أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، أن للقادة الدينيين دور روحي طلائعي في نشر الوعي بأهمية الحفاظ على سلامة كوكب الأرض، باعتبارهم قادة للفكر وهداة الطريق في مجتمعاتهم، إذ يُذكرون الناس بشمائل الأخلاق وينبهونهم إلى أن الاستئثار والاستهلاك المفرط، سلوكان مذمومان في كل شرائع السماء.

جاء ذلك في كلمته، أمام القمة العالمية لقادة الأديان من أجل المناخ، التي تنعقد في أبوظبي تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، بحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش بالإمارات، والعلامة عبد الله بن بيّه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، إضافة إلى 30 من قادة الأديان ورموزها وأكاديميين وعلماء وخبراء من حول العالم، وينظمها مجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع رئاسة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (كوب 28).

واستهل الدكتور المالك كلمته بالإشادة بموضوع القمة المتميز الذي يبعث رسالة تتسم بالرصانة والشمول والحكمة والاستشراف، مشيرا إلى أن كل الشرائع  دون استثناء صوبت نظرتها وأنظار بنيها للحفاظ على البيئة وضمان استمرار الحياة على كوكب الأرض، وأنه لا تتفق ممارسة صائبة لشعيرة من الشعائر إلا في بيئة صحيحة في جوهرها ومظهرها.

وأكد أن الإيسيسكو استشعرت قيمة القادة الروحيين ودورهم في الدفاع عن البيئة وحماية مكنوناتها، حيث عقدت سنة 2020 -خلال اجتياح جائحة كوفيد 19 العالم- المنتدى الافتراضي العالمي "دور القيادات الدينية في مواجهة الأزمات"، بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي والمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، والذي أصدر وثيقة "نحو تضامن أخلاقي عالمي للقيادات الدينية"، وكان موضوع البيئة حاضرا في بنودها.

ودعا المدير العام للإيسيسكو في ختام كلمته إلى الخروج من القمة بعهد دولي بيئي روحي، يتعهد بالالتزام بتنشئة روحية بيئية للأجيال الجديدة، والعمل على تطوير تعليم تتضمن مناهجه رسالة البيئة باعتبارها أساسا في الممارسة الدينية الصائبة، وإعلاء قيم البيئة وضرورة الحفاظ عليها في الخطابات العامة، وإحكام موضوع البيئة في المنظمات العاملة في الحقل الروحي، وإصدار شعار ذكي يتسم بالجدة والاستدامة والإبداع.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إيسيسكو العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة الأخلاق

إقرأ أيضاً:

خبير دولي عن تصريحات الحرب العالمية: ناقوس خطر بشأن مستقبل الاستقرار الدولي

أكد د. أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي العام، أن تصريحات المسؤولين الروس بشأن قرب اندلاع حرب عالمية ثالثة واللجوء المحتمل للخيار النووي، أثارت موجة من القلق والترقب العالمي لتعيد إلى الأذهان أسوأ كوابيس الحرب الباردة، مشيرا إلى أن تلك التصريحات التي وُصفت بأنها الأكثر تصعيدًا منذ بداية النزاع في أوكرانيا، جاءت لتدق ناقوس الخطر بشأن مستقبل الاستقرار الدولي.

وأشار أستاذ القانون الدولي العام، في تصريحات له، إلى أن الحديث عن الخيار النووي لم يعد مجرد تهديد ضمني، بل بات واقعًا مرعبًا يُلوح في الأفق، مما يهدد بإعادة تشكيل خريطة العالم بأسوأ الطرق الممكنة، فالعالم بأسره تابع بقلق بالغ هذه التصريحات التي تحمل رسائل واضحة للدول الغربية بشأن دعمها العسكري المستمر لأوكرانيا.

وقال: فبين التحذير من “تجاوز الخطوط الحمراء” والتأكيد على استخدام “كل الوسائل المتاحة لحماية الأمن القومي”، يبرز خطاب روسي يتسم بالتصعيد الحاد الذي قد يدفع أطراف النزاع إلى نقطة اللاعودة، فالقلق العالمي يتجاوز حدود السياسة والجغرافيا، ليصل إلى وجدان شعوب العالم التي تعيش تحت وطأة الخوف من المجهول، والسيناريوهات المروعة لاندلاع نزاع نووي تعني تهديد وجود البشرية بأكملها وليس فقط الأطراف المتصارعة.

وأكد د. أيمن سلامة، إنه في ظل هذا التصعيد الخطير، تبدو الحاجة إلى الدبلوماسية أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، فالحوار الدولي هو الأمل الوحيد لتجنب الانزلاق نحو الكارثة، والعالم يقف اليوم على شفا الهاوية، ومصير البشرية معلق بخيط رفيع من الحكمة والتعقل، وسط أجواء مشحونة بالتوتر والعداء.

طارحا سؤالا: هل نحن أمام نقطة تحول كبرى؟ أم أن الحكمة ستسود قبل أن تنفجر الأوضاع؟ العالم يراقب، والتاريخ على وشك أن يكتب صفحة جديدة قد تكون الأكثر سوداوية في عصرنا الحديث.

واختتم أن مسألة ما إذا كان تسليم الولايات المتحدة صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا قد يؤدي إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة؟ هي مسألة معقدة ومثيرة للجدال؛ فهي تتقاطع مع الجغرافيا السياسية، والاستراتيجية العسكرية، والقانون الدولي، والديناميكيات المتطورة للنظام العالمي بعد الحرب الباردة. وفي حين أنه من المستحيل التنبؤ بالمستقبل على وجه اليقين، فإن دراسة الآثار الأوسع لهذا الإجراء تقدم رؤى حول ما إذا كان مثل هذا الصراع ممكنًا أو محتملًا.

مقالات مشابهة

  • في بيانها الختامي.. مجموعة العشرين تدعم حل الدولتين وتطالب بزيادة تدفق المساعدات لغزة
  • الجزائر تدعو المجتمع الدولي إلى احترام سيادة السودان
  • خبير دولي عن تصريحات الحرب العالمية: ناقوس خطر بشأن مستقبل الاستقرار الدولي
  • تحرك برلماني عاجل بسبب تكسير أحجار الهرم الأكبر لمد كابل كهرباء
  • انتحار جماعي وكائنات فضائية.. أغرب الطوائف الدينية حول العالم
  • برلماني يثمن التعاون بين مصر الإمارات في مختلف المجالات الدينية
  • طالبان تدعو المجتمع الدولي للمساعدة في إعادة إعمار أفغانستان
  • نهيان بن مبارك: الإمارات عاصمة عالمية للتسامح والأخوة الإنسانية
  • الصين تدعو إلى تعاون اقتصادي عالمي شامل
  • نهيان بن مبارك: التسامح "طاقة روحية كبرى" تعكس قيم الرحمة والسلام