الجزيرة:
2025-01-31@10:43:38 GMT

جورج أورويل.. صحفي وروائي وناقد سياسي بريطاني

تاريخ النشر: 25th, June 2023 GMT

جورج أورويل.. صحفي وروائي وناقد سياسي بريطاني

جورج أورويل، كاتب بريطاني ولد بالهند وترعرع في بريطانيا، لم تتوفر له فرص دراسية جيدة فانضم للشرطة الإمبراطورية، وخدم ضابطا فيها لمدة 5 أعوام، لكنه خرج منها ناقما على الاستعمار والحكم الشمولي ومناصرا للديموقراطية الاشتراكية.

كان صحفيا وناقدا وروائيا، كتب اثنتين من أشهر الروايات السياسية في العالم، هما "مزرعة الحيوان" و"1984″، وعاش آخر أيامه في مزرعة نائية مع ابنه بالتبني وشقيقته، ومات بالسل في الـ46 من عمره عام 1950.

المولد والنشأة

ولد جورج أورويل يوم 25 يونيو/حزيران 1903 بمدينة موتيهاري في إقليم البنغال الهندي آنذاك، واسمه الحقيقي إريك آرثر بلير.

انتمت أسرته إلى الطبقة المتوسطة، فوالده ريتشارد والم سلي بلير كان مسؤولا ثانويا لبريطانيا في الخدمة الوطنية الهندية، إذ تولى الإشراف على إنتاج الأفيون وتصديره إلى الصين آنذاك.

وكانت والدته إيدا مابل ليموزين ابنة تاجر خشب فرنسي له مزارع عدة في جامايكا، ونشأت في بورما (ميانمار)، كما كان جده توماس آرثر بلير رجل دين.

وقبل إتمام عامه الأول، نقلته والدته مع شقيقته الكبرى مارغوري إلى بريطانيا، فترعرع في هونلي أون تيمز عاصمة مقاطعة أكسفورد شاير، وكان أورويل يصف طبقة عائلته بأنها "الطبقة الوسطى العليا الدنيا".

وكان يشرح ذلك بقوله إنهم من الطبقة الوسطى لأنهم بالفعل كذلك، ومن الطبقة العليا لأنهم يطمحون لذلك، ومن الطبقة الدنيا لأنهم لا يملكون المال.

لم يكن أورويل مهتما بدراسته، لكنه أحب الكتابة منذ صغره، فكان يكتب في مجلة الكلية، كما شارك في لعبة "حائط إيتون"، وهي لعبة شبيهة بكرة القدم.

وكانت علامات الذكاء والنبوغ ظاهرة على أورويل منذ صغره، لكنه كان انطوائيا وحساسا، مما جعل البعض يعتبره غريب أطوار.

التكوين العلمي

في سن الثامنة ذهب أورويل إلى مدرسة سانت سيبيريان الداخلية على ساحل مقاطعة ساسكس في جنوب شرق إنجلترا، ودرس فيها سنوات الإعدادية حتى أصبح عمره 13 عاما.

وكتب أورويل عن الوقت الذي قضاه في تلك الإعدادية فصلا ساخرا عنونه "هكذا كانت الأفراح"، وكان منذ تلك المرحلة المبكرة صاحب وعي طبقي، وتجلى ذلك في كتاباته، لكنه لم يكن محبا للدراسة.

بدأ أورويل الكتابة في مرحلة مبكرة جدا، فكتب قصيدتين نُشرتا في الصحيفة المحلية، وحصل على المرتبة الثانية وأشاد بقصيدتيه مفتش المدرسة الخارجي.

وحصل لجدارته على منحتين دراسيتين بمدرستي ويليغنتون وإيتون، وكانت إيتون مدرسة إنجليزية مرموقة وعريقة، فدرس أولا في ويليغنتون لفترة وجيزة. ثم التحق بإيتون في سن الـ13 عاما وبقي فيها حتى بلغ الـ18 من عمره، لكنه لم يتخرج منها بتميز، ومن ثم لم يكمل دراسته الجامعية، ولم تستطع أسرته التكفل بنفقات تعليمه.

ولم يكن ذلك غريبا، لأن جورج أولى القراءة اهتماما أكبر مما أولاه لمذاكرة المواد الدراسية، فقرأ لعدد من المفكرين والأدباء مثل جورج برنارد شو وصموئيل بتلر.

وكان متأثرا بشكل خاص بالروائي الإنجليزي ليونارد هكسلي، وكان هكسلي ينشر كتاباته في دوريات المدرسة وأستاذا فيها.

من التجنيد إلى الصحافة

بعد فشله في الحصول على منحة دراسية لإتمام تعليمه العالي، ترك التعليم عام 1921، وقررت أسرته أن يلتحق بالشرطة الإمبراطورية البريطانية، فخضع لامتحانات قبول الخدمة الوطنية في الهند، واجتازها فانتقل إلى بورما.

وعمل في بورما مساعدا لمشرف الشرطة الإمبراطورية الهندية، وأثرت تلك الفترة في أفكاره، لأنه كان مناهضا للاستعمار البريطاني، وخجلا من انتمائه إلى صفوفه.

وأمضى الفترة من عام 1922 إلى 1927 مع الشرطة الإمبراطورية في بورما، ولم تكن تلك السنوات الخمس سعيدة بالنسبة له، فغادر عائدا إلى إنجلترا.

وفي يناير/كانون الثاني عام 1928، قرر الاستقالة من منصبه في الشرطة الإمبراطورية، إذ كانت الحواجز العرقية والطبقية تحول بينه وبين الاختلاط بالبورميين.

ومحاولة للتخفيف من الشعور بالذنب، انتقل للعيش في الجهة الشرقية من لندن، حيث الأحياء متواضعة والسكان فقراء أو متسولون، وقرر أن يمتهن الكتابة.

لم ينجح أورويل في الاعتماد على الكتابة في تلك الفترة، فانتقل إلى فرنسا، حيث عمل في وظائف بسيطة، منها غاسل أطباق في المطاعم، وكتب قصصا وروايات لكنها لم تنشر.

ثم نشر كتابه الأول "متشرد في باريس ولندن" عام 1933، وكانت تلك بداية استخدامه لاسمه المستعار الذي عرف به، والمستوحى من نهر أورويل في مدينة سوفولك البريطانية، إذ لم يرد أن يلحق ضررا بأسرته.

ثم نشر روايته الأولى "أيام في بورما" عام 1934، وأظهرت تلك الرواية شخصية جورج أورويل الروائي الناقد لأسلوب المستعمر. وكان أورويل في تلك الفترة يعد نفسه اشتراكيا، ومؤمنا بالديموقراطية الاشتراكية.

وعام 1936، كُلّف بكتابة تقرير عن الفقر بين عمال المناجم العاطلين في شمال إنجلترا، مما أسفر عن كتابه "الطريق إلى رصيف ويغان" المنشور في مارس/آذار 1936.

وفي ذلك الكتاب، وصف الأحوال المزرية التي يعيشها عمال المناجم العاطلين في لانكشر ويوركشاير، التي كانت مناطق الشمال الصناعية قبل الحرب العالمية الثانية، ووجه انتقادات لاذعة للحركات الاشتراكية القائمة آنذاك.

وأواخر عام 1936 سافر إلى إسبانيا، راغبا في القتال مع قوات المعارضة الجمهورية ضد القوميين، في الحرب الأهلية في أثناء الثورة على فرانكو.

وأصيب في تلك التجربة بجروح خطرة وقاتل ضد الشيوعيين في برشلونة، وفرّ خوفا على حياته من الشيوعيين، الذين قمعوا ثوار الاشتراكية، فحوّلته تلك التجربة إلى مناهض للستالينية مدى الحياة.

وعام 1938 وبعد تجربة مشاركته التطوعية في الحرب الأهلية الإسبانية، ترسخ عنده خوف وبغض للشيوعية، فألف كتاب "الحنين إلى كتالونيا" أو "تحيا كتالونيا"، الذي اعتبره النقاد من أفضل أعماله الأدبية.

ورغب أورويل في الخدمة بالجيش في أثناء الحرب العالمية الثانية، لكن ظروفه الصحية منعته من ذلك، فعمل بين عامي 1941 و1943 في الدعاية بهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" (BBC).

وعام 1943، عمل محررا أدبيا لمجلة "ذا تريبيون" التابعة لحزب العمل الاشتراكي اليساري، وكان يكتب بانتظام في عمود بعنوان "كما أريد".

وكان صحفيا غزير الإنتاج، إذ يكتب المقالات والمراجعات والكتب، وكتب في عدة صحف عن تشارلز ديكينز.

جورج أورويل أوصى زوجته بألا تكتب سيرته الذاتية فقاومت زوجته سونيا محاولات المهتمين (غيتي) تجربة الزواج

لم يكن جورج أورويل لبقا مع النساء، ولم تكن علاقاته تستمر طويلا، إلا أن طالبة الدكتوراه والباحثة إيلين أوشونيسي قبلته كما هو، وكانت امرأة ذكية ومضحية.

وفي التاسع من يونيو/حزيران 1936، تزوج أورويل من إيلين مود أوشونيسي، وعاشت معه حياته المتقشفة والصارمة، وتبنيا الرضيع ريتشارد هوراشيو عام 1944.

وبقيا معا حتى وفاتها -عن عمر ناهز 39 عاما- في أثناء عملية جراحية يوم 29 مارس/آذار 1945، إثر توقف قلبها تحت التخدير، وكان جورج وقت وفاتها في باريس.

أثرت وفاة إيلين تأثيرا كبيرا عليه، وعاش محبطا وحزينا، لكنه شرع في البحث عن زوجة أخرى لتساعده في العناية بطفله الرضيع، وفشلت محاولاته للزواج عدة مرات.

وأخيرا، تزوج قبل وفاته بوقت قصير من سونيا براونيل، العاملة في مجلة "هورايزونز" الأدبية، والتي اهتمت بالترويج لأعمال أورويل حتى بعد رحيله.

وكان جورج قد أوصى بألا تكتب له أي سيرة ذاتية، فطبقت أرملته سونيا تلك الوصية، وحاولت جاهدة أن تصد محاولات المهتمين بسيرته الذاتية.

وأنشأت سونيا أرشيفا في كلية لندن الجامعية لأعماله، شاركها في تحريره إيان أنجوس، ونشرت مجموعة من 4 مجلدات ضمت مقالات ورسائل أورويل الصحفية عام 1968.

وبعد نشر تلك المجموعة فوضت سونيا أستاذ العلوم لسياسة اليساري برنارد كرك، لإكمال سيرة أورويل، وحثت أصدقاء الراحل على التعاون لإنجاز هذا العمل.

رواية "مزرعة الحيوان"

في أغسطس/آب 1945، نشر جورج أورويل كتابه "مزرعة الحيوان"، وهي رواية رمزية مناهضة للشيوعية، مما جعله يواجه صعوبات في الحصول على ناشر لها، نظرا لكون بريطانيا آنذاك كانت متحالفة مع الاتحاد السوفياتي.

وتناولت الرواية رفض أورويل للظلم بكافة أشكاله، كما أورد فيها فكرة قلقه من الحرية الفردية المطلقة، التي من شأنها أن تكون سلاحا ذا حدين.

حققت رواية "مزرعة الحيوان" عائدات مادية كبيرة لجورج، كما أحرزت نجاحا تجاريا باهرا، ومنحت أورويل شهرة أدبية وثروة كبيرة.

وانتقل مع طفله ريتشارد وأخته الصغرى أفريل إلى جزيرة جورا الأسكتلندية، للتفرغ للكتابة وتوفير بيئة مناسبة لتربية ريتشارد.

وكان في تلك الأثناء يعاني تدهورا في صحته، ويكتب عمله الشهير رواية "1984"، الذي توفي بعد إتمامها بفترة وجيزة.

ما كشفته رسائله مع إيلينا

نشرت باحثة كندية تدعى سيلفيا توب كتابا عن سيرة إيلين أوشونيسي زوجة جورج أورويل تحت عنوان "إلين، صانعة جورج أورويل"، واستعرضت فيه حياة الزوجين معا في كوخ رطب، عاشا فيه على حليب الماعز وبيض الدجاج.

وعثرت سيلفيا توب على قصيدة بعنوان "نهاية القرن 1984″، كانت قد كتبتها إيلين عام 1934 في مجلة مدرسة "سندرلاند تشيرش"، وتنبأت فيها بمستقبل مظلم.

وكانت إيلين قد التقت جورج في حفلة لأحد الأحزاب السياسية بلندن، بعد عام من كتابة القصيدة التي لم تُكتشف حتى عام 2001، فطلب منها الزواج ووافقت.

وأشارت الكاتبة إلى أن "قصيدة إيلين زرعت بذور رواية (1984) في ذهن أورويل"، وتضيف أنها "كانت على وشك إحراز درجة الماجستير في علم النفس من كلية لندن الجامعية، حتى التقت جورج فتركت دراستها وسخّرت حياتها لمساعدته في كتاباته".

ولم يكن الزوجان يتمتعان بصحة جيدة، إذ كان جورج يقضي شهورا في المصحة إثر سعال الدم، وكانت إيلين توثق يومياته وتتابع أحداثه كلها، وتسير لمسافة 3 أميال لتزوره في المصحة، إضافة إلى رعايتها الدجاج والحيوانات بمفردها.

وتبعت إيلين زوجها إلى إسبانيا وقت مشاركته في الحرب هناك، حيث أصيب برصاصة اخترقت حنجرته، وتسببت له ببحة في صوته لبقية حياته، فقال للأميركي الذي كان إلى جواره "أخبر إيلين أنني أحبها"، وتولت هي رعايته حتى استطاعا الفرار معا.

لكن علاقتهما شهدت فتورا، فكانت إيلين على علاقة برجل آخر، كما طارد جورج صديقة إيلين المقربة ليديا جاكسون.

وقبل وفاتها، أرسلت إيلين لجورج في باريس تريد توقيعه لدفع أجر العملية البالغ 40 جنيها إسترلينيا، وقالت في رسالتها "ما يقلقني هو أنني لا أعتقد حقا أنني أستحق المال".

وكتب دي جي تايلور ناشر سيرة جورج أورويل الأحدث "أورويل: الحياة الجديدة" عام 2023 متسائلا، "ما الذي أوصل الشابة الباحثة وطالبة الدكتوراه إلى هذا الحد من تحقير الذات؟ وكيف استطاع أورويل أن يجندها لصالحه؟".

وأورد في تلك السيرة رسائل تفضح علاقات جورج المتعددة مع قائمة طويلة من النساء.

أقوال جورج أورويل

لجورج أورويل أقوال شهيرة وأفكار أصبحت تستخدم في السياقات الفكرية والسياسية، ومن أبرز العبارات التي أرستها كتاباته "ازدواجية التفكير" و"الأخ الأكبر يراقبك".

وله أقوال شهيرة أبرزها:

"لأول مرة أدرك أنه إذا كنت تريد الاحتفاظ بسر يجب عليك أيضا أن تحفظه من نفسك".

" الطريقة الأكثر فعالية لتدمير الناس هي إنكار وطمس فهمهم لتاريخهم".

"من يسيطر على الماضي يسيطر على المستقبل، ومن يسيطر على الحاضر يسيطر على الماضي".

رواية "1984" لأورويل تعد إنتاجا ديستوبيًا وواحدة من أشهر كلاسيكيات الأدب السياسي في العالم (غيتي) كتب جورج أورويل

لم يكن إنتاج جورج أورويل عن تأسيس أكاديمي في الفلسفة أو علم الاجتماع أو السياسة، لكن كتاباته ناقشت تلك المواضيع، وناقشت القومية والاشتراكية والشمولية والإمبريالية والدعاية الإعلامية والأوضاع الاجتماعية، والتاريخ والأدب وغيرها.

ورسمت مؤلفاته خريطة لرحلته الفكرية، إذ كانت مؤلفاته في البداية مسلطة الضوء على الفقر والعمل والعمال، ثم بلورت تجاربه اللاحقة فكره الفلسفي والسياسي.

وكان معظم عمله الصحفي كتابة المقالات في أعمدة الصحف والمجلات، ومن أبرز كتبه ورواياته:

رواية "الصعود إلى الهواء" رواية "هدنة لالتقاط الأنفاس" كتاب "لماذا أكتب" رواية "إطلاق النار على الفيل" كتاب "السياسة واللغة الإنجليزية" رواية "دع الدريقة تطير" رواية "ابنة القس" رواية "1984"

تعد "1984" رواية ديستوبية وواحدة من أشهر كلاسيكيات الأدب السياسي في العالم، نشرت عام 1949، ودارت أحداثها في عالم يعاني حربا مستمرة، وتحكمه مجموعة من المتلاعبين بالحقائق والجماهير. وديستوبيا كلمة يونانية تعني "أدب العالم الفاسد"، وهي نقيض كلمة "يوتوبيا" (Utopia) التي تعني المدينة الفاضلة.

وكان جورج يكتب هذه الرواية في أثناء إقامته في جزيرة جورا، "مستلقيا على سريره يسعل ويدخن بشراهة، والآلة الكاتبة على بطنه"، وعند نشرها لاقت انتشارا كبيرا.

تناولت فكرة الرواية المركزية الاستبداد والحكم الشمولي، ومثلت عبارة "الأخ الأكبر" شخصية حاكمين هما أدولف هتلر وجوزيف ستالين، فكانت للرواية إسقاطات مباشرة على دولة ستالين.

ومُنع نشر الرواية في عدد من دول العالم، من ضمنها الولايات المتحدة التي اعتبرت علاقة البطل مع حبيبته غير شرعية، ولا تتوافق مع قيم وأخلاقيات المجتمع الأميركي وقتها.

وعُدّ اقتناء الرواية أو السؤال عنها في الاتحاد السوفياتي جريمة، ويسجن من يسأل عن الكتاب أو ينشره.

التكريمات

جاء جورج أورويل عام 2008 في المرتبة الثانية بقائمة أعظم 50 كاتبا بريطانيا منذ عام 1945.

وفاته

كان جورج أورويل كثير التدخين، بالإضافة إلى مشاكله الصحية الأخرى، وهو ما أثر على رئتيه وسبب له مشاكل في الشعب الهوائية.

وانتقل في الأعوام الأخيرة من حياته للعيش في مزرعة نائية في جزيرة جورا الأسكتلندية، وصب تركيزه على الكتابة.

في ديسمبر/كانون الأول 1947، شُخّص أورويل بمرض السل، وتزوج سونيا في المستشفى الجامعي بلندن بعد مرضه.

وتوفي إثر مرضه بالسل يوم 21 يناير/كانون الثاني 1950، عن عمر ناهز الـ46 عاما، ودفنه صديقه ديفيد أستور في فناء كنيسة بأكسفورد شاير.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

معرض الكتاب يناقش رواية أحمد القرملاوي"الأحد عشر" .. صور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في إطار فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، استضافت قاعة "فكر وإبداع"، ضمن محور "كاتب وكتاب"، ندوة ثقافية لمناقشة رواية "الأحد عشر"؛ للكاتب أحمد القرملاوي؛ شارك في المناقشة: محمد سمير ندا؛ ومنصورة عز الدين، وأدارها عمرو المعداوي.  

في البداية، أشاد  عمرو المعداوي بالكاتب وسرده، موضحًا أن الرواية تبدو كعمل هندسي منظم جدًا، وأن الكاتب دائمًا ما يقدم الجديد، معربًا عن سعادته بإدارة هذه الندوة.  

من جانبها، أوضحت الكاتبة منصورة عز الدين؛ أنها سعيدة بحضورها؛ ومناقشة الرواية، مضيفةً أنها دائمًا تُفاجأ بكتابات أحمد القرملاوي؛ وأن القرملاوي من الكتّاب الحاضرين بنصوصهم؛ وليس بحضورهم الشخصي، لأن النصوص هي الأساس، وأنه يترك البراح لنصه؛ كما أوضحت أنها وافقت على النقاش؛ قبل قراءة الرواية، لأنها تثق في أن الكاتب دائمًا ما يقدم الجديد، نظرًا لاهتمامه بالتراث الديني والأسطوري.  

وأضافت منصورة أن الرواية تداخلت فيها أجناس المسرح والرواية بجرأة كبيرة، لأن المسرح ليس مقروءًا بما يكفي؛ كما ذكرت أن الرواية تاريخية، ولكن ليست بالطريقة المعهودة، حيث تحتوي على نوع من الهجاء الساخر المتميز عن واقع المشهد الأدبي؛ وأن الرواية هي "قصة توراتية" بكل ما تحمله من معنى، وأن الكاتب رصد التنافس بين الأدباء والظواهر التي تضايقهم، واستطاع ربطها ببراعة؛ وأن الكاتب استخدم "التناص"؛ بنجاح في روايته، وتمكّن من جعل القارئ يرى الرواية من منظور مختلف؛ والرواية تتميز بأبعاد متعددة وأصوات مختلفة، بما في ذلك أصوات الهامش التي لم تُسمع من قبل؛ حيث إن عنوان الرواية يدل على "سيدنا يوسف"، الذي يُعد الشخصية المركزية في الرواية؛ رغم كونه شخصية مرجعية، وأن البطل الأساسي هو الذئب.  

وأوضحت أيضًا أن الكاتب نجح في اللعب بالمدلولات والقصة الأصلية، عندما قدّم وجهة نظر مضادة بجرأة كبيرة؛ وأكدت أن الذكاء في الرواية يتجلى في العلاقة بين المسرح والرواية، حيث استعان الكاتب بأجزاء من الكتابة المسرحية داخل النص الروائي؛ وأن الكاتب حرص على استخدام اللغة الفصحى، وأن الشخصيات كُتبت بإقناع وبراعة كبيرة؛ وأن المشهد الافتتاحي في الرواية يكاد يكون مشهدًا مسرحيًا رائعًا، رغم عدم رضا الكاتب عنه.  

من جهته، أوضح الكاتب محمد سمير ندا؛ أنه يتابع الكاتب منذ بداياته، مضيفًا أن القرملاوي يكتب بحرية ودون قيود، وهذه الرواية هي الأجرأ بين رواياته؛ وقال: " إن الرواية تطرح ما وراء الكلمة، وهناك نصًا خلف النص الظاهر في الرواية، حيث تتناول قصة أبناء يعقوب؛ كما أن اختيار الموضوع وجرأة الكاتب في تناول القصة الدينية والملحمية؛ هما ما يدفعان للتساؤل عن سبب كتابتها في هذا الوقت؛ كما أن الشق الواقعي في الرواية؛ لم يقدم أنموذجًا جيدًا أو إيجابيًا للواقع الثقافي".  

أما الكاتب أحمد القرملاوي، فقد رحب بالحضور، موضحًا أنه من الصعب على الكاتب أن يحدد مسبقًا توجيه الكتابة نحو موضوع معين؛ وأنه كان منشغلًا دائمًا بفكرة قصة سيدنا يوسف؛ والأفكار الموروثة عنه، مما دفعه لكتابة هذه الشخصيات لفهمها أكثر، مضيفًا أنه شعر أن الأبعاد النفسية التي حكمت "إخوة يعقوب" في تعاملهم مع أخيهم، هي ذاتها التي حكمت تكوين الشخصيات في الرواية؛ وأن إدخال الكتابة المسرحية في الرواية كان تجربة جديدة بالنسبة له، مشيرًا إلى أن الفكرة جاءت أثناء الكتابة، وخلقت طبقات من الصراع على مستوى الشخصيات والنصوص؛ كما أنه  أراد خلق تشابكات بين العالم المعاصر والعالم التاريخي والشخصيات التاريخية، واستشار بعض الأصدقاء قبل أن يستقر على دمج الكتابة المسرحية والروائية معًا.  

كما أوضح أنه أدرك الكتابة بالحس التاريخي والمعاصر، وأن معطيات النص فرضت نفسها على الشكل السردي؛  وأكد أن النص هو في جوهره رواية وليس مسرحية، لكنه استلهم قوانين السرد المسرحي، من حيث بناء الشخصيات والحوار؛ ولم يدّعِ أن روايته تتناول الوسط الثقافي، بل تضمنت فصولًا صغيرة عنه، لكنه ليس المحور الأساس، موضحًا أن الرواية تعكس إحدى طبقات الصراع، وتبرز ملامح الضعف البشري والتنافسية، مشيرًا إلى أن الحضارة الإنسانية قائمة على فكرة التنافسية؛ وقال أحمد القرملاوي:  "إن المسرح يُكتب ليُجسَّد على خشبته، بينما الرواية تقدّم الحياة بكل أشكالها؛ وأوضح أن روايته ليست نصًا تاريخيًا بالمعنى الكامل، بل نصًا فني فنيًا في المقام الأول، ومعالجته جاءت من خياله؛ وأكد أن مرجعيته الأخلاقية والفنية هي نفسه، وأنه يختار ما يناسب النص من السرد والشخصيات، وعلى القارئ أن يحكم على النص كما يشاء.

مقالات مشابهة

  • قراءة في رواية ” ينال” للأديب العراقي أمجد توفيق
  • معرض الكتاب يناقش رواية أحمد القرملاوي"الأحد عشر" .. صور
  • تفاصيل لقاح أمريكي بريطاني يعالج السرطان
  • جيش المشرق.. أنشأته فرنسا وكان بذرة لهيمنة العلويين على سوريا
  • ترامب يعلق على حادث تحطم طائرة الركاب في واشنطن: "وضع سيء وكان يمكن منعه"
  • لبنان: قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرق الهدنة.. إصابة 36 في غارات على الجنوب
  • أحمد شوقي يلتقي جورج أورويل
  • عبر تتبع الخلايا.. لقاح بريطاني للسرطان يكتشف المرض قبل الإصابة به بـ20 عاما
  • المخرج خالد الحلفاوي: والدي علمنا احترام النفس.. وكان يختار أدواره بعناية
  • لقاح بريطاني يقي من السرطان قبل 20 عاماً من الإصابة