بدأ مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه"، ويليام بيرنز، جولة مركزة في الشرق الأوسط تشمل إسرائيل ودول عربية، مستهدفًا بالأساس إجراء محادثات مع عدد من القادة ومسؤولي الاستخبارات بتلك الدول، تزامنًا مع مرور شهر على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس التي أودت بحياة ما يزيد عن 10 آلاف شخص، وآلاف من المصابين.

ويرى مراقبون في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، أن 3 ملفات بارزة ستكون على أولوياته على رأسها إطلاق سراح الرهائن لدى حماس، وفرض هدنة إنسانية بقطاع غزة، وتجنب نشوب حرب إقليمية.

وتعد زيارة بيرنز المحطة الأولى في رحلة متعددة البلدان في المنطقة، وفقا لمسؤولين أميركيين تحدثوا لصحيفة "فايننشال تايمز".

وتأتي الزيارة في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة حث إسرائيل السماح بوقف القتال من أجل دخول المساعدات إلى غزة، وبذل المزيد من الجهد لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين.

 

تفاصيل زيارة مدير "سي آي إيه"

أفاد موقع أكسيوس الأميركي، أن مدير "سي آي إيه" وصل إلى إسرائيل يوم الأحد، ويعتزم السفر إلى دول أخرى في المنطقة بينها "قطر ومصر" للقاء مسؤولين استخباراتيين وقادة دول.

وقال مسؤول أميركي، إن بيرنز، الذي تربطه علاقات طويلة الأمد بالشرق الأوسط، يعتزم إجراء مناقشات حول المجالات ذات الاهتمام المشترك "بما في ذلك الوضع في غزة، ودعم مفاوضات الرهائن، والتزام الولايات المتحدة بردع دول أو فاعلين آخرين من توسيع نطاق الصراع بين إسرائيل وحماس".

ومن المقرر أن يجتمع بيرنز مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، ومدير جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، ديفيد بارنيا، وغيرهم من كبار مسؤولي الدفاع والاستخبارات، حسبما قال مسؤولون إسرائيليون.

ويزور دير "سي آي إيه" تل أبيب وسط انتقادات شديدة لقادة الاستخبارات هناك، على وقع فشلهم في اكتشاف هجوم "حماس" قبل وقوعه في 7 أكتوبر الماضي.

 

 وأشارت "فايننشال تايمز"، إلى أن الولايات المتحدة تتطلع إلى توسيع تبادل المعلومات الاستخباراتية مع إسرائيل، وتقديم معلومات قد تكون مفيدة حول مواقع الرهائن أو أي هجمات لاحقة من قبل حماس.

أوضحت الصحيفة أن هناك "توترات" بين المسؤولين الإسرائيليين ونظرائهم الأميركيين، بسبب دفع الولايات المتحدة إسرائيل إلى تبني حملة عسكرية تركز بشكل أكبر على تقليل الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين.

بدوره، قال مسؤول أميركي اطلع على جدول زيارة "بيرنز"، إنه يعتزم كذلك تعزيز الالتزام الأميركي بالتعاون الاستخباراتي مع الشركاء في المنطقة.

ومن المتوقع أيضا أن يزور كذلك قطر، التي تلعب دورا في المحادثات لضمان إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس، إلى جانب مصر، التي تلعب دورا محوريا في جهود إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

كواحد من أكثر الأصوات الموثوقة لإدارة بايدن حول قضايا الشرق الأوسط، أصبح بيرنز دبلوماسيا متجولا لاستكشاف الأخطاء وإصلاحها في البيت الأبيض وفق الصحيفة الأميركية.

أولويات "بيرنز"
وعن أولويات زيارة بيرنز وأهدافها في هذا التوقيت، قال نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط مايك ملروي، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنها تأتي لتعزيز الرسائل التي ناقشها وزير الخارجية أنتوني بلينكن خلال زيارته للمنطقة مؤخرًا.

وزار بلينكن إسرائيل والأردن وتركيا ورام الله هذا الأسبوع، حيث ناقش فرض هدنة إنسانية والسماح بإدخال مزيد من المساعدات لقطاع غزة، إلى جانب استعراضه مع المسؤولين وقادة الأمن الإسرائيليين "طرقا أكثر فعالية لشل حركة حماس".

 وأوضح ملروي الذي سبق أن عمل في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، أن "الأهم من ذلك خلال زيارة بيرنز، هو مناقشة كيف يمكن لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الاستمرار في المساعدة في استعادة الرهائن، وكيف يمكنهم المساعدة في ضمان عدم حدوث هجوم حماس مرة أخرى دون أن تتوقعه الجهات الاستخباراتية".

وشدد على أن ملف الرهائن لدى حماس هو أولوية للإدارة الأميركية، وبالتالي "من المحتمل أن يركزوا بشكل أساسي على الرهائن وكيفية تحديد مكانهم".

وعما يمكن أن يقدمه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية خلال زيارته، قال ملروي: "لدى (سي آي إيه) مستشارون للمساعدة في استعادة الرهائن، واستهداف أشخاصًا محددين من حماس".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات مدير سي آي إيه بيرنز وليام بيرنز مدير سي آي إيه بيرنز أخبار فلسطين الاستخبارات المرکزیة الولایات المتحدة فی المنطقة سی آی إیه

إقرأ أيضاً:

ما هي أهداف المؤتمر الأول لقادة الاستخبارات العسكرية لدول جوار ليبيا؟

طرابلس - تستضيف العاصمة الليبية طرابلس، منذ يوم أمس السبت، المؤتمر الأول لقادة الاستخبارات العسكرية لدول الجوار، في ظل ظرف أمني إقليمي متوتر، بحسب سبوتنيك.

حيث تواجه المنطقة تحديات معقدة تشمل تصاعد الهجرة غير النظامية والتهريب، زيادة على فرضيات التحركات الإرهابية.

ويعد هذا المؤتمر الأول من نوعه على مستوى المنطقة، حيث شهد مشاركة كل من رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، ورؤساء أجهزة الاستخبارات العسكرية لكل من تونس والجزائر والسودان والنيجر والتشاد.

ويهدف هذا المؤتمر إلى "مناقشة التحديات الأمنية التي تواجه ليبيا مع دول الجوار من الإرهاب والجريمة المنظمة والأزمات الإنسانية ودعم التعاون والتنسيق المستمر والفعال بين الأجهزة الاستخباراتية وبناء قنوات اتصال لمواجهة هذه التحديات"، بحسب بيان لرئاسة الأركان العامة للجيش الليبي.

وبحسب البيان، فقد شهد المؤتمر مناقشات مكثفة حول آليات تعزيز الشراكة الإقليمية، وتطوير خطط عملية للتنسيق الأمني والاستخباراتي بين دول الجوار، بهدف إرساء أسس التعاون المستقبلي في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة.

كما أعرب رؤساء الوفود المشاركة عن تقديرهم لمبادرة ليبيا باستضافة المؤتمر، مشددين على أهمية تعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة التهديدات المشتركة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، وضبط الحدود، والتصدي لشبكات التهريب التي تؤثر على أمن واستقرار دول الجوار.

وخلال الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، وصف رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، هذا المؤتمر بأنه "خطوة أساسية نحو تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين دول الجوار".

وخلال الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، وصف رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، هذا المؤتمر بأنه "خطوة أساسية نحو تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين دول الجوار".

وأكد في كلمته أنه لن يسمح أن تكون بلاده "ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية ومأوى للعناصر العسكرية الهاربة من بلدانها"، مشيرا إلى أن ليبيا "تواجه تحديات أمنية كبيرة في الداخل وتسعى بكل جهد لاستعادة الأمن والاستقرار في كافة أنحاء البلاد".

وضع أمني مضطرب

وفي السياق، قال الخبير العسكري والرئيس السابق للجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب "مختار بن نصر" إن هذا المؤتمر ينعقد في وضع أمني يتميز بالاضطراب والفوضى سواء على مستوى منطقة المغرب العربي أو منطقة الساحل والصحراء أو حتى منطقة الشرق الأوسط.

وأشار في تصريح لـ "سبوتنيك" إلى أن الوضع في سوريا سيغيّر العديد من المعطيات الأمنية التي تستدعي إجراءات استباقية، من قبيل عودة العناصر المتطرفة إلى بلدانها الأصلية بطلب سوري، وهو ما قد يؤدي إلى حدوث تصعيد للعمليات الإرهابية في عدة بلدان.

وتابع بن نصر: "الغرض من اجتماع بهذا المستوى وبحضور قادة الأجهزة الاستخبارية والمختصين الأمنيين والعسكريين هو النظر والتباحث في كل التحديات الأمنية المطروحة حاليا سواء كانت التهديدات الأمنية المتأتية من الإرهاب أو من الهجرة غير النظامية أو تهديدات التهريب المستفحل في المنطقة وهشاشة الحدود خاصة في منطقة المغرب العربي وبلدان الساحل".

ولفت العميد السابق إلى أن هذا المؤتمر سيسعى إلى إيجاد الوسائل اللازمة لدرء هذه التهديدات وتبادل المعلومات ودراسة كيفية التصدي بشكل جماعي لكل هذه الظواهر بحثا عن استقرار الوضع في المنطقة.

ويؤكد بن نصر، أن هذا المؤتمر تسبقه اجتماعات مماثلة تتم بين الأجهزة الأمنية لبحث التغيرات الجيو-سياسية التي تطرأ في المنطقة والتهديدات الموجودة على الحدود، مشيرا إلى أن الهدف منها هو تعزيز اليقظة واستقراء الحلول الممكنة، إلى جانب تدعيم الجانب المتعلق بتدريب وتكوين أجهزة الاستخبارات وتبادل الأجهزة التقنية الحديثة خاصة في ظل التهديدات السيبرانية المتأتية من العناصر الإرهابية.

وفي تعليق حول تصريح رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة الذي قال فيه، إن لن يسمح أن تكون بلاده ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية ومأوى للعناصر العسكرية الهاربة من بلدانها، قال بن نصر: "إن ليبيا معروفة بهشاشتها الأمنية وبعدم قدرتها على بسط نفوذها على كامل حدودها، وهذا الوضع سمح للمجموعات المتطرفة داخلها باستقطاب المجموعات القادمة من دول أخرى، بما فيها القادمة من تونس والتي تقيم حاليا في ليبيا".

وأوضح أن الدبيبة، يشدد على أن الدولة الليبية لا تسمح بتواجد هذه العناصر أو بتوافد عناصر أخرى قادمة من دول أخرى أين يتم الترحيب بها قصد الاستفادة من خبراتها القتالية وتوظيفها بأي شكل من الأشكال.

تجربة سوريا تلقي بظلالها على المنطقة

بدوره، أكد العميد المتقاعد من الجيش التونسي توفيق ديدي، في تعليق لـ "سبوتنيك"، أن الوضع في سوريا كان محرّكا رئيسا لانعقاد المؤتمر الأول لقادة الاستخبارات العسكرية لدول جوار ليبيا.

وأوضح: "هناك اتفاق عربي على أن ما حدث في سوريا هو أمر مدبّر ولم يكن نتاجا لقرار الشعب السوري بالانعتاق والجنوح إلى الديمقراطية". وشدد على أن إسقاط نظام بشار الأسد كان "عملية استخباراتية بامتياز قادتها قوى إقليمية بعينها".

ولفت العميد المتقاعد إلى أن تونس تبحث، كما الجزائر وليبيا، من خلال هذا المؤتمر، عن تحصين أمنها وسيادتها، وذلك من عبر التنسيق المشترك الذي يهدف إلى استباق كل الأخطار والمآمرات التي قد تساق، خاصة بالنسبة إلى ليبيا التي تعيش حالة من انعدام الاستقرار الأمني.

وأضاف: "يجب التذكير بأن ليبيا كانت في وقت ما مسرحا لتواجد قوى بعينها، بعضها أتى للمساعدة، والبعض الآخر أتى يريد منها شرا".

وتابع: "لقد أثبتت الأحداث وجود أطراف إقليمية تشتغل ضد المصالح العربية وتبحث عن زعزعة استقرار المنطقة وإضعافها وتدمير دول بعينها رعاية لمصالحها.. وما يحدث لمصر خير دليل على ذلك، فمنذ سقطت سوريا اتجهت الأنظار نحو مصر لمحاولة زعزعة استقرارها".

وقال ديدي إن مثل هذه المؤتمرات والاجتماعات مطلوبة لقطع الطريق أمام كل ما يهدد المنطقة من أخطار، مشيرا إلى أن تونس نجحت في كسب العديد من التحديات الأمنية بفضل الاستباق، وهو ما ممكنها من اجتثاث آفة الإرهاب في وقت وجيز.

محاولة لتوحيد الجهد الاستخباراتي العربي

ويرى المحلل السياسي والخبير في شؤون منطقة شمال أفريقيا باسل الترجمان، في حديثه لـ "سبوتنيك"، أن هذا المؤتمر يعكس "محاولة لتوحيد الجهد الاستخباراتي العسكري العربي".

وذكّر الترجمان بالزيارة التي أداها رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الليبية محمود حمزة قبل أيام إلى تونس ولقائه بوزير الدفاع خالد السهيلي، مضيفا: "هذه الزيارة كانت دعوة لتعزيز التعاون العسكري والاستخباراتي بين البلدين".

وقال الترجمان إن هذا المؤتمر يعكس حجم وخطورة التحديات الإقليمية التي تعيش على وقعها المنطقة، مشيرا إلى أن المنطقة لم تشهد تعاونا عسكريا عربيا-عربيا بهذا المستوى، وأن الاجتماعات السابقة كانت تقتصر على التعاون الأمني.

واعتبر الترجمان أن هذا التعاون العسكري هو مؤشر إيجابي لأن حجم التهديدات خاصة في منطقة شمال أفريقيا يستوجب التصدي المشترك خاصة لظاهرة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين غير النظاميين من دول الساحل والصحراء.

ويرى الترجمان أن كلمة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة كانت إجابة ضمنية عن وجود مساعي إلى نقل الصدام في ليبيا بعد اعتراف القوى الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية بخسارتها في أوكرانيا إلى دول أخرى، مشيرا إلى أن الدبيبة أراد التأكيد على أن ليبيا لا تريد أن تكون ساحة لأي صراعات دولية لأن نتائج الدخول في مثل هذا الصراع سيدفع ثمنه الشعب الليبي غاليا.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل: عودة المفاوضون من قطر بعد إجراء مفاوضات مهمة بشأن الرهائن
  • مصادر: إسرائيل ما زالت تنتظر قائمة الرهائن الأحياء لدى “حماس”
  • قتلى بغارات على قطاع غزة.. وإسرائيل تتنظر قائمة «الرهائن الأحياء» لاستكمال المفاوضات
  • ما هي أهداف المؤتمر الأول لقادة الاستخبارات العسكرية لدول جوار ليبيا؟
  • مستشار ترامب للأمن القومي يهدد حماس بـعواقب وخيمة بسبب الأسرى الإسرائيليين
  • حماس: قريبون من التوصل لاتفاق أكثر من أي وقت مضى
  • إسرائيل: الاستخبارات ترصد أهدافا عسكرية للحوثيين في اليمن
  • غانتس يتهم نتانياهو بتدمير صفقة الرهائن
  • مدير معهد فلسطين للأمن القومي: نتنياهو لا يريد أي حل سياسي
  • مدير معهد «فلسطين للأمن القومي»: نتنياهو لا يريد أي حل سياسي بشأن غزة