هل أصبحت الرحلات الطويلة إلى القمر والمريخ واقعا؟ جهاز جديد يوفر الطاقة والأكسجين في الفضاء
تاريخ النشر: 25th, June 2023 GMT
في خطوة جديدة لدعم الحياة على القمر والمريخ، يعمل الباحثون في التكنولوجيا المستدامة على حصاد الطاقة الشمسية في الفضاء، والاستفادة منها في عدة أغراض، أبرزها السفر في رحلات طويلة إلى خارج كوكب الأرض، كالانتقال إلى كوكب المريخ الذي يستغرق نحو عامين عادة، وسط صعوبات تتعلق بإرسال إمدادات الوقود والأكسجين من الأرض.
وفي هذا الاتجاه، قام باحثون من جامعة "ووريك" (University of Warwick) في إنجلترا بتطوير تقنية جديدة يمكنها إنتاج الطاقة الخضراء المتجددة من خارج الغلاف الجوي للأرض تعمل على امتصاص ضوء الشمس على القمر والمريخ.
وتعد التقنية الجديدة جمعًا لمختلف آليات التمثيل الضوئي الاصطناعية، ومن المتوقع أن تعمل على تمكين العلماء من استكشاف النظام الشمسي كونها تساعد رواد الفضاء على التنفس على سطح المريخ، إضافة إلى قدرتها على إعادة تدوير ثاني أكسيد الكربون والحفاظ على الطاقة المستدامة في استكشاف الفضاء.
ووفقا لموقع "ذا كونفرسيشن" (The Conversation)، فإن عملية التمثيل الضوئي كانت من بدايات أشكال الحياة على كوكب الأرض، إذ يرجع عمرها إلى أكثر من 2.3 مليار سنة، وبواسطتها تتمكن النباتات من جمع ضوء الشمس والماء وثاني أكسيد الكربون وتحويلها إلى أكسجين وطاقة على شكل سكريات.
أما التمثيل الضوئي الاصطناعي، فهي عملية تحاكي عملية التمثيل الضوئي الطبيعية، يتم فيها التقاط وتخزين الطاقة من ضوء الشمس في الروابط الكيميائية للوقود الشمسي، إلى جانب تقسيم الماء المحفز ضوئيا إلى هيدروجين وأكسجين، ويعمل التمثيل الضوئي الاصطناعي على تقليل ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الضوء.
التقنية الجديدة تعد جمعًا لمختلف آليات التمثيل الضوئي الاصطناعية وتعمل على امتصاص ضوء الشمس (شترستوك) تطوير أجهزة التمثيل الضوئي الصناعيووفقا للدراسة التي نشرتها دورية "نيتشر كوميونيكيشنز" (Nature Communications)، فإن التطورات الحديثة في أجهزة التمثيل الضوئي الاصطناعي قد تكون مفتاحا للبقاء والازدهار بعيدا عن الأرض، ومن هذه التطورات ما قام به العلماء في جامعة ووريك من تطوير تقنيتهم التي تعتمد على أشباه الموصلات لامتصاص ضوء الشمس على القمر والمريخ.
وحسب البيان الصحفي الصادر من جامعة ووريك، فإن التقنية المستخدمة تطوير لأجهزة التمثيل الضوئي الاصطناعي، إذ تم جمعها في جهاز واحد أثقل وزنا لكنه أكثر كفاءة، وتعمل عند درجة حرارة الغرفة، كما تقوم كل يوم بالمعالجة الكيميائية لتوليد الطاقة، وذلك لمساعدة صناعة الفضاء على أن تصبح أكثر استدامة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الجهاز المقترح يستخدم مواد شبه موصلة مغلفة بمحفزات معدنية بديلة للكلوروفيل في دعم التفاعل الكيميائي المطلوب لامتصاص الضوء، وتخضع التقنية لنفس العمليات التي تحافظ على النباتات حية على الأرض، فهي تحول الماء إلى أكسجين باستخدام ضوء الشمس فقط في أثناء إعادة تدوير ثاني أكسيد الكربون.
أيضا تتمتع هذه الأنظمة المتكاملة للتمثيل الضوئي الاصطناعي بميزة الاستخدام المباشر للطاقة الشمسية ويمكن أن توفر الوزن على الرحلات الفضائية الطويلة المدى مقارنة بالأنظمة التقليدية المستخدمة حاليا في محطة الفضاء الدولية، وهو ما يجعل السفر إلى الفضاء أكثر كفاءة.
التمثيل الضوئي الاصطناعي عملية تحاكي عملية التمثيل الضوئي الطبيعية بمحفزات معدنية بديلة للكلوروفيل (شترستوك) الحاجة إلى الطاقة في الفضاءوحسب ما ورد في بيان جامعة ووريك، فإن هناك حاجة ماسة إلى مصادر طاقة فعالة وموثوقة في الفضاء لتمكين استكشاف نظامنا الشمسي، متوقعا أن يتم تثبيت هذه التقنية على القمر والمريخ لحصاد الطاقة الخضراء للمساعدة في تشغيل الصواريخ واستكمال أنظمة دعم الحياة لإنتاج الأكسجين والمواد الكيميائية الأخرى، بالإضافة إلى إعادة تدوير ثاني أكسيد الكربون.
ويضيف البيان إن الرؤى المكتسبة في هذه الدراسة فيما يتعلق بتحسين كفاءات الأجهزة تغذي أيضًا تحسينها للتطبيقات على الأرض وتوفر أيضًا رؤى حول أداء الخلايا الشمسية التقليدية في الفضاء.
وختمت كاتارينا برينكرت أستاذة الكيمياء المساعدة بجامعة ووريك -في تصريحها الذي تضمنه البيان- بأن "استكشاف الإنسان للفضاء يواجه التحديات نفسها التي يواجهها انتقال الطاقة الخضراء على الأرض، فكلاهما يتطلب مصادر طاقة مستدامة، مع توفر ضوء الشمس بكثرة في الفضاء، إذ أظهرنا كيف يمكن استخدام هذا المصدر لحصد الطاقة -مثل النباتات الموجودة على الأرض- لأنظمة دعم الحياة للسفر في الفضاء على المدى الطويل، إذ يمكن أن توفر هذه التقنية إنتاجا وفيرا من الأكسجين وإعادة تدوير ثاني أكسيد الكربون على كل من القمر والمريخ".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
وزير الثقافة: الذكاء الاصطناعي أصبح واقعا حتميا ويجب تقنينه (فيديو)
قال الدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة، إن الذكاء الاصطناعي أصبح واقعا حتميا في عالمنا الحالي، ولكن يجب تقنينه.
جامعة عين شمس تناقش استخدامات الذكاء الاصطناعي في تحسين الخدمة التمريضية الذكاء الاصطناعي يُشعل الخلاف بين ترامب وإلون ماسك
وأضاف وزير الثقافة، خلال حواره مع الإعلامي أسامة كمال، ببرنامج "مساء دي إم سي"، على قناة "دي إم سي"،: "يجب الاحتذاء بالتجارب الأكاديمية بشأن تقنين الاستعانة بالذكاء الاصطناعي".
وأكد أن وزارة الثقافة تسعى لإهداء المعرفة للمصريين عن طريق مشروع "المليون كتاب"، موضحا أن هناك تعاون مع الأزهر والكنيسة والوزارات المختلفة ونقابة الصحفيين لتوزيع أعمال "المليون كتاب".
وتابع أن وزارة الثقافة تستهدف التوسع في تنفيذ المكتبات المتنقلة، و"المكتبات المتنقلة" هي حافلة مليئة بالمواد التعريفية والكتب والألعاب وتجوب الأقاليم.
وأردف الدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة،: "رصدنا ردود فعل إيجابية حول المكتبات المتنقلة .. والأولوية للأقاليم خارج القاهرة".
الذكاء الاصطناعي يشعل الخلاف بين دونالد ترامب و إيلون ماسكتسبب مشروع بخصوص الذكاء الاصطناعي في إشعال الخلاف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورائد الأعمال والملياردير الشهير إلون ماسك.
وسردت شبكة سي إن إن الأمريكية تفاصيل القصة إذ قالت إنه بعد فترة وجيزة من إعلان الرئيس ترامب إقامة مشروع جديد بشأن دعم البنية التحتية للذكاء الاصطناعي قام ماسك بالتشكيك في المشروع برمته.
وقال ماسك في تعليقه عبر موقع إكس (المملوك له) :"هم بالفعل لا يملكون المال، رصيد سوفت بانك يقل عن 10 مليار دولار".
وكان ترامب قد أعلن عن استثمار في شركة جديدة تُدعى "ستارجيت"، وتهدف الشركة الجديدة لدعم البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في أمريكا.
ويأتي إعلان ترامب عن الشركة الجديدة بالتعاون مع سوفت بانك وشركة أوبن إيه آي وأوراكل.
وبُناءً على الخطة المُعلنة فإن الشركات المُشار إليها ستستثمر بما قيمته 100 مليون باوند لبداية المشروع، على أن يضخوا 500 مليار دولار في المشروع خلال السنوات المُقبلة.
ولم يرد ترامب أو أحد من إدارته على مزاعم ماسك، وستكشف الأيام المُقبلة عن السؤال بشأن مدى صدق تصريح رائد الأعمال المُشكك في جدوى مشروع الرئيس الأمريكي.
تبذل الولايات المتحدة جهودًا كبيرة لتطوير مجال الذكاء الاصطناعي باعتباره عنصرًا أساسيًا في تعزيز ريادتها التكنولوجية والاقتصادية.
تعمل الحكومة الأمريكية على وضع استراتيجيات وطنية تهدف إلى تسريع البحث والتطوير في هذا المجال، مثل إصدار "خطة المبادرة الوطنية للذكاء الاصطناعي" التي تسعى إلى تعزيز الابتكار وتوسيع نطاق الاستثمار في الأبحاث الأساسية والتطبيقية. تمثل المؤسسات الأكاديمية والمختبرات الحكومية والشركات التكنولوجية الكبرى مثل "مايكروسوفت" و"جوجل" و"أوبن إيه آي" محاور رئيسية في تطوير حلول الذكاء الاصطناعي التي تُستخدم في قطاعات متعددة كالصحة، والتعليم، والطاقة، والدفاع. كما توفر الولايات المتحدة تمويلاً كبيرًا لمشاريع الذكاء الاصطناعي من خلال وكالات مثل وكالة مشاريع البحوث المتطورة للدفاع (DARPA)، التي تدعم الابتكارات الرائدة.