يمانيون:
2024-10-02@00:13:57 GMT

“دولة” إلى زوال.. لماذا ستنتهي “إسرائيل”؟

تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT

“دولة” إلى زوال.. لماذا ستنتهي “إسرائيل”؟

عفيف عثمان

كنت أظن أننا في رفضنا ومقاومتنا لقيام “إسرائيل” واقعين في أسر مفاهيم ودعاوى نضالية، تجافي العالم الحديث والحداثوي وما حاول تطبيعنا عليه من قيم السلام والحرية والديمقراطية والتسامح والقانون، وهي منظومة بدت لنا بعد تداعيات عملية ” طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول/أكتوبر(2023) (تاريخ علينا حفظه جيداً)، أنها تنأى عن الكونية، وأن الغرب المُصدّر لها وحده يملك دليل استخدامها وضبطها على إيقاع مصالحه في المنطقة (كانت جدتي تقول: لا شيء يأتي من الغرب ويسرّ القلب).

فالحرية هي حرية قتل أطفال فلسطين، والتسامح هو في ترك الاحتلال يمارس “القصف الإنساني” لأن أولاد البلد، أصحاب “القدس العتيقة”، “حيوانات بشرية” لا تستحق نعمة الحياة.

وقد حاولت معظم نخب الغرب إقناعنا بحقّ “دولة” الاحتلال في الوجود، وقد عبّر الفرنسي، المتفلسف ميشال أونفري، في إحدى المقابلات التلفزيونية الحديثة تعليقاً على حوادث غزة عن عجبه من ضيق عيوننا، فالعالم العربي والإسلامي كبير جغرافياً وسكانياً، فلِمَ لا نترك اليهود وشأنهم في فلسطين؟ ومن يدافعون عن أطفال غزة هم “معادون للساميّة”، وقد أغضبته أصوات “حزب فرنسا الأبية” الداعية الى وقف القتل الممنهج ضد الفلسطينيين. فعن أي “دولة” نتحدّث؟ تلك “الدولة” التي تأسست على العنف والإحلال وطرد السكان؟

“دولة” مصطنعة ودعاوى كاذبة

يتساءل الباحث الفرنسي، برونو دروسكي، الأستاذ في العلوم السياسية، عن الهدف من “دولة إسرائيل”. ففي تقييم أجراه، بعد مرور أكثر من 50 سنة على “ولادتها”، رأى أنه كان لزاماً على اليهود أنفسهم طرح سؤال الشرعية التاريخية: كل هذا، من أجل ماذا؟ لأن البشرية جمعاء هي التي تعاني من هذه “الدولة”. فمنذ ادعاء البُعد “الاشتراكي”، في ثلاثينيات القرن المنصرم جرى طرد السكان من أراضيهم مع مقاومة معروفة ومشهودة من طرف الفلسطينيين.

وعانت “الدولة” التي زعمت أنها اشتراكية، من عدم المساواة مثل أي دولة رأسمالية ليبرالية على هذا الكوكب. هناك الكثير من البؤس بين الإسرائيليين، والمستوطنات الجماعية الشهيرة “الكيبوتسات”، قليلة العدد. الى ذلك، فقد تم بناء القرى اليهودية، مع بعض الاستثناءات، على أسس عرقية ودينية تتعارض مع المبادئ الأممية للاشتراكية.

أما في صفة كونها “الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط” فكذبة كبيرة، لأن يهودية “إسرائيل” المعلنة تشكّل عقبة أمام المساواة المدنية. ويميز القانون الإسرائيلي ضد السكان الأصليين، الذين يحرمون من المساعدة العامة، والمساواة في العمل، وبكل بساطة، “الحق في العيش والعمل والمشاركة في الحياة العامة على الأرض التي شهدت ولادتهم”، لصالح المستوطنين. ويتم اختيارهم على أساس معايير دينية، أو بالأحرى عرقية.

وفي ادعائها أنها الملاذ الآمن لليهود، فثمة حقيقة ساطعة: إذا كانت هناك منطقة في العالم وجود اليهود مهدّد فيها بشكل خاص، فهي “إسرائيل”، حيث حياتهم أقل أماناً من أي دولة أخرى في العالم، سواء في أوروبا أو أميركا. وغالبية اليهود الأوروبيين لم يشتركوا في المشروع الصهيوني على أي حال. وبشكل ملموس للغاية، يحتفظ أكثر من نصف السكان اليهود في “إسرائيل” بجواز سفر أجنبي يسمح لهم بمغادرة بلد لا يعتبرونه بلدهم، لأنه غير قابل للحياة: 85% من سكانه يتركّزون في شريط ضيّق. وهذا الكيان لن يتمكّن من البقاء عسكرياً واقتصادياً إلا بدعم من الولايات المتحدة. و99% من هذه المساعدات توالى تقديمها  منذ عام 1967، وهو التاريخ الذي  أصبحت فيه “إسرائيل” قوة عسكرية إقليمية وقوة نووية. وبالتالي، لا علاقة لذلك بحماية “الديمقراطية المهدّدة”، كما تؤكد واشنطن. توفّر حكومة الولايات المتحدة، في المتوسط، أموالاً لكل إسرائيلي أكثر مما توفره لمواطنيها.

وبالتالي فإن “إسرائيل” لا تشكّل “دولة” بالمعنى الدقيق للكلمة، ولا حتى اقتصاداً، وعلى أي حال، فلن يكون لها اقتصاد قابل للحياة طالما أنها غير مندمجة، في هذا الصدد، في بيئتها الإقليمية. إنها قاعدة عسكرية أميركية في الخارج، تموّل من قبل دافعي الضرائب الأميركيين، ولواشنطن داخلها قواعد، “قواعد داخل القاعدة”. باختصار، إنها “دولة” مصطنعة تماماً، ويشكّل وجودها في حد ذاته تهديداً للسلام العالمي، وهو أمر لا يمكن لأحد أن يقبله. ويرى الباحث، أن المذابح التي ارتكبت ضد الفلسطينيين منذ العام 1947 لم تؤدِ إلا إلى زيادة تصميمهم على استعادة حقهم. يطالب الفلسطينيون بتحقيق العدالة لهم، ولا يجوز ، بأي وجه، تجاهل قضيتهم [1].

تآكل الدولة

كتب الباحث والمؤرخ الفلسطيني، جوني منصور، عن “إسرائيل الأخرى”، ويفيدنا بأنها حاولت الاستفادة من دروس حرب تموز في العام 2006، في مواجهة حزب الله، فقدّم طاقم معهد “رئوت” أمام مؤتمر هرتسليا السابع (كانون الثاني/يناير 2007) ورقة تحمل وجهة نظر أمنية تتعلق بالقضية الفلسطينية، ترى أن بقاء الاحتلال سيؤدي إلى انهيار “إسرائيل” كونه يزيد من الأعباء السياسية والاقتصادية والعسكرية والإدارية. لذا تقترح الورقة التعجيل في الفصل بين “إسرائيل” والفلسطينيين بواسطة الانسحاب الأحادي الجانب أو تسويات واتفاقات، والتمسّك بــ “إسرائيل دولة يهودية ودعم السلطة الفلسطينية ضد حركة حماس”.

وفي زعمه أن طرح” يهودية” إسرائيل مع تبنّيها قوانين اللعبة الديمقراطية (المتآكلة والمتراجعة) ليس خاصاً بالتيارات الدينية، بل بالعلمانيين لإعادة تشكيل الدولة في ظل الأزمات والتزايد الديموغرافي الفلسطيني، وذلك من أجل تعزيز الهوية المشتركة مع يهود الشتات وربطهم بها. وتسود داخل “الدولة” رؤيتان إلى المسألة الديموغرافية، واحدة ترى فيها خطراً داهماً يهدّد الوجود والمستقبل في ظل انخفاض معدل الهجرة، وأخرى تنفي ذلك. وفي كل الأحوال، فإن “إسرائيل” تعمل ميدانياً على تعطيل ما تسميه “القنبلة الموقوتة” من خلال تطبيق سياسات عنصرية أبرزها بناء جدار الفصل ومصادرة الأراضي وتواتر الكلام عن “ترانسفير” أو تبادل سكاني.

يعود منصور لوثيقة طبريا الصادرة عام 2001 كونها تعكس رؤى النخب الفكرية في مستقبل “إسرائيل” ما بعد الصهيونية، أي في صفة كونها “يهودية وديمقراطية” في محاولة لتجاوز الشرخ العميق في المجتمع العبري، وإعادة تحصينه في مواجهة الاستحقاقات الرئيسية وخصوصاً المفاوضات مع الفلسطينيين. وفي مسألة الانسحاب يبدو واضحاً أن “إسرائيل” لن تعود إلى حدود ما قبل العام 1967، وقد أقامت خططها ومشاريعها على هذا المعطى وفرضت رؤيتها على الشارعين العربي والفلسطيني. وترسيم الحدود إذا ما تم، فإنه سيفرض تغييرات جذرية على حق العودة ووضع الفلسطينيين في “إسرائيل”.

وبسبب أزمة المجتمع العبري يتساءل منصور: هل “دولة” الرفاه في “إسرائيل” إلى زوال؟ والرد بالإيجاب، وذلك لتراجع دور “الدولة” في تقديم الخدمات الأساسية لمواطنيها، وظهور فجوات بين طبقات وشرائح المجتمع، وازدياد الاستقطاب بين الأغنياء والفقراء وبين الريف والمدينة. كما يلحظ تدهور وضع التعليم، أحد أسباب هجرة الأدمغة والنخب العلمية إلى الغرب وتحديداً أميركا، ودخول أطراف غير متعلّمة إلى هذا السوق الواسع [2].

“دولة” إلى زوال

يكتب الإسرائيلي آمي بوغانم (1951) المشتغل بالفلسفة، الأكاديمي ذو الأصول المغربية، واضعاً مستقبل “دولة” الاحتلال موضع المراجعة والشك واللايقين، بسبب طابعها العدواني والسياسات الداخلية الفاشلة المعتمدة، التي زادت الشرخ بين الفئات والجماعات المكوّنة للمجتمع، والحصيلة كانت أن لا “أنباء جيدة من تل أبيب”.

وقد سبق لناحوم غولدمان، الزعيم الصهيوني، أن صاغ تساؤله في كتاب “إلى أين تمضي إسرائيل”؟، متوقّعاً لها نهاية مأساوية في حال لم تعترف بالفلسطينيين وبحقهم في دولتهم، وذلك في إثر حرب تشرين في العام 1973، التي أنهت أسطورة “الجيش الذي لا يقهر”.

لذا، يحاول بو غانم، المعتز بيهوديته، أن يشرح المسار الذي يقود “دولة إسرائيل”، الكيان السياسي الهش كما يقول، إلى الزوال حتماً. وما يُلاحظه ويقلقه في آن أنها تتعرّض لعملية نزع الشرعية عنها، ولا يمكن لأحد توقّع مآلها. وهذا الأمر مزدوج: خارجي وداخلي. ففي الخارج، لم تعد فرادة “إسرائيل” مقبولة في كونٍ “يتعولم”، كما لم يُقبل اليهودي سابقاً في مجتمعات دينية أو ثقافية أو قومية متجانسة.

وفي الداخل يعمل نزع الشرعية من خلف النقد للطابع العبري للمؤسسات الدولتية، وتحقير السيادة الوطنية اليهودية من طرف المجموعات المتطرفة وأولئك المتدينّين المتحمسين المطالبين بضم الضفة الغربية بسبب ذكرها في نصوص التوراة، من دون الكلام عن الأوساط العربية والدرزية المستاءة من عملية الإدماج في المجتمع المدني الإسرائيلي.

ولكي يلطّف الكاتب من وقع نقده، فإنه يوضح عدم تمنّيه زوال “إسرائيل”، كما عدم انتظاره قيام المدينة السماوية، المنشودة عند الكيبوتزيين وحركة الاستيطان التعاونية “الموشافيم” (Moshavim)  والتي تعني التقشف والقناعة، والفضيلة والمدنية، والعدالة والإحسان، والتواضع والحكمة.

ويقول الكاتب إن هذا الوجه من “إسرائيل” ما زال موجوداً وتجسّده بعض الشخصيات ولكنه يتدهور من عام لآخر، تحت ضغط الشراسة الاقتصادية والسياسية والعسكرية، والخيلاء، وإمكان البيع والشراء لكل شيء، والفحش والبلاهة الفكرية والظلامية الدينية.

يؤكد الكاتب أن الشعب اليهودي سيتخطى مسألة احتمال اختفاء “إسرائيل” كوحدة جيوبوليتيكة وسيحافظ على بقائه كوحدة روحيّة، ولن تكون هذه المرة الأولى ولا الأخيرة التي تتخطى فيها اليهودية كنموذج لاهوتي سياسي ما يُعتبر كارثة قومية. إذ تحوي اليهودية في نظره موارد لاهوتية، وآليات دفاعية ووسائل هرمنوطيقية (تأويلية) تسمح لها باستيعاب اختفاء “إسرائيل” في مفارقة لُحمتها الشتاتية والمسيانية.

ولن يكون الزوال كارثة مزعزعة أكثر من دمار الهيكل ولا أكثر إيلاماً من قتلهم على يد النظام النازي. سيكون الأمر عبارة عن حدث صادم في التاريخ اليهودي، وسيقرأ اليهود في هذا الدمار الجديد كتاباً إلهياً أو تاريخياً يعزّز رأي المتشدّدين منهم في تحفّظهم عن هذه السيادة القومية السياسية، ويدركون أنها أساساً غير فائقة الطبيعة وغير إلهية. سيقرع اختفاء “إسرائيل” أجراس الصهيونية السياسية والدينية ولكنه لن يهدم، لا الثقة الدينية للمتشدّدين في الله، ولا الشغف بالموضوعات اليهودية الموجودة في صفوف المتعلّمين من كل صنف.

يضع بو غانم انتهاء “دولة إسرائيل” في خانة الواقع القائم، ولا يعني ذلك عنده لا نهاية اليهودية ولا نهاية الشعب اليهودي، وتفكيكها سيتحقّق على مدى عقود، وهو بدأ غداة حرب الأيام الستة عام 1967، أي احتلال الأراضي ومن ثم الانسحاب وتبعات ذلك عند الفلسطينيين وعند اليهود المتشددين [3].

لم تعد نهاية “دولة إسرائيل” ضرباً من الوهم أو التنبّؤ بالغيب، أو ربطاً برؤى صوفية حالمة، بل إنها تتحقّق في الميدان، بسواعد المقاومين للاحتلال، الساعين لتحقيق عدالة قضيتهم واسترجاع أرضهم.

‎#فلسطين المحتلةالكيان الصهيوني

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: دولة إسرائیل

إقرأ أيضاً:

وزارة الاقتصاد تُطلق السجل الاقتصادي الوطني “نمو”

أعلنت وزارة الاقتصاد، إطلاق السجل الاقتصادي الوطني “نمو”، بهدف توفير أكبر قاعدة بيانات ومعلومات موحدة وموثوقة لكافة الرخص التجارية للمنشآت والشركات على مستوى الإمارات السبع، وتوحيد إجراءات ومتطلبات تأسيس الأعمال وممارسة الأنشطة الاقتصادية في الدولة عبر بوابة وطنية واحدة.

جاء ذلك خلال فعالية نظمتها الوزارة في دبي أمس بحضور معالي عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد، ومعالي علياء بنت عبدالله المزروعي وزيرة دولة لريادة الأعمال، وسعادة عمر صوينع السويدي، وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وسعادة خليل إبراهيم الخوري، وكيل وزارة الموارد البشرية والتوطين لشؤون الموارد البشرية، وسعادة عبدالله أحمد آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد، وسعادة حنان منصور أهلي، مدير المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، وسعادة محمد سعيد الشحي، الأمين العام لمجلس الإمارات للإعلام، وسعادة غنام المزروعي، مدير مكتب رئيس الدولة للشؤون الإستراتيجية في ديوان الرئاسة، الأمين العام لمجلس تنافسية الكوادر الإماراتية “نافس”، وسعادة الدكتورة بشرى الملا، مدير عام هيئة أبوظبي للدعم الاجتماعي، وبمشاركة ممثلين عن 34 جهة اتحادية ومحلية وشركات وطنية، و180 شخصاً من الخبراء والمتخصصين.
وأكد معالي عبدالله بن طوق المري، أن دولة الإمارات بفضل رؤى وتوجيهات قيادتها الرشيدة، تبنت مبادرة مبتكرة وريادية لتعزيز الجاهزية الرقمية المستدامة في الجهات الحكومية، والارتقاء بمنظومة الخدمات الحكومية وجعلها أكثر مرونة وتنافسية.
وقال معاليه في كلمته التي ألقاها خلال الفعالية، إن السجل الاقتصادي الوطني “نمو” ، يمثل إنجازاً وطنياً جديداً يضاف إلى الاقتصاد الوطني وجهود التنمية الاقتصادية في الدولة، كما يُشكل محطة مفصلية جديدة في تعزيز البنية الرقمية للاقتصاد الوطني، ودعم جهود الدولة في تصفير البيروقراطية الحكومية، وإنجاز وتقديم الخدمات الحكومية بكفاءة عالية وجودة متميزة لتصبح أفضل خدمات حكومية على مستوى العالم.
وأضاف أن منصة “نمو” تقدم خدمات استباقية ومعلومات دقيقة وموثوقة لقطاع عريض من فئات المجتمع، وهم صناع القرار ورجال الأعمال والمستثمرين ورواد الأعمال ومراكز الأبحاث والدراسات وبيوت الخبرة ووسائل الإعلام، ولعل من أبرز هذه الخدمات، الاستعلام عن بيانات ومعلومات أي رخصة تجارية في الدولة وأكثر من 2000 نشاط اقتصادي على مستوى الإمارات السبع، والاطلاع على الفرص الاستثمارية المتاحة بمختلف القطاعات الاقتصادية في الدولة، ومساعدة أصحاب الشركات والمنشآت التجارية على إعداد دراسات وتحليلات بشأن توجهات السوق، والتي تدعم نمو أعمالهم ومشاريعهم، وتمكين الجهات الحكومية من إدارة الأنشطة الاقتصادية بصورة رقمية وبالاعتماد على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتابع معاليه: “يربط السجل الاقتصادي الوطني اليوم بين أكثر من 46 جهة في الدولة، ويضم الهوية الوطنية للرقم الاقتصادي الموحد ‘ERN‘ وهو عبارة عن رقم اتحادي يستخدم للتعريف بالمنشآت والشركات في الدولة، ويستخدم أيضاً في ربط المعلومات بين الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية وسلطات الترخيص، وهو ما يُشكل خطوة مهمة نحو التحول الرقمي وتقديم معاملات إلكترونية دون استخدام الوثائق أو المستندات الورقية، بما يدعم تحقيق المستهدف الوطني بأن تصبح الدولة المنظومة الأكثر ريادة وتفوقاً، وفق محاور “رؤية نحن الإمارات 2031”.
وأوضح أن منصة نمو تسهم في ضمان التحديث المستمر لقاعدة بيانات الرُخص التجارية والشركات في الدولة، بما يدعم الحصول على معلومات وبيانات دقيقة وفورية، كما تدعم التصنيف الائتماني للدولة عالمياً لدى جهات التصنيف الدولية فيما يتعلق بشفافية أداء الأعمال، وذلك من خلال الالتزام بنظام التصنيف المعياري الدولي ‘ISIC4‘ الخاص بتصنيف الأنشطة الاقتصادية، بما يزيد من فاعلية صناع القرار في دراسة توجهات السوق ووضع الاستراتيجيات اللازمة، ويضمن النمو المستدام للقطاعات الاستراتيجية للدولة.
وأكّد معاليه أن السجل الاقتصادي الوطني سيؤدي دوراً حيوياً في إبراز النموذج الاقتصادي الجديد للدولة القائم على الابتكار والمعرفة، وترسيخ مكانة الإمارات كمركز عالمي للاقتصاد الجديد بحلول العقد المقبل، وذلك من خلال الفرص والممكنات التي سيوفرها المشروع للمستثمرين وأصحاب الشركات، وتسهيل إجراءات ممارسة الأعمال بشكل رقمي، لا سيما أن السجل يضم حاليا 1.5 مليون رخصة تجارية فعّالة وملغاة.
ولفت إلى أن الجهود الوطنية مستمرة في عملية تطوير منصة “نمو”، لتصبح أكثر شمولاً وتنافسية، حيث نهدف خلال العامين القادمين إلى ربط المنصة تقنياً مع 100 جهة اتحادية ومحلية وسلطة ترخيص في الدولة، وتوفير المزيد من الخدمات على المنصة لتصل إلى 500 خدمة، وتقليص المدد الزمنية للإجراءات الخاصة بالحصول على الخدمات، وتصفير جميع الاشتراطات والمتطلبات غير الضرورية.
وستدعم منصة “نمو” تنافسية البيئة التشريعية الاقتصادية في الدولة، وكذلك منظومة بيانات المستفيد الحقيقي للقطاع الخاص في الدولة، حيث طُوِّرت هذه المنصة تماشياً مع العديد من القوانين الاقتصادية السارية، ومنها المرسوم بقانون اتحادي رقم 32 لسنة 2021 بشأن الشركات التجارية، والمرسوم بقانون اتحادي رقم 37 لسنة 2021 بشأن السجل التجاري، وتشريعات مواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب ذات الصلة، ويمكن الاطلاع على كافة الخدمات التي يقدمها السجل الاقتصادي الوطني من خلال زيارة الرابط التالي: https://www.growth.gov.ae/G2C/.
من جانبه قدم سعادة عبدالعزيز النعيمي، الوكيل المساعد لقطاع ريادة الأعمال والشؤون الاقتصادية في وزارة الاقتصاد، عرضاً حول مراحل تطوير منصة السجل الاقتصادي الوطني وكيفية استفادة الشركات والمنشآت التجارية في الدولة من خدمات المنصة، وكذلك الربط التقني مع الجهات الاتحادية والمحلية وسلطات الترخيص في الدولة.
وقال سعادة عبد العزيز النعيمي، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام” على هامش الفعالية: “السجل الاقتصادي الوطني كان بالأساس سجلا تجاريا يربط سلطات الترخيص بحيث كان ينطوي على كافة معلومات ترخيص المنشآت، لكن اليوم تم تطويره وتغييره حسب توجهات الدولة وقيادتنا بحيث يكون لدينا مصدر موحد للبيانات التجارية والاقتصادية، وبالتالي تطور مشروع “نمو” وبات المصدر الأساسي لكافة البيانات الاقتصادية في الدولة”.
وأشار إلى وجود ثلاثة محاور أساسية يمكن أن تلخص هذا المشروع: المحور الأول يقوم على أن يكون السجل هو المصدر الوحيد للبيانات، والثاني أن يكون أحد الممكنات الرقمية للخدمات الحكومية، والثالث يرتبط بسهولة الحصول على المعلومات والتعامل معها بشكل فوري.
وقال إن كل جهات الترخيص مرتبطة مع الوزارة وكل شركات الدولة مسجلة في السجل الاقتصادي حتى العاملة في المناطق الحرة.
وأوضح أن السجل الاقتصادي يساعد الشركات في توفير معلومات شاملة، لافتاً إلى أن تطبيق سياسات أو إستراتيجيات معنية يتطلب معلومات وبيانات لمعرفة أثر كل سياسة، كما أن السجل يسهل مهمة مختلف الأطراف في إجراء محاكاة قبل التطبيق الفعلي لأي سياسة أو استراتيجية.
وتضمنت الفعالية جلسة حوارية بعنوان “التحول الرقمي لتبادل المعلومات بين الجهات الاتحادية والمحلية في الدولة”، والتي سلطت الضوء على الجهود الوطنية في دعم مسيرة الدولة نحو التحول الرقمي، وتعزيز التعاون بين الجهات الاتحادية والمحلية في تبادل المعلومات والبيانات الخاصة بالسجل الاقتصادي الوطني “نمو”.
وعلى هامش الفعالية، كرّم معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، شركاء النجاح لمشروع السجل الاقتصادي الوطني “نمو”، ومن أبرزهم وزارات “الدفاع” و”الداخلية” و”المالية” و”الطاقة والبنية التحتية” و”الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة” و”تنمية المجتمع” و”الموارد البشرية والتوطين” والهيئة الاتحادية للضرائب والهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن الموانئ وهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، ودائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي، ودائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، ودائرة التنمية الاقتصادية بالشارقة، ودائرة التنمية الاقتصادية بعجمان، ودائرة التنمية الاقتصادية بأم القيوين، ودائرة التنمية الاقتصادية في رأس الخيمة وهيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة، وبلدية الفجيرة، وبلدية دبا الفجيرة.وام


مقالات مشابهة

  • رئيس الدولة يستقبل المشاركين في ورشة “أداء شرطة الأمم المتحدة” الـ3 التي تستضيفها وزارة الداخلية
  • “du Pay” تتعاون مع بنك الإمارات دبي الوطني لتعزيز حلول الدفع الرقمية في الإمارات العربية المتحدة
  • وزارة الاقتصاد تُطلق السجل الاقتصادي الوطني “نمو”
  • زعيم المليشيا “حميدتي” وبمجرد إصابته في الأيام الأولى للحرب تم نقله إلى سفارة دولة الإمارات
  • عبدالله آل حامد: “اليوم الإماراتي للتعليم” يجسد المكانة التي يحظى بها العلم في فكر محمد بن زايد
  • مرض يشبه “إيبولا” يتفشى في دولة أفريقية
  • رئيس الدولة يعتمد 28 فبراير “اليوم الإماراتي للتعليم”
  • “العقوري” يطلع على مسودة تقرير حقوق الإنسان التي أعدها الفريق المُشكل من ديوان مجلس النواب
  • الاحتلال يواجه أزمة في إقناع اليهود بالهجرة إلى فلسطين المحتلة
  • إذاعة جيش الاحتلال: تراجع أعداد المهاجرين اليهود إلى إسرائيل بنسبة 50%