تسامح مسلمي الشرق في يوميات غولدتسيهر
تاريخ النشر: 25th, June 2023 GMT
تحدثت في المقالة السابقة عن يوميات المستشرق اليهودي إيغناس غولدتسيهر، والتي تناول فيها رحلته لطلب العلم في الأزهر الشريف بمصر، وظلت تلك المذكرات منشورة باللغتين الألمانية والإنجليزية، وترجمها مؤخرا الدكتور محمد عوني عبد الرؤوف بعنوان "يوميات إيجناس جولدتسيهر"، وقد كان غولدتسيهر معتزا برحلته إلى المشرق الإسلامي وأفردها في كتاب مستقل بعنوان "يوميات جولدتسيهر الشرقية"، وترجمها أيضا الدكتور عوني عبد الرؤوف.
وفي يومياته -التي تكلم فيها عبر صفحات مختصرة نوعا ما- تحدث غولدتسيهر عن رحلته إلى سوريا وفلسطين ومصر، والتي يجد فيها القارئ -الذي يريد رسم صورة عن المجتمع في هذه الفترة- تفاصيل دقيقة ومهمة ومركزة عن الحياة العلمية في هذه البلدان والحياة الدينية والسياسية كذلك، فقد التقى برجال السياسة وعلماء الدين الكبار ورجال الإصلاح السياسي وحركات التحرر في المشرق الإسلامي.
استغرقت رحلته الأولى للمشرق عاما واحدا، وذلك بين عامي 1873 و1874، ومن أهم ما رصده غولدتسيهر في يومياته التعامل بين أتباع الأديان الثلاثة، وقارن عدة مرات وفي صفحات مختلفة بين التعايش والتسامح في بلاد المشرق -خاصة مصر وسوريا- وبين الدول الأوروبية، بل قارن بين التسامح الإسلامي في هذه البلدان وبين تعصب بعض رجال الدين من الأديان الأخرى مع طائفته اليهودية.
ما مر من مشاهدات غولدتسيهر أوضحت له بجلاء كيف يحظى أتباع ديانته اليهودية بحسن معاملة، بل يشفع عند تاجر مسلم ويذكّره بالقرآن والحديث، فيقبل شفاعته ويعيد الموظف ويزيد راتبه كما طلب
المناوشات المسيحية ليهود دمشقمما رصده غولدتسيهر في رحلته لدمشق بشأن العلاقة بين أتباع الأديان الثلاثة في دمشق: الإسلام، والمسيحية، واليهودية ما رآه من توجس اليهود منه، لأنهم اعتقدوه مبشرا مسيحيا، وقد كتب كلاما في غاية الشدة والسباب لمسيحيي زمانه وما رصده من معاملتهم ليهود دمشق، حيث ذكر بعض ما عانوه منهم في الكنس اليهودية، فدعا إلى كراهيتهم وذكر أنهم كانوا يغطون جدران الحي اليهودي وجدران المعبد اليهودي بملصقات أيام الجمع اليهودية المقدسة، ودعا اليهود للصبر على رؤية هذه الملصقات المكتوبة باللغة العربية، وذكر أن هذه الأمور جعلته يعذر اليهود في رفضهم المبدئي له، ثم حظي بعلاقات جيدة معهم بعد ذلك.
تعصب بعض القساوسة رغم ثقافتهمشكا غولدتسيهر من تعصب بعض القساوسة في الشام، خاصة رئيس الأساقفة واسمه "مكاريوس"، فقال عنه "وهو رجل متعصب، ولكنه مثقف، جاء من دير بلبنان ونصّب حبرا، واعتدت بعد ذلك زيارته مرتين أو 3 مرات أسبوعيا، كما أنه كان يستنكر صحبتي للمسلمين وإن كان راضيا عن مناقشاتي العلمية، وبيّن أنه بسبب هذه المعاملة ازدادت محبته للمسلمين لما رآه من حسن معاملة منهم".
ورغم ما أخذه غولدتسيهر على بعض القساوسة من تعصب فإنه لاحظ ملاحظة مهمة وهي سعة اطلاع القساوسة على التراث الإسلامي، فرئيس الأساقفة مكاريوس مثقف جدا، والتقى كذلك من بين علماء الدين المسيحي بالأب موسى الماروني الذي اعتاد زيارته عند بوابة توما بالحي اليهودي، وقال عنه "وهو رجل ذو علم وافر بالشريعة الإسلامية، وقد وجدت نفسي ممتنا له لتبصرتي وتعميق فهمي للاختلافات العقائدية الإسلامية، وقد قرأت كتاب "ميزان الشعراني" لأول مرة في حياتي في نسخة أبينا موسى".
دمشق باب الجنةأبدى غولدتسيهر إعجابه الشديد بروح وأخلاق مسلمي الشرق في البلاد التي زارها، خاصة سوريا ومصر، بل إن أحد الأوروبيين الذين قابلهم في دمشق -وهو رئيس جماعة ماسونية- كان يقارن في هذه الجلسة بين المدن الأوروبية التي زارها ومدينة دمشق التي يعدها بوابة الجنة، وهو ما دعا غولدتسيهر للتعقيب عليه بهذه العبارات "ومنذ اختلاطي بهذه المجتمعات الإسلامية لم أشعر قط بأنني غريب عنها على الرغم من الزي الغريب الذي أرتديه، وعلى الرغم من أن ديني مغاير للإسلام فإنهم كانوا يعتبرونني واحدا منهم، ولم يتعرض لي أحد بسوء، سواء من الشيوخ المتطرفين أو من الطبقات الشعبية، وقد عشت هذه الأسابيع أنعم بهذه الروح الإسلامية".
شفاعته لموظف يهودي عند مسلممن المواقف التي يشيد بها غولدتسيهر -والتي جعلته يقف أمامها طويلا- أنه في خان أسعد باشا -وهو أعظم أسواق دمشق وقتها- اعتاد أن يمر على تاجر عربي يدعى خليل ليتناول عنده فنجانا من القهوة، وكان عنده فتى يهودي يدعى "ليفي" يقوم بالأعمال الحسابية، وكان أجره في اليوم فرنكا واحدا، ولما تجرأ مطالبا برفع أجره ليصبح فرنكا ونصف فرنك استغنى عنه صاحب المتجر وطرده من خدمته.
يقول غولدتسيهر "فتوسل إليّ هذا الفتى اليهودي البالغ من العمر 15 أو 16 سنة ويعول بأجره أبوين فقيرين أن أتدخل لأحميه من قرار الطرد، لأنه رأى أن سيده يظهر لي المودة، فتدخلت للتوصية به عند خليل مستخدما كل ما يمكن أن أستشهد به من آيات القرآن والحديث، وبارك الرب مسعاي، فأعيد ليفي إلى عمله بالأجر الذي كان يطمع فيه بخان أسعد، وتمكنت من إسعاد العائلة".
استجبت لدعوة ليفي التي وجهها لي ودموعه على خديه لاستضافتي في منزله، فذهبت إلى منزله المتواضع النظيف واندمجت في مشهد مثير، إذ رحب والداه وإخوانه وأخواته ترحيبا ممتزجا بدموع ودودة وكأني فارس أو منقذ للأسرة، فملأني الاطمئنان لأنني قدمت خدمة لهذه الأسرة المكافحة التي يبدو عليها أنها عزيز قوم جار عليه الزمن.
كان للشاب اليهودي ليفي أخت تدعى "حيا" تعرف عليها غولدتسيهر ودارت بينهما حوارات وتواصل، وقد وجدتها مثقفة ومهتمة بالأدب العربي القديم والحديث، ولديها معرفة واسعة بالأحوال الدينية والاجتماعية تفوق ما كان يتوقعه -حسب قوله- من فتاة يهودية في سوريا، وبعد رحيله عن المشرق وعودته لبلاده بلغه من أخبارها أنها تزوجت تاجرا صغيرا يعمل بالإسكندرية، حيث توفيت نتيجة ولادة عسرة، فترحم عليها بقوله "رحم الرب هذه الفتاة اليهودية الدمشقية الحلوة الشجاعة".
ما مر من مشاهدات غولدتسيهر أوضحت له بجلاء كيف يحظى أتباع ديانته اليهودية بحسن معاملة، بل يشفع عند تاجر مسلم ويذكّره بالقرآن والحديث، فيقبل شفاعته ويعيد الموظف ويزيد راتبه كما طلب، ومواقف كثيرة تعرض لها ودوّنها مشيدا بها ومقارنا بين كل موقف بموقف تعرّض له في أوروبا بتعصب.
لطف المصريين المسلمين وغلظة الأوروبيينما لقيه غولدتسيهر في دمشق من معاملة حسنة لقي نفسها من المصريين، فلا يخفي مشاعره تجاه اللطف الشديد الذي عامله به المسلمون، ولم يكن تصنعا منهم، بل رآه لطفا ينطلق من مشاعر وخلق حقيقي، مما جعله كثيرا ما يقارن بين المصريين والأوروبيين فقال "وكان أمين المكتبة آنذاك السيد شترن المتخصص في الدراسات المصرية القديمة، وهو تلميذ المستشرق بروجش والمستشرق بروتيجي إيبرس، ولكنه كان مستعربا متوسط المستوى في الدراسات الإسلامية، فضلا عن جهله في أمور كثيرة وغلظته وجفائه، إذ كان قليل المجاملة، وعلى العكس من ذلك كان المساعدون المسلمون بشوشين مرحبين"، وحكى عن مصاحبته لحسنين أفندي واتخاذه معلما له وفضله عليه في المشي به في شوارع القاهرة وتعليمه اللهجة العامية.
مظاهر من تسامح المصرييننقل غولدتسيهر عددا من مظاهر تسامح المصريين مسلمين وغير مسلمين، فمنذ دخوله القاهرة لقي ترحابا وحسن معاملة، سواء من خادمه في الفندق، والذي كان يوقظه عند صلاة الفجر ويعد له حمارا يركبه ليتبلغ به مهامه في القاهرة من الذهاب إلى دار الكتب الخديوية، ثم مقابلته رياض باشا وكتابته توصية للمفتي وشيخ الأزهر الشيخ العباسي المهدي، وما لقيه من حسن معاملة من المفتي، والتوصية التي كتبها له، وما لقيه من حسن معاملة من طلبة الأزهر وشيوخه كذلك جميعا، وتأثره بهذه العاطفة من الحب والتسامح.
وغامر غولدتسيهر فذهب إلى صلاة الجمعة كما أسلفنا في مقالنا السابق، كل هذه المعاملة الرائقة والراقية من المصريين والأزهريين جعلته يقارن بحسرة، فيقول بعد تسلمه رسالة شيخ الأزهر ليتمكن من الدراسة "وبقلب يخفق أخذت هذه الأسطر من المفتي الصارم وقبّلت يديه وعاهدت نفسي عهدا مقدسا ألا أفعل أي شيء يجعله يتشكك في ثقته بي".
ويقول "وما أكثر ما تجتاحني الذكريات رغما عني! وما أكثر ما تطوف بذهني وأسترجع معها ذكريات مواقف صعبة من كل نوع مرت بحياتي عام 1868 وعانيت منها محاولا التغلب عليها عندما كنت أستمع إلى محاضرات الكاهن المأفون روزسكا عن اللاهوت الكاثوليكي بمدينة "بست"! فما أيسر ما مر بي هنا! أنا المقر بالله وبمحمد".
بل قال عن طلبة الأزهر الذين عاملوه بحب دون مصلحة منه أو منهم "وما أسرع ما أصبحت محبوبا لدى الطلاب والأساتذة، إذ كانوا يتعاملون معي كأنني واحد منهم رغم أنني لم أحاول أن أتظاهر بأنني مسلم، فإذا ما تأخرت يوما عن الحضور أو مكثت بدار الكتب الخديوية طوال فترة ما قبل الظهيرة ازداد القلق والحيرة في حلقة الشيخ محفوظ خاصة، وكان الطلاب والشيوخ يزورونني في مسكني كثيرا، كما كنت أحب أن أزورهم أيضا".
بلغ اندماج هذا المستشرق اليهودي بالمصريين الأزهريين أن رياض باشا بعد أن رأى معاملة الأزهريين له وسروره بذلك أنه كان يغريه بالبقاء في مصر، وأنه يمكنه أن يوفر له وظيفة متميزة.
حزن غولدتسيهر على وداع الشرقلم يخفِ غولدتسيهر حزنه العميق على وداع الشرق، فكان عند وداعه لدمشق حزينا، إذ تمتع بالتنزه -كما قال- مع أصدقائه المسلمين، وتحدث معهم في مسائل العقيدة والشريعة الإسلامية والشعر والنحو، واستمتع بالمشاهد الجميلة فيها.
وكذلك ودع مصر بحزن شديد، فود لو طالت أيامه فيها، لكن مرض والده انتزعه انتزاعا من الرحلة، فختم الرحلة وهو على متن السفينة منطلقة من الإسكندرية قائلا في يومياته "كان البحر أول يوم عاصفا جدا، وتملكني اكتئاب شديد عندما رأيت مآذن المدينة تختفي شيئا فشيئا، إذ إن هذا يعني أنني أنهي رحلة قضيت فيها أجمل أيام حياتي وإن كنت لم أتوقع أن ما سألقاه في حياتي مستقبلا أشد قتامة مما كنت ألقاه قبلها".
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معناوظائف شاغرةترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الأطباء تدعو إلى «عمومية طارئة» يناير المقبل بشأن المسؤولية الطبية.. النقابة ترفض معاملة أعضاءها كمجرمين في الخطأ الطبي.. والشيوخ يناقش اليوم أحقية النيابة العامة في المحاسبة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في الوقت الذي يناقش فيه مجلس الشيوخ مشروع قانون "المسؤولية الطبية"، يسري جدلًا كبيرًا داخل نقابة أطباء مصر، والتي أعلنت أول أمس عن انعقاد عمومية طارئة، داعية جموع أطباء مصر للمشاركة يوم الجمعة 3 يناير 2025، لإعلان رفض مشروع القانون بصيغته الحاليه، وبحث التحركات والإجراءات اللازمة للتصدي لمشروع القانون الذي يتضمن مواد تقنن حبس الأطباء في القضايا المهنية، بحسب بيان أصدرته.
كما ناشدت النقابة العامة للأطباء جميع أعضائها الحضور والمشاركة بقوة في الجمعية العمومية، والتعبير عن رفضهم القاطع لمشروع القانون بصيغته الحاليه الذي يهدد المنظومة الصحية بالكامل.
جدلا بالشيوخ يعكس تخوف الأطباءشهدت الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، اليوم الأحد، جدلا حول انتزاع حق النيابة العامة في جريمة الخطأ الطبي خلال مناقشة قانون المسؤولية الطبية، بعد ما أثاره المستشار بهاء أبوشقة، وكيل المجلس، قائلًا: «هل النصوص الواردة في مشروع قانون المسئولية الطبية وحماية المريض تسلب حق النيابة العامة اختصاصاتها؟ أم من حق المجنى عليه التقدم للنيابة العامة لتقوم بدورها بإنشاء لجنة المسؤولية الطبية المنصوص عليها في القانون؟».
ونفى المستشار محمود فوزي، وزير شؤون المجالس النيابية والتواصل السياسي ذلك، قائلًا :" إن الفعل الواحد قد يرتب أنواعا مختلفة من المسئولية سواء جنائية أو تأديبية، وفي النهاية نحن نريد حماية المريض".
التنسيق مع النقابات الطبيةتواصل دكتور محمد فريد حمدي، أمين عام نقابة الأطباء ، مع دكتور كوثر محمود نقيب التمريض، للنقاش حول مشروع قانون المسؤولية الطبية، وآخر التطورات حوله، وتوضيح موقف نقابة الأطباء منه، والتعديلات التي طرحتها عليه، خاصة أن مشروع القانون يتعامل مع جميع مقدمي خدمات الرعاية الصحية ومن بينهم أطقم التمرض.
وتأتي هذه اللقاءات بهدف التنسيق بين النقابات التي يتأثر أعضاؤها مباشرة بمواد مشروع القانون، والذي يتضمن عدد من المواد تقنن الحبس في القضايا المهنية، مما قد يعرض أطقم التمريض الذين يتحملون مسؤوليات كبيرة تجاه رعاية المرضى، أيضا للمساءلة والحبس جراء ممارستهم لمهنتهم شأنهم شأن الأطباء وجميع مقدمي الرعاية الصحية.
تعقد الجمعية العمومية الطارئة بمقر (دار الحكمة)، على أن تبدأ عملية التسجيل في كشوف الجمعية العمومية بدء من الساعة 10 صباحاً.
أبرز مآخذ الأطباء على مشروع القانونأعلنت النقابة العامة للأطباء موقفها الرافض لمشروع القانون تمامًا لما تضمنه من مواد تقنن الحبس في القضايا المهنية، وذلك أثناء المناقشات التي جرت في لجنة الصحة بمجلس الشيوخ وشارك فيها النقيب العام للأطباء دكتور أسامة عبد الحي ونقيب الأسنان دكتور إيهاب هيكل.
وتمسك نقيب الأطباء خلال الاجتماع بمجموعة من الثوابت والمطالب الأساسية والعادلة للنقابة والتي لم تستجب لجنة الصحة بمجلس الشيوخ لأي منها وهي:
أولا: رفض حبس الأطباء في القضايا المهنية، وإقرار وقوع المسؤولية المدنية على الطبيب حال التسبب في ضرر للمريض نتيجة خطأ، لكنه يعمل في تخصصه وملتزم بقواعد المهنة وقوانين الدولة، وتكون العقوبة هنا تعويضات لجبر الضرر وليس الحبس.
ثانيا: تقع المسؤولية الجنائية على الطبيب فقط حال مخالفته لقوانين الدولة، أو عمله في غير تخصصه، أو قيامه بإجراء طبي ممنوع قانونًا.
ثالثًا: عدم جواز الحبس الاحتياطي في الإتهامات التي تنشأ ضد مقدم الخدمة الصحية أثناء تأدية مهنته أو بسببها؛ حيث أن مبررات الحبس الاحتياطى غير متوفرة في القضايا المهنية.
رابعًا: ضرورة أن تكون اللجنة العليا للمسؤولية الطبية هي الخبير الفني لجهات التحقيق والتقاضي، وتتلقى كافة الشكاوى المقدمة ضد مقدمي الخدمة الطبية بجميع الجهات المعنية وذات الصلة بتلقي شكاوى المواطنين بشأن الأخطاء الطبية.
خامسًا: صندوق التعويضات يجب أن يتحمل التعويض كاملا وليس المساهمة فيه كما نصت مسودة القانون.
30 مادة وخمس فصولوفي 20 نوفمبر الماضي، أعلن مجلس الوزراء موافقته على إصدار مشروع قانون تنظيم المسئولية الطبية وحماية المريض.
وكان مشروع القانون أحد مطالب نقابة الأطباء منذ سنوات قبل أن يكون من مدخلات مطالب الحوار الوطني.
يستهدف مشروع القانون تحقيق عدة اعتبارات، منها التأكيد على الحقوق الأساسية لمتلقي الخدمة الطبية أيا كان نوعها، والارتقاء بتنظيم هذه الحقوق، مع توحيد الإطار الحاكم للمسئولية المدنية والجنائية التي يخضع لها مزاولو المهن الطبية في صعيد واحد، بحسب ما جاء في بيان مجلس الوزراء.
يأتي مشروع القانون في ثلاث مواد إصدار بخلاف مادة النشر، التي نصت على أن يُنشر هذا القانون في الجريدة الرسمية، ويُعمل به من اليوم التالي لانقضاء ستة أشهر من تاريخ النشر، كما يأتي مشروع القانون في ثلاثين مادة موضوعية مقسمة إلى خمسة فصول، منها ما يتعلق بالتزامات مقدم الخدمة والمنشأة، والتعويض عن الأضرار الناجمة عن الأخطاء الطبية، وغيرها من مواد العقوبات لمن يخالف احكام هذا القانون.
وبين مشروع القانون ما يتعين على مقدم الخدمة الالتزام به، والأمور التي يحظر عليه الاتيان بها، كما سرد الحالات التي تنتفي فيها المسئولية الطبية.