الرجل متوار عن الأنظار.. تايمز: هل أُقيل شويغو؟
تاريخ النشر: 25th, June 2023 GMT
منذ أمر الرئيس بوتين بدخول الدبابات إلى أوكرانيا العام الماضي، كان سيرغي شويغو، وزير دفاعه الذي خدم مدة طويلة، هو الضحية لإخفاقات الجيش الروسي.
وقال مارك بينيتس مراسل صحيفة "تايمز" (The Times) البريطانية، في تقرير له، إن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف سُئل الليلة الماضية عما إذا كانت هناك تغييرات في الموظفين في وزارة الدفاع بعد المفاوضات التي أدت إلى اتفاق لإنهاء تمرد فاغنر.
أجاب بيسكوف: "هذه الأمور من اختصاص القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس فلاديمير بوتين، وفقا لدستور الاتحاد الروسي. لذلك، من غير المحتمل مناقشة هذه المواضيع في سياق الاتصالات المذكورة أعلاه".
تعليقات لاذعةوأشار بينيتس إلى أن أكبر منتقدي شويغو هو يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر الذي وصف في سلسلة من التعليقات اللاذعة في الأشهر الأخيرة شويغو وفاليري غيراسيموف رئيس هيئة الأركان العامة "بالحثالة" الذين "سيحترقون في الجحيم". وطلب بريغوجين أمس تسليم شويغو وغيراسيموف إلى فاغنر.
وأوضح التقرير أن مكان شويغو غير معروف، ولكن كانت هناك شائعات الليلة الماضية أنه طُرد.
ووصف التقرير شويغو (68 عاما) بأنه كان يتمتع بشعبية كبيرة بصفته وزيرا لخدمات الطوارئ في روسيا منذ أكثر من عقدين. وعلى عكس العديد من الدوائر المقربة من بوتين، فهو ليس عضوا سابقا في المخابرات السوفياتية ولم يخدم أبدا في القوات المسلحة، ومع ذلك فقد شارك في مهام إنسانية في الاتحاد السوفياتي السابق وأفغانستان والبلقان؛ "لقد كان سقوطه دراماتيكيا".
علاقة شخصية مع بوتينكذلك كان شويغو يتمتع بشعبية كبيرة، وهو جامع سيوف شرقية نادرة، وخناجر الأزتك التي تتمتع برمزية دينية، ولاعب هوكي ماهر في الفريق الذي يلعب فيه الزعيم الروسي، وهو من مواليد توفا في جنوب سيبيريا، وغالبا ما كان يذهب مع بوتين لقضاء الإجازات في المنطقة.
وكشفت الصحيفة عن أن العلاقات بين الاثنين (بوتين وشويغو) أصبحت أكثر باردة، ففي حدث أقيم أخيرا في موسكو بالكاد كان الزعيم الروسي ينظر إلى شويغو، وكان يدير له ظهره بينما كان وزير الدفاع يرتبك ويبدو عليه عدم الارتياح.
أزمة صهرهوتعرض شويغو لانتقادات من المتشددين ومنهم بريغوجين، لسماحه لصهره أليكسي ستولياروف بتفادي التجنيد الإجباري، وهو مدون يكتب في شؤون اللياقة البدنية يبلغ من العمر 33 عاما، متزوج بكسينيا ابنة شويغو.
وانتقد بريغوجين ستولياروف وزوجته لقضاء إجازة في دبي، قائلا "كيف يمكن لصهر شويغو الذهاب إلى دولة الإمارات وهز مؤخرته؟"، وأوصى رئيس فاغنر بأن تجمع ما وصفها "بالنخبة العاهرة" في الاتحاد الروسي شبابها وترسلهم إلى الحرب.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
"نيويورك تايمز": إيران تبحث ما إذا كان بإمكانها عقد صفقة مع ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم /الثلاثاء/ أن النظام الحاكم في إيران يبحث حاليًا ما إذا كان باستطاعته عقد صفقة مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وتحقيق انفراجة في مسار العلاقات الثنائية المتأزمة منذ فترة طويلة.
وقالت الصحيفة - في سياق مقال تحليلي - إن البعض في الحكومة الإيرانية الجديدة الأكثر اعتدالًا يعتقدون أن نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية ربما تفتح نافذة لإبرام صفقة دائمة مع الولايات المتحدة، مع الإشارة إلى انسحاب ترامب من الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية وفرض عقوبات اقتصادية صارمة على إيران وإصدار أوامر بقتل أعلى جنرالاتها.. فيما قال مدعون فيدراليون يوم الجمعة الماضية إن إيران خططت لاغتيال ترامب قبل انتخابات نوفمبر.
مع ذلك، وعلى الرغم من هذا التاريخ المشحون، أبرزت "نيويورك تايمز" أن العديد من المسئولين السابقين والخبراء والافتتاحيات الصحفية في إيران دعت علنًا الحكومة إلى التعامل مع ترامب في الأسبوع الذي تلا إعادة انتخابه.. وقالت صحيفة شرق -وهي الصحيفة اليومية الإصلاحية الرئيسية - في افتتاحية على الصفحة الأولى، إن الرئيس الإيراني الجديد الأكثر اعتدالًا مسعود بزشكيان يجب أن "يتجنب أخطاء الماضي ويتبنى سياسة براجماتية متعددة الأبعاد".
وبالفعل، اتفق كثيرون في حكومة بزشكيان مع هذا الرأي، وفقًا لخمسة مسئولين إيرانيين تحدثوا إلى "نيويورك تايمز" بشرط عدم نشر أسمائهم لأنهم غير مخولين بمناقشة سياسة الحكومة.. وقال هؤلاء إن ترامب يحب عقد الصفقات التي فشل فيها الآخرون وأن هيمنته الضخمة في الحزب الجمهوري قد تمنح أي اتفاق محتمل قوة أكبر للبقاء وجادلوا بأن هذا قد يعطي فرصة لنوع ما من الصفقة الدائمة مع الولايات المتحدة.
وكتب أحد السياسيين البارزين والمستشار السياسي السابق للحكومة الإيرانية حامد أبو طالبي - في رسالة مفتوحة إلى الرئيس الإيراني -" لا تضيع هذه الفرصة التاريخية للتغيير في العلاقات بين إيران والولايات المتحدة".. ونصح بزشكيان بتهنئة ترامب على فوزه في الانتخابات ووضع نبرة جديدة لسياسة عملية وتطلعية نحو المستقبل.
في المقابل، أوضحت الصحيفة الأمريكية أن العديد من المحافظين، بمن فيهم البعض في فيلق الحرس الثوري القوي، يُعارضون أي تعامل مع ترامب فيما قالت وزارة العدل الأمريكية إن فيلق الحرس الثوري الإيراني اخترق أجهزة كمبيوتر خاصة بحملة ترامب ونشر معلومات مضللة عبر الإنترنت في محاولة للتأثير على الانتخابات الرئاسية.. وفي يوم الجمعة الماضية، كشف مدعون فيدراليون في مانهاتن عن محاولة إيران لاغتيال ترامب.
ووصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي هذه الاتهامات بأنها سيناريو "مختلق" - في منشور عبر موقع "إكس" للتواصل الاجتماعي يوم السبت الماضي - وقال إن إيران تحترم اختيار الشعب الأمريكي في انتخاب رئيسه وأن الطريق إلى الأمام لإيران والولايات المتحدة يبدأ بـ "الاحترام" المتبادل و"بناء الثقة".
وفي مقابلة أُجريت معه، قال رضا صالحي، وهو محلل محافظ في طهران مقرب من الفصيل السياسي المتشدد في البلاد، إن التفاوض مع ترامب سيكون تحديًا سياسيًا للحكومة الإيرانية الجديدة وقد أعرب المحافظون بالفعل عن استيائهم، قائلين إن أي مشاركة ستكون خيانة للجنرال قاسم سليماني، الذي أمر ترامب باغتياله في عام 2020.
وحتى أولئك الذين يريدون التعامل مع ترامب يقولون إن السياسة الخارجية لإيران في عهد ترامب ستعتمد إلى حد كبير على كيفية تعامل الأخير مع طهران والشرق الأوسط، فضلًا عمن يختاره لإدارته، وفقًا للمسئولين الخمسة.. وكان ترامب قد قال مؤخرًا إنه لا يسعى إلى إلحاق الأذى بإيران وأن مطلبه الرئيسي هو ألا تطور البلاد أسلحة نووية.. ولكن في نقطة أخرى خلال الحملة، بدا وكأنه يعطي إسرائيل الضوء الأخضر لقصف المواقع النووية الإيرانية، وقال إن إسرائيل يجب أن "تضرب النووي أولًا وتقلق بشأن الباقي لاحقًا".
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو - في بيان مصور صدر عنه يوم أمس الأول - إنه تحدث إلى ترامب وأنهما "متفقان بشأن التهديد الإيراني في جميع جوانبه والمخاطر التي يعكسها".. وقال بريان هوك، الذي عمل ممثلًا لإيران خلال إدارة ترامب الأولى، لشبكة "سي إن إن" يوم الخميس الماضي إن ترامب "ليس لديه مصلحة في تغيير النظام"، لكنه "يفهم أيضًا أن المحرك الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط هو النظام الإيراني".