أمام مبنى يتسم بالطراز الأوروبي والهولندي الفريد، تفتح بوابات إلكترونية بمجرد أن تطأ قدمك مؤسسة  "RNTC" –مركز تدريب راديو هولندا- لتجد بهوا واسعا تعتمد أركانه على غرف من الزجاج الشفاف، ويزين سطحه بقبة من الطراز المعماري المتميز وأبواب حديدية تشبه الزنازين، وسط صرح علمي ظل قوامه لمدة 50 عاما.

مؤسسة rntc الإعلامية بهولندا

 تستشعر فور وصولك لمركز التدريب الإعلامي الضخم "RNTC" التابع لـ  RNW - وهي منظمة إعلامية رقمية دولية تعمل مع الشباب وصانعي الوسائط الجديدة- بحالة من الانبهار والسعادة الغامرة من روعة المكان وتصميمه.

مؤسسة rntc الإعلامية بهولندا

وترجع قصة مؤسسة  "RNTC" الإعلامية العريقة المقامة بهولندا وبالتحديد في مدينة هارليم الخلابة ذات الخضار والقنوات النهرية المبهرة، إلى أنها كانت في السابق سجنا يأوي الخارجين عن القانون، ليتحول السجن إلى منبر مضيء لتدريب الصحفيين والإعلاميين من كافة دول العالم وخاصة من دول أفريقيا وآسيا.

مؤسسة rntc الإعلامية بهولندا

والغريب في الأمر أنه لا تزال مؤسسة RNTC تحتفظ بأبواب السجون وحولت الزنازين إلى مكاتب، بهدف إيصال رسالة مغزاها أن من السجون يمكن أن تنطلق حرية الرأي والتعبير.

مؤسسة rntc الإعلامية بهولندا

ومن خلال تجربتي الاستثنائية للغاية في فترة تدريبي بمؤسسة " RNTC " المدعومة  من دولة هولندا ومؤسسة "NUFFIC" ، اكتسبت مهارات غير مسبوقة في المجال الإعلامي وخاصة في مكافحة الشائعات والخطاب الكراهية التي تركز المؤسسة على تدريسها بشكل احترافي ومتطور للغاية.

تمتلك مؤسسة " RNTC" إمكانيات متطورة للغاية في التعلم ومنهجية دراسية سلسلة تفتح أفقك إلى جوانب مختلفة وجديدة، تساعدك في الإبداع بلا حدود بمجال الإعلام والصحافة الرقمية وصناعة المحتوى الرقمي.

مؤسسة rntc الإعلامية بهولندا

تعتمد استراتيجية مؤسسة "RNTC " في التدريب، على تبادل الخبرات والثقافات بين المتدربين من أفريقيا وآسيا، وخلق حالة من التفاهم والتعاون المشترك، يعتمد على الألفة بمنأى تماماً عن أي اختلافات في الثقافة والرأي، وسط أجواء عائلية تتسم بالدفء والبهجة. 

يدفعك الجو العام داخل مؤسسة "RNTC"، لحالة من النشاط والابداع عبر استخدام  آليات وأدوات متطورة في المجال الإعلامي، لتوسع مداركك لأعلى مستوى من الاحتراف والتفكير، وتمنحك  نظرة فاحصة ومختلفة كلياً عما كان في السابق.

مؤسسة rntc الإعلامية بهولندا

 فملخص هذه التجربة الفريدة، يعطيك بارقة أمل في تطوير المجال إعلامي بموطنك، تتسم بالنزاهة والشفافية في تناول الموضوعات دون خلق حالة من الاستقطاب والعنصرية، عبر دحر الشائعات والمعلومات المغلوطة بتقنيات متطورة وحديثة تواكب عصر التواصل الاجتماعي والصحافة الإلكترونية والذكاء الاصطناعي.

مؤسسة rntc الإعلامية بهولندا

تمكنت مؤسسة "RNTC" الإعلامية خلال 50 عاما من تأسيسها من تخريج حوالي 6000 خريج من ضمن 58 دولة أفريقية وآسيوية، لتكون "RNTC" منبرا يساعد الصحفيين الشباب على اتخاذ خطوات هامة في حياتهم المهنية بمجال تخصصهم ليكونوا سبيلا لتغيير مجتمعاتهم نحو الأفضل. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: هولندا زنازين سجن

إقرأ أيضاً:

المجال السلوكي في برامج التعليم العالي

 

 

 

◄ يجب أن تُركِّز البرامج الأكاديمية أثناء تصميمها على المجال المعرفي والمجال المهاري والمجال السلوكي

 

د. مسلم بن علي بن سالم المعني **

 

نُسلطُ الضوء في هذا المقال على الجانب السلوكي لدى الطالب، وهو الجانب الذي إما يجهله الكثير من أعضاء هيئة التدريس أو لا يعرفون كيفية تطبيقه على أرض الواقع. ومخرجات التعلم القائمة على السلوك تركز على القيم والمعتقدات والتفكير الذهني الذي يوجه الطالب في كيفية التعامل مع ما يطلب منه تنفيذه أثناء الدراسة أو التعامل مع الآخرين أو التصرف في سياقات مُحددة.

ففي السنة الأولى؛ وهي السنة التي يلتحق فيها الطالب بالدراسة في التخصص، تركز مخرجات التعلم القائمة على السلوك على غرس السلوك الإيجابي لدى الطالب اتجاه التعلم والنزاهة الأكاديمية وتشجيعه على الانضباط الذاتي وإدارة الوقت، وهي عوامل جميعها تساهم في صقل شخصية الطالب بإظهار سلوك واحترام للمعايير الأكاديمية.

أما في السنة الثانية، فتركز مخرجات التعلم القائمة على السلوك على قدرة الطالب على التحلي بالسلوك المهني اتجاه مجال دراسته المعرفي وتشجيعه على التفكير بأهمية التعلم على مدى الحياة وحب الاستكشاف، وهي عوامل جميعها تساهم في توليد التفكير الناقد لدى الطالب وانفتاحه على الأفكار الجديدة.

وفي السنة الثالثة من الدراسة، تستهدف مخرجات التعلم القائمة على السلوك جوانب مثل تعزيز الدور القيادي لدى الطالب والعمل ضمن الفريق والتحلي بالأخلاقيات المهنية مع تمكين الطالب من تحقيق هوية مهنية له ونهج مهني أثناء مواجهته التحديات. فالطالب حتى يُحقق هذه المخرجات يجب أن يتحلى بالقدرة على العمل الجماعي والقيادة ضمن المشروعات الجماعية التي يطلب منه تنفيذها.

وأخيرا تأتي السنة الرابعة لتتوج المجال السلوكي حيث يتولد لدى الطالب سلوك يركز على الجانب الوظيفي والاستعداد للانتقال إلى المرحلة التالية وهي إما التحاقه بسوق العمل أو مواصلة دراسته العليا، مع تشجيع الطالب على التحلي بالقدرة على التكيف مع المواقف الجديدة والتحلي بالأخلاقيات المهنية لمجال تخصصه.  فالطالب حتى يُحقق هذه المخرجات على هذا المستوى المتقدم يجب أن يتحلى بالقدرة على إظهار المهنية والقدرة على التكيف مع تحديات بيئات العمل.

وبناءً عليه يجب أن تركز البرامج الأكاديمية أثناء تصميمها على مجالات ثلاثة: المجال المعرفي والمجال المهاري والمجال السلوكي. فلو فعلا تمكنا من تصميم وتنفيذ برنامج يغطي المجالات الثلاثة لتولدت لدى الطالب معارف ومهارات وسلوكيات تمكنه من الانخراط في سوق العمل ومواجهة التحديات الجديدة بكل كفاءة واقتدار.  فمن السلوك الإيجابي المتمثل في حب التعلم والنزاهة الأكاديمية والانضباط الذاتي والقدرة على إدارة الوقت في السنة الأولى إلى تطوير سلوك التفكير الناقد والانفتاح على الأفكار الجديدة في السنة الثانية، يستطيع الطالب  أن يطور سلوكيات إيجابية للعمل بروح الفريق الواحد مع تولد صفات قيادية له يستطيع من خلالها أن يقود فريق العمل معه في السنة الثالثة لينتقل إلى السنة الرابعة والأخيرة والتي تبني شخصية الطالب في المهنية في العمل والتكيف مع المُتغيرات.

فهل فعلًا تركز برامجنا الأكاديمية على المجالات المعرفية والمهاراتية والسلوكية؟ وهل حقًا برامجنا الأكاديمية تصقل المجالات المعرفية والمهاراتية والسلوكية عند منحه الدرجة العلمية في التخصص؟

** عميد كلية الزهراء للبنات

مقالات مشابهة

  • الإدارة الأميركية تسرح موظفي وسائل إعلامية
  • المجال السلوكي في برامج التعليم العالي
  • الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة يزور مؤسسة البوابة نيوز الإعلامية
  • المسيحية الصهيونية.. كيف تحولت إلى أداة سياسية؟
  • الإمارات.. 7 شروط لتشغيل وتدريب الطلبة في القطاع الخاص
  • طفل مغربي يتحول إلى بطل شعبي بهولندا بعد إنقاذه فتاةً من الغرق
  • صحيفة إسرائيلية: كيف تحولت المظلة الشراعية إلى سلاح سري لحماس؟
  • محافظ مطروح يبحث استغلال بحيرة السوانى في الإستزراع السمكى وتدريب الطلاب
  • ساحة سعد الله الجابري تهتف للحرية.. نشطاء حلب يحيون ذكرى الثورة بمظاهرة حاشدة
  • عاجل | أ. ب: إسرائيل تريد أن ترى سوريا مجزأة بعد أن تحولت البلاد في عهد الأسد إلى منصة انطلاق لإيران ووكلائها