دمر حياتنا.. ليبراسيون: الزايلازين أخطر مخدر يهدد فيلادلفيا الأميركية
تاريخ النشر: 25th, June 2023 GMT
وصفت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مادة "الزايلازين" (xylazine) الجديدة بأنها أكثر المخدرات تهديدا للولايات المتحدة على الإطلاق، لأنها تنتشر في جميع أنحاء البلاد، خاصة في منطقة كنسينغتون بفيلادلفيا.
وقالت صحيفة "ليبراسيون" (Liberation) الفرنسية في تقرير مطول لها إن منطقة كنسينغتون أصبحت منذ 15 عاما مرتعا للمواد الأفيونية، حيث حل الفنتانيل (مسكن الألم الصناعي الفعال) مكان الهيروين، وخلفه في التبادل داخل أكياس تباع بما بين 10 و15 دولارا، علما أن تأثيره أقوى بـ50 مرة من الهيروين، حسب الوكالة الفدرالية للوقاية من الأخطار الصحية، وقد ضاعف الإدمان 10 مرات، وزاد احتمال التعرض لأخطار الجرعة الزائدة.
وأوضحت الصحيفة أن الجرعة الزائدة من المواد المخدرة الممنوعة وحدها تقتل كل سنة ما يقدر بـ100 ألف شخص في الولايات المتحدة أكثر مما تقتله الأسلحة النارية وحوادث الطرق مجتمعتين، وأن أكبر نسبة من هذه الوفيات حدثت في فيلادلفيا سنة 2021، حيث بلغت ما يقارب 82%.
ومع ذلك -يوضح التقرير- فإن تفاقم الفنتانيل اليوم أصبح أهون الشرين في كنسينغتون، حيث أصبح هناك منشط آخر يتدفق من أيدي تجار المخدرات الذين يعملون في زوايا الشوارع أو حتى داخل محلات البقالة الموجودة أسفل المترو، ألا وهو الزايلازين.
والزايلازين مهدئ ومخدر للحيوانات حُوّل في السنوات الأخيرة من استخدامه القانوني ليصبح مكونا أساسيا لما يتعاطاه مستخدمو المنشطات عبر الحقن في فيلادلفيا، بل إن تعاطيه شمل 48 من 50 ولاية، حسب وكالة منع انتشار المخدرات الفدرالية.
وقد وصفته إدارة بايدن في منتصف أبريل/نيسان الماضي بأنه تهديد ناشئ للبلاد، مشيرة إلى أن الفنتانيل أصبح الآن أكثر فتكا بالمتعاطين بسبب إضافة الزايلازين إليه.
ونبه التقرير إلى أن إضافة الزايلازين للفنتانيل تؤدي إلى تدمير من يتعاطاه وتجعل عمليات الإنقاذ أكثر صعوبة في حالة تناول جرعة زائدة، بحيث لا يستجيب المتعاطي للترياق، وهو يسبب أحيانا قروحا على الأطراف قد تؤدي إلى بترها.
ويقول أنتوني (50 عاما) -الذي خضع لبرنامج لإزالة السموم- "أسوأ شيء هو هذه القروح التي تقضم اللحم والعظم".
ونقلت الصحيفة عن سيدة تدعى ماريون -التي نشأت وعاشت في حي كنسينغتون وبدأت تتعاطى هذا المخدر منذ 25 سنة- قولها "كان الأمر فظيعا بالفعل من قبل، وازداد سوءا ألف مرة، كانت تفوح رائحة اللحم الميت، والجميع يفقدون أذرعهم وأرجلهم وأصابعهم".
وأضافت أنها تمكنت لفترة وجيزة من أن تعيش حياة أسرية طبيعية وأصبح لديها طفلان، لكنها سرعان ما انتكست وعاشت تجربة السجن وتجربة النوم في الأماكن القذرة، كما عاشت تجربة فقدان أصدقائها بسبب الإدمان.
وقال مراسل الصحيفة إنه بمجرد أن وصل إلى تقاطع كنسينغتون رأى شابا يترنح في الشارع بسبب جرعة زائدة، قبل أن تحمله سيارة إسعاف، وفي الوقت نفسه سقطت امرأة في الشارع للسبب نفسه، كما سقط ثالث لا تزال حقنته عالقة في رقبته.
ويجوب متطوعون المكان للعثور على المدمنين وتنظيف القروح المنتشرة في أجسادهم لتنظيفها وعلاجها ولتوفير المأوى ووسائل النظافة والرعاية للضحايا.
وتقدم مجموعة من المبعوثين من الكنيسة الكاثوليكية الأوكرانية في فيلادلفيا الطعام ومستلزمات النظافة لمتعاطي المخدرات.
وأكد تقرير ليبراسيون أن حي كنسينغتون هجره سكانه من الطبقة المتوسطة البيضاء بعد أن تدهورت فيه الأحول الاقتصادية لتحل مكانها المجتمعات المحرومة، مما وفر الظروف الملائمة لتظهر الجريمة المنظمة، وتجذّر تعاطي المخدرات بشكل واضح وأخذ يتنامى معه عدد المستهلكين في الشارع حتى أنه يقال إن السلطات سعت عن وعي إلى جمع البؤس هنا لأن معظم سكان المنطقة من غير البيض، على حد تعبير التقرير.
وذكر التقرير أن رئيس جمعية الأحياء المحلية إدواردو إسكيفيل شجب التسامح المبالغ فيه للتداول الحر للمخدرات في المنطقة، ويرى في ذلك علامة على وجود "عنصرية منهجية"، خاصة أن الأحياء المجاورة تحسنت أحوالها وامتلأت بشقق سكنية جديدة تضاعفت قيمتها أحيانا في غضون 5 سنوات.
في المقابل، لم تزدهر في كنسينغتون إلا المصائب حتى أن السكان يسخرون من خطب الوعظ التي يقدمها المرشحون لخلافة العمدة ومن وعودهم "باستعادة السيطرة على أحياء المدينة" من خلال نشر الشرطة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
جالانت يكشف: صورة "النفق الضخم" في محور فيلادلفيا كانت خدعة إعلامية من الجيش الإسرائيلي
فجّر وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف جالانت مفاجأة من العيار الثقيل، بعدما كشف أن الصورة الشهيرة التي نشرها الجيش الإسرائيلي لنفق ضخم في محور فيلادلفيا جنوب قطاع غزة، كانت مفبركة ولا تمت للحقيقة بصلة، مؤكدًا أن ما تم تصويره لم يكن نفقًا كما زُعم، بل خندق بسيط لا يتجاوز عمقه مترًا واحدًا.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن جالانت تأكيده أن الصورة استخدمت لأغراض دعائية وسياسية، وأنه لم يُعثر أصلًا على أي نفق ضخم في المنطقة كما تم الترويج، بل تم تصوير قناة صرف مياه بسيطة على أنها نفق للمقاومة الفلسطينية، في محاولة لتضخيم أهمية محور فيلادلفيا وخلق رواية أمنية مضللة.
جيش الاحتلال: نقوم بتوسيع محور "موراج" الفاصل بين خان يونس ورفح الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي يصعّد عدوانه في الضفة الغربية.. تفجير منازل واعتقالات وهدم عمارة سكنية هدف دعائي لتأخير صفقة تبادل الأسرىوأوضح وزير الدفاع السابق أن الغرض من نشر الصورة، التي أثارت جدلًا واسعًا حينها، كان تسويق وجود أنفاق تحت محور فيلادلفيا، وذلك بهدف المبالغة في أهمية الطريق من الناحية الأمنية، فضلًا عن تأخير صفقة تبادل المحتجزين مع حركة حماس، من خلال الإيحاء بوجود إنجازات ميدانية نوعية.
تعود الصورة التي أشار إليها جالانت إلى أغسطس الماضي، حين نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، وزعمت أن الجيش اكتشف نفقًا ضخمًا تابعًا للمقاومة الفلسطينية، يبلغ ارتفاعه عدة أمتار ويتكون من 3 طوابق، وهو ما تم وصفه حينها بـ "الإنجاز العسكري غير المسبوق".
خداع إعلامي برعاية الجيش الإسرائيليفي التفاصيل، أظهرت الصورة المتداولة مركبة عسكرية إسرائيلية تخرج من النفق، في مشهد بدا دراميًا، زعمت تل أبيب من خلاله أنها تسيطر على أهم ممرات التهريب إلى قطاع غزة.
إلا أن جالانت صرّح الآن بأن ما صُور لم يكن إلا قناة تصريف مياه عادية، وقد تم تضليل الجمهور والإعلام بها.
وأكد الوزير السابق أن محور فيلادلفيا لم يكن يحتوي على شبكة أنفاق كما رُوّج، مشيرًا إلى أن تصويره كمعبر رئيسي لتهريب السلاح إلى قطاع غزة هو أمر بعيد عن الواقع، ويخدم أجندات سياسية وأمنية محددة أكثر مما يخدم الحقيقة أو التقييم العسكري الموضوعي.
ردود فعل متوقعةومن المتوقع أن تُحدث هذه التصريحات ردود فعل قوية داخل إسرائيل وخارجها، لا سيما من قبل وسائل الإعلام التي اعتمدت الصورة كدليل ميداني، وكذلك من قبل عائلات الأسرى والمحتجزين، الذين اعتبروا أن تلك الخدعة الإعلامية كانت سببًا في تأخير إطلاق سراح أبنائهم.
تأتي تصريحات جالانت في وقت تتصاعد فيه الانتقادات للقيادة العسكرية الإسرائيلية بسبب فشلها في تقديم صورة دقيقة للواقع الميداني في قطاع غزة، مع تزايد الضغوط الشعبية والسياسية للكشف حقيقة الوضع الأمني على الأرض بعيدًا عن الدعاية الرسمية.