بسبب القوائم.. أجانب يواجهون قرارات عصيبة للخروج من معبر رفح
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
"قال زوجي: إذهبي وأنقذي نفسك وابنك، هذا أهم شيء"، تتذكر الأميركية، جانا، التي كان اسمها ضمن قائمة الأجانب المسموح لهم بمغادرة قطاع غزة عبر رفح إلى مصر.
هذه القائمة وفق صحيفة وول ستريت جورنال باتت "مصدر أمل ويأس وارتباك" لمئات الأسر الأجنبية التي تريد الفرار من القطاع وسط أهوال الحرب.
من بين هؤلاء الشقيقتان الأميركيتان، جانا ومينا تمراز، اللتان وجدتها اسميهما في القائمة على معبر رفح الخميس الماضي، لكن القائمة خلت من أسماء والديهما وإخوتهما وزوج جانا، وهم ليسوا مواطنين أميركيين.
قالت جانا للصحيفة، بينما تحتضن ابنها البالغ من العمر ثلاثة أشهر في أحد فنادق القاهرة، بعد أن تركت بقية أفراد أسرتها في غزة: "أجسادنا هنا، لكن قلوبنا معهم".
وتشير الصحيفة إلى قصة نهى، وهي من بنسلفانيا، التي ظهر اسمها في قائمة يوم الخميس. انتظرت نهى حتى يوم الجمعة ليظهر اسما شقيقتها وزوجها في القائمة، ثم توجهت إلى رفح معهما ومع أطفالها.
وتقول الصحيفة إن هؤلاء من بين العديد من الأشخاص الذين أرادوا الفرار من الحرب، لكنهم يواجهون صعوبات بيروقراطية جعلت عملية اختيار من سيمر من المعبر أكثر صعوبة.
وزاد الأمر صعوبة تعليق فتح المعابر منذ صباح السبت، بعدما قررت حركة حماس إغلاقه ما لم توافق إسرائيل على المرور الآمن لسيارات الإسعاف المتجهة إلى القطاع، لكنها أعلنت ، الاثنين، إعادة فتحه لإجلاء الأجانب ومزدوجي الجنسية.
وفضلا عن الإجراءات المعقدة لاختيار المسافرين، فإن عملية الخروج نفسها تنطوي على مخاطر، وقد تعرض معبر رفح نفسه لإطلاق النار 3 مرات على الأقل، في الفترة التي سبقت فتحه أمام المساعدات الإنسانية، ووقع انفجار هناك الخميس، وفقا لأميركي كان ينتظر العبور.
وفي الطريق إلى رفح، تعرضت الحافلة التي كانوا تستقلها نهى وعائلتها لإطلاق النار. واضطروا إلى الركض لمدة نصف ساعة للوصول إلى المستشفى، بحسب ابن أخيها عبد الهادي.
وقال ابن أخيها إن إحدى بناتها أصيبت بالرصاص في ظهرها، واضطرت ابنة أخرى إلى بتر أصابعها بسبب إصاباتها. وقالت وزارة الخارجية إنها تتابع الأمر مع الأسرة.
وتشير الصحيفة إلى أنه في الأيام الثلاثة الأولى من تشغيله، مر حوالي 1027 مواطنا مزدوج الجنسية عبر المعبر.
وكشف جوناثان فاينر، نائب مستشار الأمن القومي، خلال مقابلة، الأحد، أن 300 أميركي غادروا قطاع غزة خلال الأيام القليلة الماضية، لكنه أكد أن هناك آخرين لا يزالون عالقين هناك، في ظل غلق المعبر مجددا.
وبدأت عملية خروج الأجانب ومزدوجي الجنسية من قطاع غزة، الأربعاء الماضي، بالتزامن مع إجلاء عشرات الجرحى الفلسطينيين عبر معبر رفح، لكنها توقفت السبت بعد ضربة إسرائيلية، الجمعة، لسيارات إسعاف في غزة كانت تستخدم لنقل المصابين، بحسب تعليقات مصرية رسمية.
ومعبر رفح المؤدي إلى شبه جزيرة سيناء في مصر منفذ الخروج الوحيد من غزة الذي لا تسيطر عليه إسرائيل. وقال اثنان من المصادر إن شاحنات المساعدات لا تزال قادرة على الدخول إلى غزة.
وإذا أعيد فتح الحدود، بالمعدل الحالي، ودون أي تأخيرات أخرى، فسوف يستغرق الأمر ثلاثة أسابيع لمرور جميع أولئك الذين يستوفون معايير الخروج، وفق وول ستريت جورنال.
وعن التعقيدات الحالية في مرور الأسر بجميع أفرادها، قال مسؤولون أميركيون إنهم حاولوا إدارج الأسر معا في القوائم، لكن الولايات المتحدة لا تسيطر على السجلات. وقال جوناثان ويبستر، القنصل العام الأميركي في القاهرة: "لا نريد أن نرى أو نشجع على تقسيم أفراد الأسرة". وأضاف أن "العملية ستستمر حتى يغادر كل من يريد المغادرة".
واتصلت العائلات العالقة بالبعثات الأميركية في القاهرة وتل أبيب والقدس للحصول على أسماء إضافية، وكان موظفوها يعملون ساعات إضافية في محاولة لتلبية الطلبات.
وقال همام اليازجي، إن ابنه البالغ من العمر 4 سنوات، وهو المواطن الأميركي الوحيد في الأسرة، ظهر على القائمة يوم الخميس.
وكان من المستحيل على الصبي أن يذهب بمفرده، لذلك انتظرت الأسرة المكونة من أربعة أفراد بفارغ الصبر يوما آخر قبل أن تظهر أسماؤهم جميعا ويعبرون. ومع ذلك، كانت أسماء أجداد الصبي مفقودة. وقال اليازجي: "لا أعرف إذا كنت محظوظا أم لا"
وساعد المسؤولون الأميركيون صبيا أميركيا، يبلغ من العمر 17 عاما، وصل إلى القاهرة قادما من غزة دون والديه، اللذين بقيا في القطاع.
وقال العديد ممن وصلوا إلى مصر، أواخر الأسبوع الماضي، إنهم يريدون البقاء هناك حتى ينضم إليهم أفراد عائلاتهم الآخرين، لكن الحكومة المصرية لم تمنح الأشخاص الذين تم إجلاؤهم سوى تأشيرات لمدة 3 أيام، وفق الصحيفة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: معبر رفح
إقرأ أيضاً:
تامنصورت المدينة النموذجية التي أبعدوها عن الحضارة بسبب التهميش المتعمد من شركة العمران بجهة مراكش
شعيب متوكل
لا تزال شركة العمران الجهوية مراكش آسفي ، تواجه موجة من الانتقادات الواسعة من سكان مدينة تامنصورت وما يحيط بها من دواوير جماعة حربيل ، بسبب سياسة التهميش التي تنهجها الشركة مع الساكنة حيث أن التماطل في الوفاء بما وعدوا به هو شعار المرحلة الماضية وحتى الحاضرة .
وكما جاء على لسان سكان مدينة تمنصورت أن الشركة وعدتهم بحلول عاجلة لتيسير الخدمات الأساسية الضرورية للحياة، ممثلة في البنى التحتية للمنطقة، و المساحات الخضراء كمتنفس لهم، وملاعب كرة القدم، والمؤسسات التعليمية، والمواصلات العمومية….).
ليجد سكان المنطقة نفسهم أمام مدينة تحيطها مطارح النفايات وأصحاب الخرذة والدواوير العشوائية.
استيقظ سكان تامنصورت من الحلم جميل بجعل تامنصورت مدينة نموذجية بمواصفات رفيعة ، إلا أن الواقع يكشف المستور ويعكس الحقيقة، ليجد السكان نفسهم أمام غياب واضح للمساحات الخضراء وملاعب القرب التي هي من حق الساكنة ،و حتى الإنارة العمومية في حالة متدهورة بل غير موجودة في بعض الأماكن. دون رقابة من شركة العمران بمدينة مراكش.
حتى عدد الحافلات و سيارات الأجرة المخصصة للمنطقة غير كافية لعدد السكان المتواجدون. مما فسح المجال أمام وسائل النقل الغير المقننة لتملا الفراغ.
كل هذه المساحات التي اشترتها شركة العمران بمنطقة حربيل وعملت على جعلها مشروعا ناجحا بامتياز، باءت بالفشل الذريع، بسبب سوء التدبير من الشركة وضعف التواصل مع الساكنة من قبل مدير شركة العمران. الذي باع الوهم لفئة من الناس كانت تطمح للسكن في مدينة يتوفر فيها كل مقومات الحياة الأساسية على الأقل.
والدليل على هذا الفشل أن هناك عدة منازل داخل بعض الأشطر لا تزال مهجورة، لا يسكنها إلا المتشردون والمدمنون على المخدرات ليلا ليجعلوا منها مكانا للجلسات الخمرية وما يصاحبها.
والشكايات التي توصلت بها جريدة مملكة بريس تؤكد ذلك، مفادها أن بعص السكان تعرضوا للسرقة بالسلاح الأبيض مرارا وتكرارا، خصوصا في الصباح حين يضطرون للخروج باكرا للعمل بسبب قلة المواصلات والكثافة السكانية. وهذا جعلهم غير أمنين على أنفسهم وأولادهم في مكان أصبحوا يتمنون الرحيل منه.