لماذا يشكك المؤرخ والأكاديمي المصري خالد فهمي في مشروع محمد علي باشا؟
تاريخ النشر: 26th, June 2023 GMT
يشكك المؤرخ والأكاديمي المصري خالد فهمي -في الجزء الثاني من حواره مع برنامج "المقابلة"- في أن يكون مؤسس الدولة المصرية الحديثة محمد علي باشا قد جاء بمشروع لبناء الدولة، موجها نقدا لاذعا لتجربته ولنواياه اتجاه المصريين.
ويقدم فهمي -وهو صاحب كتاب "كل رجال الباشا محمد علي وجيشه وبناء مصر الحديثة"- قراءة مختلفة لتاريخ تأسيس الدولة المصرية الحديثة، إذ يصف تأسيسها على يد محمد علي وخلفائه بالإنجاز الضخم، لكنه يتساءل عن كيفية ووقت تأسيسها، والتكلفة التي أسست بها هذه الدولة، وعن الطرف الذي دفع الثمن، مؤكدا أنه يشكك في مقولة "إن محمد علي جاء بمشروع"، وأن مشروعه كان لتأسيس حكم أسري.
ويكشف أن محمد علي الذي ولد في مدينة "قولة" باليونان -وكانت إقليما عثمانيا- جاء إلى مصر في مارس/آذار 1801، مع حامية عثمانية قوامها 4 آلاف جندي بغرض طرد الفرنسيين من مصر، وكان ضابطا غير نظامي، ولم يكن يتحدث اللغة العربية بل إنه كان أميا، ولم يكن له كفيل في الدولة العثمانية، ولم يكن من الأشراف.
ويشير إلى أن محمد علي تولى السلطة في مايو/آذار 1805 بعد رحيل الفرنسيين والبريطانيين الذين ساعدوا الجيش العثماني في طرد الفرنسيين، ولم يكن الشارع مصدر شرعيته الحقيقي بل كان الفرمان العثماني. أما مصدر قوته فكانت الحامية الألبانية التي جاءت معه إلى مصر.
ويؤكد المؤرخ المصري أن محمد علي تولى السلطة كحاكم عثماني، لكنه كان مدركا اختلافه عن الحكام العثمانيين السابقين، وهو ما أسس لهاجس عميق شكل مفتاح شخصيته.
وفي العقد الأول والثاني من حكمه، حقق محمد علي -كما يقول ضيف حلقة (2023/6/25) من برنامج "المقابلة"- إنجازات غير مسبوقة، مثل تغيير نظام ملكية الأرض واستحداث زراعة القطن واحتكار كل المحصولات الزراعية وإعادة النظام الضريبي بشكل عام.
غير أن الإنجازات التي حققها محمد علي لم تعد بالنفع على المجتمع المصري، وخاصة الفلاحين الذين يشكلون أغلبيته، ويؤكد فهمي أن عمال المصانع مثلا كانوا يعاملون كعبيد، حيث يربطون بسلاسل في الآلات، بالإضافة إلى أن المجتمع المصري كان يحكمه نظام بوليسي صارم، ونخبة شكلها محمد علي تتكون من أعضاء أسرته ومعارفه وطبقات أخرى لا يوجد فيها مصريون.
ورغم إقراره بأن محمد علي نجح في تأسيس آلة عسكرية جبارة حققت انتصارات، يقول فهمي إن الجهاز الإداري والدولة التي أسسها لم تكن قادرة على الاحتفاظ بالأراضي التي احتلتها جيوشه.
تهميش المصريينكما يقول المؤرخ المصري إن محمد علي لم يراهن على المصريين وجعلهم خاضعين للدولة التي أسسها، بل إنه كان يحتقرهم، في مقابل اعتماده على مستجلبين من الخارج، مثل الألبان والأتراك والأوروبيين وغيرهم. ولم تتم ترقية المصريين إلى مناصب قيادية في الجيش إلا بعد أن حكم سعيد، ابن محمد علي باشا.
ويشير إلى أن ثورة القائد العسكري والسياسي المصري، أحمد عرابي، كانت نتيجة حتمية لسخط الشعب المصري ضد تهميشه واعتراضه على سياسة عزله ومنعه من تولي المناصب القيادية.
ويذكر أن محمد علي تنازل عن الحكم عام 1848 لأسباب صحية، وتوفي عام 1849.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
المصريين الأحرار يُشيد بزيارة الرئيس السيسي لأكاديمية الشرطة: استراتيجية بناء وطنية
أثنى حزب المصريين الأحرار برئاسة النائب الدكتور عصام خليل، على زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لمقر أكاديمية الشرطة والتي تتسم بروح الأبوة والقيادة لشباب مصر وإعلاء مبدأ الشفافية المعهود ومكاشفة الشعب بجوانب الأمور، ولاسيما مضمون حوار الرئيس وضباط مصر المنتظرين تناول قضايا محورية إقليميًا ودوليًا ومحليًا.
وقال النائب عصام خليل، إن الرئيس تحدث كالعادة مع الشباب من القلب كل كلمة كانت بمثابة قطع ألسنة الإفك التي دأبت الطعن والتشكيك فى كل تقدم تخطوه الدولة المصرية، ولعل توضيح الرئيس أن شركة العاصمة الإدارية بدأت من الرصيد صفر بات لديها حساب بالبنوك بقيمة 80 مليار جنيه دون أن ترهق الموازنة العامة للدولة، ولديها أموال لدى المطورين العقاريين تصل إلى 150 مليار جنيه مما يعكس نجاحها بالإضافة للمباني والمنشآت الرائدة التي شيدت، والأمر نفسه ينطبق على المدن الجديدة .
وأضاف خليل، في بيان صحفي اليوم السبت ، أن مصر لديها قيادة تتحرك وفقا لاستراتيجية وأهداف لبناء حقيقي ومتكامل للجمهورية الجديدة ورغم الهجمات الشرسة والظروف المحيطة لم تتوقف عن المضي قدومًا لأن البناء والإعمار هما رافدًا رئيسيًا في تحقيق التنمية المستدامة وقول الرئيس صريح" الدولة حولت الأرض إلى فرص لبناء البلد "، وقطعًا لن تبني بلد إلا بسواعد وجهود أبنائها؛ مشيرًا إلي أن التوسع في إنشاء العديد من الجامعات الجديدة شجع على شراكات مع جامعات عالمية وحافظ على أبنائنا من الاغتراب للدراسة بالإضافة لكونها فتح أبواب التعاون المثمر مع دول متقدمة.
وأكد أن الرئيس لديه نظرة ثاقبة ولاسيما توجيهاته للعمل علي الرقمنة والتحول الرقمي الشامل منذ سنوات، واليوم يدعو الجميع الاهتمام بعلوم الحاسب والنظم والرياضيات في ظل الطفرة التكنولوجية التي يشهدها العالم حتى نواكب مسارها، ولم يدع كلمته دون الاهتمام بالزراعة وتركيز الدولة على الصناعة الزراعية بشكل موسع لأن الواقع يتحدث بأن الحروب العالمية الجديدة أحد جوانبها حروب الغذاء وعلينا ان نزرع ما نأكل وننتج ما يحتاجه المستهلك المصري.
وعن حديث الرئيس بشأن الموانئ .. أوضح رئيس حزب المصريين الأحرار، أن تعزيز المواني وإنشاء شبكات متطورة على البحرين الأحمر والمتوسط وغيرها يساهم في تعزيز التجارة العالمية وتوفير بنية أساسية قوية.
وتابع:"أن الرئيس تحدث للشعب وشباب مصر عن فرص مصر في الاستثمار في الهيدروجين الأخضر والأمونيا وطاقة الرياح والطاقة الشمسية؛ موضحًا خطوات الدولة نحوها، لأن مصر دولة الحضارة أولت الدولة اهتماما وحققت نقلة نوعية في عالم المتاحف بافتتاح المتحف المصري الكبير ، وفي ضوء التقدم رغم التحديات على اختلاف الأصعدة علينا الحفاظ على كل شيء في بلادنا لانه بالأساس نتيجة جهد وصمود شعب عظيم ورؤية قيادة رشيدة ".
وختامًا يناشد حزب المصريين الأحرار شباب مصر وعمادها وكافة ابنائها الحفاظ علي مقدرات الوطن والتصدى لكافة الشائعات الهادفة ضرب الاصطفاف المصري الذي يُشكل حائط الصد المنيع أمام مكائد الطامعين.