دروس الماضي وحقائق الحاضر من "طوفان الأقصى"
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
علي بن مسعود المعشني
ali95312606@gmail.com
سَعَتْ الولايات المتحدة الأمريكية إلى استثمار اجتياح كيان العدو للبنان عام 1982 لنزع سلاح المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية عبر تصفية منظمة التحرير الفلسطينية واجتثاثها من لبنان، بعد تصفية وجودها في الأردن عام 1970، وتحييد مصر من الصراع وإخراجها من معادلة القوة باتفاقية كامب ديفيد عام 1978.
ولم يقتصر الحلم الأمريكي على تصفية منظمة التحرير الفلسطينية؛ بل امتد إلى تصفية الحركة الوطنية اللبنانية الناشئة حينها، والتي كانت تمثل لهم الرديف المقاوم لمنظمة التحرير. وقد سبق ذلك الاجتياح خطوة تمهيد كبرى تمثلت في تغييب القامة الوطنية الإمام موسى الصدر عام 1978، وتلفيق تهمة تغييبه للزعيم الليبي مُعمر القذافي، ولم تكن هذه العملية بريئة أو عبثية من مخططيها؛ بل كانت عملية مفصلية تهدف إلى تفكيك الحركة الوطنية بتغييب رمزها وزعيمها، وتغييب الدعم الليبي السخي للحركة وغيرها من حركات المقاومة في لبنان. ويُعد اجتياح لبنان مفصلًا حادًا في تاريخ حركة النضال الفلسطيني، والذي أغلق الباب في وجهه بفعل انسداد الحدود المتصلة بجغرافية الأرض المحتلة بعد ترحيل قياداته ورموزه من لبنان بمخطط ورعاية أمريكية، وبمباركة عربية صامتة. لم يُعلن الأمريكي حينها عن مسمى لمخططه، لكنه تبين لاحقًا أنه ملمح لمخطط ما سُمي لاحقًا بـ"الشرق الأوسط الجديد".
لم يهنأ الأمريكي ومن خلفه الكيان الصهيوني طويلًا بمخطط تهجير قيادات منظمة التحرير الفلسطينية إلى تونس، وشلِّ حركة نضالها من دول الطوق؛ حيث وُلدت حركات وفصائل مقاومة من رحم تلك المعاناة، تمثلت في حزب الله في لبنان وحركة حماس في فلسطين المحتلة.
عاد الأمريكي إلى ممارسة هوايته التاريخية في تمزيق الأمة العربية وتمهيد الطريق لقاعدته المتقدمة في قلب الأمة والمسماة بـ"إسرائيل" لتلعب دور الشرطي والسيد في المنطقة، بعد صهرها في جغرافيتها، والقبول بها قسرًا كمكون طبيعي عبر اتفاقيات إذعان تُفرَض على الأقطار العربية تباعًا تحت مُسميات السلام والتطبيع.
شاخ الحلم الأمريكي وشاخ معه الكيان الصهيوني وشبّت طلائع المقاومة جيلًا بعد جيل، لتحمل السلاح، وتُشكل محورًا وازنًا يؤرق العدو ويبعثر أوراق المخططات الغربية في المنطقة.
تبدَّد حلم ترسيخ الشرق الأوسط الجديد بعد استعصاء تمريره على محور المقاومة الذي قاومه بضراوة في مواجهات ملحمية بدأت حدتها في حرب يوليو (تموز) 2006، وبلغت أوجها وجذوتها في "طوفان الأقصى" المبارك في السابع من أكتوبر 2023.
يُمكننا القول اليوم إن طوفان الاقصى أطلق رصاصة الرحمة على مشروع الشرق الأوسط الجديد، وبدَّدَ معه عناوين فرعية وأحلامًا كثيرة، وقدَّم قضية فلسطين للعالم بقوة غير مسبوقة، وجعل من سلاح المقاومة مكسبًا لا يمكن المساومة عليه ولا التفريط فيه، ولم يكتفِ الطوفان ومن خلفه محور المقاومة بهذا الدور؛ بل فجّر ثورة عالمية كانت مُبطَّنة ومؤجّلة ضد الصهيونية العالمية في القارات الخمس؛ الأمر الذي جعل الكيان وداعميه على مفترق طرق وخيارات تاريخية مفصلية ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني.
لا شك أن الطوفان سينتهي وفق شروط المُنتصر وهو فصائل المقاومة بـ"غزة هاشم"، ولكن ثماره الحقيقية ستُجنى بعد صمت البنادق؛ حيث ستدور رحى الحسابات السياسية والعسكرية والأمنية بداخل كيان العدو، وسيقلِّب داعموه فيما تبقى لديهم من أرصدة القوة لدعمه بعد استنزاف فائض قوتهم في "قمار أوكرانيا"، تلك الجغرافية التي أيقظت العالم نحو المخطط الصهيوني البعيد عبر بوابة أوكرانيا وجعلت أحرارًا يلتفون حول بعضهم ويتنادون لتشكيل قوى مضادة للقطبية الأمريكية المتوحشة، وأول أسفين سيُدق في نعشها سيكون عبر التحرر من استعمار الدولار أولًا، وسيلي ذلك تقليب الرأي في المنظمات التي كانت أممية وتحولت لاحقًا إلى قوى ناعمة تحت تصرف أمريكا والغرب لإخضاع العالم والتنكيل به.
أوكرانيا بالأمس وطوفان غزة اليوم، جغرافيتان مُلهمتان تشَكُّلان عالما جديدا خالياً من الصهيونية العالمية، وبالنتيجة خالٍ من الهيمنة والتبعية والاستغلال الجشع.
قبل اللقاء.. يقول الزعيم الصيني ماو تسي تونج: هناك حركات صغيرة في التاريخ غير مرئية، تكون سببًا في تغيير مجرى التاريخ.
وبالشكر تدوم النعم..
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مناقشة جهود التحشيد وتنفيذ الدورات الصيفية ودعم القطاع الزراعي في تعز
الثورة نت/..
شهدت محافظة تعز، اليوم، عددا من الفعاليات والأنشطة، لمناقشة جهود التحشيد والتعبئة العامة، ودعم القطاع الزراعي، وتنفيذ الدورات الصيفية.
حيث ناقش لقاء موسع برئاسة مسؤول التعبئة العامة في المحافظة، محمد الخليدي، آليات تفعيل دورات “طوفان الأقصى”، ومستوى الأداء في تنفيذ الدورات الصيفية، ومساندة الجمعية الزراعية المحلية في مديرية شرعب الرونة.
واستعرض اللقاء، الذي حضره وكيل محافظة تعز، محمد منير، ومسؤول الوحدة التنفيذية، حسام الفاتش، ورئيس فرع هيئة رفع المظالم، رشيد الكدهي، جهود الحشد والتعبئة ضمن حملة “طوفان الأقصى”، وتنظيم الفعاليات والمسيرات والوقفات التضامنية المساندة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ومشاركة الجميع في توحيد الجهود الرسمية والشعبية في استثمار فترة الصيف لتنفيذ برامج توعوية وتدريبية هادفة للنشئ والشباب.
وخلال اللقاء، الذي حضره عدد من الشخصيات الاجتماعية والوجهاء وممثلي المكاتب التنفيذية ومدراء المدارس، اكد الخليدي أن الدورات الصيفية ليست مجرد أنشطة مؤقتة، بل إستراتيجية وطنية لبناء جيل واعٍ وقادر على تحمّل المسؤولية.. مشدداً على ضرورة تعاون المدارس والمكاتب التنفيذية مع المكونات الاجتماعية لضمان نجاحها.
كما ناقش اللقاء آليات دعم الجمعية الزراعية في الرونة عبر توفير المُدخلات الزراعية، وتسهيل الحصول على الدعم الفني.
وخرج اللقاء بعدد من النقاط؛ أهمها تشكيل فِرق عمل مشتركة لمتابعة تنفيذ التوصيات مع التأكيد على دور المشايخ والوجهاء في توعية المجتمع والنفير العام في مواجهة مؤامرات الأعداء، ومخططاتهم العدوانية، ودعم المبادرات التي تعزز التنمية الشاملة المستدامة في المديرية.
على صعيد متصل عُقد في إدارة أمن مديرية شرعب السلام لقاء برئاسة وكيل محافظة تعز، قناف الصوفي، وضم مسؤول الوحدة الاجتماعية، حامس الحباري، وعددا من مشايخ ووجهاء وأعيان المديرية، لمناقشة آليات تفعيل دوارات “طوفان الأقصى”، ومستوى الأداء في تنفيذ الدورات الصيفية ومساندة الجمعية الزراعية المحلية في المديرية، وحلحلة قضايا الثأر، ولما فيه توجيه بوصلة العداء للعدو الحقيقي الأمريكي والإسرائيلي.
في غضون ذلك، تفقَّد مسؤول الوحدة الاجتماعية، حامس الحباري ومعه عدد من الشخصيات الاجتماعية، سير أنشطة الدورات الصيفية في مدارس “الشعب”، “طوفان الأقصى”، و”الحرية” في مديرية شرعب السلام.
كما تفقد مدير الخدمة المدنية والتطوير الإداري في المحافظة، عبدالرحمن العريقي، ومعه مدير مديرية التعزية، عبدالخالق الجنيد، والمراجعة الداخلية، عبدالإله الجنيد، سير أنشطة الدورات الصيفية في مدارس “الشهيد قاسم سليماني”، و”أبجد”، و”الأنوار المحمدية”، و”الفرقان” في مديرية التعزية.
فيما تفقد مدير عام الإعلام في المحافظة، أبوبكر العزي، سير الأنشطة والدورات الصيفية في مدرسة الشهيد “يحيى هبة” بمديرية التعزية.
إلى ذلك، تفقد مسؤول قطاع التخطيط في المحافظة، محمد الوشلي، ومدير الثقافة، غمدان زبيبه، سير أنشطة الدورات الصيفية في مدرستي “الشهيد الصماد – السكن الداخلي”، و”الشهيد محمد حزام التبعي” في مديرية خدير.
وخلال الزيارات، استمع الزائرون من القائمين على المدارس الصيفية إلى شرح عن أنشطة المدارس والدورات الصيفية، ومستوى إقبال الطلاب على البرامج الرياضية والترفيهية والتعليمية.
وأشاروا إلى أهمية الدورات الصيفية، والفوائد الكبيرة التي يحصل عليها الطالب في شتى المجالات.. ونوهوا بأهمية استيعاب أكبر قدر من الطلاب في المدارس الصيفية من أجل تحصينهم بالهوية الإيمانية والقرآن الكريم، وإيجاد جيل واعٍ قادر على مواجهة الأفكار والثقافات المغلوطة.
وأكد الزائرون أهمية حشد الطاقات، وتعزيز الشراكة والعمل مع المجتمع لإنجاح هذه الدورات والمراكز الصيفية، التي تعود بالنفع الكبير على الأجيال الناشئة بشكل خاص، والمجتمع بشكل عام.