رالف ريد أن تكون هناك "عبادة لشخصية" ترامب في صفوف الإنجيليين، وقال "نعبد شخصا واحدا فقط هو يسوع المسيح".

وتحدث الكثير من المسؤولين الحاضرين في المؤتمر عن استحسانهم سجل ترامب بدلا من التعليق على شخصيته، ورأوا أنه يحارب من أجل مناصريه بشكل استثنائي لم يقم به أي سياسي آخر، وأنه أكثر رئيس التزم بوعوده الانتخابية في التاريخ الحديث، إذ إنه عمل على صون الحريات الدينية وعيّن 3 قضاة محافظين في المحكمة العليا ألغوا ما نص عليه الدستور الأميركي من الحق في الإجهاض.

وتقول الناشطة السياسية المحافظة سوزان مونك إن ترامب كان أول رئيس يشارك في المسيرة المناهضة للإجهاض بواشنطن في العام 2020.

وأضافت أن "الأمر يتعلق بالمرشح الذي سيوظف القيم التي أؤمن بها في السياسة، لذلك يحب جميع هؤلاء الأشخاص دونالد ترامب".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

جوتيريش عن التعهدات المالية بـ اتفاق باكو للمناخ: لا تلبي الطموح الأممي المنشود

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن الاتفاق الذي انتهى إليه مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP 29) لا يلبي الطموح المنشود، إذ تعهدت الدول الغنية باستثمار 300 مليار دولار على الأقل سنويا لمكافحة تغير المناخ، مشيرا إلى أنه كان يأمل في أن يخرج المؤتمر باتفاق أكثر طموحا، يرتقي إلى نطاق التحدي الذي نواجهه".. غير أنه رأى أن هذا الاتفاق يوفر أساسا للبناء عليه.

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، وصفت الدول النامية، التي كانت تسعى للتوصل إلى اتفاق يتضمن تمويلا بأكثر من تريليون دولار، الاتفاق بأنه إهانة وفشل في توفير الدعم الضروري الذي تحتاجه لمحاربة أزمة المناخ.

وقد اتفقت الدول - أيضا - على القواعد التي ستحكم سوق الكربون المدعوم من الأمم المتحدة، والذي سيسهل تبادل اعتمادات الكربون لتحفيز الدول على خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والاستثمار في المشاريع الصديقة للمناخ.

وأشار جوتيريش إلى أن المؤتمر عُقد في نهاية عام قاس شهد أرقاما قياسية في درجات الحرارة وكوارث مناخية فيما يتواصل انبعاث غازات الاحتباس الحراري.. وقال إن الدول النامية الغارقة في الديون التي ضربتها الكوارث وتخلفت عن ثورة الطاقة المتجددة، في حاجة ماسة للتمويل.

وشدد على ضرورة الوفاء - بشكل كامل وفي الوقت المحدد - بالاتفاق الذي توصل إليه المؤتمر. وقال: التعهدات يجب أن تتحول بسرعة إلى أموال. يتعين أن تجتمع الدول معا لضمان تحقيق الحد الأقصى لهذا الهدف الجديد.

وأضاف أن (كوب 29) يبني على التقدم المحرز العام الماضي بشأن خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتعجيل التحول في مجال الطاقة، كما توصل إلى اتفاق بشأن أسواق الكربون.

وأقر جوتيريش بأن المفاوضات - التي جرت في المؤتمر - كانت معقدة في ظل مشهد جيوسياسي غير واضح ومنقسم. وناشد الحكومات أن تنظر إلى هذا الاتفاق باعتباره أساسا وأن تبني عليه.

وأكد ضرورة أن تقدم البلدان، خطط عمل مناخية وطنية جديدة على مستوى الاقتصاد تتوافق مع حد ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة، قبل انعقاد مؤتمر الأطراف الثلاثين العام المقبل، مشددا على ضرورة أن تتولى مجموعة العشرين، التي تمثل أكبر الدول المسببة للانبعاثات، زمام القيادة.

وقال إن هذه الخطط الجديدة يجب أن تغطي جميع الانبعاثات والاقتصاد بأكمله، وتُعجل بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، وتسهم في أهداف التحول في مجال الطاقة المتفق عليها في مؤتمر المناخ الثامن والعشرين والاستفادة من فوائد الطاقة المتجددة الرخيصة والنظيفة.

وتابع: "إن نهاية عصر الوقود الأحفوري حتمية اقتصادية. يجب أن تعمل الخطط الوطنية الجديدة على تسريع التحول، والمساعدة في ضمان أن يتحقق ذلك بعدالة".

كما شدد جوتيريش على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات سريعة للوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها في مـيثاق المستقبل. خاصة فيما يتعلق بالعمل الفعال بشأن الديون وزيادة التمويل الميسر وقدرة الإقراض للبنوك الإنمائية متعددة الأطراف بشكل كبير.

ووجه الأمين العام حديثه إلى المندوبين والشباب وممثلي المجتمع المدني - الذين جاءوا إلى باكو لدفع أطراف الاتفاقية - إلى تحقيق أقصى قدر من الطموح والعدالة، وقال لهم: استمروا في العمل. الأمم المتحدة معكم. وكفاحنا مستمر. ولن نستسلم أبدا.

اقرأ أيضاًجوتيريش يعرب عن قلقه البالغ من إرسال قوات من كوريا الشمالية إلى روسيا

جوتيريش: التعاون بين الأمم المتحدة والولايات المتحدة ركن أساسي للعلاقات الدولية

«جوتيريش» يدعو للاعتراف بدور الشباب لتشكيل مستقبل المناطق الحضرية في اليوم العالمي للمدن

مقالات مشابهة

  • أسعار البيض.. لماذا ترتفع في الولايات المتحدة؟
  • رئيس مجلس السيادة يلتقي وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية
  • حليف ترامب يتوعد بريطانيا إذا ساعدت في اعتقال بنيامين نتنياهو
  • جانيت نشيوات.. طبيبة أردنية الأصل مرشحة لمنصب جراح الولايات المتحدة
  • المستهلك الأميركي يبقى انتقائيا في فترة "بلاك فرايدي"
  • المستهلك الأميركي يبقى انتقائيا في فترة "بلاك فرايدي"
  • لا يلبّي الطموح المنشود.. «مؤتمر المناخ» يتفق على تمويل بقيمة 300 مليار دولار للدول النامية
  • جوتيريش عن التعهدات المالية بـ "اتفاق باكو" للمناخ: لا تلبي الطموح الأممي المنشود
  • جوتيريش عن التعهدات المالية بـ اتفاق باكو للمناخ: لا تلبي الطموح الأممي المنشود
  • من هي الأردنية مرشحة ترامب لمنصب جراح الولايات المتحدة؟