انتقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو دعوة وزير الأمن القومي في حكومته إيتمار بن غفير للمستوطنين باحتلال قمم التلال بالضفة الغربية المحتلة والاستيطان فيها، بينما أوقفت الإدارة الأميركية جميع أشكال الدعم المالي للمشاريع في مستوطنات الضفة.

وقال نتنياهو -خلال الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء- إن حكومته لن تسمح بأي احتلال غير قانوني لأراض في الضفة الغربية.

وامتنع نتنياهو عن التطرق لجرائم واعتداءات المستوطنين المتطرفين بحق المواطنين الفلسطينيين في قرى وبلدات الضفة الغربية وإحراق منازلهم وأراضيهم الزراعية.

وفي تبرير لتصديقه على بناء مئات الوحدات الاستيطانية الأسبوع الماضي، قال نتنياهو إن الرد المناسب على ما سماه "الإرهاب" يكون بتعميق الجذور اليهودية لإسرائيل.

وفي سياق متصل، أكد نتنياهو أن حكومته غيّرت قواعد الاشتباك مع من وصفهم بـ"المخربين"؛ وقال إن حكومته تنتهج سياسة حازمة من أجل حماية أمن الإسرائيليين.

ويأتي موقف نتنياهو، الذي صادقت حكومته خلال 6 أشهر فقط على بناء 13 ألف وحدة استيطانية بالضفة، في وقت تصاعدت فيه الانتقادات الدولية لمشروعها الاستيطاني.

والجمعة، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن مستوطنين أقاموا خلال 24 ساعة حوالي 7 بؤر استيطانية غير شرعية على الأقل في الضفة بعلم القيادة السياسية وحكومة نتنياهو.

غضب بن غفير

وفي وقت سابق الأحد، انتقد وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الشرطة بسبب ما وصفه بأنه "عقاب جماعي" للمستوطنين اليهود.

وفي بيان مشترك، قال قادة الجيش والشرطة وجهاز الأمن الداخلي في إسرائيل إن أفعال المستوطنين ترقى إلى حد "الإرهاب القومي"، وتعهدوا بالتصدي لتلك الأفعال.

وأثار هذا الوصف غضب وزراء منتمين لليمين المتطرف في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والذين رفضوا قبل ذلك مقارنة ما يفعله اليهود بما يقوم به الفلسطينيون المسلحون.

وقال بن غفير الأحد إنه طلب من الشرطة توضيح السبب وراء إغلاق بوابات مستوطنة عطيرت لتفتيش القادمين والمغادرين وكذلك وراء "تعذيب شخص كان يقف في مكان قريب".

وجاء في بيان لحزب بن غفير أنه أبلغ قائد الشرطة أنه "يعارض أي انتهاك للقانون" لكنه لا يقبل "العقاب الجماعي" للمستوطنين. وقال متحدث باسم الشرطة إن الواقعة قيد المراجعة.

وجدد بن غفير -خلال زيارته بؤرة استيطانية جنوبي نابلس- مطلبه بضرورة القيام بما سماها عملية عسكرية واسعة بالضفة الغربية تتضمن إسقاط مبان كاملة وتصفية من وصفهم بالمخربين، حسب تعبيره.

اعتداءات المستوطنين

وفي سياق متصل، أحرق مستوطنون إسرائيليون محاصيل زراعية في الأراضي الواقعة بين قريتي "ترمسعيا" و"المغير"، شمال رام الله، حيث أشعلوا النيران في حقل مزروع بالقمح يعود لمواطن فلسطيني.

كما اعتدت مجموعة من المستوطنين على شاب فلسطيني من بلدة "الزاوية"، غرب سلفيت، وحاولوا بتر إصبع يده.

من جانبه، قال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إن مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار على دورية تابعة للجيش عند مدخل مستوطنة "يتسهار"، جنوب مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية.

وأضاف الجيش أن قواته ردت بإطلاق النيران على المهاجمين الذين لاذوا بالفرار، دون وقوع إصابات أو أضرار.

وقال مراسل الجزيرة إن الجيش الإسرائيلي دفع بتعزيزات، وأغلق مداخل بعض القرى الفلسطينية في المنطقة.

وشهدت الضفة الغربية تصعيدا جديدا، بدأ الاثنين الماضي، مع اقتحام إسرائيلي لمخيم جنين أسفر عن استشهاد 7 فلسطينيين بينهم أطفال، وإصابة أكثر من 65 آخرين، إضافة إلى إصابة 7 جنود إسرائيليين. تبعه مقتل 4 مستوطنين وإصابة مثلهم بجروح -منها جروح خطيرة- في عملية إطلاق نار نفذها فلسطينيان استشهدا لاحقا، وإثر ذلك شن مستوطنون هجمات في عدد من البلدات الفلسطينية.​​​​​​​

عقوبات أميركية

في هذه الأثناء، أفادت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قررت وقف جميع أشكال الدعم المالي للمشاريع العلمية والفنية والتكنولوجية في المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية.

وقال مراسل الإذاعة إن القرار الجديد يشكل تراجعا عن قرار إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب التي شرعت للجهات الأميركية الرسمية دعم المشاريع في المستوطنات.

وكان مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان حث على اتخاذ مزيد من الخطوات لإعادة الهدوء بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وذكر بيان للبيت الأبيض أن سوليفان عبّر، خلال اتصال مع نظيره الإسرائيلي، عن قلقه العميق بخصوص هجمات المستوطنين المتطرفين في الآونة الأخيرة على المدنيين الفلسطينيين.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

الهدف تصفية الفصائل.. هآرتس: حملة السلطة بالضفة ضمن خطة تعود لولاية ترامب السابقة

ذكرت صحيفة هآرتس العبرية، أن "قوات الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية تعمل وفقا لمخطط تم إعداده في ولاية دونالد ترامب الأخيرة قبل مغادرته البيت الأبيض".

وأضافت، أن "الخطة تشمل حل كافة الفصائل الفلسطينية العاملة في الضفة بما فيها حماس والجهاد الإسلامي مهما كلف ذلك من ثمن".

كما تشمل الخطة  بحسب الصحيفة، وضع نقاط تفتيش مشتركة بين إسرائيل والسلطة في عدة مناطق تابعة للسلطة الفلسطينية.



والأحد، نقل موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي عن مسؤولين، أن من دوافع عملية جنين  محاولة منع تكرار نموذج سوريا في الضفة الغربية.

وأضاف المسؤولون، أن العملية مدفوعة بخوف من محاولة متشددين إسلاميين الإطاحة بالسلطة، تأثرا بما جرى في سوريا.

وبين المسؤولون، أن عباس وفريقه كانوا قلقين من أن ما حدث في حلب ودمشق، قد يلهم الجماعات الإسلامية الفلسطينية.

كما أشار مسؤولون إلى أن دافع عملية جنين الأساسي هو توجيه رسالة إلى ترامب بأن السلطة شريك موثوق به، إذ إن مساعدو عباس أطلعوا إدارة بايدن ومستشاري الرئيس المنتخب ترامب مسبقا على العملية.

وبينوا أن إدارة بايدن طلبت من إسرائيل الموافقة على المساعدة العسكرية الأمريكية لأمن السلطة في الضفة، التي تدعم عمليتها الواسعة هناك.

وقال مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون للموقع، إن عملية أمن السلطة تهدف لاستعادة السيطرة على جنين ومخيمها، حيث تركز على جماعة محلية تضم مسلحين تابعين للجهاد وحماس.

وذكر مسؤول فلسطيني، أن العملية التي ينفذها أمن السلطة لحظة حاسمة بالنسبة للسلطة الفلسطينية، كاشفا أن المنسق الأمني الأمريكي، مايك فنزل، اجتمع بقادة أمن السلطة قبل العملية لمراجعة خططهم.

وكشف مسؤولون، أن عباس أمر قادة الأمن بإطلاق عملية السيطرة على جنين ومخيمها، وبعضهم أعرب عن تحفظاته، حيث أبلغ عباس قادةَ الأمن، أن من يخالف الأوامر سيتم فصله.

كما طلب السفير والمنسق الأمني الأمريكيان من إسرائيل الموافقة على تسليم المعدات والذخائر للسلطة، كما دعت إدارة بايدن إسرائيل للإفراج عن بعض عائدات الضرائب؛ من أجل دفع رواتب قوات أمن السلطة.



من جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، إن استمرار العملية الأمنية لأجهزة السلطة في مخيم جنين، لليوم الثامن على التوالي، جريمة مكتملة الأركان، وتتطلب مواصلة النفير لكسر الحصار وحماية المقاومين

وأضافت في بيان، أنه أمام استمرار أجهزة السلطة في العملية الأمنية وملاحقة المقاومين والاشتباك معهم في مخيم جنين لليوم الثامن على التوالي، فإنها تؤكد أن هذه العملية تعتبر جريمة وطنية مكتملة الأركان، وتتطلب مواصلة النفير الشعبي والفصائلي لكسر الحصار وحماية المقاومين.

وشددت حماس على أن تواصل العملية الأمنية للسلطة يشير إلى أنها تصم آذانها عن كافة الأصوات الفلسطينية المطالبة بتوقفها وحماية المقاومة، التي تمثل درعا حصينا لشعبنا وأرضه ومقدساته أمام جرائم الاحتلال والمستوطنين.

كما دعت كافة الحراكات والفصائل والتجمعات العشائرية والحقوقية إلى الحشد بشكل كبير لصد هذه العملية الأمنية، التي لا تخدم إلا جيش الاحتلال وأحلامه الخائبة في إنهاء المقاومة في الضفة الغربية.

وطالبت "باستمرار الدعم الشعبي والجماهيري المساند لمقاومينا الأحرار، وتوجيه السلاح والرصاص صوب الاحتلال، الذي تمادى كثيرا في إراقة دماء أبناء شعبنا، ووسع من حرب الإبادة الجماعية التي طالت الأطفال والنساء والشيوخ، أمام العجز غير المسبوق من قبل المجتمع الدولي".

مقالات مشابهة

  • 6 شهداء بالضفة والاحتلال يقتحم طولكم
  • حملة دهم واعتقالات صهيونية بالضفة الغربية
  • فلسطين.. اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال عقب اقتحامها مدينة طوباس بالضفة الغربية
  • 24 عملًا مقاومًا ضد العدو الصهيوني بالضفة والقدس خلال 24 ساعة
  • اقتحام جديد للأقصى وحملة اعتقالات بالضفة الغربية
  • 55 شهيدا من العمال الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة
  • الهدف تصفية الفصائل.. هآرتس: حملة السلطة بالضفة ضمن خطة تعود لولاية ترامب السابقة
  • العدو الصهيوني يواصل عدوانه في الضفة الغربية: إصابات واختناقات خلال الاقتحامات
  • بيان من حماس بشأن "هدنة غزة" وواشنطن تعتبرها "قريبة"
  • خلافات إسرائيلية حادة خلال التصويت على الموازنة.. نتنياهو يهدد بن غفير