حزب الله: نقوم بما نراه مفيدا ويخدم مصلحة المعركة
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
بيروت ـ د.ب.أ: أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله اللبناني الشيخ علي دعموش أنَّ الحزب يقوم بواجبه الشرعي والأخلاقي والإنساني، وما تمليه عليه مصلحة المقاومة وطبيعة المواجهة مع العدوِّ الإسرائيلي والمصلحة الوطنية والقومية التي تقتضي الدفاع عن لبنان ونصرة الشَّعب الفلسطيني المظلوم في غزَّة.
ونقلت «الوكالة الوطنية للإعلام» عن دعموش قوله، خلال احتفال تأبين نظمه حزب الله:
«نحن لم نكن في يوم من الأيام نعير أهمية للتهويل ولا لمن لا تعجبه مواقف المقاومة أو أداؤها، لأنَّنا إنَّما نقوم بتكليفنا وما نراه مجديًا ومفيدًا ويخدم مصلحة المعركة والمواجهة والمصلحة الوطنية.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
زمن سقوط الأقنعة وكشف الحقائق
سقطت الكثير من الأقنعة عن الأنظمة المطبعة والعميلة التي استطاعت إخفاء علاقاتها السرية والعلنية مع كيان الاحتلال الاستيطاني؛ وباتت الرؤية واضحة من خلال الدعم المادي والمعنوي للإجرام الصهيوني بلا حدود، بل إن الأمر تطور إلى تبني وجهات نظر العدو الصهيوني ومحاربة كل من يناهض اليهود ويريد تحرير المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين .
يصفون الجهاد والمجاهدين بأردأ الأوصاف ويثنون على الإجرام الصهيوني، يشمتون بكل مجاهد وشهيد دون حياء أو خجل، وصفهم الله تعالى بقوله((قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم اكبر قدبينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون))ال عمران-118.
ذات يوم خطب الملك السعودي فيصل عن مظلومية الأشقاء على أرض فلسطين فقال: القدس الشريف يناديكم ويستغيثكم لتنقذوه من محنته ومما ابتلي به، فماذا يخيفنا؟ هل نخشى الموت؟ وهل هناك موتة أفضل وأكرم من ان يموت الإنسان مجاهدا في سبيل الله؟ –تطورت الأحداث وقتل على يد ابن أخيه وحل محله من يقدم التنازلات وينفذ التوجيهات .
هل كان اغتياله بسبب مواقفه الوطنية والقومية ومنها قضية فلسطين؟، أم لأنه خرج عن تعهدات المؤسس التي أعطاها للإمبراطورية التي غابت عنها الشمس؟، هل كان موقفه مبدئياً ودفع ثمنه أم سياسي للاستهلاك أمام الرأي العام؟.
اليوم تحولت المملكة السعودية لخدمة توجهات الحلف الصهيوني والصليبي وهي شهادة أثبتها حاخامات اليهود الذين وفدوا إلى السعودية وأثبتتها توجهات السياسات السعودية نحو المسارعة في تحقيق كل ما يطلبه اليهود منهم.
ولا يتفوق عليهم في تقديم الخدمات إلا قادة دويلة الإمارات المتحدة في تقديم قرابين الولاء والطاعة من أجل القضاء على المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن، لأنهم يرون انها تهدد عروشهم وتشكل خطرا عليهم وحتى لو كان ذلك على حساب الانسلاخ من العروبة والإسلام، فقد تم استبدال الأنظمة والقوانين الإسلامية وتغيير كل مظاهر الحياة، بما يتناسب والمناهج التغريبية، ابتداء بالقوانين وانتهاء بتشريع التفسخ والانحلال والانحطاط والسقوط في مراتع الرذيلة .
السيد القائد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي، يتحدث دوما عن المشروع الصهيوني وأطماعه الاستعمارية التوسعية في المنطقة من خلال مشروعه المصاغ بطريقة عقائدية والذي حولوه إلى معتقد ديني واستراتيجي، وهو أيضا مشروع عدواني يستهدف أمتنا بطمس هويتها واحتلال أوطانها ونهب ثرواتها ومصادرة الاستقلال والحرية والكرامة.
وفي حديثه أشار إلى أن العائق الأكبر لهذه المشاريع الإجرامية هو الإسلام بنقائه وحقيقته ومبادئه الصحيحة ولذلك فهم يعملون على إبعاد الأمة عنه.
وإذا ألقينا نظرة سريعة على تصريحات “النتن ياهو” سنجد أنه يتحدث عنها بأنها حرب حضارات وهو مفهوم خاطئ، لأن الحضارات الإنسانية تتكامل وكل حضارة تستفيد من الأخرى أما الإجرام فهو نتاج توجيه منتجات الحضارات لقهر الشعوب وسلب حريتها واستعبادها، كما يفعل الاستعمار بوجهه الصليبي الصهيوني أو المغولي والتتري.
“النتن “يرى أنها حرب وجودية بفعل استيطان واحتلال فلسطين بالقوة والإجرام والخيانة والعمالة، أما مشكلة لبنان فهو يزعم أن لبنان محتل من قبل إيران وحزب الله وسيعمل على تحريره منهما، ومعنى ذلك انه سيعمل على طرد أهل لبنان وإحلال مستوطنين يهود مكانهم كما هو حالهم كمحتلين يهود في الاستيلاء على فلسطين.
الشيخ العلامة محمد الغزالي -رحمه الله- تحدث عن أهمية إسقاط الأنظمة العربية التي تدعم اليهود، لأن الترابط وثيق بين بقاء هذه الأنظمة وبقاء الاحتلال الاستيطاني لفلسطين .
أما المفكر والمؤرخ العربي الكبير المرحوم عبدالوهاب المسيري، فحينما سُئل ماذا يمكن أن يحدث بعد زوال الاحتلال الصهيوني؟ فقال: إن الجماهير العربية ستتجه للإطاحة بالكثير من الأنظمة الداعمة لليهود، وكان -رحمه الله- قد تحدث عن اليهودي الوظيفي، الذي يحمل حقيبته ويتكلم العربية ويؤدي شعائر الإسلام، لكنه يتحدث بلسان اليهود ويعمل لمصلحتهم سرا وعلانية .
وهو ما شاهدناه فعلا خلال الأيام والسنوات الماضية، فقد تحول الكثير من الأدباء والمثقفين والإعلاميين وبعض المحسوبين على العلماء لنصرة اليهود وإدانة الجهاد والمقاومة وتأييد الإجرام الصهيوني، لدرجة أنهم أصبحوا صهاينة أكثر من اليهود أنفسهم.
إن هذه الأنظمة المنضوية في إطار المشروع الاستعماري الصهيوني الصليبي، ترى أن وجود المقاومة يهدد أمنها وترى في إبادة الأشقاء في أرض غزة ولبنان وغيرها تأميناً لبقائها ولن تعطي ثقتها إلا للحلف الذي ائتمنها على حماية مصالحه بعد رحيله، فهو الداعم والحامي والحارس الأمين، ولذلك فلا غرابة إن تم خذلان المقاومة الإسلامية أو الوطنية من قبل هذه الأنظمة، وليس ذلك فحسب، بل ليس من المستغرب أن تتكفل بجميع التكاليف للإجرام الصهيوني والأمريكي وغيرهم لإبادة من يقف في طريق مصالحهم وعروشهم.
استطاع الجيش والعصابات الصهيونية عام1967م، الاستيلاء على الضفة الغربية وانحازت المقاومة الفلسطينية إلى الضفة الشرقية وعندما حاول العدو الاستيلاء على الضفة الشرقية وهزيمة المقاومة التي عندما تعاونت مع الجيش الأردني تمت إبادة الجيش الصهيوني والعصابات الإجرامية في معركة الكرامة، لكن المسألة لم تقف عند هذا الحد، فقد استطاعت المؤامرات والدسائس إيجاد الفتنة بين الجيش الأردني والمقاومة ليقاتلان بعضهما البعض فيما سميت بمذبحة أيلول الأسود، وهو ذات الأسلوب الذي اعتمده الصهاينة عند غزوهم لبنان مطلع ثمانينيات القرن الماضي، فقد استعانوا بالخونة والعملاء والمليشيات التابعة لهم وأشعلوا الحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من خمسة عشر عاما ومازالت آثارها حتى الآن.
من بين الوثائق التي نُشرت رسالة منسوبة للملك السعودي فيصل يحرض فيها الملك حسين على إبادة المقاومة الفلسطينية، لأنها حسب رأيه تفوق إسرائيل في خطورتها؛ حيث تقول الوثيقة “إن هذه المقاومة سوف تُستغل ضدكم -….أكرر نصحي للاستفادة من هذا الوقت السانح … بمبادرة القضاء المبرم على هذه المقاومة”.
ويؤكد الحاكم السعودي في رسالته على عدم مهادنته للأنظمة القومية مهما كانت والتزامه بالمنهج الغربي “فإن لم يصبح الأردن دولة شيوعية بانتصار المقاومة لا قدر الله، فإنه سيصبح بالتأكيد ولا محالة دولة ناصرية أو بعثية أو قومية”،-وانها تصب في “قعر بؤرة واحدة هي بؤرة الهدم ضدنا وضد أصدقائنا الأمريكان والإنجليز وانصار النظام الغربي”.
ويؤكد رغبته الملحة بقوله “يجب القضاء على كل هذه الزمر المفسدة المجتمعة باسم-مقاومة إسرائيل-بينما يشهد الله أن شر إسرائيل لا وجود له أمام شرور تلك الزمرة المفسدة”.
إن ما ورد في الرسالة -الوثيقة هي ذاتها التوجهات التي تسير عليها الأنظمة المطبعة والعميلة مع كيان الاحتلال الصهيوني، وإن اختلفت الزعامات وتغيرت ولا تخرج سياستها عن تلك التعهدات، فهي ترى في المقاومة خطراً عليها، أما الاستعمار والاستيطان اليهودي فلا يشكل أي تهديد عليهم حسب زعمهم.
وإذا كانت الوثيقة تقول بخلاف خطابه الداعم للقضية الفلسطينية، فذلك قد يحتمل أكثر من تأويل، أما توجهات النظامين السعودي والإماراتي وغيرهما اليوم فهي أكثر وضوحا في دعم اليهود وخاصة في تأييدهم لإجرامهم في غزة ولبنان واليمن ولا تخرج عما جاء في الرسالة:(تكرار عرض خدماتنا لجلالتكم بتحمل كافة المصروفات وما ستتكفلونه من مال وسلاح وذخيرة في سبيل مقاومة المقاومة، ويصل الأمر بالتهديد له إن لم يقم بذلك –(وإلا فإنني وأسرتي الصديقة التي ترى هذا الرأي وتقره كما تعلمون سننضم جميعا ضدكم لنشكل الطرف الآخر لمقاومتكم ومقاومة هذه المقاومة، لأننا لا ندافع عن كيانكم فقط، بل ندافع عن كياننا أيضا).
إذاً لا غرابة إن تعاونت الأنظمة العربية –السعودية والإمارات ومصر والأردن والمغرب والبحرين- وغيرها مع اليهود، وأيضا تأييد كل جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية على أرض غزة وفلسطين ولبنان، ولا غرابة إن ساهموا في دعم الإجرام عسكريا واقتصاديا وسياسيا من أجل القضاء على محور المقاومة، فالأرصدة المودعة في بنوك الغرب كفيلة بتعويض الخسائر المادية والمعنوية.
وإذا كانت هذه إرادتهم فإن إرادة الشعوب من إرادة الله، وإرادة الله لا ولن تقهر والله غالب على أمره، قال تعالى((كتب الله لاغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز))المجادلة-21-.