أكدت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية اليوم الاثنين، أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتسوية الأزمة المشتعلة في قطاع غزة وسط تفاقم الوضع الإنساني.

وقالت "إن أية محاولة لمعارضة أو تأخير هذه الخطة لأي سبب من الأسباب سوف تؤدي إلى تأخيرالسلام وتكريس الكراهية وتسكب الزيت على النار"، محذرة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من أنها إذا لم تتخذ قرارًا حاسمًا في هذا الصدد فإنها ستواجه على الأرجح "كارثة".

وأشارت الصحيفة - في تقرير عبر موقعها الإلكتروني - إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قام بأربع زيارات إلى إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي، لكن ما تحدث عنه هو الدعم الأمريكي لإسرائيل بدلا من وقف إطلاق النار.

وقالت "إنه مع كل يوم يتأخر فيه وقف إطلاق النار يتعمق عداء الفلسطينيين تجاه إسرائيل، ومن المؤكد أنه سيخلق كارثة أطول أمدا وأكثر تدميرا في المنطقة التي تعاني بالفعل من عقود من الحرب".

وأضافت "عندما اندلع الصراع بين فلسطين وإسرائيل لأول مرة، أعربت الصين على الفور عن موقفها..مؤكدة أن الأولوية القصوى هي الحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية أوسع نطاقا وأن السبيل الأساسي للخروج هو تنفيذ حل الدولتين، وفي مناسبات عديدة منذ ذلك الحين، أكدت الصين مرارا وتكرارا أهمية وإلحاح العودة إلى حل الدولتين".

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية لم تستجب بشكل فعال لنداء الضمير هذا وبدلا من ذلك كانت هذه السياسات مقيدة بفِعل السياسات الداخلية وتذبذبت الأمر الذي حال دون توصل الدول الكبرى إلى إجماع فوري، ولم يكن الأمر كذلك إلا بعد أن تسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة في سقوط عشرات الآلاف من الضحايا بما في ذلك العشرات من النساء والأطفال، وتشريد مئات الآلاف من الناس حتى بدا أن القادة في الولايات المتحدة والدول الأوروبية يدركون الحاجة إلى العودة إلى حل الدولتين، وأعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن وبعض الزعماء الأوروبيين عن موقفهم حيال هذا الأمر مؤخرا.

ولفتت الصحيفة إلى أنه رغم أن المعاناة الحالية في الشرق الأوسط لا ترجع بشكل مباشر إلى الولايات المتحدة وأوروبا، باعتبارهما منخرطتين بعمق في اللعبة الجيوسياسية هناك منذ الحرب العالمية الثانية، إلا أنهما تتحملان مسؤولية ثقيلة عن استئناف الحرب.

وبحسب (جلوبال تايمز) فإن السبب على وجه التحديد هو الدعم غير المحدود الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل، وموقف الولايات المتحدة وأوروبا المتخاذل، الذي أدى إلى الفشل في اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على السلام بينما زحفت إسرائيل إلى غزة دون أي وازع حاملة أسلحة ومعدات أمريكية الصنع، وبدلًا من ذلك، دعمت الهجمات الإسرائيلية الانتقامية ضد غزة وعززت نشر القوة للحد من مشاركة قوى أخرى في الشرق الأوسط، والأمر الصادم هو أن بعض كبار المسؤولين الأمريكيين ما زالوا يشككون في عدد القتلى الفلسطينيين.

وقالت بعض وسائل الإعلام الأمريكية "إن طرح الصين لحل الدولتين هو شعار أجوف".

وعلقت الصحيفة بالقول "منذ التسعينيات أصبح حل الدولتين هو السياسة الوطنية للحكومة الأمريكية في تعزيز محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، كما أصبح هذا هو الموقف الرسمي لمعظم الدول التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بشأن القضية الإسرائيلية الفلسطينية".. مشيرة إلى أن السبب وراء صعود وهبوط حل الدولتين وعدم إمكانية تنفيذه بشكل حقيقي له علاقة كبيرة بالمصالح المختلفة لجميع الأطراف المعنية.

واستشهدت في ذلك بمقال نشرته مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية في 19 أكتوبر الماضي قالت فيه إن الولايات المتحدة لم تقدم أكثر من مجرد كلام لتحقيق هذا الهدف، ومع كل أزمة تمر، يزداد تحالف واشنطن مع إسرائيل..لافتة إلى أنه على الرغم من أن الترتيب المستقبلي لحل الدولتين لايزال يتطلب مفاوضات شاقة إلا أن إقامة دولتين وضمان قدرة كل منهما على العمل بشكل مستقر والعيش في سلام هو الهدف الوحيد الذي يمكن أن يعزز المفاوضات بين الطرفين، ولا يجوز للمجتمع الدولي أن يتخلى عن هذا الهدف، وخاصة في وقت حيث تشتعل الحرب من جديد.

وأشارت الصحيفة إلى أن التحدي الآن هو ما إذا كان المجتمع الدولي قادرا على التوصل إلى إجماع حول هذا الأمر، وتشكيل الأساس لوقف إطلاق النار من خلال حث الجانبين على استئناف المفاوضات.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: حل الدولتين قطاع غزة جو بايدن الولایات المتحدة حل الدولتین إلى أن

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: إدخال المساعدات إلى غزة مرهون بسماح إسرائيل

أكدت المتحدثة باسم الأمم المتحدة، أن المنظمة الدولية تلتزم بتوصيل المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في قطاع غزة خلال فترة وقف إطلاق النار، مشددة على أن "تقديم هذه المساعدات مرهون بالظروف المتاحة على الأرض".

وأوضحت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إيري كانيكو، أن "من الضروري إزالة العقبات المختلفة التي واجهتها الأمم المتحدة خلال العام الماضي، بما في ذلك القيود المفروضة على دخول البضائع، وانعدام الأمن والسلامة، وانهيار القانون والنظام، بالإضافة إلى نقص الوقود".


وأفاد مكتب التنسيق بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل رفض الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لتوصيل المساعدات الحيوية إلى الفلسطينيين في قطاع غزة.

وأشار المكتب إلى أن سلطات الاحتلال رفضت بشكل مباشر 6 حركات إنسانية، كما تم إعاقة 5 مهمات أخرى، بينما أُلغيت 4 مهمات بسبب التحديات الأمنية واللوجستية، وذلك من أصل 22 حركة إنسانية كانت مخططة من قبل الأمم المتحدة.

ونقل مصدر أمني مصري أنه "يجري التنسيق لفتح معبر رفح الفلسطيني، للسماح بدخول المساعدات الدولية إلى قطاع غزة".


وأضاف المصدر أن مصر "تستعد لإدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية إلى القطاع"، وذلك في أعقاب الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية حماس، بعد أكثر من 15 شهرًا من الإبادة الجماعية الإسرائيلية.

والثلاثاء٬ قالت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، إنها أعدت أكبر قافلة مساعدات حتى الآن متجهة إلى قطاع غزة، تضم 120 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والإغاثية والطبية. وتأتي هذه القافلة، التي تحمل الرقم 140، ضمن الجهود المستمرة لإغاثة القطاع منذ بدء الحرب الإسرائيلية الحالية.

مقالات مشابهة

  • الاعيسر: قرار الولايات المتحدة الظالم ضد الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان يفتقر للشرعية القانونية
  • هاريس: الولايات المتحدة تتوقع تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بغزة بالكامل
  • محمد بن زايد والسيسي: حل الدولتين السبيل لتحقيق الاستقرار والسلام الدائم والشامل في المنطقة
  • السيسي وبن زايد: حل الدولتين السبيل الوحيد لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط
  • ‏"أكسيوس": المفاوضات لا تزال جارية بشأن عدد من أسماء الأسرى البارزين الذي تطالب حماس بالإفراج عنهم وترفض إسرائيل ذلك
  • أبو الغيط: حل الدولتين يظل المسار الوحيد لضمان عدم تكرار مأساة غزة
  • الولايات المتحدة تكشف عدد شاحنات المساعدات التي ستدخلها لغزة
  • الأمم المتحدة: إدخال المساعدات إلى غزة مرهون بسماح إسرائيل
  • وزير البترول يبحث تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة في مجال الطاقة
  • الولايات المتحدة.. حذف برامج ضارة صينية عن بُعد من آلاف الأجهزة