أظهر العدوان الصهيونيُّ الهمجيُّ وحربُ الإبادة الجماعيَّة الَّتي يشنُّها كيان الاحتلال الصهيونيِّ على قِطاع غزَّة وكافَّة الأراضي الفلسطينيَّة، والَّتي أسقطت حتَّى الآن أكثر من (10) عشرة آلاف شهيد مُعْظمهم من النِّساء والأطفال، وقضت على مظاهر الحياة في قِطاع غزَّة المُحاصَر، أظهرَ مدى العوار الكبير في المنظومة الأُمميَّة، الَّتي عجزت حتَّى عن إصدار قرار مُلزِم بوقف العدوان وإدخال المساعدات، ناهيك عن حماية المَدنيِّين ومحاسبة الكيان الصهيونيِّ المارق على ما يرتكبه من جرائم، لِيكُونَ هذا العجز بوَّابة حقيقيَّة لهدم تلك المنظومة الأُمميَّة، والَّتي تفرض فيها عدَّة دوَل حماية لهذا الكيان المُجرِم، رغم رفض مُعْظم الدوَل، ما يُنذر ليس بحرب مفتوحة في المنطقة فحسب، لكن بحربٍ عالَميَّة.


إنَّ الوضع الَّذي تعيشه المنظَّمات الأُمميَّة من ضعف وهوان، ولا تملك معه في وقتنا الحالي غير المناشدة والاستجداء، هو اختطاف حقيقيٌّ وتدمير مدبَّر لِدَوْرها ومسؤوليَّتها من قِبَل عصابة تَقُودُ هذا العالَم، حيث أصدر مسؤولو الوكالات الرئيسة التَّابعة للأُمم المُتَّحدة بيانًا مشتركًا أبدوا فيه غضبهم من عدد الضحايا المَدنيِّين في غزَّة، مُطالِبينَ بـ»وقف فوريٍّ إنسانيٍّ لإطلاق النَّار، فَهُمْ يرون استمرار العدوان على هذا النَحْوِ الهمجيِّ (أمْرًا غير مقبول)، مؤكِّدين أنَّ شَعبًا بكامله يتعرض للحصار والإرهاب وجرائم الحرب، ويُحرَم من الوصول إلى العناصر الضروريَّة للبقاء على قَيْدِ الحياة، ويُقصَف السكَّان في منازلهم وفي الملاجئ والمستشفيات وأماكن العبادة، مطالِبينَ بحتميَّة السَّماح بدخول مزيدٍ من الغذاء والماء والدَّواء والوقود إلى قِطاع غزَّة لمساعدة السكَّان، وهي مَطالِب ـ رغم مشروعيَّتها ـ نجد لغة الاستجداء والمناشدة الَّتي لا تليقُ بمنظَّمات أُمميَّة بَيْنَها منظَّمة اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظَّمة الصحَّة العالَميَّة.
إنَّ هذا الضَّعف والوَهَن سيعطي مبرِّرًا للعديد من الدوَل، الَّتي طالتها أضرار هذا العدوان، إلى ضرورة الاعتماد على الذَّات، خصوصًا وأنَّ التجارب السَّابقة تؤكِّد أنَّ الكيان الصهيونيَّ الغاصب لا يعترف بحقوق الغير إلَّا بالقوَّة، وأنَّ انسحابه من سيناء المصريَّة ومن جنوب لبنان، وحتَّى من قِطاع غزَّة، كان مرتبطًا بقوَّة عسكريَّة وحروب أثَّرت على قراره، وهو ما سيؤثِّر بشكلٍ كبير على الاستقرار الهشِّ الَّذي تحيا في ظلِّه هذه المنطقة المنكوبة، وسيُمهِّد الطريق لحرب مفتوحة، لَنْ تبقيَ ولَنْ تذرَ، خصوصًا مع الدَّعم الَّذي أعلنَه حلفاء كيان الاحتلال الصهيونيِّ مادِّيًّا وعسكريًّا، لِيكُونَ الشَّرق الأوسط مجددًا محور تشكيل نظام عالَميٍّ جديد.
ويأتي تهديد الوزير الصهيونيِّ المتطرِّف ميحاي إلياهو بأنَّ إسقاط قنبلة نوويَّة على قِطاع غزَّة يُعدُّ أحَدَ الاحتمالات لِيؤكِّدَ الذهنيَّة الصهيونيَّة الَّتي تخطَّت كُلَّ الحدود، والَّتي باتَتْ تسيطر على كيان الاحتلال في ظلِّ الحكومة الأشدِّ تطرُّفًا. ورغم رفض أهالي الأسرى الإسرائيليِّين ووصْفِهم تهديد إلياهو بأنَّه صادم ومجنون، إلَّا أنَّ مجرَّد بقاء هذا الفِكر في حكومة الكيان الصهيونيِّ المارق يؤكِّد أنَّنا ماضون نَحْوَ ما لا يُحمد عقباه، فلا يُمكِن فصل هذا التهديد عن امتداد السِّياسة التصعيديَّة للحكومة الإسرائيليَّة في الأراضي الفلسطينيَّة. وللأسف لَمْ يجدْ هذا التحريض عقوبة رادعة، رغم أنَّه في حدِّ ذاته يُعدُّ تحريضًا على جريمة حرب؛ كونه دعوة للإبادة الجماعيَّة وجريمة كراهية لا يُمكِن السكوت عَنْها، إلى جانب الجرائم الَّتي تُرتكَب ضدَّ أهالي قِطاع غزَّة، فضلًا عن ما يؤكِّده هذا التهديد من اعتراف بامتلاك كيان الاحتلال الصهيونيِّ لأسلحة نوويَّة حاول إخفاءها طوال العقود الماضية.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: کیان الاحتلال

إقرأ أيضاً:

حزب الله يواصل عملياته العسكرية في عمق الكيان الصهيوني الغاصب

الوحدة نيوز/ يواصل حزب الله اللبناني اليوم الأربعاء، عملياته العسكرية في عمق الكيان الصهيوني الغاصب.. مستهدفاً المزيد من تجمعات قوات العدو الصهيوني ومواقعه وقواعده العسكرية ومستعمراته، مُحققاً فيها إصابات مباشرة.

وجاء في بيانات متعددة لحزب الله: استهدف مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة عند الساعة 05:00 من فجر اليوم الأربعاء، تجمّعًا لقوات العدو الصهيوني، شرق بلدة مارون الراس بصليةٍ صاروخيّة.

وتصدى مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة في وحدة الدفاع الجوّي عند الساعة 12:05 من ظهر اليوم، لطائرة مُسيّرة صهيونية من نوع “هرمز 450” في أجواء القطاع الأوسط، بصاروخ أرض – جو، وأجبروها على مغادرة ‌‏الأجواء ‏اللبنانيّة. ‏

كما تصدى مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة في وحدة الدفاع الجوّي عند الساعة 12:10 من ظهر اليوم، لطائرة مُسيّرة صهيونية من نوع “هرمز 900” في أجواء القطاع الأوسط، بصاروخ أرض – جو، وأجبروها على مغادرة ‌‏الأجواء ‏اللبنانيّة. ‏

واستهدف مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة أيضاً عند الساعة 09:00 من صباح اليوم، تجمّعًا لقوات العدو في مستوطنة سعسع بصليةٍ صاروخيّة.

‏وفي إطار ‏التحذير الذي وجّهته المُقاومة الإسلاميّة لعددٍ من مستوطنات الشمال، استهدف ‏مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة عند ‏الساعة 12:15 من ظهر اليوم، مستوطنة كفار فراديم بصليةٍ صاروخية.‏

وأكد حزب الله أن هذه العمليات تأتي دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، ودفاعًا عن لبنان ‏وشعبه.

مقالات مشابهة

  • البخيتي: الوهابية “نبته بريطانية” لحماية الكيان الصهيوني
  • نتنياهو يقود الكيان الصهيوني نحو نهايته: غروره ووحشيته يثمران قوة المقاومة
  • الكيان الصهيوني يعتقل شابين شمال سلفيت مساء اليوم
  • الجيش الإيراني: سنرد ردا مدمرا على الكيان الصهيوني
  • حصيلة العدوان الصهيوني المستمر على غزة تتجاوز 43 ألف شهيد وأكثر من 100 ألف جريح
  • حان الوقت للعمل على طرد الكيان الصهيوني من الأمم المتحدة
  • حزب الله يواصل عملياته العسكرية في عمق الكيان الصهيوني الغاصب
  • صحة غزة: الكيان الصهيوني يصعد جرائم الإبادة والتهجير القسري بشمال القطاع
  • استشهاد فلسطينيان وإصابة آخرين جراء قصف الكيان الصهيوني دير البلح
  • الكيان الصهيوني يقتحم بورين جنوب نابلس مساء اليوم