"عاصفة الأقصى" ونهاية أوهام إسرائيل
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
مرتضى بن حسن بن علي
بتاريخ 2 نوفمبر عام 1917، بعث وزير خارجية بريطانيا أرثر بلفور، رسالته الشهيرة إلى المصرفي البريطاني وأحد زعماء اليهود في بريطانيا البارون روتشيلد، وهي الرسالة المعروفة باسم "وعد بلفور" والذي أدى بعد 31 سنة إلى تشكيل الكيان الإسرائيلي في عام 1948، وكانت هناك أسباب عديدة لقيام بريطانيا بتقديم ذلك الوعد، وتحتاج إلى مقال مُستقل لشرحها.
في عام 1923- أي بعد نحو خمس سنوات من وعد بلفور- كتب صهيوني أوكراني يُدعى زئيف جابوتنسكي، مقالين بعنوان "الجدار الحديدي"؛ حيث رأى أن التوصل إلى اتفاق مع العرب غير ممكن، لأنهم لن يتخلوا عن أرضهم وحقوقهم، وبالتالي فإنَّ الصراع معهم حتمي، وهو ما يتطلب إقامة جدار حديدي يستند إلى بناء قوة عسكرية رادعة بما يكفي لتوليد اليأس في قلوب العرب ودفعهم للتنازل عن فلسطين، وأن السلام سيُصبح مُمْكِنًا فقط بعد إلحاق هزائم عسكرية قاسية بالعرب، لدفعهم إلى القبول بوجود إسرائيل، وعدم جدوى مقاومتها عسكريًا. ومن هذين المقالين انبعثت نظرية الأمن الإسرائيلي قبل إنشاء إسرائيل بـ25 سنة!
فور تأسيس إسرائيل، أشرف أول رئيس للوزراء ووزير الدفاع آنذاك، ديفيد بن جوريون، على بلورة نظرية أمن قومي منبثقة من أطروحة "الجدار الحديدي" لزئيف جابوتنسكي، أخذت في عين الاعتبار قلة عدد سكان إسرائيل مقارنة بسكان محيطها، وصغر مساحتها التي تحرمها من عمق دفاعي. النظرية قامت على أساس أن يكون جيشها من أكبر وأقوى الجيوش في المنطقة مقارنة بعدد سكانها، وذلك بالاعتماد على قوات الاحتياط واعتبار "كل الشعب جيش". واعتمدت نظرية بن جوريون على المرتكزات الثلاثة التالية:
أولًا: الردع: وهي سياسة قائمة على إقناع كافة دول المنطقة، بتفوقها الضخم عسكريًا وإكسابها "هيبة"، تمنع أعداءها من مُهاجمتها وإثارة الخوف في نفوس كل من يُفكر في قتالها، عن طريق بناء قوة عسكرية متفوقة على جميع دول المنطقة، وساعدتها في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية ودعمتها بأسلحة حديثة متطورة، لا تملكها أية دولة أخرى في المنطقة.
ثانيًا: التفوق الاستخباري: بهدف توفير إنذار مبكر يتيح إحباط أي تهديد بشكل استباقي، ويوفر الفرصة لتعبئة الاحتياط في الوقت المناسب للتصدي للتهديدات. ويعتمد التفوق الاستخباري على المصادر المتعددة لجمع المعلومات مثل المصادر البشرية، والاختراق السيبراني، والتنصت الإلكتروني، والتصوير الجوي، والاستفادة من تبادل المعلومات مع أجهزة الاستخبارات الصديقة، للحصول على معلومات تفصيلية حول نوايا الخصم، وحجم قواته، وتسليحها، وأماكن تمركزها، وتحركاتها. ومن أجل ذلك تمتلك الاستخبارات الإسرائيلية 12 وكالة استخبارية ومن ضمنها: فيلق الاستخبارات التابع لأركان حرب الجيش الإسرائيلي. و"أمان": وهو جهاز مهمته مكافحة التجسس، ويتبع شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية. وقسم الأبحاث: المختص بتقييم جميع المعلومات الواردة. والاستخبارات الجوية. والاستخبارات البحرية. وفرع الاستخبارات الأعلى التابع للقوات البرية الإسرائيلية.والموساد ومهمته الاستخبارات الخارجية. و"الشاباك": وهو جهاز الأمن الداخلي.
واعتُمِدت نظرية بن جوريون رسميًا من البرلمان الإسرائيلي في عام 2005. لكن قبلها في عام 2000 أصدر البروفيسور والباحث الإسرائيلي في جامعة أوكسفورد المشهورة آفي شلايم كتابًا يتألف من أكثر من 600 صفحة بعنوان "الجدار الحديدي.. إسرائيل والعالم العربي"، وهو كتاب يعتمد على المقالين الذين كتبهما زئيف جابوتنسكي. وفي رأيه أن سيناريو زئيف جابوتنسكي هو ما حدث في الواقع، وجاء تاريخ إسرائيل تأكيدًا لإستراتيجية الجدار الحديدي، غير أن مخاطر تلك الإستراتيجية- حسب شلايم- تمثلت في رفض الزعماء الإسرائيليين التوصل إلى السلام مرارًا وتكرارًا، حتى عندما توفرت الأيدي الممدودة على الجانب الآخر. ويأسف شلاين لتضييع إسرائيل فرص ونوايا السلام التي توفرت من جانب الدول العربية على طول سنوات النزاع الطويلة وبذلت كل الجهود للإبقاء على الفلسطينيين في حالة خضوع دائم لإسرائيل.
في المقابل، نجحت عملية "طوفان الأقصى" في تحطيم الهالة المحيطة بالجيش الإسرائيلي، وتفوّقه التكنولوجي، وأظهرت المقاومة الفلسطينية قُدرتها على التكيف والابتكار، من خلال إحداث زلزال استراتيجي هزَّ أركان الجيش الإسرائيلي وأُسسه وعقيدته، ما أدّى إلى طرح سلسلة من التساؤلات حول الاستراتيجيات المستقبلية للصراع، وكيفية تطور التوازنات الجديدة التي قد تشكل وجهًا جديدًا للمنطقة.
زعزعتْ عملية طوفان الأقصى قواعد المؤسسات السياسية والعسكرية الإسرائيلية على نحو غير مسبوق؛ فالارتباك الذي أصاب دوائر القرار الإسرائيلية على المستويَين السياسي والعسكري، كان واضحًا في ترددها وتخبطها في اتخاذ القرارات، وقيامها بارتكاب عمليات إبادة ومجازر ضد المدنيين العُزل. وتداعيات هذه العملية بعد الحرب، ستكون لها آثار عميقة وطويلة المدى، بغض النظر عن مساراتها المستمرة ونتائجها. وقد تمتد هذه التداعيات لتشمل التحالفات السياسية داخل إسرائيل، وثقة الفرد الإسرائيلي في قدرة جيشه، وربما حتى بعلاقات إسرائيل الدولية وفي كيفية التعامل مع هذه التحديات في السنوات المقبلة. العملية زعزعت الأسس والمفاهيم التي استندت إليها العقيدة العسكرية الإسرائيلية واستراتيجية الردع الذي طورته إسرائيل على مدار عقود.
وقد حذّر عدد متزايد من الخبراء من خطورة توسُّع الصراع في منطقة الشرق الأوسط، مشيرين إلى أن ما يجري هذه المرة، يُنذر بحرب مدمرة واسعة. ويحذر الخبراء كذلك من استهداف مُفاعل إسرائيل النووي واحتمال حصول كارثة إنسانية وبيئية. ويرى بعض الخبراء أن ما يحصل هو "التدمير النهائي للأسس والقواعد القديمة"، وأن المجتمع الدولي يدخل في "عالم بلا قواعد"، وإن أي شيء ممكن حصوله، كما يعتقدون أن الأمريكيين يخططون لإعادة توزيع كبيرة لمناطق النفوذ في الشرق الأوسط؛ لأن اقتصادهم في حالة تدهور باستمرار، وكذلك بهدف إخافة دول النفط في الخليج والشرق الأوسط، إن تجرأت على التحول من البترو-دولار إلى اليوان الصيني، وأن الولايات المتحدة بحاجة إلى حرب مظفرة جديدة، بحيث تكون موارد تلك الدول في متناولها، لا سيما أن أمريكا الآن تعاني من "عذاب الإمبراطوريات" وأنها تحاول تقليل العجوزات الخطيرة في ميزانيتها بعد أن طبعت وطرحت على مدى السنوات الثلاث الماضية 80% من المعروض النقدي، علاوة على أن الاقتصاد الأمريكي ببساطة غير قادر على تلبية مستوى إنفاق واشنطن، لا سيما وأن بعض الدول بدأت في التخلي عن السندات الحكومية الأمريكية مثل الصين. هذا إلى جانب احتمالية تحوُّل المملكة العربية السعودية والدول الغنية بالنفط الأخرى من البترو-دولار إلى العملات الوطنية، ومن ثم يصبح الدولار غير ضروري. وهنا يجب أن نشير إلى أن "عملية إزالة الدولرة جارية الآن بنشاط في مجموعة بريكس، ومنظمة شنغهاي للتعاون، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي؛ حيث تخلت دول هذه المجموعات عن الدولار، ومن ثم انخفضت حصة العملة الأمريكية إلى 20% في الحسابات العالمية".
يضيف بعض الخبراء أن الولايات المتحدة ترغب في "استعادة النظام من خلال البدء بـ"حرب صغيرة منتصرة"، ستدرك في أعقابها جميع الدول أن أمريكا هي رائدة عالمية ومهيمنة. لهذا السبب يريدون تدمير إيران، ويظهرون للعالم كله كيف يتعاملون مع أولئك الذين يقررون الذهاب ضدهم"!
فهل ستقوم "عملية طوفان الأقصى" بإعادة رسم خريطة المنطقة؟ وهل منطقة الشرق الأوسط مُقبلة على تغيير وفق ما كان يتكرر على أذهاننا خلال العقود الثلاثة الماضية؟ أم أن عاصفة الأقصى والحرب في أوكرانيا، ستساهمان في رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط ونهاية أوهام إسرائيل؟!
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الجدار الحدیدی الإسرائیلی فی فی عام
إقرأ أيضاً:
ترشيحات ترامب.. ما بين ديناميات الشرق الأوسط ومآلات إسرائيل
على الرغم من أن دونالد ترامب ستبدأ مدة إدارته رسمياً في 20 يناير المقبل، وهو تاريخ الانتقال الرسمي للسلطة بينه وبين الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، إلا انه بدأ في وضع رؤية لسياسته الخارجية من خلال الإعلان عن تشكيلة إدارته التي بدأت تتضح ملامحها.
وهو ما آثار العديد من التأويلات حول أولويات ترامب في المرحلة القادمة، حيث ان تعيينات السياسة الخارجية جاءت على أولوية تحرك الرئيس الأمريكي قبل الخوض في الملفات الداخلية والاقتصادية، وهو ما يثبت صحة ما تم تناوله في المقالة السابقة حول هيمنة ملف السياسة الخارجية بالنسبة للرئيس القادم للولايات المتحدة.
وعليه، ستركز هذه المقالة على هذه الترشيحات وانعكاساتها على تعاطي ترامب مع الشرق الأوسط ومدي دعم هذه الإدارة لإسرائيل؟
بدأ دونالد ترامب في الكشف عن بعض أسماء المسؤولين الذين ستوكل لهم مناصب هامة خلال فترة ولايته المقبلة. ومن بين هذه الشخصيات، سوزي وايلز التي بعد أن قادت حملة ترامب الانتخابية تتجه لتشغل منصب كبير الموظفين في البيت الأبيض.
ومن بين الأسماء المرشحة لمنصب مستشار الامن القومي مايك والتز نائب ولاية فلوريدا وكان والتز عنصرا في القوات الخاصة وهو معروف بعدائه للصين فضلا عن توم هومان الذي سيشغل منصب رئيس وكالة الهجرة ومراقبة الحدود وذلك وفقا لما أعلنه ترامب في تغريدة على موقعه الخاص "تروث سوشيال، إلي جانب ماركو روبيو المرشح لوزير الخارجية، الذي يعد من ابرز الداعمين للمشروع الاستيطاني.
اما مايك هاكابي حاكم ولاية أركنساس فقد تم ترشيحه لسفير الولايات المتحدة لدي إسرائيل، وقد طالما شكك في الهوية الفلسطينية ويعارض حل الدولتين وقد طالب في 2015، بالاعتراف بالضفة الغربية بانها إسرائيلية.
كما أعلن ترامب عن تعيين إليز سيتفانيك سفيرة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة. وتعتبر من بين الداعمات لإسرائيل وتعد أبرز المشرعين المؤيدين لإسرائيل في الكونجرس وقد سبق وان استجوبت رؤساء الجامعات خلال جلسة استماع في الكونجرس بسبب الشعارات المعادية لإسرائيل التي رفعها طلاب هذه الجامعات الذين ساندوا فلسطين وهو ما ادي إلى استقالة رؤساء جامعتي بنسيلفانيا وهارفارد، كما ايدت منع تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) وعلي جانب اخر قد استضافها نتنياهو لإلقاء كلمة في الكنيست.
في خضم استقراء الأسماء البارزة في إدارة ترامب، يتعين محاولة تفنيد واستنباط تعاطي الإدارة الامريكية الجديدة مع الشرق الأوسط ، وذلك خلال الإجابة علي تساؤليين ما هي دلالات التعيينات في ظل واقع إقليمي يتسم بتصاعد التوترات في المنطقة وما هي تداعياتها علي مجريات الأمور؟
سوف تنطلق توجهات الرئيس ترامب من موروثات الإدارة السابقة، ومن بين هذه الملفات التركة التي توارثتها عن إدارة بايدن متجسدة في الحروب المتواصلة والمستمرة في الشرق الأوسط وأوروبا بعدما فشلت إدارة بايدن في إيقافها أو تطورها أو التحكم في نسق تغييرها، وأبرزها الحرب الروسية الأوكرانية التي تتسع حالياً خاصة بعد اشتباك كوريا الشمالية في إقليم كورسك.
ناهيك عن ذلك، وفي مقدمة الملفات المشتعلة في المنطقة، يأتي الملف الإيراني، بكل أبعاده وتداعياته، سواء ما هو متعلق بالمركز، أي إيران عينها، أو اذرعها، المتمثلة في وكلائها في المنطقة، من الحوثيين في اليمن، إلى الحشد الشعبي في العراق، مروراً بالخلايا التابعة في سوريا، وصولاً إلى حزب الله في لبنان، وحماس في غزة.
وعلى الرغم من أن سياسات ترامب يُصعب، في كثير من الأحيان التنبؤ بها، إلا أن الواقع سيفرض تغييرات كثيرة على سياساته في الشرق الأوسط الذي تأثر بالحرب الإسرائيلية على غزة وما تلاها من تصاعد للصراع في المنطقة، كما أنه من المؤكد أن هذه التعيينات تعكس رؤية دونالد ترامب وتفاعله مع قضايا المنطقة، خاصة في ضوء الإعلان عن تعيين شخصيات معادية للقضية الفلسطينية بل ومؤيدة لليمين الاسرائيلي وتنتهج سياسته.
وعلي الرغم من إطلاق حملة ترامب للعديد من المبادرات حول إنهاء تلك الحروب بما يخفف من الأعباء عن الاقتصاد الأمريكي وخاصة في الشرق الاوسط ألا ان حلفاء الولايات المتحدة في إسرائيل يحتجون على هذه المساعي بزعم أن الأهداف الإسرائيلية من تلك الحروب لم تتحقق بعد وهو ما يفتح العديد من التأويلات حول شكل وطبيعة المرحلة القادمة.
وبالتالي لعل من المفيد مناقشة ملامح الإدارة الجديدة وتوجهاتها التي يرسيها في ضوء الترشيحات المعلنة حتى الآن وفي حقيقة الأمر تعد سياسات ترامب إزاء الشرق الأوسط واضحة، فبتعيين الفريق المشار إليه، تبرز ملامح المرحلة القادمة والتي ترتكز على مزيد من الدعم لإسرائيل وربما الميل الواضح نحو توسعها على حساب أراضي فلسطينية، فضلا عن ممارسة مزيد من الضغط والتحجيم ضد إيران، وبالتالي فأن وجهة النظر والمألات الإسرائيلية هي التي سوف تهيمن علي المصالح الامريكية في المنطقة، بما يسهم في تقويض تلك المصالح في نهاية الأمر، وذلك علي عكس مقاربات ونهج الرئيس السابق دوايت أيزنهاور الذي منع إسرائيل من احتلال سيناء عام 1956 وأيضا هينري كيسنجر في عهد الرئيس نيكسون حيث طبق كيسنجر حينها سياسة "بناء الجسور" في تطوير علاقات أمريكية أكثر إيجابية مع الدول العربية، وفي الصراع العربي الإسرائيلي، طبق كيسنجر نظرية "التفكيك والتركيب" عبر العمل على تفكيك القضايا والأزمات الكبرى إلى عناصر وتفاصيل أصغر لفهمها ثم إعادة تركيبها بما يتناسب مع المعطيات الجديدة.
ومن ثم، تعد توجهات ترامب نحو الشرق الأوسط من خلال الموازنة بين المصالح الإسرائيلية والعربية غير منطقية في ظل ان الحلول الإسرائيلية تتجه نحو الحلول العسكرية فقط، كما إن خطة ترامب السابقة التي رسم خطوطها عام 2020، عبر تعميق العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والدول العربية والضغط على إيران، لم تعد مواتية، لا سيما مع تغير المشهد الدولي، وظهور متغيرات متعلقة بقوى دولة صاعدة قادرة وراغبة في التفاعل مع المنطقة وقضاياها
ومن جهة أخري، لم تراعي تلك الرؤية تغيير شكل التحالفات والديناميكيات التي فرضتها القوي المهيمنة في الاقليم حيث أن هناك تحالفات مغايرة في المنطقة باتت تتشكل محاورها ودوائر نفوذها؛ وهو ما يسهم في تغيير شكل التحالفات الامريكية في المنطقة بطبيعة الحال، وثمة مؤشرات عديدة أبرزها، زيارة رئيس الأركان السعودي إلي مقر القوات المسلحة الإيرانية يوم 10 نوفمبر 2024 لعقد مباحثات حول الدبلوماسية الدفاعية وتوسيع التعاون الثنائي وبالتالي لم يتم استخدام المجال الجوي السعودي من قبل الولايات المتحدة لتوجيه ضربات إلي إيران، والتحركات السعودية لعقد اتفاقية امنية مع العراق لتعزيز التعاون العسكري إلي جانب تصاعد النفوذ الصيني والروسي في المنطقة بشكل اعمق عما كان عليه في فترة ولاية ترامب الأولي.
ختاما، تظهر تعيينات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لأعضاء فريق إدارته بعضا من رؤيته فيما يتعلق بالشرق الأوسط، كما أن التلميحات المتصاعدة التي تشكل الإدارة تشير إلى أنه ثمة محاولة للقضاء على فكرة الدولة الفلسطينية وتلاشي حل الدولتين، وتشكيل شرق أوسط جديد، ومع ذلك وفي تقديري ولن يدفع ترامب بهذا الحل وستكون تحركاته في هذا الإطار ممنهجة وتدريجية نظراً لأولويات أخرى تتعلق بالصين وإنهاء الحرب في أوكرانيا.